قدوم الهادي إلى صعدة

بواسطة | د. حسن خضيري أحمد
2005/04/10
انتهز يحيى بن الحسين (1) فرصة ضعف الدولة العباسية ، وعدم استقرار الأمور بها وعول على الدعوة لنفسه بالإمامة ، وهو الأمر الذي لم يتيسر تحقيقه لجده القاسم (2)
فعمد إلى إعلان الثورة في طبرستان (3) ، بعيدا عن أعين العباسيين ، وحيث تتوافر لدعوته الحماية والأمن في تلك البلاد ، لأن طبيعتها الجبلية، وبعدها عن حاضرة الخلافة ، يحول دون إرسال جيوش العباسيين إليها ، كما أن مذهب جده القاسم كان منتشراً في هذه المنطقة عن طريق الدعاة ، وقد أثمرت جهود هؤلاء الدعاة ، فظهرت في طبرستان ( الممتدة بين جبال البرز، وساحل بحر قزوين الجنوبي ) دولة علوية حكمها الداعي الحسن بن زيد سنة( 250هـ/ 864 م ) (4) ، غير أن الزيدية لم تعترف به إماماً(5) ، لأنه لم يستوف شروط الإمامة ، وهي العلم والزهد والسياسة(6).
ومهما يكن من أمر فقد خرج يحيى بن الحسين إلى طبرستان ووصل آمل (7) في جماعة من آل الرسى فيهم أبوه ، وأعمامه ، وبعض بني عمه ، وفريق من الموالي (8) ، وبالغ أبوه وعمه في إحاطته بمظاهر التقدير وإظهاره إماماً ، واجب الطاعة، يقول الناطق بالحق (9):"… ولم أسمع بأنه بلغ من تعظيم بشر لإنسان ما كان من تعظيم أبيه وعمومته له.. ولم يكونوا يخاطبونه إلا بالإمام " .
لما وصل يحيى بن الحسين وجماعته آمل ، التف حولهم أنصارهم وشيعتهم من أهل طبرستان، يقول المحلي: (10) "… وامتلأ الخان بالناس ، حتى كاد السطح يسقط وعلا صيته .." ولما وصل إلى محمد بن زيد حاكم طبرستان نبأ وصول يحيى بن الحسين توجس منه خيفة لما بلغه من أمره ، والتفاف الأنصار من حوله ، فأرسل إليه وزيره الحسن بن هشام كي يصرفه من البلاد (11)، ويبدو أن الحسن بن هشام كان يحمل تهديدا إلى يحيى بن الحسين ، مما جعله يوضح له سلامة قصده ، يقول يحيى بن الحسين (12) : … ما جئنا ننازعكم أمركم ، ولكن ذكر لنا أن لنا في هذه البلدة شيعة وأهلاً، فقلنا عسى الله أن يفيدهم منا ..".
لما رأى يحيى بن الحسين أنه من المتعذر عليه أن يمكن لنفسه في طبرستان بعد أن وصله تهديد أميرها ، عول على تركها، قال الناطق بالحق(13) : "… وخرجوا مسرعين وثيابهم عند القصَّار، وخفافهم عند الإسكاف ".
كان يحيى بن الحسين يطمح إلى جعل طبرستان مركزاً ينطلق منه في خروجه على العباسيين. ويتولى فيه الإمامة، غير أنه أخفق في محاولته لسيطرة محمد بن زيد عليها وكثرة أنصاره فيها .
على أن رحلته إلى طبرستان ، وإن كانت قد أخفقت إلا أنها لم تخرج عن نتائج بالغة الأهمية فمن خلالها استطاع أن يلتقي بشيعة جده القاسم وأن يجذب إلى دعوته الكثير من الأنصار المخلصين ، الذي هاجروا إليه فيما بعد، وكانوا من أخلص المقاتلين في معاركه ضد أعدائه في اليمن .
