استجلاب ارتقاء الغرف -4

بواسطة | الحافظ السخاوي
2005/06/19
باب: الحث على حبهم والقيام بواجب حقّهم
عن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس ، عن أبيه ، عن جده رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( أحبوا الله لما يغذوكم به من نعمه ، وأحبوني لحب الله عز وجل . وأحبوا أهل بيتي لحبي )) .
أخرجه الترمذي عن أبي داود صاحب (( السنن )) ، وقال : إنه حسن غريب ، إنما نعرفه من هذا الوجه .
وكذا أخرجه البيهقي في (( الشُّعب )) ، ومن قبله الحاكم ، وقال : صحيح الاسناد ولم يُخرجاه . ومن العجيب ذكرُ ابن الجوزي لهذا الحديث في (( العلل المتناهية )) .
وعن عبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصاري ، عن أبيه رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لا يُؤمن عبْدٌ حتى أكونَ أحبَّ إليه من نفسه ، وتكون عترتي أحبّ إليه من عترته ، ويكون أهلي أحبّ إليه من أهله ، وتكون ذاتي أحبَّ إليه من ذاته )) .
أخرجه البيهيقي في (( شُعب الإيمان )) ، وأبو الشيخ في (( الثواب )) ، والديلمي في (( مسنده )) .
وعن عبد الله بن الحارث ، عن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه لا يدخل قلب رجلٍ الإيمان ، حتى يحبَّكم لله ولرسُوله )) . أخرجه أحمد والحاكم في (( صحيحه )) ، واستشهد لصحته بما أخرجه هو .
وكذا ابن ماجه من طريق محمد بن كعب القُرظي ، عن العباس رضي الله عنه قال : كنَّا نلقى النفر من قريش وهم يتحدثون فيقطعون حديثهم ، فذكرنا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : (( ما بالُ أقوام يتحدثون ، فإذا رأوا الرجل من أهل بيتي ، قطعوا حديثهم . والله لا يدخل قلب رجل الإيمان ، حتى يحبَّهم لله ولقرابتهم مني )) .
وعن عبد الله بن الحارث أيضاً ، عن عبد المطلب بن ربيعة رضي الله عنه قال : دخل العباس رضي الله عنه على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : إنا لَنخْرجُ فنرى قريشاً تحدِّث ، فإّذا رأونا سكتوا . فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم ودرَّ عِرقٌ بين عينيه ، ثم قال : (( والله لا يدخل قلب مسلمٍ إيمان ،حتى يحبكم لله ولقرابتي ))
أخرجه أحمد والبغوي ، وكذا الترمذي في (( جامعه )) لكن بلفظ : حتى يحبكم لله ولرسوله )) .
وهوعند محمد بن نصر المرْوزي بلفظ : ((والذي نفسي بيده ، لا يدخل قلب أحد الإيمان حتى يحبكم لله ولقرابتي )) . الحديث . وسمّى الصحابي المُطّلب بن ربيعة .
ورويناه من طريق أبي الضحى عن ابن عباس رضي الله عنهما ، قال : قال : جاء العباس رضي الله عنه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : إنك تركت فينا ضغائن ، منذ صنعت الذي صنعت .
فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (( لا يبلغوا الخير – أو قال : الإيمان ، – حتى يحبوكم لله ولقرابتي . أترجو سلهبٌ – حيٌّ من مراد – شفاعتي ولا يرجوها بنو عبد المطلب )) . أخرجه الطبراني في (( الكبير )) .
وعنده في (( الأوسط )) من طريق عبد الله بن جعفر رضي الله عنهما : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم سقول : (( يا بني هاشم ، إني قد سألت الله عز وجل لكم أن يجعلكم نُجباء رُحماء ، وسألته أن يهدي ضالّكم ، ويؤمن خائفكم ، ويُشبع جائعكم )) .
وأن العباس رضي الله عنه أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ، إني انتهيت إلى قومٍ يتحدثون ، فلما رأوني سكتوا ، وما ذاك إلا أنّهم يُبغضونا .
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( أوقد فعلوها ؟ والذي نفسي بيده ، لا يؤمن أحدهم ، حتى يحبكم بحبي . أيرجون أن يدخلوا الجنة بشفاعتي ، ولا يرجوها بنو عبد المطلب )) .
وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، عن دُرَّة ابنة أبي لهب رضي الله عنها قالت : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم مُغضباً حتى استوى على المنبر ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : (( ما بال رجالٍ يؤذونني في أهل بيتي ! والذي نفسي بيده ، لا يؤمنُ عبدٌ بي حتى يُحبني ، ولا يحبني حتى يحب ذوي )) . رواه أبو الشيخ بسندٍ ضعيف .
وروى ابن أبي عاصم ، والطبراني ، وابن منده من طريق عبد الرحمن بن بشر – وهو ضعيف – عن محمد بن ‘سحاق ، عن نافع ، وزيد بن أسلم ، عن ابن عمر . وعن سعيد المقبري وابن المنكدر ، عن أبي هريرة ، وعن عمار بن ياسر رضي الله عنهم .
قالوا : قدمت درَّة ابنة أبي لهب المدينة مُهاجرةً ، فنزلت في دار رافع بن المُعلّى . فقال لها نسوةٌ من بني زُريق : أنت ابنةٌ أبي لهب الذي يقول الله عز وجل له : (( تبت يدا أبي لهبٍ وتب } فما تُغني عنك هجرتُك .
فأتت درَّة النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له ، فقال : (( اجلسي )) ، ثم صلّى بالناس الظُّهر وجلس على المنبر ساعة . ثم قال :
(( أيها الناس ، مالي أوذى في أهلي ؟ فوالله إن شفاعتي لتنال قرابتي ، حتى أنَّ صُداءً ، أو حكماً وسلهَباً ، لتنالُها يوم القيامة )) .
وصُداء : حيٌّ من اليمن ، وكذا حكم : أبو حيٍّ من اليمن .
وهو عند ابن منده من طريق يزيد بن عبد الملك النوفلي – وهو واهي – عن سعيد المقبري ، عن أبي هريرة رضي الله عنه : أن سُبيعة ابنة أبي لهب رضي الله عنها جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقالت : يا رسول الله ، إن الناس يصيحون بي يقولون : إني ابنة حطب النار .
فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مغضبٌ شديد الغضب فقال : (( ما بال أقوامٍ يؤذونني في نسبي وذوي رحمي ! ألا من آذى نسبي وذوي رحمي ، فقد آذاني ، ومن آذاني فقد آذى الله )) .
وكذا أخرجه البيهقي من هذا الوجه بلفظ : فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مغصبٌ شديد الغضب فقال : (( ما بال أقوامٍ يؤذونني في قرابتي ! ألا من آذى قرابتي ، فقد آذاني ، ومن آذاني فقد آذى الله تبارك وتعالى )) .
وقال ابن منده عقبة رواه محمد بن إسحاق وغيره ، عن المقبري فقالوا : قدمت درَّة ابنة أبي لهب – يعني كالأول – وصوَّبه أبو نعيم : على أنه يجوز أن يكون لها اسمان ، أو أحدهما لقب ، أو تعددت القصة لامرأتين . أفاده شيخي رحمه الله .
قلت : ويشهدُ للتعدد ، وقوع ذلك لغيرهما .
فروى الطبراني في (( الكبير )) عن عبد الرحمن بن أبي رافع ، عن أم هانئ ابنة أبي طالب رضي الله عنها : أنها خرجت متبرّجة قد بدا قرطاها ، فقال لها عمر بن الخطاب رضي الله عنه : اعلمي ، فإن محمداً لا يُغني عنك شيئاً .
فجاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم : (( ما بال أقوامٍ يزعمون أن شفاعتي لا تنال أهل بيتي ! وإن شفاعتي تنال صُداءً وحكم )) .
روى البزّار في (( مسنده )) من حديث هانئ بن أيوب الحضرمي ، حدَّثني عبد الله بن عباس رضي الله عنها قال:تُوفي ابن لصفيه عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم فبكت عليه وصاحت ، فأتاها النبي صلى الله عليه وسلم فقال لها : (( يا عمة ! ما يُبكيك ؟ )) ، قالت : توفي ابني .
قال : (( يا عمة ، من توفي له ولدٌ في الإسلام وصبر ، بنى الله له بيتاً في الجنة )) ، فسكتت.
ثم خرجت من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم . فاستقبلها عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال : يا صفية ! سمعتُ صراخك . إن قرابتك من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لن تُغني عنك من الله شئاً ، فبكت .
فسمعها النبيُّ صلى الله عليه وسلم وكان يكرمها ويُحبها ، فقال : (( يا عمة ! أتبكين وقد قلتُ لك ما قلت ؟ )) .
