أحمد بن عبد الله بن هاشم المعروف بالملثم

بواسطة | د. محمد إسماعيل المقدم
2005/05/18
أحمد بن عبد الله بن هاشم
أبو العباس المعروف بالملثم
( 658 – 740 هـ )
( نشأ أبوه ببلاد الترك ، وقدم القاهرة ، فولد له الملثم في رمضان سنة 658 هـ ، واشتغل في الفقه على مذهب الشافعي ، وحفظ التنبيه ، ولازم الشيخ تقي الدين بن دقيق العيد ، في الفقه وسماع الحديث 20 سنة وسمع عدة من الكتب الكبار على ابن دقيق العيد ,ثم سلك طريق العبادة ، فحصل له انحراف مزاج ، فادعى في سنة 689 هـ ، دعاوى عريضة ، من رؤية الله – تعالى – في المنام مراراً ، وأنه أسري به إلى السماوات السبع ، ثم إلى سدرة المنتهى ، ثم إلى العرش ، ومعه جبريل ، وجمع من الملائكة وأن الله كلمه ، وأخبره بأنه المهدي ، وأن البشائر تواردت عليه من الملائكة ، وأنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم ، فأعلمه بأنه من ولده ، وأنه المهدي ، وأمره أن ينذر الناس ، ويدعوهم إلى الله ، فاشتهر أمره ، فأخذ وحبس ، وذكر أنه سُقي السم مرارا ، فلم ينجع فيه ، ودخل عليه رجل فأراد خنقه ، فذكر عن نفسه أن الرجل جفت يده ، أي شلّت . وجمع هذا الرجل كتاباً كبيراً بث فيه الأحوال التي اتفقت له ، وفيه دعاوى عريضة غالبها منامات ، ويحلف على كل منها ، وذكر في بعض كلامه أن المهدي يخرج في سنة 734 هـ ، أو في سنة 744 هـ ، وذكر عدة منامات أنه هو المهدي ، ثم ذكر في مواضع أن المعنيّ بكونه المهديّ أنه يهدي الناس إلى الحق ، وليس هو المهدي الموعود به في آخر الزمان وذكر أنهم حبسوه عند المجانين ، ثم أرسلوا إليه السم فوضع في شرابٍ ، وسقوه ، فما أثر فيه ، وأنهم سقوا نصرانيّاً من الأسرى ، فمات من ساعته ، وأنه أُطلق ، وأظهر التوبة من دعواه أنه المهدي ، وكان مما شُهد عليه أنه زعم أنه رسول الله ، فتنصّل من ذلك ، وقال : (( إنما قلت : إني رسول أرسلني رسول الله إليكم لأنذركم )) ، ومات هذا الرجل في سنة 740 هـ ، وقد جاوز الثمانين ، والله أعلم بحاله ) (1) .
ولا يخفاك أن ما ادعاه من خرْق عادة ، وأحوال غريبة ، إنما حكاها هو عن نفسه ، وبالتالي فهو إما كاذب ، وإما أنها أحوال شيطانية ، وإلا فالدجال الأعور سيأتي بأضعافها ، أو أنها صدرت عن (( اضطراب نفسي )) ، كما يُفهم مما سبق .

بحث سريع