سلمان منا أهل البيت

بواسطة | محمد ناصرالدين الألباني
2005/05/09
(3704) (سلمان منا أهل البيت).
ضعيف جداً. روي من حديث عمرو بن عوف، وأنس بن مالك، والحسين ابن علي بن أبي طالب، وزيد بن أبي أوفى.
1- أما حديث عمرو؛ فيروية حفيده كثير بن عبد الله، عن أبيه، عن…… أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خط الخندق من أحمر السبختين طرف بني حارثة…. ذكرت الأحزاب خطة المذابح، فقطع لكل عشرة أربعين ذراعاً، فاحتج المهاجرون والأنصار في سلمان الفارسي، وكان رجلاً قوياً، فقال المهاجرون: سلمان………. وقالت الأنصار: لا، بل سلمان منا! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:… فذكره.
أخرجه ابن سعد في "الطبقات" (4/82-83و 7/318-319)، وابن….. الطبري في "التفسير" (21/85)، وأبو الشيخ في "طبقات الأصبهانيين" (ص……….) والطبراني في "المعجم الكبير" (6/260/261)، وأبو نعيم في "أخبار أصفهان…." (1/54) ومن طريقه وطريق ابن سعد: ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (7/………..) والحاكم (3/589) والبيهقي في "دلائل النبوة" (3/418) من طرق عن كثير…….
قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً؛ لأن كثيراً هذا متروك؛ قال الذهبي ….. "الكاشف": "واه، قال أبو داود: كذاب".
قلت: وكأنه لذلك سكت عنه الحاكم ولم يصححه كعادته، وأما… فقال في "تلخصيه": "قلت: سنده ضعيف".
والحق ما ذكرته، وهو الذي يقتضيه قول الذهبي المتقدم، ويؤيده قو…… "سير الأعلام" (1/450) بعد أن ساق الحديث: "كثير متروك".
2- وأما حديث أنس؛ فيرويه جعفر بن سليمان الضبعي: حدثنا النضر بن حميد، عن الإسكاف، عن محمد بن علي، عنه مرفوعاً به.
أخرجه البزار في "مسنده" (3/184/2524) عنه به، وفيه قصة، وزاد في آخره "فاتخذه صاحباً" ثم قال: "لا يروي عن أنس إلا بهذا الإسناد، ولا رواه إلا جعفر عن النضر، والنضر وسعد الإسكاف لم يكونا بالقويين في الحديث". كذا قال، وحالهما أسوأ مما قال؛ فإن سعداً هذا –وهو ابن طريف-؛ قال الحافظ "في التقريب": "متروك، ورماه ابن حبان الوضع، وكان رافضياً". النضر؛ قال البخاري: "منكر الحديث". وبه أعله الهيثمي؛ فقال (9/118): "رواه البزار، وفيه النضر بن حميد الكندي، وهو متروك".
وقد اضطرب في إسناده هو أو شيخه سعد، فجعل الحسين بن علي مكان أنس، وهو التالي:
3- قال أبو يعلي في "مسنده" (12/142/6772) حدثنا الحسن بن عمر ابن شقيق الجرمي: حدثا جعفر بن سليمان، عن النضر بن حميد الكندي، عن سعد الإسكاف، عن أبي جعفر محمد بن علي، عن أبيه، عن جده قال:.. فذكره بتمامه. وهكذا أخرجه ابن عساكر (7/410-411) عنه، ورواه أبو الشيخ أيضاً (24-25) من طريق أبي يعلى، ولكنه لم يسق القصة، ولا الزيادة. وقال الهيثمي (9/117): "رواه أبو يعلى، وفيه النضر بن حميد الكندي، وهو متروك".
قلت: وشيخه مثله كما تقدم بيانه في الذي قبله.
4- وأما حديث زيد بن أبي أوفى؛ فيرويه مشرق بن عبد الله في "حديثه" (62/2) وابن عساكر (7/412) من طريق محمد بن إسماعيل بن مرداتي، عن أبيه إسماعيل: حدثني سعد بن شرحبيل، عنه به في حديث طويل.
قلت: وهذا إسناد مظلم؛ لم أعرف أحداً من رجاله. وجملة القول؛ أن الحديث ضعيف جداً، وبخاصة الزيادة التي في آخره، فإنها ليست في الحديث الأول مع شدة ضعف إسناده.
نعم؛ قد صح الحديث موقوفاً على علي رضي الله عنه من طرق عنه؛ فها أنا أذكرها إن شاء الله تعال.
الطريق الأولى: عن أبي البختري قال: قالوا لعلي: أخبرنا عن سلمان، قال: أردك العلم الأول، والعلم الآخر، بحخر لا ينزح قعره، هو منا أهل البيت.
أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (12/148/12380)، وابن سعد (2/346و 4/85)، وأبو نعيم في "الحلية" (1/187)، وابن عساكر (7/411و 415). وإسناده صحيح على شرط الشيخين، واسم البختري سعيد بن فيروز.
الثانية: عن راذان قال: سئل علي عن سلمان الفارسي؟ فقال: ذاك أمير منا أهل البيت، من لكم بمثل لقمان الحكيم؛ علم العلم الأول، وأدرك العلم الآخر، وقرأ الكتاب الأول والكتاب الآخر، كان بحراً لا ينزف.
أخرجه ابن سعد (4/85-86) والبغوي كما في "مختصر المعجم" (9/134/2)، ومن طريقه وطريق غيره: ابن عساكر (7/416). ورجاله ثقات.
الثالثة: عن أبي حرب بن أبي الأسود، عن أبي الأسود عنه. أخرجه البغوي وابن عساكر، وكذا أبو نعيم مقروناً بالطريق الثانية. وله عن علي طريق آخر موقوفاً عليه مختصراً في أثناء حديث لعبد الله بن سلام بلفظ: دعوه فإنه رجل منا أهل البيت. وسنده حسن.

السلسلة الضعيفة

بحث سريع