زوجات الشريف حسن بن عجلان

بواسطة | الشريف محمد الصمداني
2005/08/12

 الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام الأتمان الأكملان    على  نبي الهدى و الرحمة ، المبعوث بين يدي الساعة بشيراً ونذيراً  و بعد :

فهذا المقال هو فاتحة بحث طويل حول الشريف حسن بن عجلان ، أمير مكة المتوفى سنة 829 بالقاهرة .
   قال الشيخ المقريء ابن الجزري الشافعي في مدح الشريف حسن بن عجلان في قصيدته التي قال في أولها[1] :
سلامٌ كنشرِ المسكِ في السر والعلن
                         يضوعُ على من وجهه كاسمه الحسن
حسيبٌ نسيبٌ سيدٌ متواضعٌ
                          شريفٌ ظريفٌ كلُ وصفٍ له حسن
و فيها ما دحاً له ولأولاده :
   ســـنين أعادَ الله من بركاتهم
                       و أبقــــاكم تحيون الفرائض والسنن
    و لا زلتم في نعمة و ســــعادة
                       تعــــــيشون في عز وأمن بلا محن
و سينزل هذا البحث – إن شاء الله – تباعاً في حلقات ، نرصد فيها ما يتعلق بذريته من تاريخ وأخبار و أنساب و رحلات ، و سيذكر في هذا البحث مطالب مهمة حول أنساب قبائل أشراف الحجاز و تاريخهم . و من أبواب البحث الكبرى إفراد الحديث عن قبائل الأشراف ذوي حسن بن أحمد ، سكان الليث و الشواق اليوم بالمملكة العربية السعودية . و كنا قد أعلنا عن ذلك في هذا الموقع قبل مدة ، و هذه أولى الحلقات ، يسر الله إتمامها و نشرها بمنه وكرمه .
تاريخ و أنساب الأشراف ذوي حسن
الحلقة الأولى
( زوجات الشريف حسن بن عجلان )
1- أم محمد فاطمة بنت أمير مكة ثقبة بن رميثة ، و هي ابنة عمه .
قال الفاسي :" كان الشريف أحمد بن عجلان تزوجها في أثناء عشر السبعين و سبعمائة ، و ولدت له ابنه محمداً – الذي ولي بعده إمرة مكة – ، و ابنته أم الكامل ، فمات عنها و تزوجها الشريف علي بن عجلان في سنة 790 ، و مات عنها ( قتل في 7 شوال من سنة 797 )[2] ، ثم الشريف حسن بن عجلان " [3].
وكانت هذه الشريفة " كثيرة الرئاسة والحشمة ، و المروءة و اليسار ، ملكت عقاراً كثيراً جداً بوادي مَرّ و غيره " ، و " كانت معظمة عند الناس ، تقري الأضياف ، و إنْ كثروا ، و تكرمهم ، وتحسن إلى النازلين عندها ، و أوصت لمعتقاتها بأصيلة حسنة ، وغير ذلك " .
و " توفيت رحمها الله تعالى في ليلة 28 من رمضان سنة 827 ، ودفنت بالمعلاة بعد الصلاة عليها مع الشيخ عمر العرابي[4] ، خلف المقام ، و قد بلغت السبعين أو قاربتها ، و لم تخلف بعدها مثلها في الرئاسة و الحشمة " [5]. غفر الله لها ورحمها رحمة واسعة .
و هذه المرأة الشريفة الجليلة – في أظهر الأقوال – هي التي كان ينسب إليها وادي مر الظهران ، فيقال " وادي فاطمة "[6] ، ولا زالت التسمية به معروفة إلى الآن .
2- فاطمة بنت عنان بن مغامس بن رميثة .
أمها هي الشريفة نصيرة بنت مبارك بن رميثة ، الحسنية المكية [7]، كانت زوجاً للشريف عنان بن مغامس ، و ولدت له الشريفة فاطمة . وكان الشريف عجلان بن رميثة يقول عن الشريف عنان :" هنيئاً لمن كان له ابن مثله ! " [8] .
و كانت الشريفة نصيرة ، ذات خير و عبادة ، ماتت بمكة بعد الحج في سنة 812 . و خلفتها الشريفة فاطمة في خصال الخير ، فكانت " خيرةً دينة ، متعبدة " [9] . و قد تزوجها أولاً الشريف ميلب بن علي بن مبارك بن رميثة ، و ولدت له " فارس " [10] . و للشريف ميلب بن علي بن مبارك عدد من البنات ، منهن :
* " الشريفة أم السعود[11] بنت ميلب بن علي بن مبارك بن رميثة " ، و هي أم الشريف شار بن إبراهيم بن حسن بن عجلان [12]، و شار بن إبراهيم هو أخو الشريف أحمد جد الأشراف ذوي حسن بن أحمد بالليث والشواق .
* و شقراء بنت ميلب ، ماتت في ذي القعدة سنة 862 بمكة .
* و تزوج بإحداهن الشريف " حواس بن ميلب "[13] .
ثم تزوج الشريف حسن بن عجلان بالشريفة فاطمة بنت عنان بن مغامس ، و يظهر أن هذا الزواج تمَّ بعد طلاقها من الشريف ميلب ، لأن الشريف ميلب مات في حرب " بشر " سنة 839 هـ [14] ، و كانت وفاة حسن في سنة 829 . و هذا الزواج قبل سنة 807 لأنها السنة التي ولد فيها علي بن حسن تقريباً . و قد كان زواجه بها في أثناء سنة 797 قبل شوال ، و ذلك أن الشريف حسن أبان بنت النصيح – إحدى زوجاته و هي أخت فاطمة من الرضاع – ، فتزوجها أخوه علي ، و قد قتل علي بن عجلان بعد زواجه بها بنحو أسبوع ، سنة 797 ، كما سيأتي .