قالت : ليس ذلك أبكاني يا رسول الله ، استقبلني عمر بن الخطاب فقال : إن قرابتك من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لن تُغني عنك من الله شيئاً .
قال : فغضب النبي صلى الله عليه وسلم وقال : (( يا بلال ، هجّر بالصلاة )) . فهجَّر بلالٌ بالصلاة ، فصعد النبي صلى الله عليه وسلم المنبر ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : (( ما بال أقوامٍ يزعمون أن قرابتي لا تنفع ! كلّ نسب وسبب منقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي ، فإنها موصولة في الدينا والآخرة )) .
فقال عمر رضي الله عنه ،: فتزوجت أمَّ كلثوم بنت علي رضي الله عنهم ، لما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ . أحببتُ أن يكون لي منه سببٌ ونسب .
ثم خرجت من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فمرّت على ملاءٍ من قريش ، فإذا هم يتفاخرون ويذكرون الجاهلية .
فقالت : منّا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقالوا : إن الشجرة لتنبت في الكبا .
قال : فمرّت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته . فقال : (( يا بلال ، هجّر بالصلاة )) فحمد الله وأثنة عليه ، ثم قال :
(( أيها الناس ! من أنا ؟ )) ، قالوا : أنت رسول الله . قال : (( انسبوني )) .
قالوا : أنت محمد بن عبد الله بن عبد المطلب .
قال : (( أجل ، أنا محمد بن عبد الله ، وأنا رسول الله . فما بال أقوام يبتذلون أصلي ! فوالله لأنا أفضلهم أصلاً ، وخيرهم موضعاً )) .
قال : فلما سمعت الأنصار بذلك ، قالوا : قوموا فخذوا السلاح ، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم أُغضب .
قال : فأخذوا السلاح ، ثم أتوا النبي صلى الله عليه وسلم لا يُرى منهم إلا الحدق ، حتى أحاطوا بالناس ، فجعلوهم في مثل الحرّة ، حتى تضايقت بهم أبواب المسجد والسكَكُ ، ثم قاموا بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم .
فقالوا : يا رسول الله ، لا تأمرُنا بأحدٍ ، إلا أَبَرْنا عِتْرتَهُ .
فلما رأى النَّفر من قريش ذلك ، قاموا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعتذروا وتنَصَلوا.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( الناس دثار ، والأنصار شعار )) . فأثنى عليهم ، وقال خيراً .
قال البزَّار : لا نعْلمُهُ بهذا اللفظ ، إلا بهذا الإسناد .
قلتُ : وفيه غير واحد من الضعفاء ،شيخه إبراهيم ، وأبوه إسماعيل ، وجده يحيى بن سلمة بن كُهيل ، وهو أشدُّهُم ضعفاً .
قال العجلي : إنه يغلو في التشيُّع .
وقد وقع لي في جزء أحمد بن عثمان بن يحيى الأدمي ، قال : حدَّثنا ابن أبي العوام ، حدثنا أبي ، حدّثنا أبي ، حدثنا إسماعيل بن يحيى به ، لكنه قال : عن هانئ بن ثُبيت ، فيُحرّر .
وعزاه المحب الطبري لأبي علي بن شاذان ، وما رأيته في (( مشيخته )) فينظر غيرهما من حديثه .
وقوله : (( هجِّر )) أي بَكِّر بالصلاة أول وقتها ، (( والكِبا )) : بالكسر والقصر – جمع أكباء : الكُناسة .
(( أَبَرْنا )) : – بموحدة – أي أهلكنا . فإن كانت همزته أصلية ، فهو من : أبرتُ الكلب : إذا أطعمته الأبَرَة في الخبز . وإن كانت زائدة ، فهو من البوار .
ولأبي جعفر محمد بن عمرو بن البختري في (( المجلس الأول )) من جزءٍ فيه أحد عشر مجلساً من (( أماليه )) من حديث عبد الله بن محمد – هو ابن عقيل بن أبي طالب الهاشمي – ، حدثنا جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : كان لآل رسول الله صلى الله عليه وسلم خادمٌ تخدُمُهم يقال لها : بَريرة ، فلقيها رجلٌ فقال : يا بريرة ، غطِّي شُعيفاتِك ، فإن محمداً لن يغني عنك من الله شيئاً .
