المخدومون سلالة الأولياء

بواسطة | إدارة الموقع
2005/08/06

المخدومون طائفة و سلالة صوفية غالية تعيش في باكستان ، وقد نشر عنها في بعض القنوات الإخبارية مؤخراً تحقيق فيه تسليط للضوء على هذه الطائفة و أبرز ملامحها و اعتقاداتها ، وهو ما سيظهر واضحاً في طيات هذا التحقيق ، و لما فيه من العلم بالواقع تم نشره .. ، و الله الموفق .

يعتبر هولاء الاحفاد مرشدين روحانيين ذوي مقام عالي يستحيل على أي شخص بلوغه،بل انه يتعين على كل من يومن ببركات هولاء وهو في هذه الحالة يسمى (مريد) ان يبذل كل ما يستطيع من جهد او ما يملك من مال في سبيل ارضاء المخدومين والحصول على بركاتهم الروحانية ، اذا قصتنا عن المخدومين المستحقين للخدمة من قبل العامة، وعن خدامهم الذين يسمون مريدين. العامة

وجاهت حسين (مخدوم): جذور عائلتي تعود إلى السيد عبد القادر الجيلاني في بغداد، وقد هاجر أحد أجدادي واسمه عبد الوهاب إلى مدينة حلب، ومنها إلى أونش ومن ثم إلى ملّتنا هنا في هذه المنطقة.
علي أحمد صابر (مخدوم): نحن نستخدم لفظ (بير) وفي اللغة العربية يقال (مرشد) من الرُّشد، والمرشد هو الذي يهدي الناس ويدلّهم على سبيل النجاة ويمكن القول (هادي)، وكذلك (رهبر) يعني الزعيم الروحي، أما لفظ (بير) فهو فارسي يستخدم في أفغانستان وإيران وعند العرب يقولون مرشد.
عبد الرحمن مطر: اتّساع رقعة باكستان الجغرافية وتنوّع أنماط الحياة في مناطقها المختلفة أوجد نوعاً من التباين بين شخصيات الأسياد المخدومين، وأبرز شخصيات أخرى لا تبدو على مُحيّاها أبسط ملامح التسوّد.
في قرية صغيرة التقينا بالسيد المخدوم ديوان مودود مسعود الذي تحدّث معنا مطوّلاً عن المهام الملقاة على عاتقه والتي تصبّ كلها كما يقول في خدمة الدين(؟!!)ونشر مبادئه بين مريديه.
ديوان مودود مسعود (مخدوم): نقدّم للمريدين المسكن والمأكل والمشرب ونشرح لهم كيف يتّبعون تعليمات الأولياء السابقين، ونقدّم لهم كُتيّبات بهذا الخصوص ونحاول دائماً أن نعيد كل مَن يخرج عن جادة الصواب إلى الطريق الصحيح، وأعتقد أن هذا بحدّ ذاته عمل فيه الكثير من الخير، وأنا ومَن حولي نعمل على هداية الناس، نحن نحفظهم من الآخرين الذين لا يفهمون الإسلام الصحيح ولا يحترمون مرشدي الدين، وأريد أن أقول ردّاً على سؤالك حول كيفية تلقّينا نحن الأولياء للبشارة المحمّدية، قل لي أنت كيف تستقبل مكالماتك عبر هاتفك المحمول؟ وكيف يشاهدني الناس عبر الشاشة الآن؟ هل تستطيع أن ترى الإشارات وذبذبات البث؟
عبد الرحمن مطر: هذا الديوان وبعد لقائنا استمر نحو خمس وأربعين دقيقة تنازل وسمح لنا بمرافقته إلى غرفته الخاصة، هناك كشف لنا جانباً آخر من شخصيته، فالمخدوم مولع بتكنولوجيا المعلومات وبالاتصالات وقد حقّق في هذا المضمار حسبما ادعى نجاحات فاقت كافة الاختراعات العالمية لا سيّما اليابانية والألمانية منها.
