سموه بأحب الأسماء إلي: حمزة بن عبد الطلب

بواسطة | محمد ناصرالدين الألباني
2005/05/09
(3707) (سموه بأحب الأسماء إلي: حمزة بن عبد الطلب).
ضعيف. أخرجه الحاكم (3/169) من طريق يعقوب بن حميد بن كاسب: حدثنا سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينا، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: ولد لرجل منا غلام، فقال: ما نسميه؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم… فذكره، وقال: "صحيح الإسناد" ورده الذهبي بقوله: "قلت: يقعوب ضعيف".
قلت: وقد خلافه يوسف بن سلمان المازني؛ فقال: حدثنا سفيان بن عينة، عن عمرو بن دينار، سمع رجلاً بالمدينة يقول: جاء جدي بأبي على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: هذا ولدي، فما أسميته؟ قال: "سمه بأحب الناس إلي:حمزة بن عبد المطلب". أخرجه الحاكم، وأشار إلى ت جهيل المازني هذا؛ فقال: "قد قصر هذا الراوي المجهول برواية الحديث عن عائشة عن ابن عيينة، والقول فيه قول يعقوب بن حميد".
قلت: وهذا مسلم لو كان المازني مجهولاً كما قال، وليس كذلك؛ فقد قال أبو حاتم: "شيخ" وقال النسائي: "مشهور، لا بأس به". وذكره ابن حبان في"الثقات"، وقال مسلمة: "بصري ثقة".
فتجهيل الحاكم إياه في مقابلة هؤلاء الأئمة الموثقين غير مقبول، ولهذا قال الحافظ فيه: "صدوق".
وعليه؛ فروايته هي المقدمة على رواية يعقوب، وقد رأيت الذهبي قد جزم بضعفه، وهو وإن كان عندي خيراً من ذلك، إلا أنه لا يخلو من ضعف في حفظه، وإليه أشار الحافظ حين قال فيه: "صدوق، ربما وهم".
فيكون الحديث من منكراته التي تفرد بها، بل وخالف من هو أرجح منه سياقاً ومتناً، ومما يؤيد هذا أنه قد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "أحب الأسماء إلى الله عبد الله وعبد الرحمن". رواه مسلم وغيره، فيبعد جداً أن يحب الرسول صلى الله عليه وسلم من الأسماء خلاف ما أخبر به عن ربه؛ فتأمل.
ثم وجدت ما يشهد لرواية المازني، وهو ما أخرجه الخطيب في "التاريخ" (2/73-74) من طريق قيس بن الربيع، عن شعبة، عن عمرو بن دينار، عن رجل من الأنصار، عن أبيه قال: "ولد لي غلام…"، الحديث مثل لفظ المازني.
وقيس بن الربيع؛ وإن كان سيئ الحفظ، فلا بأس به في المتابعات والشواهد.

السلسلة الضعيفة

بحث سريع