إن فاطمة ليست كنساء الآدميين، ولا تعتل كما يعتلون

بواسطة | محمد ناصرالدين الألباني
2005/05/09
(3242) (يا حميراء! إنه لما كان ليلة أسري بي إلى السماء، أدخلت الجنة، فوقفت على شجرة من شجر الجنة، لم أر في الجنة شجرة هي أحسن منها حسناً، ولا أبي منها ورقة، ولا أطيب منها ثمرة، فتناولت ثمرة من ثمراتها، فأكلتها، فصارت نطفة في صلبي، فلما هبطت واقعت خديجة؛ فحملت بفاطمة، فإذا أنا اشتقت إلى رائحة الجنة، شممت ريح فاطمة. يا حميراء! إن فاطمة ليست كنساء الآدميين، ولا تعتل كما يعتلون).
موضوع. أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (22/400/1000) من طريق أحمد بن أبي شيبة الرهاوي: حدثنا أبو قتادة الحراني: حدثنا سفيان الثوري عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: كنت أرى رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل فاطمة، فقلت: يا رسول الله! إني أراك تفعل شيئاً ما كنت أراك تفعله من قبل؟ فقال:.. فذكره.
قلت: وهذا موضوع ظاهر الوضع كما يأتي؛ آفته أبو قتادة أو من دونه، واسمه عبد الله بن واقد الحراني، وفي ترجمته ساق هذا الحديث ابن حبان في "الضعفاء" (2/29) وقال: "كان عن عباد أهل الجزيرة وقرائهم، ممن غلب عليه الصلاح حتى غفل عن الإتقان؛ فكان يحدث على التوهم؛ فيقع المناكير في أخباره والمقلوبات فيما يروي عن الثقات؛ حتى لا يجوز الاحتجاج بخبره". ثم ساق إسناده من طريق عبد الله بن ثابت بن حسان الهاشمي: حدثنا عبد الله بن واقد به.
وعبد الله بن ثابت لم أجد له ترجمة، ومثله أحمد بن أبي شيبة الرهاوي، لكني وجدت الحافظ الذهبي اعتد بمتابعته فعصب الآفة في شيخهما بعد أن حاول إبعادها عنه؛ فقال في ترجمته: "هذا حديث موضوع مهتوك الحال، ما أعتقد أن أبا قتادة رواه. ثم وجدت له إسناداً آخر، رواه الطبراني عن عبد الله بن سعيد الرقي عن أحمد بن أبي شيبة الرهاوي عن أبي قتادة، فهو الآفة".
قلت: ووضعه متفق عليه بين العلماء، من ابن الجوزي الذي أورده في "الموضوعات" من طرق، وتبعه من جاء بعده حتى السيوطي في "اللآلئ" (1/392-395)، فليراجعها من شاء.
والحديث قال الهيثمي في "المجمع" (9/202): "رواه الطبراني، وفيه أبو قتادة الحراني، وثقه أحمد وقال: كان يتحرى الصدق، وأنكر على من نسبه إلى الكذب. وضعفه البخاري وغيره، وقال بعضهم: متروك وفيه من لم أعرفه أيضاً".


السلسلة الضعيفة

بحث سريع