قال : فأخبرتُ النبي صلى الله عليه وسلم ، فخرج يجرُّ رداءه مُحمَّرةٌ وجنتاه ، وكُنَّا معشر الأنصار نعرف غضَبهُ بجر ردائه وحُمرة وجنتيه ، فأخذنا السلاح ، ثم أتيناهُ فقلنا :يا رسول الله ، مُرنا بما شئت ، والذي بعثك بالحق نبياً ، لو أمرتنا بأمهاتنا وآبائنا وأولادنا ، لمضينا لقولك فيهم ، ثم صعد صلى الله عليه وسلم المنبر فحمد الله عز وجل وأثنى عليه . ثم قال :
(( من أنا )) ؟ ، فقلنا : أنت رسول الله . قال : (( نعم ، ولكن من أنا ؟ )) .
قلنا : محمد بن عبد الله بن عبد المطّلب بن هاشم بن عبد مناف .
فقال : (( أنا سيّدُ ولد آدم ولا فخر ، وأوّل من تنشقُّ عنه الأرض يوم القيامة ولا فخر ، وأول من ينفض التراب عن رأسه ولا فخر ، وأول داخل الجنة ولا فخر ، وصاحب لواء الحمْد ولا فخر ، وفي ظلِّ الرحمن عزَّ وجل يوم القيامة ، يوم لا ظلَّ إلا ظلّهُ ولا فخر . ما بال أقوام يزعمون أنّ رحمي لا تنفع . بلى تنفع ، حتى تبلغَ حاءً وحكم ، إنّي لأشفعُ فأُشفّع ، حتى أنَّ من أشْفع له ليشفعُ فيُشفّع ، حتّى إنَّ إبليس ليتطاول طمعاً في الشفاعة )) .
وعبد الله راويه صدوقٌ في نفسه ، إلا أنه مُنكرُ الحديث لسوء حفظه . بل هو من رواية عُبيد الله بن إسحاق العطار ، عن القاسم بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عقيل ، عن جدّه . والقاسم أيضاً والراوي عنه ضعيفان .
على أن الحاكم أخرج الحديث في (( الترجمة النبوية )) من (( مستدركه )) طرفاً منه من حديث العطار .
فقال : عن القاسم عن أبيه ، عن جده ، عن جابر رضي الله عنهما ، وقال : إنه صحيح الإسناد ولم يخرجاه ، وهو متعقّبٌ .
وقوله صلى الله عليه وسلم : (( حآءٌ وحكم )) ، فسره في الرواية : بأنهما قبيلتان من اليمن . ونحو قول غيره : هما حيَّان من اليمن .
(( وشُعيْفاتك )) – بالمعجمة ثم المهملة – تصغير شُعاف ، جمع شُعفة ، وهي الذُؤابة . فإما أن يكون الشعر نفسه ، أو كُنّي به عن الرأس .
وعن أبي سعيد الخُدري رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول على المنبر : (( ما بال رجالٍ يقولون : إنَّ رحم رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تنفع قومهُ يوم القيامة ، بلى والله ، إن رحمي مَوصولةٌ في الدنيا والآخرة . وإني أيها الناس فرَطٌ لكم على الحوض )).
وعن أبي سعيد الخُدري رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول على المنبر : (( ما بال رجالٍ يقولون : إنّ رحِمَ رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تنفع قومهُ يوم القيامة ، بلى والله ، إن رحمي موصولةٌ في الدنيا والآخرة . وإني أيها الناس فرطٌ لكم على الحوض )).
رواه أحمد ، والحكم ، والحاكم في (( صحيحه )) ، والبيهقي من طريق عبد الله بن محمد بن عقيل ، عن حمزة بن سعيد ، عن أبيه به .
وهذه الأحاديث لا تعارض ما روناه عن موسى بن طلحة ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : لما أُنزلت هذه الآية : { وأنذر عشيرتك الأقربين } دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم قريشاً،فاجتمعوا فعمَّ وخصَّ .
فقال : (( يا بني كعب بن لؤي ، أنقذوا نفسكم من النار . يا بني مرّةَ بن كعب ، أنقذوا انفسكم من النار . يا بني عبد شمس ، أنقذوا أنفسكم من النار . يا بني عبد المطلب ، أنقذوا أنفسكم من النار . يا فاطمة ، أنقذي نفسك من النار ، فإني لا أملك لكم من الله شيئاً غير أن لكم رحماً سأبُلُّها ببلالها )) .