ديوان مودود مسعود (مخدوم): ما ترونه من مخترعات إلكترونية هذه الأيام أنا كنت قد اخترعتها وصنعتها قبل سنوات عدة، لكني توقّفت حالياً لأنني لم أنجح في تسويق هذه التكنولوجيا في باكستان ولو كنت في اليابان مثلاً لكان الوضع مختلفاً، لكنني أؤكّد أنني مَن اخترع كل ما ترون من أجهزة إلكترونية قبل سنوات وعندما كنت شابّاً صغير السن.
مخدوم يتناول التبغ!!
عبد الرحمن مطر: مخدوم آخر كان من الصعب الالتقاء به وعندما تم اللقاء وبدأ الحوار تبيّن لنا أنه يدخّن بالسر وخلافاً لعادات بقية الأسياد، حاولنا التقاط صورة له وأصابعه تداعب لفافة التبغ كشَفَنا السيد المخدوم وأمر مريديه باصطحابنا للخارج ومنحنا عطية بالنيابة عنه، كما سُمح لنا بالاستماع لأفكار أحد مريدي السيد المخدوم كنوع من التعويض لنا عن تسجيل حوار معه.
يقول احد المريدين: سنرى قريباً أن الصوفية ستنشط من جديد، ولكن من أوروبا وعلى أيدي مَن دخلوا الإسلام حديثاً، فهم أصبحوا مسلمين بناء على إيمان صحيح، أما نحن فمسلمون بالولادة والمسلمين الجدد يؤمنون بالإسلام وبروحانية الصوفية، لذا أقول أن الصوفية ستعود من الغرب وستمنع صِدام الحضارات وستكون رسالتها حب الإله وحب الطبيعة والإنسان.
عبد الرحمن مطر: السادة المخدومون في باكستان عادة ما تكون لهم سلطات واسعة لا سيّما في مناطق نفوذهم، كيف لا؟ فهم أحفاد أشخاص مباركين كان لهم فضل إدخال الإسلام إلى هذه البقاع من الأرض، أحد أوسع هؤلاء المخدومين نفوذاً السلطان قمر والذي يتدافع مريدوه ويدفعون مبالغ مالية نظير السماح لهم برؤيته والاقتراب به، فما بالكم بلمسه؟ السلطان قمر وكما يظهر هنا في هذه الصور لا يمانع أبداً وكغيره من بقية الأسياد في أن يجلس مريدوه تحت قدميه ويداعبوا نهايات أطرافه ليشعر بالراحة ولكي تنتعش الدورة الدموية في أنحاء جسمه الذي بدا لنا مرهقاً بسبب كثرة وتنوّع خدمات المريدين، الحرص على استمرار وجود أسياد ومريدين أو مخدومين وخُدّام بدا واضحاً في هذا المكان، فكلما خرج السلطان قمر على الناس نُصب لأبنائه أيضاً مجلس خاص يعلو عن بقية الحاضرين المفترض في رجالهم ونسائهم صغيرهم وكبيرهم احترام جميع أبناء السلالة المباركة، السلطان قمر وللمحافظة على سلطاته ودرءاً لأية مخاطر قد تهدّد حياته سمح لنفسه باتخاذ حراس شخصيين كلهم مسلحون، كما أوجد نظاماً شبيهاً بالاستخبارات يقوم أفراده بإطلاعه أولاً بأول على كافة المستجدّات في منطقته، ومع ذلك لا ينسى هذا السلطان أن عليه مهمة دينية يجب الالتزام بها أيضاً وهي تقوم بالأساس على التعريف بمعجزات جده الأكبر إن صدقت دعواه بالطبع.
كرامات مزعومة
السلطان قمر (مخدوم)يقول:دعني أحدّثكم عن كرامات جدي الأكبر سلطان العارفين سلطان هوو، فمَن كان يشمّ رائحته يصبح مسلماً(!!) وكان جدي إن أراد الخروج من بيته يُنادى بين الناس أن سلطان العارفين سيخرج بعد قليل فمَن يريد الاختباء فليفعل وكان ذلك لأن مَن كان يرى وجه جدّي يلفظ الشهادتين.(!!)

