حكم من يفضل علياً على أبي بكر بسبب القرابة

بواسطة | إدارة الموقع
2004/12/06

من اعتقد في الخلفاء الأربعة رضوان الله عليهم أجمعين الأفضلية على الترتيب المعلوم ، و لكن محبته لبعضهم تكون أكثر ، هل يأثم أم لا ؟إن المحبة قد تكون لأمر ديني ، و قد تكون لأمر دنيوي ، فالمحبة الدينية لازمة للأفضلية ، فمن كان أفضل ، فإن محبتنا الدينية تكون له أكثر ، فمتى اعتقدنا في واحد منهم أنه أفضل ثم أحببنا غيره من جهة الدين أكثر كان هذا تناقضاً . 
نعم إن أحببنا غير الأفضل أكثر من محبة الأفضل لأمر دنيوي كقرابة و إحسان و نحو فلا تناقض في ذلك و لا امتناع ، فمن اعترف بأن أفضل هذه الأمة بعد نبيها صلى الله عليه و سلم أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي ، لكنه أحب علياً أكثر من أبي بكر مثلاً ، فإن كانت المحبة المذكورة محبة دينية فلا معنى لذلك ، إذ المحبة الدينية لازمة للأفضلية كما قررناه ، و هذا لم يعترف بأفضلية أبي بكر إلا بلسانه ، و أما بقلبه فهو مفضل لعلي لكونه أحبه محبة دينية زائدة على محبة أبي بكر ، و هذا لا يجوز ، و إن كانت المحبة المذكورة محبة دنيوية لكونه من ذرية علي أو لغير ذلك من المعاني ، فلا امتناع ، و الله أعلم .
   
تعليق الموقع على الفتوى :
   ما قاله الولي العراقي وجيه و متفق مع قاعدة الولاء والبراء عند أهل السنة و الجماعة ، و قد قرر رحمه الله تعالى المسألة تقريراً حسناً ، و لكن تحقيق الفرق بين المحبة الدينية و الدنيوية قلبياً في مثل هذه الأمور من الصعوبة بمكان على خاصة أهل العلم و الذكر فكيف بالجهلة و العوام ؟؟ و الواجب على المكلف من آل البيت أن يشتغل بما هو أولى و أنفع له عند الله ، فيسأل عن أصول الاسلام و أركان الايمان ، و فقه الأحكام الشرعية ، و معرفة تفسير كتاب الله الكريم و حديث النبي صلى الله عليه وسلم و سيرته ، و التمثل بالأخلاق الفاضلة و محاسن الآداب ، ففي مثل هذا يجب أن تنفق الأعمار ، و تبذل الأموال ، و لا يرضى علي رضي الله عنه و لا غيره من الصحب الكرام لآله و بنيه أن يشتغلوا بالمحاب الدنيوية على المحاب الدينية ، و بالمفضول عن الفاضل ، و الله أعلم .
______________
المصدر : كتاب الأجوبة المرضية عن الأسئلة المكية لولي الدين العراقي ، تحقيق محمد تامر ، ص 57 .

بحث سريع