السؤال:
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم آمين ففى الحقيقة انا أرسل اليكم بالنيابة عن صديق حكى لي هذا الامر العجيب الذى لا أعلم ما تعليقكم عليه هذا الصديق هو فى الحقيقة يتيم ومطرود من اهله ولا يملك الا دينه هذا الشاب أخبرنى أنه فى إحدى الليالى بعد قيام الليل وهو على سجادة الصلاة إذا بشيئ يخترق رأسه على إثره سمع صوتا يقول له أصعد انا ربك ورأى شبحا خارجا من جسده صاعدا إلى عنان السماء واخذ هذا الصوت يكلمه بصوت لا يسمعه الا هو.
وفى الصباح ووهو يفتح باب الغرفة اذا به يسمع الكون يقول له ((مهد )) وللعلم الصوت الذى كلمه فى الليل قال له ((انت هاد)) وفى مساء اليوم اذا به يرى عبر التلفاز أحد الشخصيات المعروفة واذا به يقرأ بين جبينه ((كفر)) وللعلم هذا الشاب كان عاص لربه جدا وحدث له يأس فى كل شيئ من بعد وفاة والدته ومن هذه اللحظه الصوت معه فى اليقظة والمنام فهل لديكم رد على هذا الامر ؟
وشكرا
الجواب:
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشراف الأنبياء والمرسلين ،وبعد:
فإن قراءة حالة صديقك تشير إلى أنه يعاني من أمور متنوعة ، فهو يمر بأزمة نفسية بالغة إثر وفاة والدته ، ثم هو تربى يتيماً، ثم هو مطرود من أهله .. وفوق هذا وذاك هو غافل ، عاص لله تعالى ،..ثم بعد وفاة الوالدة ، ازداد معه سماع الأصوات الخيالية التي لا يمكن أن يسمع بها احد إلا هو؟!
في مثل هذه الحالة ،لا يمكن للنفس أن تسير باطمئنان واستقرار ، ولهذا ستتعرض لكثير من التقلبات ، ومن أعراض ذلك" اليأس" ،"استمرار سماع الأصوات" "ورؤية الأشباح" ..إنه يعيش في حالة نفسية صعبة ،وقد يصل به الحال إلى "وسواس قهري"ملازم يذهب عليه عقله وحياته..ولا ريب أن كل ما يشاهده لا حقيقة له ، بل هي تصورات خيالية ، وأصوات غير حقيقة ،وكل ما يشاهده أثر من آثار الأسباب المجتمعة في نفسه ، فهو طوال هذه السنين يعيش حياة بعيدة عن السعادة والإيمان والتقوى ،وأتاه حدث وفاة الوالدة كمصيبة جديدة ..
ليس الحل في "العزلة"أو "الاختفاء"بل عليه أن:
1- يتوب إلى الله تعالى ويكثر من الاستغفار .
2- أن يؤمن بالقضاء والقدر في كل أحواله السابقة ، وأن كل ما أصابه كان بقدر من الله (ومن يؤمن بالله يهدي قلبه)،وأن سبب ذلك ذنوبه ومعاصيه (ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك) والإيمان بالقضاء والقدر له أثر عجيب في تقوية النفس ،وحث العزيمة فيها وطرد الوساوس والهموم والغموم ،فإن المرء لله وهو إليه راجع في كل الأحوال،فإن آمن الإيمان الصحيح به ،انقلبت النقمة إلى نعمة والمحنه إلى منحة.
3- أن يشهد "الجماعات"و"الصلوات"في " المساجد" حيث ينادى بهن ،فلصلاة الجماعة من التأثير والربط على القلب ما لا يعلمه إلى الله ،واعتكافه وانطوائه على نفسه في مثل هذه الحالة يضره ولا ينفعه .
4- الإكثار من تلاوة القران فإنه يهدي للتي هي أقوم ،وعليه اللجوء للأذكار والأدعية الشرعية .
5- أن يمارس الأنشطة الحياتية ، كالعمل والدراسة وقراءة الجرائد وزيارة الأصدقاء والذهاب للسوق والبيع والشراء وغير ذلك ..شرح الله صدر صديقك يا إسلام وأزال همه وفرج غمه وأزال هموم وغموم جميع المسلمين ،والله اعلم