علماء الشيعة والنسب الهاشمي

بواسطة | د . سلمان الظفيري
2005/07/12
كنت في جلسة مع بعض الأساتذة الشرعيين قبل سنوات فقلت : لماذا لا نحقق
وندقق في قضية النسب الهاشمي التي كثرت كثرة فاحشة عند علماء الشيعة ولا
سيما العجم منهم ؟
وهذه القضية مهمة ؛ لأن تفنيدها وكسر أضلاعها مما يساهم في تفتيت كثير
من باطل الشيعة ولا سيما هذه التكأة أعني أهل البيت وتسترهم خلف هذا الاسم
الشريف اللامع .
غير أن هؤلاء الإخوة منهم من سكت ، ومنهم من قال الأمر فيه صعوبة ؛
وذلك لأن النسب الهاشمي لا يعدو أن يكون نسباً يملكه صاحبه فقط فلا توجد
سجلات عامة يمكن للباحث الاستفادة منها وتحقيق الدخيل في النسب .
وقفات مع هذا الادعاء :
أولاً : العادة المعروفة عند علماء الشيعة أن من كان هاشمياً فإنه يلبس العمامة
السوداء ، ومن كان من غير بني هاشم فإنه يلبس العمامة البيضاء .
وهذه العادة سارية مثل القانون في جميع البلاد التي يكون فيها للشيعة علماء
مثل إيران و العراق وغيرها من البلاد .
ولكننا نجد هؤلاء الهاشميين فيما زعموا ألقابهم منسوبة إلى مدن من مدن
البلاد الأعجمية مثل الميلاني والأردبيلي والخميني والخوئي .
وهؤلاء أحدهم لا يعرف نسب أجداده وإلا لانتسب إليهم بدل أن ينتسب إلى
أسماء المدن .
وهذه الحقيقة المرة يقف الباحث إزاءها ويتعجب من كثرة من ينتسب إلى
النسب الهاشمي بهذه الكثرة العظيمة من علماء الشيعة ؛ ثم بعد ذلك هم ينتسبون إلى
مدينة من مدن إيران ؛ مما يدل على عدم قناعة أحدهم بهذا النسب .
ثانياً : من شعارات الشيعة المعروفة : ( التقية ديني ودين آبائي ، ومن لا تقية
له لا دين له ) ، فإذا عرف هذا لاح لنا أن الكذب في هذه القضية له نصيب كبير .
ثالثاً : مما يشكك بهذه الدعوى رغبة علماء الشيعة في اللغة الفارسية
واهتمامهم العظيم بها حتى إن الخوئي كان بالنجف يدرس باللغة الفارسية ، وبنو
هاشم هم عرب ولغتهم اللغة العربية وسيدهم صلى الله عليه وسلم هو أفصح من
نطق بالضاد ؛ فكيف لا يدعوهم هذا إلى الاهتمام بلغة القرآن الكريم ولغة سيدهم
( سيد بني هاشم ) والإنسان ميال إلى أصله ؟ !
رابعاً : من المضحكات في هذه الدعوى أن المدعو التيجاني التونسي مؤلف
كتاب ( ثم اهتديت ) الذي زعم أنه كان تيجانياً صوفياًَ ثم صار شيعياً جلداً قال وهو
يتكلم عن مذهب الشيعة وعن ترجيحه الفاشل له : « وأبي أخبرني بأننا أصولنا من
العراق ، وأن نسبنا ينتهي إلى علي بن أبي طالب ( رضي الله عنه ) » .
أقول وبهذه السهولة بحث في ذكرياته القديمة ودفاتره العتيقة إن كان صدق
فإذا به سيد هاشمي يستطيع أخذ الخمس ، وتأوي إليه كل راغبة ببركة المتعة لعلو
أرومته ونصاعة نسبه ! !
خامساً : شكك الدكتور موسى الموسوي بنسب الخميني ( النسب الهاشمي ) ؛
وذلك لأن أصله من الهند ؛ فقد جاء جده من الهند واستقر في مدينة خومين وتديرها ؛
فلماذا قطع الخميني صلته بأقاربه ؛ والعهد ليس ببعيد ؛ فلا يعرف له صلة بقومه
وأقاربه ؛ فعلامَ يدل هذا ؟ [1] .
أقول : يدل هذا على سر سعي الخميني إلى إخفائه تلك الصلة ، وأن وراء
الأكمة ما وراءها .
سادساً : ذكر الأستاذ أحمد الكاتب أن الخوئي كان أبوه يلبس العمامة البيضاء
فلما صعد الخوئي بدأ يلبس العمامة السوداء [2] !
وهذا معناه أنه زوَّر نسبه وادعى الهاشمية .
سابعاً : ومما يزيد الشبهة قوة ما وقع من حوادث وقعت في النجف كشفت
