كان أحب النساء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة، ومن الرجال علي

بواسطة | محمد ناصرالدين الألباني
2005/05/29
(1124) (كان أحب النساء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة، ومن الرجال علي ).
باطل. أخرجه الترمذي (2/319) والحاكم (3/155) من طريق جعفر بن زياد الأحمر عن عبد الله بن عطاء عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال: فذكره. وقال الترمذي: "هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه" وقال الحاكم "صحيح الإسناد" ووافقه الذهبي!! قلت: عبد الله بن عطاء، قال الذهبي نفسه في "الضعفاء" وقال النسائي، ليس بالقوي" وقال الحافظ في "التقريب" "صدوق يخطئ ويدلس".
قلت: وقد عنعن إسناد هذا الحديث، فلا يحتج به لو كان ثقة، فكيف وهو صدوق يخطئ؟! ثم إن الراوي عن جعفر بن زياد الأحمر، مختلف فيه، وقد أورده الذهبي ايضاً في "الضعفاء" وقال: "ثقة ينفرد، قال ابن حبان "في القلب منه!!" وقال الحافظ في "التقريب" صدوق يتشبع".
قلت: فمثله لا يطمئن القلب لحديثه، لاسيما وهو في فضل علي رضي الله عنه! فإن من المعلوم غلو الشيعة فيه، وإكثارهم الحديث في مناقبه مما لم يثبت! وإنما حكمت على الحديث بالبطلان من حيث المعنى لأنه مخالف لما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في أحب النساء والرجال ليه كما يأتي، وقد روي الحديث عن عائشة رضي الله عنها وهو باطل أيضاً يرويه جميع بن عمير التيمي قال: "دخلت مع عمتي (وفي رواية: أمي) على عائشة، فسئلت أي الناس كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت: فاطمة، فقيل: من الرجال؟ قالت زوجها" أخرجه الترمذي (2/320) والحاكم (3/154) من طريقين عن جميع به والسياق للترمذي وقال: "حديث حسن غريب" وقال الحاكم –والرواية الأخرى له- (صحيح الإسناد) ورده الذهبي فأحسن: "قلت: جميع متهم ولم تقل عائشة هذا أصلاً" ويؤيد قوله شيئان: الأول أنه ثبت عن عائشة خلافه، فقال الإمام أحمد (6/241) حدثنا عبد الواحد الحداد عن كهمس عن عبد الله بن شقيق، قال: قلت لعائشة وأي الناس كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالت: عائشة قلت: فمن الرجال؟ قالت أبوها".
قلت: وهذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات رجال الصحيح.
والآخر: أنه صح عن النبي صلى الله عليه وسلم خلافه من رواية عمرو بن العاص قال: "أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: أي الناس أحب إليك؟ قال: عائشة قلت: من الرجال؟ قال أبوها، ثم من؟ قال عمر، فعد رجالاً" أخرجه الشيخان وأحمد (4/203) وله شاهد من حديث أنس قال: (قيل: يا رسول الله أي الناس…) دون قوله "ثم من".." أخرجه ابن ماجة (101) والحاكم (4/12) وقال: (صحيح على شرط الشيخين" وهو كما قال.
وشاهد آخر فقال الطيالسي (1613) حدثنا زمعة قال: سمعت أم سلمة الصرخة على عائشة، فأرسلت جاريتها: انظري ما صنعت، فجاءت فقالت: قد قضت فقالت: يرحمها الله، والذي نفسي بيده، قد كانت أحب الناس كلهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أباها".
قلت: وهذا إسناد لا بأس به في الشواهد.
قلت: وكون أبي بكر رضي الله عنه أحب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الموافق لكونه أفضل الخلفاء الراشدين عند أهل السنة، بل هو الذي شهد به علي نفسه رضي الله عنه، برواية أعرف الناس به ألا وهو ابنه محمد بن الحنفية قال: "قلت لأبي: أي الناس خير بعد النبي صلى الله عليه وسلم قال: أبو بكر قلت ثم من؟ قال ثم عمر.." الحديث أخرجه البخاري (2/422) فثبت بما قدمنا من النصوص بطلان هذا الحديث والله المستعان.

السلسلة الضعيفة

بحث سريع