تطلع يحيى بن الحسين بعد أن أخفق في رحلته إلى طبرستان إلى الاتجاه نحو الجنوب، ولم تكن الأوضاع المضطربة في اليمن خافية عنه ، فقد انتشر ذكره في الكثير من بلاد ، وعلا صيته في الأقطار (14) ، وتذكر المصادر أنه خرج إلى اليمن سنة (280هـ/893م)، وهي الرحلة الاولى (15) ، فوصل إلى الشرفة (16) من بلاد نهم بالقرب من صنعاء (17)
، وأذعن له الناس بالطاعة إذا كان خروجه باستدعائهم ، (18) وكان بصحبته علي بن العباس الحسني (19)، فلبث فيهم مدة يسيرة (20) ، حتى ظهر له منهم الخلاف لأوامره الموافقة لأمور الشريعة (21) ، فانصرف راجعاً إلى الحجاز (22) .
أما عن سبب خروجه إلى اليمن ، فقد ذكر مؤلف سيرة الهادي (23) ، أن الدعام بن إبراهيم أول من استقدم ، يحيى بن الحسين من الحجاز ، يتجلى ذلك في قول الدعام : "… أما أنا فأول من اجتلب هذا الرجل ، وأخرجه من بلده ، وأرسل إليه حين قدم إلى هذا البلد .. " بينما يذكر الناطق بالحق (24) أن أبا العتاهية الهمداني (25) ، راسل الهادي ، وهو بالمدينة بأن يحضر إليمن ليبايعه وتسلم الأمر منه .
ويذكر الخزرجي (26) أنه كان على ديوان أبي العتاهية وزير يقال له محمد بن أحمد بن أبي عباد التميمي (27) ، كان يميل إلى الهادي ، ومذهبه ومن القائلين بإمامته ، ولما رأى أبو العتاهية اضطراب الأمور عليه في صنعاء ، استشار وزيره ابن عباد فأشار عليه بقوله : " تبعث إلى شريف ينزل بالرس (28) يقال له يحيى فلعل الله ينجيك به فراسله " . أما ابن الحسين (29) ، فقد ذكر لنا أن سبب خروج الهادي " أن بني فطيمة بن خولان صعدة ، خرجوا إلى الهادي بالرس من أرض الحجاز ، فاستدعوه للخروج ، وملكوه أرضهم" .
وإذا ما ناقشنا هذه الأسباب التي ذكرها المؤرخون ، نجد أن ما ذكره مؤلف سيرة الهادي نقلاً عن الدعام من أنه أول من استقدم يحيى بن الحسين من الحجاز ، لايتفق مع موقف الدعام ، ومحاربته الهادي ، وبعد خروجه الثاني لليمن سنة (284هـ /899م) – أن أبا العتاهية كتب إلى الهادي ، واشترط في كتبه إليه شروطاً منها الولاية ، فلم يجبه الهادي إلى ما طلب حتى يعرف ما عنده من خلوص الموالاة ، وصحة التوبة .
أما ما ذهب إليه الخزرجي من ميل أبي العتاهية ووزيره لمذهب الهادي ، فقد أورد لنا مؤلف سيرة الهادي (30) هذا القول ، ولا تستند رواية كل من الناطق بالحق والخزرجي إلى أدلة صحيحة .
أما عن قول ابن الحسين من استدعاء بني فطيمة للهادي يحيى بن الحسين للخروج إلى اليمن ، فإن بني فطيمة كانوا على صلة بآل البيت في الحجاز ومن المتشيعين لهم (31) ، ومن المرجح أنهم ساعدوا جده القاسم ،عندما كان متخفياً في اليمن بعيداً عن أعين العباسيين (32) أما عن سبب عودة الهادي إلى الحجاز ، بعد أن وصل إلى مشارف صنعاء ، فلعل ذلك مرده أنه لم يجد ما كان يؤمل فيه من النصرة والطاعة لأوامره ، والمؤازرة لدعوته ، يتجلى ذلك من قول مؤلف سيرة الهادي (33) : " ثم أنهم خذلوه ، ورجعوا إلى ما يسخط الله ، ولم يجد عليهم أعواناً " ، مما جعله يخرج غاضباً من أهل اليمن (34) ، فقد رأى أن الشعب اليمني ، تحلل من كل قيد ، وأن الزعماء كانوا أكثر الرعية تحللاً ، وأنه يقف بجانب هذه الفوضى عاجزاً ، لا يستطيع القيام بأي عمل ، وليس لديه من الوسائل التي تمكنه من الحكم (35) .