المغطى بستور غليظة ؛ وقد سجلها بعض علماء الشيعة العائدين ؛ إذ يقول :
« توفي أحد السادة المدرسين في الحوزة النجفية ، فغسلت جثمانه مبتغياً بذلك
وجه الله ، وساعدني في غسله بعض أولاده ، فاكشتفت أثناء الغسل أن الفقيد الراحل
غير مختون » [3] .
والختان شائع عند المسلمين واليهود ولا يعمله النصارى ، وهذا السيد الفقيد
محسوب على بني هاشم ؛ فهل بعد هذا التزوير في الدين والنسب تُصدَّق دعواهم ؟ !
ويقول أيضاً : « وهناك بعض السادة في الحوزة لي عليهم ملاحظات تثير
الشكوك حولهم والريب ؛ وأنا والحمد لله دائب البحث والتحري للتأكد من
حقيقتهم » [4] .
أي حقيقة : حقيقة الدين ، أم حقيقة النسب ؟
لا شك أنه يريد حقيقة الدين : هل هم يهود ، أم نصارى ، أم مجوس ؟
فهؤلاء أساتذة الحوزة من السادة ( من بني هاشم ) هذه حقيقتهم ؛ فماذا تكون
حقيقة السادة السياسيين ؟
اعترافات خطيرة :
في السنوات الأخيرة تاب ثلة من علماء الشيعة من أباطيلهم ، واعترفوا بفساد
العقيدة الشيعية ، ومن هؤلاء الشيخ حسين الموسوي مؤلف كتاب : ( لله ثم للتاريخ )
حيث ذكر أحوالاً سافلة في تزوير النسب الهاشمي بأبخس الأثمان وأحط الأحوال .
ويحسن بي أن أنقل كلامه حول النسب الهاشمي وتزويره في النجف إذ يقول :
« ويحسن بنا أن ننبه إلى أن الفقهاء والمراجع الدينية يزعمون أنهم من أهل
البيت ؛ فترى أحدهم يروي لك سلسلة نسبه إلى الكاظم ( عليه السلام ) . اعلم أنه
يستحيل أن يكون هذا الكم الهائل من فقهاء العراق وإيران و سوريا و لبنان ودول
الخليج والهند و باكستان وغيرها من أهل البيت ، ومن أحصى فقهاء العراق وجد
أن من المحال أن يكون عددهم الذي لا يحصى من أهـل البيت ؛ فكيف إذا ما
أحصينا فقهاء البلاد الأخرى ومجتهديها ؟ لا شك أن عددهم يبلغ أضعافاً مضاعفة ؛
فهل يمكن أن يكون هؤلاء جميعاً من أهل البيت ؟
وفوق ذلك فإن شجرة الأنساب تباع وتشترى في الحوزة ؛ فمن أراد الحصول
على شرف النسبة لأهل البيت فما عليه إلا أن يأتي بأخته أو امرأته إذا كانت جميلة
إلى أحد السادة ليتمتع بها ، أو أن يأتيه بمبلغ من المال وسيحصل بإحدى الطريقتين
على شرف النسبة وهذا أمر معروف في الحوزة .
لذلك أقول لكم : لا يغرنكم ما يضعه بعض السادة والمؤلفين عندما يضع
أحدهم شجرة نسبه في الصفحة الأولى من كتابه ليخدع البسطاء والمساكين كي
يبعثوا له أخماس مكاسبهم » [5] .
وبعد فإن نبينا صلى الله عليه وسلم نهانا عن الطعن في الأنساب ، وأنها من
الجاهلية وأخلاقها ؛ غير أن الأمر هنا يتعلق بالدين والافتراء عليه ، والتعلق
بالنسب الهاشمي الشريف لتضليل العباد وتكفيرهم وهدم الإسلام والتفريق بين أبنائه ؛
فكان على من علم أن ينصح ويحذر المسلمين ، وعسى أن تكون هذه الكلمات
طليعة لأقلام أخرى تساهم في إماطة اللثام عن وجه الحقيقة في هذه القضية الخطيرة .


(1) انظر : الخميني في الميزان ، د موسى الموسوي ، ص 148 .
(2) وقد ذكر ذلك في المسجد المركزي في لندن لبعض إخواننا من طلبة العلم ، والكاتب هذا في علماء الشيعة الذين يدعون إلى تصحيح المذهب ونبذ الخرافات ، وقد نقض الإمامة الشيعية بأدلة
قوية ، وله كتاب في ذلك اسمه : (تطور الفكر الشيعي) .
(3) انظر : لله ثم للتاريخ ، حسين الموسوي ، ص 101 ، ط 4 دار الأمل القاهرة .
(4) المصدر السابق .
(5) لله ثم للتاريخ ، مصدر سابق ، ص 771 72 .


بحث سريع