) محمد بن عبد الله بن الحسن (( النفس الزكية )) ت 145 هـ )

بواسطة |  د. محمد إسماعيل المقدم
2005/05/22
هو محمد بن عبد الله بن الحسن بن علي بن أبي طالب الهاشمي أبو عبد الله المدني ، اشتهر بالعلم والزهد ، حتى لقب بـ (( النفس الزكية )) ، وكان من سادات بني هاشم علماً ، وشجاعة ، وكرماً ، كان صواماً قوّاماً من الصالحين ، سمّاه أهل بيته بالمهدي ، ولعله أقتنع بأنه المبشّر به في الأحاديث خاصة ، وأن اسمه محمد بن عبد الله ، وأنه من ولد فاطمة – عليها السلام – ، وهو يرى ظلم ملوك الدولة الأموية ، وكان النفس الزكية قد بايعه جماعة من أهل الحجاز في أواخر دولة مروان الحمار بالخلافة ، وكان من بينهم أبو جعفر المنصور ، الذي أصبح فيما بعد الخليفة العباسي الثاني ، بعد وفاة أبي العباس السفّاح في أواخر سنة 136 هـ .
فلما بويع المنصور بالخلافة اختفى محمد ، ومعه أخوه إبراهيم ، خوفاً من المنصور أن يبطش بهما ، وخاف المنصور أن يخرجا عليه يطالبانه بالخلافة ، ولما لم يتمكن المنصور من القبض عليهما قبض على أبيهما ، وجماعة من أقاربهما ، وحبسهم في سجن المدينة ، ثم نقلهم إلى العراق ، ومات كثير منهم في السجن .
فلما ضاق محمد ذرعاً بالاختفاء ، تواعد هو وأخوه بالظهور في يوم واحد فظهر محمد في المدينة ، وهجم على أمير المدينة ، وسجنه ، ثم استولى على المدينة ، كما استولى أخوه على البصرة في اليوم نفسه ، وبايعه أهل المدينة ، وتلقب بالمهدي(1) ، وقد صرح بمهديته في بعض رسائله إلى المنصور .
قال ابن كثير : (( تلقَّب بالمهدي ، طمعاً أن يكون هو المذكور في الأحاديث ، فلم يكن به ، ولا تم له ما رجاه ، ولا ما تمنّاه ، فإنا لله ! )) (2) .
وجرت بينه وبين المنصور مكاتبات كلّ منهما يعد فضائله ، وحقه للخلافة ، والإمارة , ولكم لم تنْحلّ المشكلة بالمكاتبات ، فجرت معارك طاحنة كادت أن تغير مسار التاريخ ، إلى أن وجّه المنصور جيشاً قوامه عشرة آلاف جندي ، بقيادة عيسى بن موسى العباسي ، ودافع (( النفس الزكية )) وأصحابه بضراوة ، ولكنهم لم يستطيعوا أن يصمدوا أمام الجيش العباسي ، وكان المصير أن قُتل محمد النفس الزكية ، وهو ينادي : (( ويحكم ! ابن نبيكم مجروحٌ مظلوم )) وكان ذلك في 14 رمضان سنة 145 هـ (1) .
لقد دخل في روع (( النفس الزكية )) أنه المهدي الموعود ، (( ولم ينتبه إلى السنن الكونية ، وأن ظهور المهدي لابد له من مقدمات يستطيع أن يحكم المسلمين حكماً إسلامياً صحيحاً ، وأن المهدي في آخر الزمان عند نزول عيسى – عليه السلام – ))(2) هـ .
وادعى بعض (( الجارودية )) أنه حي لم يُقْتل ، ولا مات, ولا يموت حتى يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً(3) ، وزعم (( المحمّدية )) أنه جبل حاجز من ناحية نجد إلى أن يُؤمر بالخروج فيخرج ، ويملك الأرض , ويبايع له بمكة بين الركن ، والمقام (4) .

بحث سريع