القبورية في اليمن -3

بواسطة | جمال الدين أحمد عبد الرحيم
2005/07/30
في الفصل الثاني من الباب الأول بين المؤلف "كيف طهر رسول الله صلى الله عليه وسلم جزيرة العرب من الوثنية، وكيف طهر أصحابه البلاد التي وصلوا إليها فاتحين، وكيف خلت القرون المفضلة من مظاهر وآثار القبورية.
فكيف إذن نشأت القبورية في هذه الأمة؟ ومن هو الذي عمل على إنشائها ونشرها في الأمة؟ وما هي بواعث ذلك؟
هذا ما سنعرفه في هذا الفصل وذلك بمعرفة أهم طوائف القبورية التي سعت إلى نشر قبوريتها في الأمة، ومعرفة دوافعها إلى ذلك".
* الفصل الثالث:
نشأة القبورية في الأمة المحمدية والتعريف بأهم الفرق القبورية، وفيه ثلاثة مباحث:
المبحث الأول: الشيعة رائدة القبورية في الأمة المحمدية.
المبحث الثاني: الصوفية ربيبة الشيعة وناشرة القبورية في الأمة المحمدية.
المبحث الثالث: مساهمة السلاطين في نشر القبورية في الأمة المحمدية.
وتحت المبحث الأول أربعة مطالب:
- تعريف الشيعة لغة واصطلاحاً.
- النشأة.
- عقائد الشيعة الباعثة على القبورية.
- دور الشيعة في نشر القبورية في الأمة.
وسنضرب صفحاً عن المطلبين الأولين –التعريف والنشأة- ونقف عند المطلب الثالث والرابع.
* عقائد الشيعة الباعثة على القبورية:
يقول المؤلف: "الشيعة فرقة غالية باتفاق مؤرخي الملل والنحل، وجميع فرقها لديها غلو وإن كانت تتفاوت فيه، وغلوها في كافة الاتجاهات، فهي غالية في حبها وفي بغضها، كما هي غالية في ولائها وبرائها، وكذلك في حكمها على الآخرين، والذي يهمنا هنا هو إثبات غلوها في البشر، وهي في ذلك لم يضارعها أحد من فرق المسلمين، كيف وقد صرح بعض فرقها بألوهية الأئمة تصريحاً واضحاً لا لبس فيه!! وهذا لم يجرؤ عليه أحد من فرق المسلمين".
وكتب الرافضة طافحة بالغلو وتأليه الأئمة، ونسبة علم الغيب لهم، والناظر في كتاب "الكافي" وكتاب "بحار الأنوار" وغير ذلك من كتبهم يرى حقيقة هذا الأمر.
يقول الشهرستاني –كما نقل المؤلف عنه-: "هؤلاء هم الذين غلوا في حق أئمتهم حتى أخرجوهم من حدود الخليقية، وحكموا فيهم بأحكام الإلهية، فربما شبهوا واحداً من الأئمة بالإله، وربما شبهوا الإله بالخلق".
بعد ذلك ينتقل المؤلف للحديث عن قبورية الإمامية "وهي –الإمامية- القائمة على أكبر تجمع لمظاهر القبورية في العالم في العراق وإيران".
* جملة من أقوال الروافض التي تبين معتقدهم في الأئمة:
نقل المؤلف قول ابن أبي الحديد في مدح أمير المؤمنين على –رضي الله عنه-:
يجل عن الأعراض والأين والمتى *** ويكبر عن تشبيهه بالعناصر
ويقول ابن أبي الحديد أيضاً:
تقيلت أخلاق الربوبية التي *** عزرت بها من شك أنك مربوب
وينسبون إلى علي –رضي الله عنه- (كما في رجال الكشي): "أنا الأول وأنا الآخر وأنا الظاهر وأنا الباطن وأنا وارث الأرض".
ومن أبواب كتابهم "بحار الأنوار": "باب: أنهم يقدرون على إحياء الموتى، وإبراء الأكمه والأبرص، وجميع معجزات الأنبياء عليهم السلام".
