أول من أسلم وقصة إسلام أبي ذر رضي الله عنه

بواسطة | مشرف النافذة
2005/04/06

روى ابن إسحاق عن إياس بن عُفيف عن أبيه عفيف – وكان عفيف أخا الأشعث بن قيس لأمه – أنه قال:
كنت امرءاُ تاجراً، فقدمت (منىً) أيام الحج، وكان العباس بن عبد المطلب امرءاً تاجراً، فأتيته أبتاع منه.
قال: فبينا نحن إذ خرج رجل من خباء، فقام يصلي تجاه الكعبة، ثم خرجت امرأة فقامت تصلي، وخرج غلام فقام يصلي معه.
فقلت: يا عباس! ما هذا الدين ؟! إن هذا الدين ما أدري ما هو؟!
فقال: هذا محمد بن عبد الله يزعم أن الله أرسله، وأن كنوز كسرى وقيصر ستفتح عليه، وهذه امرأته خديجة بنت خويلد آمنت به، وهذا الغلام ابن عمه علي بن أبي طالب آمن به.
قال عفيف: فليتني كنت آمنت يومئذٍ فكنت أكون رابعاً.
وفي رواية عنه قال:
إذ خرج رجل من خباء قريب منه، فنظر إلى الشمس، فلما رآها قد مالت قام يصلي … ثم ذكر قيام خديجة وراءه.
وروى ابن جرير بسنده عن يحيى بن عفيف [عن عفيف] قال:
جئت زمن الجاهلية إلى (مكة)، فنزلت على العباس بن عبد المطلب، فلما طلعت الشمس، وحلقت في السماء – وأنا أنظر إلى الكعبة – أقبل شاب، فرمى ببصره إلى السماء، ثم استقبل الكعبة، فقام مستقبلها، فلم يلبث حتى جاء غلام فقام عن يمينه، فلم يلبث حتى جاءت امرأة فقامت خلفهما، فركع الشاب، فركع الغلام والمرأة، فرفع الشاب، فرفع الغلام والمرأة، فخر الشاب ساجداً، فسجدا معه.
فقلت: يا عباس! أمر عظيم! فقال: أمر عظيم؟! أتدري من هذا؟ فقلت: لا. فقال: هذا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب؛ ابن أخي . أتدري من الغلام؟ قلت: لا. قال: هذا علي بن أبي طالب- رضي الله عنه – أتدري من هذه المرأة التي خلفهما؟ قلت: لا. قالت: لا. قال: هذه خديجة بنت خويلد زوجة ابن أخي. وهذا حدثني أن ربك رب السماء والأرض أمره بهذا الذي تراهم عليه، وايم الله؛ ما أعلم على ظهر الأرض كلها أحداً على هذا الدين غير هؤلاء الثلاثة.
وروى ابن جرير أيضاً عن ابن عباس قال:
أول من صلى عَلِيّ.
وعن جابر قال:
بُعث النبي صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين، وصلى عليٌُّ يوم الثلاثاء.
وعن زيد بن أرقم قال:
أول من أسلم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب.
قال: [عمرو بن مرة]: فذكرته للنخعي، فأنكره، وقال: أبو بكر أول من أسلم.
وقال آخرون: أول من أسلم هذه الأمة أبو بكر الصديق.
والجمع بين الأقوال كلها: إن خديجة أول من أسلمت من النساء- وظاهر السياقات- وقبل الرجال أيضاً.
وأول من أسلم من الموالي زيد بن حارثة.
وأول من أسلم من الغلمان علي بن أبي طالب؛ فإنه كان صغيراً دون البلوغ على المشهور، وهؤلاء كانوا إذ ذاك أهل البيت.
وأول من أسلم من الأحرار أبو بكر الصديق، وإسلامه كان أنفع من إسلام من تقدم ذكرهم؛ إذ كان صدراً معظماً، ورئيساً في قريش مكرماً، وصاحب مال، وداعية إلى الإسلام، وكان محبباً متألفاً، يبذل المال في طاعة الله ورسوله.
وقد ثبت في ((صحيح البخاري)) عن أبي الدرداء في حديث ما كان بين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما من الخصومة، وفيه: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
((إن الله بعثني إليكم، فقلتم: كذبتَ. وقال أبو بكر: صدق. وواساني بنفسه وماله. فهل أنتم تاركو لي صاحبي؟ (مرتين) )). فما أوذي بعدها.
وهذا كالنص على أنه أول من أسلم رضي الله عنه.
وقد روى الترمذي وابن حبان عن أبي سعيد قال:
قال ابو بكر الصديق رضي الله عنه: ألست أحق الناس بها؟ ألست أول من أسلم؟ ألست صاحب كذا؟
وقد تقدم رواية ابن جرير عن زيد بن أرقم قال:
أول من أسلم علي بن أبي طالب.
