استجلاب ارتقاء الغرف -11

بواسطة | الحافظ السخاوي
2005/06/19
باب مكافأة الرسول عليه الصلاة والسلام لمن أحسن إليهم يوم القيامة
عن عيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي ، عن أبيه ، عن جده ، عن علي رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( من اصطنع إلى أحدٍ من أهل بيتي يداً ، كافأته عنها يوم القيامة )) .
أخرجه الجعابي في (( الطالبيين )) .
ورواه الثعلبي في (( تفسيره )) بسند فيه عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي – وهو كذاب – بلفظ : (( من اصطنع صنيعةً إلى أحد من ولد عبد المطلب ولم يجازه عليها ، فأنا أجزيه عليها إذا لقيني يوم القيامة . وحُرّمت الجنة على من ظلم أهل بيتي ، وآذاني في عِتْرتي )) .
وهو عند الطبراني في (( الأوسط )) من حديث أبان بن عثمان رضي الله عنه : سمعت عثمان بن عفان رضي الله عنه يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( من صنع إلى أحدٍكم من ولد عبد المطلب يداً فلم يكافئه بها في الدنيا فعليّ مكافأته غداً إذا لقيني )) .
وللديلمي من حديث عبد الله بن أحمد بن عامر ، عن أبيه عن علي الرضا ، عن أبيه موسى الكاظم ، عن أبيه جعفر الصادق ، عن أبيه محمد الباقر ، عن أبيه زين العابدين علي ، عن أبيه الحسين ، عن أبيه علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( أربعةٌ أنا لهم شفيعٌ يوم القيامة : المُكرمُ لذريتي ، والقاضي لهم حوائجهم ، والساعي لهم في أمورهم عندما اضطروا إليه ، والمُحبُّ لهم بقلبه ولسانه )) .
وسنده ضعيف جداً ، وكذا هو جزء في (( خصائص البيت )) .
ويحكى عن أبي الحسن علي بن إبراهيم بنعثمان الرقي الدّقاق : أن فقيراً علوياً من ذرية الحسين بن علي بن أبي طالب طلب منه دقيقاً بثمنه ، فالتمس منه الثمن . فقال : ليس معي شيء ، ولكن اكتب على جدي – يعني المصطفى صلى الله عليه وسلم – ، فأعطاه وكتب الثمن كما قال .
فتسامع العلويون من الحسنيين والحُسينيين ، فكانوا يجيئونه للشراء أيضاً ، فيعطيهم كذلك ، بحيث نفد ما عنده من دقيق ومال ، واشتد عليه الأمرُ ، ودام في فاقةٍ أياماً .
فدخل على كبيرٍ منهم وعرض عليه خُطوطهم ،وشكى إليه حاله ، فسكت .
فلما كان تلك الليلة ، رأى النبي صلى الله عليه وسلم في النوم ومعه علي بن أبي طالب فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : (( يا أبا الحسن ، أتعرفني )) .
قال : نعم ، أنت رسول الله صلى الله عليه وسلم .
قال صلى الله عليه وسلم : (( فلم شكوتني وأنت مُعاملي )) ؟
فقلت : يا رسول الله ، أفتقرت .
فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إنْ كنتَ عاملتني في الدنيا وفّيتك ، وإنْ كنت عاملتني في الآخرة فاصبر ، فإني نعمَ الغريم )) .
فجزع الرجل جزعاً شديداً وانتبه وهو يبكي ،فخرج سائحاً في البراري والجبال ، ولم يلبث أن وُجدَ ميتاً في كهف جبل ، فحملوه ودفنوه .
ففي تلك الليلة رآهُ سبعةُ نفرٍ من صالحي أهل الكوفة في المنام وعليه حللٌ من الاستبرق ، وهو يمشي في رياض الجنة .
فقالوا له : أنت أبو الحسن ؟
قال : نعم .
قالوا : كيف وصلت إلى هذه النعمة ؟
قال : من عامل محمداً صلى الله عليه وسلم ، وصلَ إلى ما وصلتُ إليه . ألا وإنّي رفيقٌ لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، رُزقتُ ذلك بصبري ، والحمد لله .

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14

بحث سريع