أخرجه مسلم في (( صحيحه )) . واتفق الشيخان عليه من وجه آخر . فالبخاري : من حديث شعيب ، عن أبي الزّناد . ومسلم : من حديث عبد الله بن ذكوان ، كلاهما عن الأعرج . والبخاري : أيضاً من حديث شعيب .
ومسلم أيضاً : من حديث يونس كلاهما عن الزُّهري ، عن سعيد بن المسيِّب ، وأبي سلمة بن عبد الرحمن ، ثلاثتهم عن أبي هريرة رضي الله عنهم .
ومسلم أيضاً : من حديث وكيع ، ويونس بن بُكير ، كلامهما عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة رضي الله عنهم ، كلهم بدون الاستثناء .
وله طرقٌ عدة في بعضها من الزيادة : (( يا عائشة بنت أبي بكر ، ويا حفصة بنت عمر ، وبا أمَّ سلمة ، ويا أمَّ الزبير عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، اشتروا أنفسكم من النار )) .
فإنه صلى الله عليه وسلم لا يملك لأحدٍ من الله شيئاً ، ولا نفعاً ولا ضرّاً ، لكن الله عز وجل يُملِّكه نفع أقاربه وأمته بالشفاعة . ولهذا وقع الاستثناء في الرواية التي اقتصرت على سياق لفظها بقوله صلى الله عليه وسلم : (( غير أنَّ لكم رَحماً سأبُلُّها ببلاها )) .
وستأتي هذه الزيادة في الخاتمة من حديث عمرو بن العاص رضي الله عنه أيضاً .
أو كان المقام مقام التخويف والتحذير ، فبالغ في الحثّ على العمل . وحينئذ فيكون في قوله صلى الله عليه وسلم : (( لا أغني شيئاً )) إضمارٌ ، إلا إنْ أذن الله لي في الشفاعة .
وقيل : إن هذا كان قيل أن يعْلمهُ الله عز وجل بأن يَشْفع فيمن أراد ويقبل شفاعته ، حتى يُدخل قوماً الجنة بغير حساب ، ويرفع درجات آخرين ، ويُخرج من النار من دخلها بذنوبه .
واما ما رويناه في أواخر الحديث الرابع من (( اربعي الطائي )) من طريق الفضيل بن مرزوق قال سمعت الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول لرجلٍ ممن يَغْلو فيهم : وَيْحكم ، أحبّونا لله .
قال : فقال له الرجل : إنكم ذو قرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهل بيته .
فقال : ويحكم ، لو كان الله نافعاً بقرابةٍ من رسول الله صلى الله عليه وسلم بغير عمل بطاعته ، لنفع بذلك من هو أقرب إليه منّا ، أباه وأمُّهُ . وإني أخافُ أن يُضاعفَ للعاصي منًّا العذاب ضعفين . والله إنّي لأرجو أن يؤتى المُحسن منّا أجره مرتين .
فهو لا يخدش في ذلك ، والله أعلم .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( إنّما سميت ابنتي فاطمة ، لأن الله فطمها ومُحبِّيها عن النار )) . أسنده الديلمي .
ونحوه عن جابر ، وعن ابن أبي ليلى ، عن الحسين بن علي رضي الله عنهما ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( الزموا مودتنا أهل البيت ، فإنه من لقي الله عز وجل وهو يودُّنا ، دخل الجنَّة بشفاعتنا . والذي نفسي بيده ، لا ينفع عبداً عملُهُ إلا بمعرفته حقِّنا )) .
أخرجه الطبراني في (( الأوسط )) وسنده ضعيف .
وروى أبو الفرج الأصبهاني من طريق عبيد الله بن عمر القواريري ، حدثنا يحيى بن سعيد ، عن سعيد بن أبان القرشي ، قال : دخل عبد الله بن حسن بن حسن بن عليّ بن أبي طالب على عمر بن عبد العزيز وهو حدَثُ السنِّ وله وفْرةٌ ، فرفع عمرُ مجلسه وأقبل عليه ، وقضى حوائجَهُ ، ثم أخذ عُكنةً من عُكًنهِ ، فغمزها حتى أوجعهُ ، وقال : اذكرها عندك للشفاعة .
فلما خرج لامهُ قومُهُ وقالوا : فعلتَ هذا بغلامٍ حدَثٍ !! .