عبد الرحمن مطر: لرواية قصص الأسياد المخدومين في باكستان وللحديث عن تفاصيلها المذهلة تعيّن علينا التنقّل كثيراً بين المدن والبلدات وحتى القرى النائية، ومما اكتشفناه في ترحالنا أنك كلما ابتعدت أكثر عن العمران وعن كل ما هو حضاري وبلغتَ مناطق أفقر تنتشر الأميّة بين سكانها تجد أن نفوذ الأسياد المخدومين أقوى، فعلى ما يبدو اعتمد أولئك على بساطة الناس وقلة حيلتهم وجهلهم بما يحدث في العالم الخارجي لِبثّ أفكار ونشر عقائد وشرائع وقد استغل المخدمون نظرة العامة والدهماء في باكستان لبناء المجد السياسي على حساب الدين(.
وزير الداخلية سابقاً ووزير شؤون كشمير حالياً السيد المخدوم فيصل صالح حيات ربما يكون أشهر مثال على السادة المخدومين الساسة، الوزير المخدوم وعندما يكون في مقرات الحكم في العاصمة التي وصل إلى برلمانها بترشيح مريديه له، فإنه يكون وزيراً بكل معنى الكلمة، يمارس عمله بمهنية ودبلوماسية يدير شؤون الوزارة يقرّر ويوافق على القوانين أو يرفضها، يعقد المؤتمرات الصحفية ويجيب على أسئلة المراسلين ويجري مقابلات تلفزيونية معهم، لكن الوزير المخدوم وعندما يكون في قريته يكون مختلفاً وربما على حقيقته، المؤمنون ببركات المخدوم فيصل صالح حيات من سكان قرية شاه جونا والذين انتخبوه ليصبح عضواً في البرلمان، ومن هناك وقع الاختيار عليه ضمن حسابات حزبية ليكون وزيراً، أولئك البسطاء وكلما سمعوا أن الوزير المخدوم عاد إلى القرية يتجمّعون وينتظرون لساعات طويلة على أمل أن يُطلّ الوزير المخدوم عليهم لمنحهم البركات الروحانية، ألم الانتظار بالنسبة لهؤلاء يتلاشى بمجرد ظهور السيد المخدوم الذي يسارع للجلوس في المكان المخصص له، وليبدأ بعد ذلك ووسط قلق أمني واضح من حرس الوزير تدافع كافّة الموجودين بُغية نيل جانب من البركة، وبالنسبة للبعض فإن مجرّد ملامسة السيد المخدوم لرأسه أو لرأس طفله هو في حد ذاته تحقيق لإحدى أمنيات العمر، أما إذا ما قبل المخدوم أن يرفع أكفّه بالدعاء للمريد فإن ذلك يعني الكثير الكثير، وكذا الحال إذا ما تفضّل ولامس طعام ال مريد أو نفخ في شرابه أو قصّ شعره.
مريد: هنا نحصل على الشفاء من كل الأمراض، وأنا آتي في كل عام إلى هنا وأُحضر جميع أفراد عائلتي وذلك للحصول على الشفاء ولكي لا نصاب أصلاً بالأمراض
.
ماستان علي (الخادم الأول): مَن يولد له ولد نتيجة لدعاء المخدوم، فإنه يحضره هنا ليقصّ المخدوم شيئاً من شعر رأسه ليدعو له بأن لا تصيبه الأمراض طوال حياته، وفي حالات أخرى يحضر المريد ماء شرب وسكّريات لينفخ فيها المخدوم ويلمسها، وبالتالي تصبح من الأطعمة المباركة التي تمنع الأمراض، كما يدنو بعض المريدين من المخدوم ليلمسهم ويحصلون على الشفاء، أما ما ألبسه أنا حول ذراعي فهو للحماية من الأمراض وقد أمرني المخدوم بذلك لأني خادمه الأول.
(وهذا من الشرك الذي لايرضاه الله تعالى حيث يعتقدون من ينفع ويضر غير الله تعالى)
عبد الرحمن مطر: الوزير المخدوم كان قد فصّل لنا في لقاء سابق كيف يجتهد لخدمة عامة الناس وفي كلتا حالتيه وزير ومخدوم.
