استجلاب ارتقاء الغرف -6

بواسطة | الحافظ السخاوي
2005/06/19
باب دعائه صلى الله عليه وسلم بالبركة في هذا النسل الكريم
عن عبد الكريم بن سليط البصري ، عن ابن بُريدة – هو عبد الله – عن أبيه رضي الله عنه : أن نفراً من الأنصار قالوا لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه : لو كانت عندك فاطمة ، فدخل رضي الله عنه على النبي صلى الله عليه وسلم – يعني لِيخطبها – فسلّم عليه ، فقال صلى الله عليه وسلم : (( ما حاجة ابن أبي طالب ؟ )) ، قال : ذكرت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم .
قال صلى الله عليه وسلم : (( مرحباً وأهلاً )) . ولم يزدهُ عليها .
فخرج إلى الرَّهط من الأنصار ينتظرونه ، فقالوا : ما وراءك ؟ ، قال ما أدري ، غير أنه قال لي : (( مرحباً وأهلاً )) .
قالوا : يكفيك من رسول الله صلى الله عليه وسلم إحدُهما ، قد أعطاك الأهل وأعطاك الرحْب . فلما كان بعدَ ذلك بعد ما زوّجهُ ، قال صلى الله عليه وسلم : (( يا عليٌّ ، إنّه لابُدّ للعُرس من وليمة )) .
قال سعد رضي الله عنه : عندي كبشٌ ، وجمع لهُ رهطٌ من الأنصار آصعاً من ذُرة .
فلما كان ليلة البناء ، قال صلى الله عليه وسلم : (( يا عليُّ ، لا تُحدث شيئاً حتى تلقاني )) فدعا النبي صلى الله عليه وسلم بماءٍ فتوضأ منه ، ثم أفرغه على عليٍّ وفاطمة رضي الله عنهما
فقال :
(( اللهم بارك فيهما ، وبارك عليهما ، وبارك لهما في نسْلهما )) .
رواه النسائي في (( عمل اليوم والليلة )) ، وكذا رواه الرُّوياني في (( مسنده )) من هذا الوجه .
ولفظُهُ أيضاً : (( وبارك لهما في نسلهما )) .
وأخرجه سمُّويَه في (( فوائده )) من هذاالوجه ، لكنه بلفظ : (( اللهم بارك لهما في شملهما )) ولم يقل : (( اللهم بارك فيهما وبارك عليهما )) .
ورويناه في (( الذرية الطاهرة )) للدُّولابي ، ولفظُهُ : (( اللهم بارك فيهما ، وبارك عليهما ، وبارك لهما في شملهما )) .
وقال الحافظ ابن ناصر راوي الكتاب : صوابه : (( نسلِهما )) . انتهى .
وباللفظين أوردهُ الضِّياءُ في (( المُختارة )) ، والحديث عند أحمد ، وأبي يعلى في
(( مُسندهما )) من هذا الوجه أيضاً مُقتصرين على بعضه ، مما ليس فيه محلُّ الاستشهاد ، والله أعلم .

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14

 

بحث سريع