فقال : إن الثقة حدثني حتى كأني أسمعُه من في رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إنما فاطمةُ بَضعَةٌ مني ، يسُرُّني ما يِسرُّها )) .
وأنا أعلم أن فاطمة رضي الله عنها لو كانت حيّةً ، لسرَّها ما فعلتُ بابنها .
قالوا : فما معنى غمزك بطنَهُ ، وقولك ما قلتَ ؟! .
قال : إنه ليس أحدٌ من بني هاشم إلا وله شفاعةٌ ، فرجوت أن أكون في شفاعة هذا .
وعن أبي رافع رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعلي رضي الله عنه : (( أنت وشيعتُكَ تردون عليَّ الحوض رُواءً مرويّين ، مبيَّضةً وجوهُكم . وإنَّ عدوَّك يردون عليَّ الحوض ظُماءً مُقبَّحين )) . أخرجه الطبراني في (( الكبير )) من حديث محمد بن عُبيد الله بن أبي رافع ، عن أبيه ، عن جدّه .
وسأتي في الباب الخامس حديثٌ لأبي رافع رضي الله عنه أيضاً فيه : (( وشيعتنا عن أيماننا وشمائلنا )) ومن حديث عليّ رضي الله عنه : (( إنَّ الله غفّر لشيعتك ولمُحبّي شيعتك )) .
والشيعة : الفرقة من الناس ، وقد غلب على كُلِّ من يتولّى علياً رضي الله عنه ، وأهل بيته رضوان الله عليهم ، حتى صار اسماً لهم خاصاً .
فإذا قيل : فُلانٌ من الشيعة ، عُرفَ أنه منهم ، وفي مذهب الشيعة كذا ، أي عندهم .
وعن أبي الحسن علي بن عبد الله ، عن عطاءٍ ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( اللهم اغفر للعباس وولده ولمن أحبّهم )) .
أخرجه السّمرقندي في (( فضائل العباس )) ، وله شاهدٌ عند الطبراني من حديث سهل بن سعد رضي الله عنه .
بل روى الترمذي من حديث ابن عباس رضي الله عنهما الاستغفار للعباس ولولده دونَ ما بعدهُ ، ولفظهُ : (( اللهم اغفر للعباس ولولده مغفرة ظاهره وباطنه لا تغادرا ذنبا اللهم اخلفه في ولده )) وكذا دعا النبي صلى الله عليه وسلم بالمغفرة للأنصار وأبنائهم وأبناء أبنائهم.وعن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله عليه وسلم : لا يحبنا إلا مؤمن تقي و لا يبغضنا إلا منافق شقي.
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( من أحب الله أحب القرآن ، ومن أحبَّ القرآن أحبني ، ومن أحبَّني أحبَّ أصحابي )) .
أخرجه الديلمي في (( مسنده )) .
ولابن عديًّ في (( كامله )) عن أنس أيضاً رضي الله عنه رفعه : (( أحبّواأهلي وأحبّوا علياً ، من أبغض أحداً من أهل بيتي ، فقد حُرمَ شفاعتي )) .
وقال إنه موضوع ، وتبعه ابن الجوزي .
وعن ابن مسعود رضي الله عنه صلى الله عليه وسلم قال : (( حب آل محمد يوماً ، خيرٌمن عبادة سنة )) . وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ومعاوية نب أبي سفيان رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :((حبي وحب أهل بيتي نافع في سبع مواطن أهوالهن عظيمه)) أوردهما الديلمي في الفردوس وتبعه ولده بلا إسناد؛وأحسبهما غير صحيحي الإسناد، وكذا الذي بعدهما. وفي (( الشفا )) بلا إسناد : أنه صلى الله عليه وسلم قال : (( معرفة آل محمد صلى الله عليه وسلم ، براءةٌ من النار . وحبُّ آل محمد صلى الله عليه وسلم ، جوازٌ على الصراط . والولاية لآل محمد صلى الله عليه وسلم ، أمانٌ من العذاب )) .
وعن علي رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الله عليه وسلم : (( يردُ الحوضَ أهل بيتي ومن أحبَّهم من أمتي ، كهاتين السَّبابتين )) . ذكره المُحبُّ الطبري .