وهذه العقيدة يفصح عنها أحد شعرائهم المعاصرين وهو يخاطب أمير المؤمنين –عليه السلام-:
أبا حسن أنت عين الإله *** وعنوان قدرته السامية
وأنت المحيط بعلم الغيوب *** فهل عنك تعزب من خافية
وأنت مدير رحى الكائنات *** وعلة إيجادها الباقية
لك الأمر إن شئت تنجي غدا *** وإن شئت تسفع بالناصية
تعالى الله عما يقول الظالمون علواً كبيراً. وهذا أحد شعرائهم المعاصرين أيضاً وهو على بن سليمان المزيدي –عليه من الله ما يستحق- يقول مخاطباً أمير المؤمنين علياً رضي الله عنه:
أبا حسن أنت زوج البتول *** وجنب الإله ونفس الرسول
وبدر الكمال وشمس العقول *** ومملوك رب وأنت الملك
**
إليك تصير جميع الأمور *** وأنت العليم بذات الصدور
وأنت المبعثر ما في القبور *** وحكم القيامة بالنص لك
**
وأنت السميع وأنت البصير*** وأنت على كل شيء قدير
ولولاك ما كان نجم يسير *** ولا دار لولا ولاك الفلك
**
وأنت بكل البرايا عليم *** وأنت المكلم أهل الرقيم
ولولاك ما كان موسى الكليم *** كليماً فسبحان من كونك
**
سرى سرُّ اسمك في العالمين *** فحبك كالشمس فوق الجبين
فمن ذاك كان؟ ومن ذا يكون؟!*** وما الأنبياء؟ وما المرسلون؟!
وما القلم اللوح ما العالمون؟! *** وكل عبيد مماليك لك
وقد تمادى الروافض في غيهم وضلالهم وتقديسهم للأئمة، وتأليههم لهم حتى جعلوا مرد جميع الحاجات إليهم، فإن لكل واحد من الأئمة وظيفة خاصة به. ينقل المؤلف عن صاحب "بحار الأنوار" وهو من الكتب الثمانية المجمع عليها عند الروافض: "أما علي بن الحسين فللنجاة من السلاطين ونفث الشياطين، وأما محمد بن علي وجعفر بن محمد فللآخرة وما تبتغيه من طاعة الله –عز وجل- وأما موسى بن جعفر فالتمس به العافية من الله –عز وجل-، وأما علي بن موسى فاطلب به السلامة في البراري والبحار، وأما محمد بن علي فاستنزل به الرزق من الله –تعالى- وأما علي بن محمد فللنوافل وبر الإخوان، وما تبتغيه من طاعة الله –عز وجل-، وأما الحسن بن علي فللآخرة، وأما صاحب الزمان فإذا بلغ منك السيف الذبح فاستعن به فإنه يعين".
وأما تقديمهم لكربلاء وتفضيلها على الكعبة فأمر مشهور في كتبهم، حتى نسبوا إلى جعفر بن محمد –رحمه الله- وهو بريء من هذا الإفك أنه قال: "إن أرض الكعبة قالت: "من مثلي وقد بنى بيت الله على ظهري، يأتيني الناس من كل فج عميق، وجعلت حرم الله وأمنه، فأوحى الله إليها: أن كفي وقري، ما فضل ما فضلت به فيما أعطيت أرض كربلاء إلا بمنزلة الإبرة غرست في البحر فحملت من ماء البحر، ولولا تربة كربلاء ما فضلتك، ولولا من تضمنه أرض كربلاء ما خلقت البيت الذي به افتخرت، فقري واستقري وكوني ذنباً متواضعاً ذليلاً مهينا غير مستنكف ولا مستكبر لأرض كربلاء، وإلا سخت بك وهويت بك في نار جهنم".
وقد قال قائلهم في تقديم كربلاء وتفضيلها على الكعبة المشرفة:
هي الطفوف فطف سبعاً لمعناها *** فما لمكة مغنى مثل مغناها
أرض ولكنما السبع الشداد لها *** دانت وطأطأ أعلاها لأدناها
وقال الآخر:
ومن حديث كربلا والكعبة ***بان لكربلا علو الرتبة
ولهم من هذا الإفك والبهتان ما لا تحتمله الدفاتر؛ وذلك أن دينهم قائم على الغلو والبهتان وتقديس القبور والأضرحة والأشخاص…
ولزيارة القبور عند الإمامية (الروافض) مناسك خاصة، قد ألفوا فيها كتباً مستقلة مثل كتاب "دليل الزائر إلى العتبات المقدسة".
