…ثم ضرب على ظهر العباس، قال: فيخرج الله من ظهرك يا عم رجلاً يكون هلاكهم على يديه

بواسطة | محمد ناصرالدين الألباني
2005/05/29
(1080) (ليست بشجرة نبات، إنما هم بنو فلان، إذا ملكوا جاروا، وإذا ائتمنوا خانوا ثم ضرب على ظهر العباس، قال: فيخرج الله من ظهرك يا عم رجلاً يكون هلاكهم على يديه ).
موضوع. أخرجه الخطيب في "تاريخه" (3/343) عن محمد بن زكريا الغلابي، حدثنا عبد الله بن الضحاك الهدادي: حدثني هشام بن محمد الكلبي أنه كان عند المعتصم في أول أيام المأمون حين قدم المأمون بغداد، فذكر قوماً بسوء السيرة، فقلت له: أيها الأمير! إن الله تعالى أمهلهم فطغوا، وحلم فبغوا، فقال لي: حدثني أبي الرشيد عن جدي المهدي عن أبيه المنصور عن أبيه محمد بن علي بن عبد الله بن عباس عن أبيه: "أن النبي صلى الله عليه وسلم نظر إلى قوم من بين فلان يتبخترون في مشيهم، فعرف الغضب في وجهه ثم قرأ "والشجرة الملعونة في القرآن" فقيل له أي الشجر هي يا رسول الله حتى نجتثها؟ فقال: فذكره.
قتل: وهذا إسناد موضوع فيه آفات:
أولاً: المنصور وغيره من الملوك العباسيين لا يعرف حالهم في الحديث.
ثانياً: هشام بن محمد الكلبي، قال الذهبي في "الضعفاء" "تركوه كأبيه وكان رافضياً".
ثالثاً: عبد الله بن الضحاك الهدادي، لم أجد له ترجمة ولم يورده السمعاني في هذه النسبة الهدادي.
رابعاً: محمد بن زكريا الغلابي أورده الذهبي في "الضعفاء" وقال: "قال الدارقطني: كان يضع الحديث" وساق له الذهبي في "الميزان" حديثاً في فضل الحسين رضي الله عنه، ثم قال (فهذا كذب من الغلابي).
قلت: وهذا الحديث كذلك فهو الذي اختلقه أو الكلبي الرافضي، فإنه ظاهر البطلاني لما تضمنه من تحريف الكلم عن مواضعه، وتأويل قوله تعالى "والشجرة الملعوننة في القرآن" بأن المراد بها بنو أمية، وإنما هي شجرة الزقوم كما في "صحيح البخاري" عن ابن عباس رضي الله عنه "وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس) قال هي رؤيا عين أريها رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة أسري به (والشجرة الملعونة" شجرة الزقوم".
ومثل هذا الحديث في البطلان ما روى ابن جرير الطبري قال: حُدِّثت عن محمد بن الحسن بن زباله: حدثنا عبد المهيمن بن عباس بن سهل ابن سعد: حدثني أبي عن جدي قال "رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم بني فلان ينـزون على منبره نزو القرود، فساء ذلك فما استجمع ضاحكا حتى مات، قال: وأنزل الله في ذلك "وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة" الآية. وهذا السند ضعيف جداً كما قال الحافظ ابن كثير:
"فإن محمد بن الحسن بن زبالة متروك، وشيخه أيضاً ضعيف بالكلية، ولهذا اختار ابن جرير أن المراد بذلك ليلة الإسراء، وأن الشجرة المعلونة هي شجرة الزقوم قال: لإجماع الحجة من أهل التأويل على ذلك أي في الرؤيا والشجرة".
هذا حال هذيين الحديثين في الضعف بل في البطلان.


السلسلة الضعيفة

بحث سريع