ويبدو لنا من المحتمل أن يحيى بن الحسين قدر في حساباته أبعاد الموقف في صنعاء ، ومدى قوة الوالي العباسي – جفتم – الذي كان يحكم سيطرته عليها ، فخشي أن يقحم نفسه في مغامرة غير محمودة العواقب ، مما جعله يعود إلى الحجاز .
أما عن الدوافع التي حدت بيحيى بن الحسين أن يقبل دعوة زعماء اليمن ، ويخرج إليهم ، فهذه الدعوة كانت تقابلها رغبة ملحة في نفسه ، فكان يطمح للإمامة ويرى أنه أهل لها يتبين ذلك من قوله (36) "… لو علمت أن أحداً في هذا العصر أقوم بهذا الأمر مني ، أو عرفته من أهل البيت ، يقوم بأفضل مما أقوم به لاتبعته حيث كان …ولكني لا أعلمه " .
كانت بلاد اليمن وقتذاك ، المكان الذي تيسر له فيه تحقيق طموحه في الخروج على الخلافة العباسية ، التي ضعف شأنها من جراء سيطرة الأتراك ، لذلك حاول يحيى بن الحسين أن يستفيد من هذا الوضع ، ومما يجدر ذكره أن أوضاع اليمن الطبيعية ، ووعورة طرقها ، وانتشار التشيع بين أهلها (37) يكفل لدولته الحماية والأمان .
ويذكر الدينوري (38) أن الحسين بن علي عندما أراد الخروج على بني أمية ، نصحه عبد الله بن عباس بالخروج إلى اليمن (( .. فإن أبيت فسر إلى أرض اليمن ، فإن بها حصوناً ، وشعاباً ، وهي أرض طويلة ، وعريضة ، ولأبيك فيها شيعة ، فتكون عن الناس في عزلة ، وتبث دعاتك في الآفاق )).
وصفوة القول إن رحلة يحيى بن الحسين إلى بلاد اليمن كانت بمثابة جولة استطلاعية ، للوقوف على أحوال تلك البلاد ، والالتقاء بأنصاره المخلصين في صعدة .
لما غادر يحيى بن الحسين اليمن ، كثرت الفتن والخلافات ، وعم البلاء أهل اليمن من بعده (39) ، وتجدد القتال في صعدة بين سعد والربيعة ، حيث نشبت حرب بين الأكيليين (40) والفطيميين (41) ، مما اضطرهم إلى الكتابة إليه ، يسألونه القدوم إليهم ، ويعلمونه بنوبتهم (42) ، فوصلت كتبهم في ذي القعدة سنة (283هـ / 897م ) ، وتوسلوا إلى أبيه وعمومته ، بشأن عودته لأهل اليمن ، على ألا يخالفونه في شيء (43) . ويذكر صاحب الإكليل (44) أن وفد بني فطيمة من خولان صعدة ، خرجوا إلى الهادي يحيى بن الحسين بالرس من أرض الحجاز ، لدعوته للتوجه إلى اليمن ، وساروا بصحبته ، وكانوا خير عون له ، في تنظيم دولته .
ويذكر ابن رسول (45) ، ومن تبعه من المؤرخين أن سبب استدعاء الهادي يحيى بن الحسين يرجع إلى ظهور القرامطة في اليمن ، ولا نميل إلى تأكيد هذا القول لكن نرجح أن بني فطيمة هم الذين ذهبوا ليحيى بن الحسين ، واستقدموه من بلده ، ليكيدوا لبني عمومتهم الأكيليين الذين ينزعون بالولاء للخلافة العباسية ، ولما حدث بينهم من تناحر قبلي أفنى كثيراً منهم ، ورغبة في أن يتولى أمر دينهم ودنياهم أحد الأئمة من آل البيت (46) ، وفي الوقت الذي كان تعاني فيه اليمن من الفوضى والفتن .