يقول شيخ الإسلام –كما نقل المؤلف-: (وأما المشاهد فيعظمونها أكثر من المساجد، حتى قد يرون أن زيارتها أولى من حج بيت الله الحرام، ويسمونها الحج الأكبر، وصنف ابن المفيد منهم كتاباً سماه: "مناسك حج المشاهد" وذكر فيه من الأكاذيب والأقوال ما لا يوجد في سائر الطوائف). ثم يقول المؤلف: "وما قاله شيخ الإسلام قد صدقه عليه –بل بأكثر مما قال- أحد شيوخ الروافض وهو آغا بزرك الطهراني بحيث أثبت أن ما صنفه شيوخهم في المزار ومناسكه قد بلغ ستين كتاباً) كما في كتابه: "الذريعة إلى تصانيف الشيعة".
* عقائد الإسماعيلية الباعثة على القبورية:
والإسماعيلية فرقة خارجة عن الفرق الثلاث والسبعين، وهي فرقة باطنية من فرق الشيعة، وقد ألف العلماء قديماً وحديثاً كتباً مستقلة عنها –فضلاً عما ذكروه في ثنايا كتب العقائد والفرق-.
وينقل المؤلف عن أحد الباحثين الذي لخص عقيدة الإسماعيلية: "إن ما يقول المسلمون عن الله –سبحانه وتعالى- خلعه الإسماعيلية على العقل الكلي فهو الإله عند الإسماعيلية، وإذا ذكر الله عند الإسماعيلية فالمقصود هو العقل الكلي.."
* دور الشيعة في نشر القبورية في الأمة:
وتحت هذا العنوان تحدث المؤلف عن انحراف الشيعة وتجول بالقارئ على مشاهد الأئمة الإثني عشر.
ثم بين بعد ذلك دور الصوفية في نشر القبورية في الأمة المحمدية، وتكلم عن تعريف الصوفية ونشأتها، والعلاقة بين التصوف والتشيع، وعقائد الصوفية الباعثة على القبورية، ودرو الصوفية في نشر القبورية في الأمة.
يقول المؤلف: "ويرى أكثر المؤرخين للتصوف: أن بدء ظهور اسم التصوف كان في القرن الثاني الهجري". ثم تطورت الصوفية في التنظيم والمعتقد الذي دخله كثير من الانحراف على يد البسطامي والحلاج وابن عربي وابن الفارض وابن سبعين وأمثالهم.
* العلاقة بين التصوف والتشيع:
وهي علاقة أخذ وعطاء في المبادئ والأصول والمصطلحات، وقد نقل المؤلف كلام ابن خلدون في مقدمته: "… ثم إن هؤلاء المتأخرين من المتصوفة المتكلمين في الكشف وفيما وراء الحس توغلوا في ذلك، فذهب الكثير منهم إلى الحلول والوحدة كما أشرنا إليه، وملأوا الصحف منه مثل الهروي في كتاب "المقامات" له وغيره، وتبعهم ابن العربي وابن سبعين وتلميذهما ابن العفيف وابن الفارض والنجم الإسرائيلي في قصائدهم، وكان سلفهم مخالطين للإسماعيلية المتأخرين من الرافضة الدائنين أيضاً بالحلول وإلهية الأئمة مذهباً لم يعرف لأولهم، فأشرب كل واحد من الفريقين مذهب الآخر، واختلط كلامهم وتشابهت عقائدهم…".
ثم ذكر ابن خلدون –رحمه الله- بعض أوجه التشابه والاشتراك بينهما مثل: القطب ولبس الخرقة.
وذكر المؤلف أوجهاً أخرى للتشابه بين الصوفية والشيعة مثل: التصرف في الكون، و العلم اللدني.
* عقائد الصوفية الباعثة على القبورية:
تكلم المؤلف عن الولي عند أهل السنة وعند الصوفية وبين أن "غلو الصوفية في الأولياء وانحرافهم هو الباعث على تقديسهم وتقديس قبورهم، وأن يعتقد فيهم ما لا يجوز اعتقاده إلا في الله –تعالى-"، ومن اعتقاداتهم فيمن يسمونهم بالأولياء والأقطاب ما نقله المؤلف: عن التيجاني في كتابه "جواهر المعاني": "اعلم أن حقيقة القطبانية هي الخلافة العظمى عن الحق مطلقاً في جميع الوجود جملة وتفصيلاً".
