علي بن أبي طالب أمير المؤمنين رضي الله عنه ( ت 40 هـ )

بواسطة |  د. محمد إسماعيل المقدم
2005/05/22
ادعى عبد الله بن سبأ(1) اليهودي الزنديق المتمسلم أن علياً رضي الله عنه هو المهدي المنتظر ، وأنه يرجع إلى الدنيا قبل يوم القيامة ، فيملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً .
ولما قتل علي رضي الله عنه زعم ابن سبأ أن المقتول لم يكن علياً ، وإنما كان شيطاناً تصور للناس في صورة علي رضي الله عنه ، وأن علياً صعد إلى السماء ، كما صعد إليها عيسى ابن مريم – عليه السلام -(2) ، وزعم أنه الذي يجيء في السّحاب ، وأن الرعد صوته ، والبرق تبسمه(3) .
وقد قيل لابن سبأ : أن علياً قد قتل ، فقال : (( إن جئتمونا بدماغه في صرة لم نصدق بموته ، لا يموت حتى ينزل من السماء ، ويملك الأرض بحذافيرها ))(4) .
* يقول الدكتور عبد العليم البستوي – حفظه الله – :
(لقد كان هدف عبد الله بن سبأ الأساسي هو إثارة الفتن والقلاقل بين المسلمين من كل وجه ممكن وإفساد عقائدهم بأي طريق ، ولقد وجد في التظاهر بحب أهل البيت منفذاً كبيراً ، ومرتعاً خصباً لتحقيق مآربه التخريبية .
فقد كان المسلمون جميعاً ينظرون إلى أهل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم نظرة حب وتقدير ، لمنزلتهم من الرسول صلى الله عليه وسلم ، وكان من السهل جداً إثارة عواطف عامة المسلمين ، بحجة الدفاع عن أهل البيت ، والولاء لهم وتأييدهم .
وهكذا حدث ، فقد استغل عبد الله بن سبأ هذه الناحية ، وكذلك كل الذين شايعوه ، ومشوا على فكرته في جميع العصور حسب مصالحهم ، وأغراضهم ، وأهوائهم السياسية ، والمادية ، ومن هنا نرى فرق الشيعة جميعاً على فكرة الرجعة لمن اختارته لها مهدياً ، إلا أن السر في تعدد أحزابهم هو ما كانت تمليه ظروفهم السياسية ، وأهواؤهم المادية وأغراضهم المختلفة ، فكلما سولت لأحدهم نفسه أن يغامر بطلب الولاية ، والرياسة ، أو المنافع الأخرى ، أختار له مهدياً ، وتظاهر بالدعوة إلى إمامته ، فإذا مات ذلك المهدي المزعوم قبل أن تتحقق مآربه ، ادعى أنه غاب ، ولم يمت ، ولابد من أن يرجع قبل يوم القيامة ، فيملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً ، وظلماً ، ومن هنا كثر المهديون عندهم )(1) .

بحث سريع