الموقف من العداوات بين آل على وآل العباس

بواسطة | القسم العلمي
2005/04/17

ما هو الموقف الشرعي من العداوات التي تقع بين أحاد آل البيت كآل علي و آل العباس حيث أن هذا كثير في كتب التاريخ و كذلك ما وقع بين الحسنيين و الحسينيين و أشباه ذلك في السير و الأخبار ؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله و على آله وصحبه ومن والاه ، وبعد :
فإن كتب الأخبار و التاريخ كثيراً ما تحمل من الأحداث المفجعة و الأخبار المؤلمة ، و هي تحتاج إلى تمحيص وإثبات قبل الخوض فيها . و عادةً ما تكون تلك الأحداث مادة خصبة لمرضى النفوس ممن لم يترو بماء الشريعة المحمدية ولم يتهذب بأخلاق النبوة .
و من أنصف الكلمات في مثل تلك الأخبار والمواقف ما قاله الإمام الذهبي رحمه الله تعالى حيث قال :" .. ، فقد عادى آل علي آلَ العباس ، و الطائفتان آلُ محمد قطعاً ، فممن نتبرأ ؟! بل نستغفر للطائفتين ، ونبرأ من عدوان المعتدين ، كما تبرأ النبي صلى الله عليه وسلم مما فعل خالد لما أسرع في قتل بني جذيمة ، ومع ذلك فقال فيه :" خالدٌ سيف ٌ سلَّهُ الله على المشركين " ، فالتبرؤ من ذنب سيغفر ، لا يلزم منه البراءة من الشخص " انتهى كلامه من ميزان الاعتدال ( 2 /379-380 ) .
و هذا الموقف الشرعي الرباني مبني على قاعدة الولاء والبراء ، فيوالى المرء على قدر ما يحمل من الطاعة و يعادى على قدر ما يحمل من المعصية ، فالميزان الذي توزن به أعمال و مواقف الناس هو الشرع لا النسب أو القبيلة أو الجنس أو المذهب أو مجرد الانتساب لرجل متبوع .
و كم يحمل التاريخ في طياته كثيراً من النزاعات الواقعة بين جماعات مختلفة من آل البيت كما يحمل أيضاً نزاعات و عداوات بين طوائف منتسبة للقبلة ، فما الواجب تجاه ذلك ؟!
إن الواجب هو تطبيق القاعدة المتقدمة المستفادة من محكمات الشريعة ، وهو الواجب في كل نزاع يقع بين طوائف الأمة المحمدية ، والله تعالى أعلم .

بحث سريع