وهكذا كانت الظروف مهيأة لقدوم يحيى بن الحسين إلى صعدة لتأسيس الدولة الزيدية ، فمن الناحية الداخلية ، أطاحت الفتن والحروب الطويلة بين الأكيليين والفطيميين بالكثير من أفراد القبيلتين ورؤسائهم ، في الوقت الذي تقطعت فيه أوصال دولة بني يعفر ، أضف إلى ذلك ما كانت عليه حالة البلاد من القحط وجدب الأرض ، وفناء الرجال .
أما عن العوامل الخارجية التي شجعت يحيى بن الحسين على المسير إلى اليمن ، فترجع إلى اضطراب أحوال الخلافة العباسية ، وضعف السلطة المركزية في بغداد ، ومن ثم حاول يحيى بن الحسين أن يستفيد من هذه الأوضاع يتجلى ذلك من كتاب دعوته الذي وجهه إلى أحد العلويين يدعوه فيه إلى مبايعته ، وقد جاء فيه (47) : ( .. ألستم ترون ما قد صار إليه أعداء الله ، وأعداؤكم من النقص والخذلان ، والضلال والنقصان ، فكل يوم يردنون ، وكل شهر ينقصون ، وكل عام يقتنون ، وقد بلغت واجترأت عليهم ساستهم ، فصاروا يسومونهم العذاب ، ويقتلون من شاءوا منهم ، ويقيمون من أرادوا منهم .. قد تسلط عليهم شرارهم وأعوانهم وعبيدهم ، فلا مال عندهم ، ولا رجال في جوارهم ولا أمر ولا نهي ، ليس في تابعهم ولا لهم بلد ينجون فيه أمرهم غير بعض القرى .. قد أحل فيهم الأعراب ، واستباحت ما قدرت عليه من رعيتهم ، ينهبون حواشيهم ويخيفون سبيلهم ، ويقطعون طريقهم ولا يقدرون على نفيهم وإبعادهم .. بل هم الأذلاء الأقلاء الفساق الضعفة .. يدارون من نابذهم وتسلط عليهم ، قد انهزم عزهم وانحرفت مهابتهم ، وفتكت بهم كلابهم ، وقهرهم أشرارهم ، وحكم عبدانهم ، قَلَّتْ وانتفت من أيديهم الأموال ، وتفرقت عساكرهم ، قد مال عنهم ملكهم ، وانهدم باب عزهم ، بغير أساس أمرهم ، واعطت خلافاتها صاغرة قيادها ، ورمت إلى من قاد بزمامهم ، وألقت إليه سمعها ، وطاعتها ، وذل لطالبها صعبها ، ولأن لراكبها مركبها ، وذل له بعض الصعوبة ظهرها ، وبرزت له من بعد شدة حجابها ، واستقامت له )) .
على أن يحيى بن الحسين تردد في بادئ الأمر في الخروج إلى اليمن ، وعزم على صرف وفد أهل اليمن ، بعد ما حدث له في خروجه الأول ، ويتجلى ذلك في قوله (48) : (( .. كنت قد انثنيت عن الخروج إلى اليمن ، وعزمت على أن أصرف رسل أهل اليمن ، للذي كان بدا لي من شر أهل اليمن ، وقلة رغبتهم في الحق )) .
بيد أن طموح الإمامة ، وحرصه عليها كان أقوى من تردده ، فهو عازم على إصلاح أمور المسلمين مهما كلفه من جهد يتضح ذلك من قوله : (( والله لو وددت أن الله أصلح بي الإسلام ، وأن يدي ملصقة بالثريا ، ثم هوى إلى الأرض ، فلا أصل إلا قطعاً )) (49) ، ويرى أن حاجة الأمة تستدعيه لإصلاح أمورها ، (( والله الذي لا إله إلا هو وحق محمد ، ما طلبت هذا الأمر اختياراً ، ولا خرجت إلا اضطراراً لقيام الحجة عليّ (50) )).