فيصل صالح حيات (وزير ومخدوم): دعني أشرح لكم الفرق بين الشخصيتين، البير (المرشد) هو مَن يمنح البركات الروحانية، أما كوني ممّثلاً للشعب وضمن المنظومة السياسية فهذا يفتح أمامي أبواب العالم المادي، لذا يبدو أن هناك تناقضاً صارخاً بين الشخصيتين، لكن يمكن تكاملها في شخص واحد، فعندما يأتيني المريد فإنه يحصل على بركاتي الروحانية، وأعمل أيضاً على إعادة تأهيله روحانياً، لكن هذا المريد هو أيضاً إنسان له احتياجاته المادية، لذا إن كان بمقدور المرشد تلبية المتطلبات الدنيوية للمريد عن طريق توفير وظيفة له، أو تقديم خدمات في منطقته مثلاً فإن هذا بالتأكيد ميزة هامة للمرشد.
عبد الرحمن مطر: الوزير المخدوم فيصل صالح حيات ينتمي لعائلة هاجرت من قلب موطن رسالة الإسلام في الجزيرة العربية قبل مئات السنين إلى بلاد الشام ومنها إلى وسط آسيا لتحط الرحال في آخر المطاف في إقليم البنجاب وسط باكستان، حيث دأب أفراد العائلة على نشر تعاليم الدين الإسلامي في كل مكان زاروه أو مكثوا فيه، إضافة لذلك يحرص الوزير المخدوم وفي موعد محدّد كل عام على ممارسة طقوس معيّنة يقول إنها متوارثة عن آبائه وأجداده، أمام عشرات الآلاف من المريدين والخُدّام يخرج فيصل صالح حيات إلى ساحة تحوي عشرات من قبور أفراد عائلته التي تعتبر هنا مباركة، الوزير يشهد وسط صخب وهيجان العامة حدثاً فريداً من نوعه ويعتبر حدّاً فاصلاً بين الحياة والموت، في الموعد المحدد وبعد التوجّه بدعاء خاص جداً يأمر الوزير المخدوم برفع قنديل مُضاء إلى السماء لحظات قلق ثقيلة تمرّ على الموجودين هنا، والكل يتابع أدّق التفاصيل خشية أن ينطفئ نور القنديل هذا يعني حسب المعتقد به هنا اقتراب موعد موت المخدوم أو خادمه الأول، لكن القدر يلطف ويبقى نور القنديل مضاءً، وهو ما يعتبر هنا تأكيد من السماء على أن المخدوم سيعيش عاماً آخر وسيكون عام خير ورخاء، بسرعة متناهية وبصورة فورية ينتهي القلق ويبدأ الاحتفال ويصل مَن يستطيع من المريدين إلى المخدوم لتهنئته أولاً ومن ثَمّ لتلقّي طعام خاص من يديه المباركتين.
عبد الرحمن مطر: بعد انتهاء أهم الطقوس الخاصة يجتمع الوزير المخدوم بالمقرّبين جداً منه ويشاركهم الفرحة ويحدّثنا عن مشاعره.
فيصل صالح حيات (وزير ومخدوم): هناك تواصل عاطفي عظيم بين جميع مريديي وفي أنحاء شاسعة من الأرض وحيث يتواجدون واستمرار اشتعال نور القنديل يمثّل للمريدين مستقبلاً مشرّفاً ومزدهراً ويمثّل آمالاً جديدة، وبالتالي يمكنك تخيّل مشاعري الحارّة في هذه اللحظة وبعد نجاح الاحتفال يصعب عليّ وصف مشاعري بالكلمات، لأن ما حدث نتيجة دعوات وأمنيات مئات الآلاف من المريدين وهذه بالتأكيد بركة روحانية عظيمة بالنسبة لي.
عبد الرحمن مطر: الواضح أن للأسياد المخدومين في باكستان وضعية خاصة، وربما خاصة جداً، وبغضّ النظر عن مدى اتفاقنا أو رفضنا!! لتلك الوضعية فإنه يجب الاعتراف بالواقع أولاً ومن ثم التفكير في كيفية التعامل معه.(والتعامل معه بالدعوة الى التوحيد، ونشر العلم بين هولاء الجهال ،وعدم التعلق بالآباء والأجداد فان هذا خلاف التوحيد الذي انزلت به الكتب وأرسلت به الرسل)


المصدر: قناة العربية (برنامج مهمة خاصة) تلخيص وتصرف إدارة تحرير الأخبار في موقع آل البيت .

بحث سريع