ونقل عن أبي الحسن الشاذلي: "لو كشف عن حقيقة ولي لعبد، لأن أوصافه من أوصافه ونعوته من نعوته".
وقد عد المؤلف من عقائد الصوفية الباعثة على القبورية:
- التصرف في الكون وامتلاك كلمة "كن".
- اعتقاد أن الولي يغيث من استغاث به، ويعطي من دعاه.
- أن الله وكل بقبور الأولياء ملائكة يقضون حوائج المستغيثين.
وينقل عن الشعراني في كتابه "الطبقات الكبرى" إن محمداً الحنفي وهو من أولياء الشعراني قال: "من كانت له حاجة فليأت إلى قبري ويطلب حاجته أقضيها، فإن ما بيني وبينكم غير ذراع من تراب، وكل رجل يحجبه عن أصحابه ذراع من تراب فليس برجل".
ويقول عبد العزيز الدباغ: "رأيت ولياً بلغ مقاما عظيماً وهو أنه يشاهد المخلوقات الناطقة والصامتة والوحوش، والحشرات، والسماوات، ونجومها، والأرضين، وكرة العالم بأسرها تستمد منه، ويسمع أصواتها وكلامها في لحظة واحدة، ويمد كل واحد بما يحتاجه، ويعطيه ما يصلحه من غير أن يشغله هذا عن ذلك".
وهذا الوصف –كما يقول المؤلف- لا يكاد يبقى لله صفة إلا أسبغها على هذا الولي!!.
* دور الصوفية في نشر القبورية في الأمة:
يقول المؤلف: "ولأجل أن يطلع القارئ الكريم على حجم القبورية في العالم الإسلامي أنقل إليه ما كتبه الأخ الشيخ علي بخيت الزهراني في رسالته "الانحرافات العقدية والعلمية في القرنين الثالث عشر والرابع عشر الهجريين وآثارهما في حياة الأمة". وبعد نقله للكلام قال معقباً: "فهذه الجولة التي قام بها الشيخ الزهراني –جزاه الله خيراً- تعطينا صورة واضحة عما وصلت إليه الأمة من ترد في أوحال القبورية، وعما قذفها به دعاة القبورية من سموم ناقعة، نشرت في جسدها هذا الداء إلى هذه الدرجة..".
وقد كانت هذه القبورية من أعظم أسباب انتشار الشرك في العالم الإسلامي، وقد أكثر المؤلف النقل عن علماء الأمصار الذين ذكروا انتشار الشرك بسبب القبورية وكان من هؤلاء العلماء: أبو الحسن الندوي، والشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن آل الشيخ، والشيخ مصطفى البولاقي، وغيرهم وختم بشهادة أحد دعاة القبورية ومقدسيها وهو أحمد الصديق الغماري في كتاب "إحياء المقبور من أدلة استحباب بناء المساجد والقباب على القبور": "إن كثيراً من العوام بالمغرب ينطقون بما هو كفر في حق الشيخ عبد القادر الجيلاني (ت 561هـ) وكذلك نرى بعضهم يفعل ذلك مع من يعتقده من الأحياء، فيسجد له ويقبل الأرض بين يديه في حالة سجوده، ويطلب منه في تلك الحال الشفاء والغنى والذرية ونحو ذلك مما لا يطلب إلا من الله -تعالى-.
وإن عندنا بالمغرب من يقول في ابن مشيش (ت 662هـ): إنه الذي خلق الابن والدنيا، ومنهم من قال –والمطر نازل بشدة- يا مولانا عبد السلام! الطف بعبادك. فهذا كفر".
* مساهمة السلاطين في نشر القبورية في الأمة المحمدية:
وتحته ثلاثة مطالب:
- لمحة سريعة عن قبورية السلاطين عبر التاريخ.
- الباعث الذاتي لقبورية السلاطين.
- الباعث السياسي لقبورية السلاطين.
ذكر المؤلف حرص السلاطين على بناء القبور وتشييدها مدللاً بأهرامات الفراعنة، وما فعله البويهيون والمماليك وغيرهم، وكانت لهم في ذلك بواعث ذاتية مثل: حب الرفعة والتعالي والتميز، وبواعث سياسية مثل: إلهاء الأمة وشغلها بالطقوس الفارغة والشعائر الكاذبة.