قال عمرو بن مرة: فذكرته لإبراهيم النخعي، فأنكره، وقال: أول من أسلم أبو بكر الصديق رضي الله عنه.
وهذا هو المشهور عن جمهور أهل السنة.
وثبت في ((صحيح البخاري)) عن عمار بن ياسر قال:
رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وما معه إلا خمسة أعبد، وامرأتان، وأبو بكر.
وروى الإمام أحمد وابن ماجه عن ابن مسعود قال:
أول من أظهر الإسلام سبع: رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبو بكر، وعمار، وأمه سمية، وصهيب، وبلال، والمقداد.
فأما رسول الله صلى الله عليه وسلم فمنعه الله بعمه، وأما أبو بكر فمنعه الله بقومه، وأما سائرهم؛ فأخذهم المشركون، فألبسوهم أدرع الحديد، وصهروهم في الشمس، فما منهم من أحد إلا وقد واتاهم على ما ارادوا؛ إلا بلالاً؛ فإنه هانت عليه نفسه في الله، وهان على قومه، فأخذوه، فأعطوه الولدان، فجعلوا يطوفون به في شعاب (مكة) وهو يقول: أحد أحد.
وثبت في ((صحيح مسلم)) من حديث أبي أمامة عن عمرو بن عبسة السلمي رضي الله عنه قال:
أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في أول ما بعث وهو بـ(مكة)، وهو حينئذ مستخف، فقلت: ما أنت؟ قال: ((أنا نبي)). فقلت: وما النبي؟ قال: ((رسول الله)). قلت: الله أرسلك؟ قال: ((نعم)). قلت: بم أرسلك؟ قال:
((أن تعبد الله وحده لا شريك له، وتكسر الأصنام، وتوصل الأرحام)).
قال: قلت: نِعْمَ ما أرسلت به، فمن تبعك على هذا؟
قال: ((حر وعبد)). يعني: أبا بكر وبلالاً.
قال: فكان عمرو يقول: لقد رأيتني وأنا ربع الإسلام.
قال: فأسلمت. قلت: فاتبعك يا رسول الله؟ قال: ((لا؛ ولكن الحقْ بقومك؛ فإذا أخبرت أني قد خرجت فاتبعني)).
ويقال: إن معنى قوله عليه السلام: ((حر وعبد)) اسم جنس، وتفسير ذلك بأبي بكر وبلال فقط فيه نظر؛ فإنه قد كان جماعة أسلموا قبل عمرو بن عبسة، وقد كان زيد بن حارثة أسلم قبل بلال أيضا، فلعله أخبر أنه ربع الإسلام بحسب علمه، فإن المؤمنين كانوا إذ ذاك يستسرون بإسلامهم، لا يطلع على أمرهم كثير أحد من قراباتهم، دع الأجانب، دع أهل البادية من الأعراب. والله أعلم.
وفي ((صحيح البخاري)) عن سعد بن أبي وقاص:
((ما أسلم أحد[إلا] في اليوم الذي أسلمت فيه، ولقد مكثت سبعة أيام، وإني لثلث الإسلام)).
أما قوله: ((ما أسلم أحدٌ في اليوم الذي أسلمت فيه)) فسهل، ويروى: ((إلا في اليوم الذي أسلمت فيه))، وهو مشكل؛ إذ يقتضي أنه لم يسبقه أحد بالإسلام، وقد علم أن الصديق وعلياً وخديجة وزيد بن حارثة أسلموا قبله؛ كما قد حكى الإجماع على تقدم إسلام هؤلاء غير واحد؛ منهم ابن الأثير.
ونص أبو حنيفة رضي الله عنه على أن كلاً من هؤلاء أسلم قبل أبناء جنسه. والله أعلم.
وأما قوله: ((ولقد مكثت سبعة أيام وإني لثلث الإسلام)) فمشكل، وما أدري على ماذا يوضع عليه؟! إلا أن يكون أخبر بحسب ما علمه. والله أعلم.
وروى الطيالسي وأحمد والحسن بن عرفة عن ابن مسعود قال:
كنت غلاماً يافعاً أرعى غنماً لعقبة بن أبي معيط بـ(مكة)، فأتى عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر، وقد فرا من المشركين، فقال – أو : فقالا – : عندك يا غلام! لبن تسقينا؟ قلت: إني مؤتمن، ولست بساقيكما. فقال: هل عندك من جذعة لم ينزُ عليها الفحل بعد؟ قلت: نعم. فأتيتهما بها، فاعتقلها أبو بكر، وأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم الضرع ودعا، فحفل الضرع، وأتاه أبو بكر بصخرة متقعرة فحلب فيها، ثم شرب هو وأبو بكر، ثم سقياني، ثم قال للضرع: اقلص. فقلص.
فلما كان بعد أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: علمني من هذا القول الطيب. يعني القرآن، فقال:
((إنك غلام معلّم)).
