إن الجنة تشتاق إلى أربعة: علي وسلمان وعمار والمقداد

بواسطة | محمد ناصرالدين الألباني
2005/05/30
(2328) (إن الجنة تشتاق إلى أربعة: علي وسلمان وعمار والمقداد).
ضعيف. رواه الطبراني في "الكبير" (6/263-264/6045) وأبو نعيم في "الحلية" (1/142) "وأخبار أصبهان" (1/49) وعنه رواه ابن عساكر (17/75/1-2) عن سلمة الأبرش: حدثنا عمران الطائي قال: سمعت أنس بن مالك يقول: فذكره مرفوعاً. وقال أبو نعيم "عمران: هو ابن وهب، رواه عنه أيضاً إبراهيم بن المختار" قلت: عمران هذا، ضعفه أبو حاتم، ووثقه ابن حبان، وقال أبو حاتم: "ما أظنه سمع من أنس شيئاً) قلت: وفي هذا الحديث صرح بسماعه منه. فالله أعلم.
وسلمه الأبرش هو ابن الفضل، قال الحافظ: (صدوق كثير الخطأ) لكن تابعه إبراهيم بن المختار كما تقدم عن أبي نعيم، وهوصدوق ضعيف الحفظ كما في "التقريب" وقد وصله عنه أبو نعيم في "صفة الجنة" (14/1-2) وفي "الحلية" (1/190) عن محمد بن حميد حدثنا إبراهيم بن المختار حدثنا عمران بن وهب عن أنس. ومحمد بن حميد هو الرازي، قال في "التقريب": (حافظ ضعيف، وكان ابن معين حسن الرأي فيه" ثم رواه ابن عساكر من حديث ابن عباس مرفوعاً به، إلا أنه جعل مكان سلمان أبا ذر، وفي إسناده محمد بن مصبح البزار: حدثنا أبي. قال الذهبي "لا أ عرفهما" وشيخ أبيه قيس –وهو ابن الربيع- ضعيف، ومن حديث علي مرفوعاً به، إلا أنه جعل مكان عمار أبا ذر وفيه نشهل بن سعيد، قال الحافظ "متروك، وكذبه إسحاق بن راهويه" وأخرجه (7/204/2) من حديث حذيفة مرفوعاً به إلا أنه جعل مكان المقداد أبا ذر وفيه إسماعيل بن يحيى بن طلحة وهو أبو يحيى التيمي وهو كذاب مجمع على تركه.
وبالجملة: فالحديث ضعيف لأن طرقه كلها واهية شديدة الضعف، ليس فيها ما يمكن أن يجبر به الضعف الذي في الطريق الأولى، مع الاختلاف في ذكر (أبي ذر).
نعم له طريق أخرى عن انس مرفوعاً بلفظ "ثلاثة" دون ذكر المقداد وأبي ذر وقد صححه الحاكم وغيره. وهو عندي ضعيف الإسناد كما بينته في "تخريج المشكاة" (6225- التحقيق الثاني) لكنه حسن بجموع الطريق والله أعلم.
وقد ركب بعض الهالكين على هذا الحديث قصة فقال: النضر بن حميد الكندي عن سعد الإسكاف عن أبي جعفر محمد بن علي عن أبيه عن جده قال: أتى جبريل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد: إن الله يحب من أصحابك ثلاثة فأحبهم: علي بن أبي طالب، وأبو ذر والمقداد بن الأسود. قال: فأتاه جبريل فقال له: يا محمد: إن الجنة تشتاق إلى ثلاثة من أصحابك وعنده أنس بن مالك فرجا أن يكون لبعض الأنصار قال: فأراد أن يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهم فهابه، فخرج فلقي أبا بكر فقال: يا أبا بكر إني كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم آنفاً، فأتاه جبريل.. (فذكره كما تقدم قال:" فهل لك أن تدخل على نبي الله صلى الله عليه وسلم فتسأله؟ فقال: إني أخاف أن أسأله فلا أكون منهم، ويشمت بي قومي. ثم لقيني عمر بن الخطاب، فقال له مثل قول أبي بكر. قال: فلقي علياً، فقال له علي: نعم إن كنت منهم فاحمد الله وإن لم أكن منهم حمدت الله، فدخل على نبي الله صلى الله عليه وسلم فقال: إن أنساً حدثني أنه كان عندك آنفاً وأن جبريل أتاك فقال: يا محمد (فذكر الحديث) قال: فمن هم يا نبي الله؟ قال: "أنت منهم يا علي، وعمار بن ياسر وسيشهد معك شاهدين فضلها عظيم خيرها وسلمان وهو منا أهل البيت وهو ناصح، فاتخذه لنفسك" أخرجه أبو يعلى (12/142/144) والبزار (3/184/2524) من طريق النضر بن حميد الكندي عن سعد الإسكاف عن أبي جعفر محمد بن علي عن أبيه عن جده.
وقال البزار: "لا نعلمه يروي عن أنس إلا بهذا الإسناد، والنضر وسعد الإسكاف لم يكونا بالقويين في الحديث" كذا قال، وهما أسوء حالاً من ذلك، فسعد الإسكاف قال فيه ابن حبان في "الضعفاء" (1/357): "كان يضع الحديث على الفور".


السلسلة الضعيفة

بحث سريع