وعن زيد بن أرقم رضي الله مرفوعاً (( خمسٌ من أوتيهن لم يُغدر على ترك عمل الآخرة – حبُّ آل محمد صلى الله عليه وسلم )) . الديملي في (( مسنده )) من طريق أبي نعيم .وعن بعض العلماء مما في الشفاء أنه قال:معرفتهم_يعني آل محمد صلى الله عليه وسلم_:هي معرفة مكانهم من النبي صلى الله علية وسلم،وإذا عرفهم بذلك عرف وجوب حقّهم وحرمتهم بسببه وعن ابن عباس رضي الله عنهما رفعه . أنا شجرةٌ ، وفاطمة حَمْلُها ، وعليٌّ لقاحُها ، والحسن والحسين ثَمرُها ، والمحبّون أهل البيت ورَقُها ، هم في الجنة حقاً حقاً )) . رواه الديلمي .في مسنده وكذا ابن الجوزي في الموضوعات .
.
وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه رفعه : (( يا علي !إن أهل شيعتنا يخرجون من قُبورهم يوم القيامة على ما بهم من الذنوب والعُيوب وجوهُهُم كالقمر ليلة البدر… )) . الحديث ؛وفيه كلامٌ أكثر من هذا ، وكله كذب . وقد أورده ابن الجوزي في (( الموضوعات )) .
وعن جرير رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( من مات على حبّ آل محمد صلى الله عليه وسلم مات شهيداً ، ألا ومن مات على حُبّ آل محمد صلى الله عليه وسلم مات مغفوراً له ، ألا ومن مات على حبّ آل محمد صلى الله عليه وسلم مات تائباً …)) .
وفيه : (( مات مؤمناً مستكمل الإيمان )) .
وفيه : (( بشره ملك الموتِ بالجنة ومُنكرٌ ونكير )) .
وفيه (( يزف إلى الجنة كما تزف العَروس إلى بيت زوجها )) .
وفيه : (( فُتح له في قبره بابان إلى الجنة )) .
وفيه : (( مات على السُّنة والجماعة )) .
وفيه : (( ومن مات على بُغض آل محمد صلى الله عليه وسلم ، جاء يوم القيامة مكتوبٌ بين عينيه : آيسٌ من رحمة الله )) .
أخرجه الثعلبي في (( تفسيره )) .
قال : أخبرنا عبد الله بن محمد بن عليّ البلخي ، حدثنا يعقوب بن يوسف بن إسحاق ، حدثنا محمد بن أسلم ، حدثنا يعلى بن عُبيد ، عن إسماعيل ، عن قيس بن أبي حازم عنه .
ورجاله من محمد إلى مُنتهاه أثبات ، لكنَّ الآفة فيمن بين الثعلبي وبين محمد ، وآثارُ الوضع – كما قال شيخنا رحمهُ الله – عليه لائحة .
وعن الحسين بن عليٍّ رضي الله عنهما قال : (( من دمعت عيناه فينا دمعةً ، أو قطرت قطرةً ، آتاه الله عز وجل الجنة )) .
أخرجه أحمد في (( المناقب )) .
وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (( من أحبّنا بقلبه وأعاننا بيده ولسانه ، كنت أنا وهو في عليين . ومن أحبّنا بقلبه وأعاننا بلسانه وكفَّ يده ، فهو في الدرجة التي تليها ، ومن أحبّنا بقلبه وكف عنا لسانه ويده ، فهو في الدرجة التي تليها )) .
رواه نعيم بن حماد من طريق سفيان بن الليل ، عن الحسن بن علي ، عن أبيه ، به . وابن الليل كان غالياً في الرَّفض ، بل في الطريق إليه السِّري بن إسماعيل ، أحد الهَلْكى .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( خيركم ، خيركم لأهلي من بعدي )) .
رواه أبو يعلى ورجالُه ثقات ، لكن شذَّ راويه عن سائر رواته بقوله (( لأهلي )) ، فالكل إنما قالوا : (( لأهله )) . قاله أبو خثيمة راويه .
وعن أبي سعيد الخُدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إنّ الله عز وجل ثلاثُ حُرمات ، فمن حفظهُنَّ حفظ الله دينه ودُنياه ، ومن لم يحفظهن لم يحفظ الله دُنياه ولا آخرته )) .
قلتُ : وما هُنَّ ؟
قال : (( حرمةُ الإسلام ، وحرمتي ، وحرمة رحمي )) .
أخرجه الطبراني في (( الكبير )) و (( الأوسط )) ، وأبو الشيخ في (( الثواب )) .