* الفصل الرابع:
وهو بعنوان: "نشأة القبورية في اليمن".
وفيه أربعة مباحث:
المبحث الأول: حال اليمن قبل نشوء القبورية.
المبحث الثاني: الإسماعيلية ودورها في نشر القبورية في اليمن.
المبحث الثالث: السلاطين ودورهم في نشر القبورية في اليمن.
المبحث الرابع: نشأة التصوف وأهم الطرق الصوفية في اليمن.
تحدث المؤلف في المبحث الأول عن إسلام أهل اليمن، ورسل النبي –صلى الله عليه وسلم- إلى اليمن، ومذاهب اليمنيين منذ فجر الإسلام حتى قيام الدولة الصليحية.
يقول المؤلف: "وصل الإسلام إلى اليمن نقياً صافياً لم تشبه أي شائبة، فلم يدخل على يد مذهب فقهي أو فرقة عقائدية أو طريقة صوفية كما حصل في بعض البلاد الإسلامية، وإنما دخل على أيدي أصحاب رسول الله –صلى الله عليه وسلم- سادات أهل السنة وقدوتهم الذين أمرنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم– بالرجوع إلى ما كانوا عليه عند الاختلاف، وبقي منهجهم وسبيلهم محفوظا بحفظ الله في هذا البلد المبارك إلى اليوم، وإن زاحمه غيره من المذاهب والمناهج في بعض الفترات، وإن حاولت السلطات المتنفذة في كثير من الأحيان طمسه وإحلال مذاهبها محله إلا أنها لم تفلح في ذلك".
ثم ذكر تلك المذاهب التي حاولت مزاحمة مذهب أهل السنة في اليمن كالتشيع ومذهب الخوارج والمتصوفة ودخول المذهب الهادوي إلى اليمن.
* الإسماعيلية ودورها في نشر القبورية في اليمن:
وفيه أربعة مطالب:
المطلب الأول: طوائف الإسماعيلية التي دخلت اليمن.
المطلب الثاني: لمحة عن الدولة الصليحية مؤسسة القبورية في اليمن.
المطلب الثالث: دور الدولة الصليحية في نشر القبورية في اليمن.
المطلب الرابع: استمرار قبورية الإسماعيلية.
تحدث المؤلف عن الدولة الصليحية ونشأتها وأشهر مؤسسيها وما نسب إلى الصليحيين من إباحة المحرمات وحط الواجبات وفي ذلك يقول المؤلف: "وتبقى قضية إباحة الفاحشة سواء إحلال النساء بالانفراد أو في المشهد الأعظم –كما عبر عنه الحمادي- فهذا الجزء من التهمة لم أجد له من كتبهم ما يشهد له، وإن كان مبدأ التأويل ونسخ الشريعة يسعه ويتضمنه، ولكنهم أنفسهم ينكرون ذلك غاية الإنكار.. ولذا فأنا عاجز عن نفيه أو إثباته على سبيل القطع..".
* دور الدولة الصليحية في نشر القبورية في اليمن:
وقد ساروا في ذلك على منوال أسيادهم العبيديين في مصر "الدولة الفاطمية"، والذين كانوا بدورهم من أشد الناس تشييداً للقبور وتقديساً لها، بل هم من ادعى الإلهية وقَتَلَ العلماء وطَمَسَ نور الشريعة.
وقد عمل الصليحيون على تشييد المقابر والمشاهد ومنها: مشهد الرأسين بزبيد، ومشهد الصليحي بصنعاء، وقبر السيدة بنت أحمد الصليحي في جامع ذي جبلة وغير ذلك.
* نشأة الصوفية ودورها في نشر القبورية في اليمن:
وتحت عنوان "رواد التصوف في اليمن" يقول المؤلف: "لعل حضرموت هي الرائدة في جلب واستيراد التصوف، فقد ذكر مؤرخو حضرموت أن أول من عرف بالتصوف فيها هو "عبد الله بن أحمد بن عيسى المهاجر إلى الله"….
ثم ذكر المؤلف أهم الطرق الصوفية باليمن ودورها في نشر القبورية باليمن.

بحث سريع