استجلاب ارتقاء الغرف -7

بواسطة | الحافظ السخاوي
2005/06/19

باب بشارتهم بالجنة ورفع منزلتهم بالوقوف عند ما أوجبه الشارع وسنه

تقدمت في الباب الثاني عدة أحاديث في التّنصيص على دُخُولهم في شفاعته وغضبه صلى الله عليه وسلم ، حيث قيل : إنهم لا ينتفعون بقرابته .
وعن أبي الزناد ، عن زيد بن علي في قوله عز وجل : { ولسوف يعطيك ربك فترضى } .
قال : (( من رضى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أن يدخل أهلُ بيته الجنة )) رواه الجعابي .
وعن عاصم بن أبي النَّجود ، عن زرَّ بن حبيش ، عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إنَّ فاطمة حصّنت فرجها ، ، فحرَّم الله ذريتها على
النار )) .
أخرجه تمّام في (( فوائده )) ، والبزار في (( مسنده )) .
والطبراني في (( الكبير )) بلفظ : (( فحرَّمها الله وذريتها على النار )) .
وابن شاهين في (( مُسند الزهراء )) من حديثه باللفظين .
وكذا هو عنده من وجهٍ آخر عن عاصم ، لكنه قال : عن زرّ ، عن حذيفة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إنّ فاطمة أحصنت فرجها ، فحرّمها الله وذريتها على النار )) .
وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال : شكوت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حسد الناس . فقال لي : (( أما ترضى أن تكون رابع أربعةٍ أول من يدخل الجنَّة ، أنا وأنت والحسن والحسين رضي الله عنه الله عنهم ، وأزواجنا عن أيْماننا وشمائلنا ، وذريتنا خلف أزواجنا )) .
أخرجه الثعلبي بسندٍ في الكُديمي ، وهو ضعيف .
وهو عند الطبراني في (( الكبير )) من حديث أبي رافع رضي الله عنه أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي رضي الله عنه : (( إنّ أول أربعة يدخلون الجنة ، أنا وأنت ، والحسن والحسين ، وذرارينا خلف ظهورنا ، وأزواجنا خلف ذرارينا . وشيعتنا عن أيماننا وشمائلنا )) . وسنده ضعيف جداً .
ولابن السّري والديلمي في (( مسنده )) من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال روسول الله صلى الله عليه وسلم : (( نحن بنو عبد المطلب سادات أهل الجنة ، أنا وحمزة وعلي وجعفر بن أبي طالب ، والحسن والحسين والمهدي )) .
وعن سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة ، عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( وعدني ربي في أهل بيتي من أقرّ منهم بالتوحيد ولي بالبلاغ ، أن لا يعذبهم )) .
رواه الحاكم . وقال : صحيح الإسناد ، ولم يخرجاه .
وعن عبد الرحمن بن الغسيل ، عن عكرمة ، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لفاطمة رضي الله عنها : (( إنَّ الله غير مُعَذِّبك ، ولا ولدك )) .
أخرجه الطبراني في الكبير )) ورجاله ثقات .
وهو عند السمرقندي وغيره من هذا الوجه ، لكن في العباس رضي الله عنه الله عنه ولفظه : (( يا عباس ، إنَّ الله غَيْرُ معذبك ولا أحدٌ من وَلدِك )) .
وأخرجه الطبراني من حديث سهل بن سعد رضي الله عنهما ، أنه صلى الله عليه وسلم قال : (( يا عم ، سترك الله وذريتك من النار )) .
وعن عمران بن حُصين رضي الله عنهما ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( سألت ربي أن لا يدخل النار أحداً من أهل بيتي ، فأعطاني ذلك )) .
ذكره المحبُّ الطبري ، ومن قبْله الديلمي وولدُهُ بلا إسناد .
وكذا عند المحب أيضاً عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : اللهم إنهم عِتْرةُ رسولك ، فهب مُسيئَهم لمُحسنهم ، وهبْهُم لي . ففعل وهو فاعلٌ )) .
قال : قلت : وما فعل ؟ ، قال صلى الله عليه وسلم : (( فَعَلهُ ربُّكم بِكُم ، ويفعله بمن بعدكم )) .
وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم قال له: (( يا علي ، إنَّ الله قد غفر لك ولذريتك ولولدك ولأهلك ، ولشيعتك ولمُحبّي شيعتك . فأبشر ، فإنَّك الأنْزَعُ البَطين )) .
أخرجه الديلمي في (( مسنده )) من حديث داود بن سليمان بن يوسف ، عن عليٍّ بن موسى ، عن أبيه موسى ، عن أبيه جعفر ، عن أبيه محممد ، عن أبيه علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن أبيه علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، ولا يصحُّ .
وقد سبق في الباب الثاني ، عن أبي رافع رضي الله عنه أنه قال : (( يا علي ، أنت وشيعتك تردون عليَّ الحوض رُواءً )) الحديث .
ولأحمد في (( المناقب )) عن علي رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( يا معشر بني هاشم ، والذي بعثني بالحقّ نبياً ، لو أخذت بحلقة الجننة ، ما بدأتُ إلا بكم )) .
وعن سفيان بن الليل ، عن الحسن بن علي ، عن أبيه علي بن أبي طالب رضي الله عنهما قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (( أول من يرد عليَّ الحوض ، أهل بيتي ومن أحبني من أمتي )) أخرجه الطبراني في (( الأوائل )) .
ومن طريقه الديلمي في (( مسنده )) من طريق السِّري بن إٍسماعيل أحدُ الهلكى ، وسفيان هذا كان غالياً في الرفض .
ومع هذا ، فقد جمع الطبراني بينه وبين حديث :
(( أول الناس يرد علي الحوض ، فقراء المهاجرين الشُّعث رؤوساً )) . الحديث بقوله : بعد هذه الطبقة – أي المذكورة في الحديث الأول – مع صحة هذا ، وضعف ذاك .
وكذا ورد في أول من يرد عليه الحوض غير هذين ، وهم المُتحابون في الله . وأصحّهما ، حديث الفقراء .
وعن ليث بن أبي سليم ، عن مجاهد ، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( أول من أشفع له من أمتي أهل بيتي ، ثم الأقرب فالأقرب من قريش ، ثم الأنصار ، ثم من آمن بي واتّبعني من اليمن ، ثم من سائر العرب ، ثم الأعاجم ، وأوّل من أشفع له أولاً ، أفضل )) .
أخرجه أبو طاهر المُخلّص في (( السادس )) من حديثه ،و الطبراني وغيرهما ، كالدارقطنيّ في أول الرابع من (( أفراده )) .
وعند الطبراني ، والبزار ، وابن شاهين ، وغيرهم من حديث عبد الملك بن عباد بن جعفر ، أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول :
(( إنّ أول من أشفع له من أمّتي ، أهل المدينة ، ثم أهل مكة ، ثم أهل الطائف )) .

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14

بحث سريع