لم يكد يستقر رأي يحيى بن الحسين على العودة إلى اليمن حتى أرسل كتبه إلى نفر من أهل المدينة من آل أبي طالب وغيرهم يدعوهم فيها إلى طاعة الله ، والمجاهدة لأعدائه ، والمناصرة لأوليائه ، والإظهار لدينه ، والإحياء لسنن نبيه ، وليجيبوا داعي الله (51) ، ويعلمهم بكتب أهل اليمن التي وردت إليه ، يسألونه الخروج إلى بلدهم ، ويعطونهم بيعاتهم (52) .
استجاب لدعوة يحيى بن الحسين – محمد بن عبيد الله العلوي – من ولد العباس ين علي بن أبي طالب ، وكذلك يحيى بن الحسين بن يحيى من ولد عمر بن علي بن أبي طالب اللذان خرجا في أول ذي الجة سنة (283هـ / 897م ) (53) ، حتى صارا إلى الفرع (54) ، حيث يقيم يحيى بن الحسين هناك ، وأخلى لهم منزلاً بالقرب من داره (55) . ويشير مؤلف سيرة الهادي إلى أن يحيى بن الحسين أرسل محمد بن سليمان الكوفي إلى اليمن ، قبل سفره بنيف وخمسين يوماً (56) ، ويبدوا أن الغرض من إرساله استطلاع الأمور في اليمن والوقوف على أحوالها .
تأهب يحيى بن الحسين للمسير إلى اليمن ، وكان في وداعه أبوه ، وعماه محمد والحسن ، وأخوه عبد الله بن الحسين ، وبنو عمه (57) ، وأبدى عمه محمد أسفه لعدم مشاركته في الجهاد بسبب تقدم سنه ، ومما قاله للهادي في وداعه له (58) : (( .. يا أبا الحسين لو حملتني ركبتاي ، لجاهدت معك ، أشركنا الله في كل ما أنت فيه .. أتراني أعيش إلى وقت توجه إلىّ مما غنمته ، ولو مقدار عشرة دراهم أتبرك بها )) .
واصل يحيى بن الحسين رحلته في فريق صغير من أتباعه ، يتكون من محمد بن علي عبيد الله والد مؤلف سيرة الهادي ، ويحيى بن الحسين من ولد عمر بن علي بن أبي طالب ، وابنه محمد بن يحيى ، ويوسف بن محمد الحسني ، وإدريس بن أحمد ولد جعفر بن أبي طالب ، وعشرة من خدمه (59) ، غير أن الصعوبات التي واجهته جعلته يغير طريقه ، ولما وصل إلى بني معاوية بن حرب القيسيين ، نزل عليهم ، وأبلغهم دعوته (60) ، وسألهم النصرة والقيام معه ، ونجح في ضم بعضهم إليه (61) .
وصل يحيى بن الحسين إلى صعدة في السادس من صفر سنة (284هـ / 897 م) (62) ، وكانت بين قبائل صعدة من سعد والربيعة حروب ، ودماء ، قد عظم أمرهم ، واستحكمت أحقادها ، وطال أمدها (63) ، كما أجدبت البلاد ، وتقطعت السبل ، وغلت الأسعار (64) .
لما قرب يحيى بن الحسين من صعدة ، خرج إليه أهلها الذين اشتعلت بينهم الفتنة ، وهم سعد والربيعة ، والتقى جميعهم به ، وسلموا عليه ، وأمرهم أن يسلم بعضهم على بعض (65) ، وخطب فيهم خطبة بليغة ، ذكرهم بالله ، ثم أمر بمصحف ، فاستحلف بعضهم لبعض بترك الفتنة ، التي فشل في إخمادها قادة بني يعفر (66) ، ثم أحلفهم هو لنفسه على الطاعة له ، والمناصرة ، والقيام بأمر الله ، فبايعوه ، وولوه إماماً عليهم (67) ، واتخذ صعدة مقراً لدولته الجديدة .

بحث سريع