إن فاطمة حصنت فرجها، فحرم الله ذريتها على النار

بواسطة | محمد ناصرالدين الألباني
2005/05/29
(456) (إن فاطمة حصنت فرجها، فحرم الله ذريتها على النار).
ضعيف جداً. أخرجه الطبراني (1/257/1) والعقيلي في "الضعفاء" (ص286) في "الكامل" (ق 249/1) وابن شاهين في (فضائل فاطمة) (ورقة 3 وجه1) وتمام في "الفوائد" (61/2) وبن منده في "المعرفة" (2/293/1) وابن عساكر (5/32/1، 17/386/1) عن معاوية بن هشام، حدثنا عمر بن غياث الحضرمي عن عاصم بن أبي النجود عن زر بن حبيش عن عبد الله بن مسعود مرفوعاً ثم رواه ابن شاهين، وكذا أبو القاسم المهراني في "الفوائد المنتخبة" (2/11/2) من طريق بن عمر الأبلي: حدثنا عبد الملك بن الوليد بن معدان وسلام بن سليم القاري عن عاصم به. وابن شاهين أيضاً من طريق محمد بن عبيد بن عتبة: حدثنا محمد بن إسحاق البلخي: حدثنا تليد بن عاصم به.
قلت: فهذه طرق ثلاث عن عاصم، وهي ضعيفة جداً، وبعضها أشد ضعفاً من بعض ففي الطريق الأولى عمر بن غياث، قال العقيلي (قال البخاري: في حديثه نظر قال العقيلي: والحديث هو هذا" وقال البخاري في "التاريخ الصغير" (ص 214): "ولم يذكر سماعاً من عاصم، معضل الحديث" واتهمة بن حبان، فقال "يروي عن عاصم ما ليس من حديثه" وقال ابن أبي حاتم في (الجرح والتعديل) (3/1/128) عن أبيه: "هو منكر الحديث" والراوي عنه معاوية بن هشام فيه ضعف، لكن الحمل فيه على شيخه عمر، ومن هذه الطرق برواية ابن عدي أورده ابن الجوزي في "الموضوعات" (1/422) وقال: "مداره على عمرو بن غياث، ويقال فيه (عمر) وقد ضعفه الدارقطني وقال ابن حبان: عمرو يروي عن عاصم ما ليس من حديثه، ولعله سمعه في اختلاط عاصم، ثم إن ثبت الحديث فهو محمول على أولادها فقط، وبذلك فسر محمد ابن علي بن موسى الرضي، فقال: هو خاص بالحسن والحسين".
قلت: ومن هذا الوجه أخرجه الحاكم (3/152) وأبو نعيم (4/188) وقال: حديث غريب تفرد به معاوية، وأما الحاكم فقال (صحيح الإسناد) ورده الذهبي بقوله "قلت: بل ضعيف، تفرد به معاوية، وقد ضُعف، عن ابن غياث، وهو واه عن ابن مسعود. وقال العقيلي "والموقوف أولى".
قلت: ولا يصح لا موقوفاً ولا مرفوعاً، وأما الطريق الثاني ففيه حفص بن عمر الأبلي وهو كذاب، وأما الطريق الثالث ففيه تليد، قال ابن معين: "كذاب، يشتم عثمان" وقال أبو داوود "رافضي يشتم أبا بكر وعمر" وفي لفظ (خبيث) فتبين أن هذه الطرق واهية لا تزيد الحديث إلا وهناً، وقد روى أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/206-270) بسند فيه نظر عن ابن الرضى أنه سئل عن هذا الحديث، فقال: خاص بالحسن والحسين، وذكره العقيلي من قول أبي كريب أحد رواته عن ابن هشام وزاد (ولمن أطاع الله منهم) وهذا تأويل جيد لو صح الحديث.
وقد ذكر له السيوطي شاهداً من حديث ابن عباس وهو عندي شاهد قاصر لأنه أخص منه، على أن إسناده ضعيف.


السلسلة الضعيفة

بحث سريع