محمد بن الحنفية – رحمه الله تعالى – ( ت 81 هـ )

بواسطة | د. محمد إسماعيل المقدم
2005/05/22
قال الحافظ ابن حجر – رحمه الله – : ( كان أول أمر المختار أن ابن الزبير أرسله إلى الكوفة ، ليؤكد له أمر بيعته ، فأظهر المختار أن ابن الزبير دعا في السر للطلب بدم الحسين ثم أراد تأكيد أمره ، فادّعى أن محمد بن الحنفية هو المهدي الذي سيخرج آخر في الزمان ، وأنه أمره أن يدعو الناس إلى بيعته ، وزوّر على لسانه كتاباً(1) ، فدخل في طاعته جمعٌ جمًّ ، فتقوى بهم ، وتتبّع قتلة الحسين ، فقتلهم ، فقوي أمره بمن يحب أهل البيت )(2) .
وذكر الشهرستاني ( أن المختار بن أبي عبيد (3) قال بإمامة محمد بن الحنفية بعد علي ، ولما وقف محمد بن الحنفية على ذلك تبرأ منه )(4) .
وقال عبد القاهر البغدادي : ( ثم رفع خبر المختار إلى ابن الحنفية ، وخاف من جهته الفتنة في الدين ، فأراد قدوم العراق ليصير إليه الذين اعتقدوا إمامته ، وسمع المختار ذلك ، فخاف من قدومه العراق ذهاب رياسته وولايته ، فقال لجنده : (( إنا على بيعة المهدي ، ولكن للمهدي علامة ، وهو أن يضرب بالسيف ضربة ، فإن لم يقطع السيف جلده فهو المهدي )) وانتهى قوله هذا إلى ابن الحنفية ، فأقام بمكة خوفاً من أن يقتله المختار بالكوفة(5) .
وقد اتفقت فرَقُ الكَيْسانية(6) كلُّها على إمامة ابن الحنفية ، في حياته ، ولكن بعد ما مات أقر قوم منهم بموته (7) ، وحوّلوا الإمامة إلى غيره على خلاف كثير فيهم ، وقال قوم آخرون : إنه حي ، ولم يمت ، وإنه في جبل رَضْوى (8) ، وعنده عين من الماء ، وعين من العسل ، يأتيه رزقه غدواً ، وعشياً ، تُحدّثه الملائكة ، وعن يمينه أسد ، وعن يساره نمر يحفظانه من أعدائه إلى وقت خروجه ، وأنه صاحب الزمان يخرج ، ويقتل الدجال ، ويهدي الناس من الضلالة ، ويًصلح الأرض بعد فسادها ، ولم يمُت ، ولا يموت حتى يملأ الأرض عدلاً ، كما ملئت جوراً (1) .
قال الحميري – ، وكان ممن ينتظرون رجعة محمد بن الحنفية – :
يا شعب رضوى قاطنٌ بك لا يُرى حتى متى تخفى وأنت قريبُ
يا بن الوصيّ ويا سميّ محمد وكنيّهُ نفسي عليك تذُوبُ
لو غاب عنّا عمر نوحٍ أيقنت منّا النفوسُ بأنّه سيئوب (2)
وقال كثير عزّة ، وكان على مذهب الكيسانية :
ألا قل للوصي فدتك نفسي أطلت بذلك الجبل المقاما
أضَرَّ بمعشرٍ وَالَوكَ منّـا وسموك الخليفة والإماما
وعادوا فيك أهل الأرض طُرّاً مقامُك عنهم ستين عاما
وما ذاق ابنُ خولة طعمَ موتٍ ولا وارت له أرضٌ عظاما
لقد أمسى بمجرى شِعْبِ رَضْوى تُراجعُهُ الملائكة الكلاما
وإنّ لهُ لرزقاً كلّ يومٍ وأشربةً يُعلًّ بها الطعاما(3)
وقال أيضاً :
ألا إنّ الأئمة من قريش ولاة الحق أربعةٌ سواء
علي والثلاثة من بنيه همُ الأسباط ليس بهم خفاءُ
فسبطٌ سبط إيمان وبر وسبطٌ غيّبته كربلاء
وسبطٌ لا يذوق الموت حتّى يقود الخيل يقدُمُها اللواء
تغيّب لا يُرى فيهم زماناً برضوى عنده عسلٌ وماء(1)
وقال الحافظ بن كثير في (( البداية والنهاية : ( ولقد ذهب طائفة من الرافضة إلى إمامته ، وأنه يُنتظر خروجه في آخر الزمان ، كما ينتظر طائفةٌ أخرى منهم الحسن بن محمد العسكري(1) ، الذي يخرج في زعمهم – من سرداب سامراء ، وهذا من خرافاتهم ، وهذيانهم ، وجهلهم ، وضلالهم ن وتُرّهاتهم )(3) . اهـ .

بحث سريع