فأخذت من فيه سبعين سورة؛ ما ينازعني فيها أحد.
{mospagebreak}

:روى البيهقي عن الحاكم بسنده عن أبي ذر قال
كنت ربع الإسلام، أسلم قبلي ثلاثة نفر، وأنا الرابع، أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: السلام عليك يا رسول الله! أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله. فرأيت الاستبشار في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
هذا سياق مختصر.
وقد رواه البخاري عن ابن عباس قال:
لما بلغ أبا ذر مبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأخيه: اركب إلى هذا الوادي؛ فاعلم لي علم هذا الرجل الذي يزعم أنه نبي يأتيه الخبر من السماء، فاسمع من قوله ثم ائتني.
فانطلق الأخ، حتى قدمه وسمع من كلامه، ثم رجع إلى أبي ذر فقال له: رأيته يأمر بمكارم الأخلاق، وكلاماً ما هو بالشعر.
فقال: ما شفيتني ما أردت.
فتزود وحمل شنّة له فيها ماء، حتى قدم (مكة)، فأتى المسجد، فالتمس رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يعرفه، وكره أن يسأل عنه، حتى أدركه بعض الليل، فرآه علي فعرف أنه غريب، فلما رآه تبعه، ولم يسأل واحد منهما صاحبه عن شيء حتى أصبح، ثم احتمل قربته وزاده إلى المسجد، وظل ذلك اليوم ولا يراه النبي صلى الله عليه وسلم حتى أمسى، فعاد إلى مضجعه، فمر به عليّ فقال: أما آن للرجل أن يعلم منزله؟ فأقامه، فذهب به معه، لا يسأل واحد منهما صاحبه عن شيء.
حتى إذا كان يوم الثالث فعاد عليّ على مثل ذلك، فأقام معه، فقال: ألا تحدثني بالذي أقدمك؟ قال: إن أعطيتني عهداً وميثاقاً لترشدني فعلت. ففعل، فأخبره. قال: فإنه حق، وإنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا أصبحت فاتبعني، فإني إن رأيت شيئاً أخاف عليك؛ قمت كأني أريق الماء. وإن مضيت فاتبعني حتى تدخل مدخلي. ففعل، فانطلق يقفوه حتى دخل على النبي صلى الله عليه وسلم ، ودخل معه، فسمع من قوله، وأسلم مكانه، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم :
((ارجع إلى قومك فأخبرهم حتى يأتيك أمري)).
فقال: والذي نفسي بيده؛ لأصرخن ما بين ظهرانيهم. فخرج حتى أتى المسجد، فنادى بأعلى صوته: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله. ثم قام القوم، فضربوه حتى أضجعوه، فأتى العباس، فأكب عليه، فقال: ويلكم!
ألستم تعلمون أنه من غفار؛ وأن طريق تجارتكم إلى الشام؟! فأنقده منهم.
ثم عاد من الغد لمثلها، فضربوه وثاروا إليه، فأكب العباس عليه.
هذا لفظ البخاري.
وقد جاء إسلامه مبسوطاً في ((صحيح مسلم)) وغيره، فروى أحمد عن عبد الله بن الصامت قال: قال أبو ذر:
خرجنا من قومنا غفار – وكانوا يحلون الشهر الحرام – أنا وأخي أنيس وأمّنا، فانطلقنا حتى نزلنا على خال لنا ذي مال وذي هيئة، فأكرمنا خالنا، وأحسن إلينا، فحسدنا قومه، فقالوا له: إنك إذا خرجت عن أهلك خلفك إليهم أنيس. فجاء خالنا فنثى عليه ما قيل له، فقلت له: أما ما مضى من معروفك؛ فقد كدرته، ولا جماع لنا فيما بعد.
قال: فقربنا صرمتنا فاحتملنا عليها، وتغطى خالنا ثوبه، وجعل يبكي.
قال: فانطلقنا حتى نزلنا بحضرة (مكة)، قال: فنافر أنيس رجلا عن صرمتنا وعن مثلها، فأتيا الكاهن، فخيّر أنيساً، فأتانا بصرمتنا ومثلها.
وقد صليت يا ابن أخي! قبل أن ألقى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث سنين.
قال: قلت: لمن؟ قال: لله. قال: فأين توجه؟ قال: حيث وجهني الله. قال: وأصلي عشاء، حتى إذا كان من آخر الليل أُلقيت كأني خفاء حتى تعلوني الشمس.
قال: فقال أنيس: إن لي حاجة بمكة، فاكفني حتى آتيك.
قال: فانطلق فراث عليّ، ثم أتاني، فقلت: ما حبسك؟ قال: لقيت رجلاً يزعم أن الله عز وجل أرسله على دينك. قال: فقلت: ما يقول الناس له؟ قال: يقولون: إنه شاعر وساحر وكاهن. وكان أنيس شاعراً.