وأورد المُحبُّ الطبري بلا إسناد : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( من حفظني في أهل بيتي ، فقد اتخذ عند الله عهداً )) .
وعن أبي رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم رضي الله عنه ، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
(( من لم يعرف حقّ عترتي والأنصار والعرب ، فهو لإحدى ثلاث : إما منافقٌ ، وإما لزِنْيةٍ ، وإما امرؤٌ حملت به أمُّهُ في غير طُهرٍ )) .
أخرجه أبو الشيخ في (( الثواب )) ، ومن طريقه الديلمي في (( مسنده )) وكذا أخرجه البيهقي في (( الشعب )) ، وفي سنده زيد بن جُبير فقال : إنه غير قويٍّ في الرواية .
وعن عبيد الله بن حسين بن عليّ بن حسين بن عليّ ، عن أبيه ، عن جده ، عن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما قال : (( من والانا فلرسول الله صلى الله عليه وسلم والى ، ومن عادانا فلرسول الله صلى الله عليه وسلم عادى )) .
وعن أبي نزار الوليد بن عُقبة العِجْلي : سمعت عبد لله بن حسن بن حسن يقول : كفى بالمحب لنا أُنْسُبهُ إلى من يحبنا،وكفى بالمبغض لنا بغضا اِنسُبه إلى من يبغضنا )) .
وعن زيد بن عليّ بن الحسين ، عن أبيه قال : (( إنَّ الله تعالى أخذ ميثاق من يُحبنا وهم في أصلاب آبائهم ، فلا يقدرون على ترك ولايتنا ، لأن الله عز وجل جبَلهُم على ذلك )) .
وعن يحيى بن زيد قال : (( إنما شيعتنا من جاهد فينا ومنع مِنْ ظُلمنا ، حتى يأخُذَ الله عز وجل لنا بحقنا )) . روى هذه الآثار الأربعة الجِعابي .
وعز المُحبُّ الطبري لابن السّمَّان في (( الموافقة )) عن زيد بن أسلم عن أبيه قال : (( قال عمر بن الخطاب للزبير بن العوام رضي الله عنهما : هل لك أن تعود الحسن بن علي رضي الله عنهما فإنه مريض ؟ وكأنّ الزبير تلكّأ عليه ، فقال له عمر رضي الله عنه : أما علمت أنّ عيادة بني هاشم فريضةٌ ، وزيارتهم نافلةٌ )) .
وفي رواية : (( إن عيادة بني هاشم سنّةٌ ، وزيارتهم نافلةٌ )) .
قوله (( تلكأ )) : يعني توقف وتبطّأ .
وعند الخطيب في (( الجامع )) بسند ضعيف من طريق عمرو بن مُرّة ، عن سالم بن أبي الجعد قال : (( قال عثمان بن عفان برضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يُكرمُ بني هاشم )) . وسالمٌ لم يسمع من عثمان رضي الله عنه ، فهو منقطعٌ أيضاً .
وروينا أن نصر بن أحمد – صاحبَ خراسان – استأذنت عليه امرأةٌ علويةٌ ، فشكت من عامله على بلْخ . فكتب لها إليه ، وأنعم عليها بدراهم وثياب وغير ذلك ، ثم نام فرأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام كأنه يقول : (( حفظ الله حُرمتك كما حفظت حُرمتي )) .
فلما استيقظ أعلم حاجبه بذلك ، وأمرهُ بإحضار الفُقهاء وغيرهم . ثم كتب إلى سائر البُلدان يحضُّهم على الإحسان لآل الرسول صلى الله عليه وسلم .
وروينا في (( التذكرة )) للحُميدي من طريق أبي عمرو محمد بن أحمد العوام ، أن يحيى بن معاذ دخل على العلوي البلخي ببلخ ، فقال له العلوي : ما تقول فينا أهل البيت ؟
قال : ما أقول في َغرْس غُرس بماء الوحي ، وطينٍ عُجن بماء الرسالة . فهل يفوح منهما إلا مسكُ الهُدى وعنبر التُّقى .
فقال : أحسنت ، وأمر أن يُحشى فمُهُ دُرّاً .
قال : ثم زاره من غدِهِ ، فلما دخل العلوي على يحيى ، قال له يحيى : إن زرتنا فبفضلك ، وإن زرناك فلفضلك . فلك الفضلُ زائراً ومَزوراً .

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14



بحث سريع