قال: فقال: قد سمعت قول الكاهن، فما يقول بقولهم، وقد وضعت قوله على أقراء الشعر، فوالله؛ ما يلتئم لسان أحد أنه شعر، والله ؛ إنه لصادق، وإنهم لكاذبون.
قال: فقلت له: هل أنت كافيّ حتى أنطلق فانظر؟ قال: نعم، وكن من أهل (مكة) على حذر؛ فإنهم قد شنفوا له، وتجهموا له.
قال: فانطلقت حتى قدمت (مكة)، فتضعفت رجلاً منهم، فقلت: أين هذا الرجل الذي تدعونه الصابئ؟ قال: فأشار إلي. قال: الصابئ. قال: فمال أهل الوادي عليّ بكل مدَرَةٍ وعظم، حتى خررت مغشياً عليّ، فارتفعت حين ارتفعت كأني نُصُب أحمر.
فأتيت زمزم فشربت من مائها، وغسلت عني الدم، ودخلت بين الكعبة وأستارها، فلبثت به ابن أخي! ثلاثين من بين يوم وليلة، وما لي طعام إلا ماء زمزم، فسمنت حتى تكسرت عكن بطني، وما وجدت على كبدي سُخفة جوع.
قال: فبينا أهل (مكة) في ليلة قمراء إضحيان، فضرب الله على أصمخة أهل (مكة)، فما يطوف بالبيت غير امرأتين، فأتتا عليّ وهما تدعوان (إساف) و(ونائلة)، فقلت: أنكحوا أحدهما الآخر! فما ثناهما ذلك، قال: فأتتا عليّ، فقلت: وهنّ مثل الخشبة. غير أني لم أُكن.
قال: فانطلقتا تولولان وتقولان: لو كان ههنا أحد من أنفارنا!
قال: فاستقبلهما رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وهما هابطان من الجبل، فقال: ((ما لكما؟)). فقالتا: الصابئ بين الكعبة وأستارها. قالا: ((ما قال لكما؟)). قالتا: قال لنا كلمة تملأ الفم!
قال: فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم هو وصاحبه حتى استلم الحجر، فطاف بالبيت، ثم صلى.
قال: فاتيته، فكنت أول من حياه بتحية أهل الإسلام، فقال:
((عليك السلام ورحمة الله، ممن أنت؟)).
قال: قلت: من غفار. قال: فأهوى بيده فوضعها على جبهته. قال: فقلت في نفسي: كره أن انتميت إلى غفار. قال: فأردت أن آخذ بيده، فقدعني صاحب، وكان أعلم به مني، قال:
((متى كنت ههنا؟)).
قال: قلت: كنت ههنا منذ ثلاثين من بين ليلة ويوم. قال:
((فمن كان يطعمك؟)).
قلت: ما كان إلا ماء زمزم، فسمنت حتى تكسرت عكن بطني، وما وجدت على كبدي سخفة جوع. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
((إنها مباركة، وإنها طعام طُعم)).
قال: فقال أبو بكر: ائذن لي يا رسول الله! في طعامه الليلة. قال: ففعل.
قال: فانطلق النبي صلى الله عليه وسلم ، وانطلق أبو بكر، وانطلقت معهما، حتى فتح أبو بكر باباً، فجعل يقبض لنا من زبيب الطائف. قال: فكان ذلك أول طعام أكلته بها، فلبثت ما لبثت، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((إني قد وجّهت إلى أرض ذات نخل، ولا أحسبها إلا (يثرب) فهل أنت مبلغ عني قومك؛ لعل الله عز وجل ينفعهم بك ويأجرك فيهم؟)).
قال: فانطلقت حتى أتيت أخي أنيساً، قال: فقال لي: ما صنعت؟ قال: قلت: إني صنعتُ أني أسلمتُ وصدّقت. قال: قال: فما لي رغبة عن دينك؛ فإني قد أسلمت وصدقت.
ثم أتينا أمنا، فقالت: ما بي رغبة عن دينكما؛ فإني قد أسلمت وصدّقت.
فتحملنا حتى أتينا قومنا (غفاراً) ، فأسلم بعضهم قبل أن يقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم (المدينة)، وكان يؤمهم خفاف بن إيماء بن رحضة، وكان سيدهم يومئذ، وقال بقيتهم: إذا قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم أسلمنا. فقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم (المدينة)، فأسلم بقيتهم.
قال: وجاءت (أسلم)، فقالوا: يا رسول الله! إخواننا؛ نسَلّم على الذي أسلموا عليه. فأسلموا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( (غفار) غفر الله لها، و(أسلم) سالمها الله)).
ورواه مسلم نحوه، وقد روى قصة إسلامه على وجه آخر، وفيه زيادات غريبة. فالله أعلم.

بحث سريع