و قد أنجب الشريف حسن منها ابنه :" الشريف علي " [15] ، و تنصيصهم في ترجمتها على أنها " أم علي " ، فيه إشارة إلى أنها لم تنجب له غيره من الذكور . و سيأتي الحديث عن عقبه عند ذكره في أبناء حسن .
ماتت الشريفة فاطمة بنت عنان بن مغامس ، قريباً من سنة 810 [16] ، رحمها الله تعالى .
3- بنت النصيح أحمد بن عبدالكريم بن عبدالله بن عمر[17] .
هذه المرأة أختٌ للشريفة فاطمة بنت عنان من جهة الرضاع ، و كانت زوجاً له قبل فاطمة بنت عنان ، و " لذلك أبانها الشريف حسن لما تزوج فاطمة بنت عنان ، وذلك لتحريم الجمع بين الأختين لاعتبار الرضاع " ، قاله بمعناه الفاسي[18] . ثم تزوج بنت النصيح بعد الشريف حسن أخوهُ الشريف علي بن عجلان ، لكنه لم يمكث معها طويلاً ، إذ كان زواجه بها قبل قتله بجمعة أو أقل [19] .
و النصيح المذكور من القواد العمرة ، و له أبناء منهم : " بطيح بن أحمد بن عبدالكريم ، النصيح العمري ، مات سنة 855 بجدة ، وحمل إلى مكة " [20]. في " الدر الكمين "[21] قتل بجدة . و منهم : جسار النصيح بن أحمد بن عبدالكريم ، قتل في حرب بين جند بركات و جند أخيه علي و الأتراك [22].
4- ريا بنت سعد بن محمد المجاش .
هذه المرأة شريفةٌ حسنية من عقب الشريف محمد المجاش .  و آل محمد المجاش أشراف حسنيون من طبقة القتادات . و قد تزوج الشريف حسن الشريفة ريا بنت سعد بن محمد المجاش ، ثم ماتت بمكة في ذي الحجة سنة 812 [23] ، رحمها الله تعالى و أسكنها فسيج جناته .
5- أم هانيء بنت أحمد بن علي بن أبي عبدالله محمد بن محمد بن عبدالرحمن الفاسي ، المكية. قال الفاسي :" أختي لأبي " [24]. و قال السخاوي :" أخت التقي الفاسي لأبيه خاصة " [25] .
تزوج بها الشريف حسن بن عجلان في المحرم سنة 805 ، فولدت له بعد فراقه لها ( عبدالله ) في ذي القعدة أو شوال من سنة 805 ، و مات عبدالله بن حسن بن عجلان في سنة 806 [26] . وكان زواجه بها في حياة أبيها ، والد الحافظ الفاسي ، حيث أنه مات سنة 819 ، وكان والدها ممن مدح الشريف حسن بقصيدة [27]، منها قوله :
عدلت فما يوري الهلال المشارق لتــنظره بالمغربين الخلائق
فما رامحٌ إلا بخــوفك أعزل و لا صامتٌ إلا بفضلك ناطقُ
و له قصائد أخرى في مدح الشريف حسن بن عجلان رحمهما الله تعالى .
و هذه الصلة والرحم بين الفاسي صاحب " العقد الثمين " و والده ، وبين الشريف حسن بن عجلان ، مما تساعد في توضيح سبب معرفة الفاسي بكثير من تاريخ و تفاصيل آل أبي نمي الأول ، مع عنايته الأصلية و معرفته التامة التي لا تنكر .
و قد تزوج بأم هانيء من بعد الشريف حسن : الشريف جابر بن قاسم بن قاسم بن أبي نمي [28] ، فولدت له جار الله ، فطلقها ، ثم تزوجها الشريف حمزة بن جار الله بن حمزة ، فولدت له بنتاً ، ثم طلقها بعد أيام .
و ماتت في آخر المحرم سنة 816 بمكة ، و دفنت بالمعلاة وهي في أوائل عشر الأربعين [29]. " وكان أبوها مغرماً بها "[30] ، و قد مات بعدها بثلاث سنين ، ودفن بالمعلاة بجوارها .
6- كمالية بنت عبدالرحمن بن أبي الخيرمحمدبن أبي عبدالله محمد الحسني الفاسي ، المكية . كان الشريف حسن بن عجلان تزوج بها ، و أقامت في عصمته أياماً قليلة ، و طلقها ، ثم تزوجها القاضي محب الدين أحمد بن القاضي جمال الدين ابن ظهيرة في سنة 817 قبل موت أبيه بقليل ، و ولدت له عدة بنات ، هن : علماء ، ومنصورة ، و أم الحسين الصغرى ، و طفلاً هو أبو عبدالله محمد ، و طلقها في آخر يوم من رمضان سنة 825 بعد أن تزوج عليها ام الحسين بنت عبدالرحمن اليافعي ، فلم تصبر . قال الفاسي :" و تزوج القاضي محب الدين كمالية المذكورة في المحرم سنة ست وعشرين ، ومات عنها ، وتوفيت بعده بشهرين وثلاثة أيام في 21 من جماى الآخرة سنة 827 بمكة ، و دفنت بالمعلاة وقد بلغت الأربعين " [31].
7- قريبة الشريف جماز بن هبة الحسيني ، أمير المدينة .
قال الفاسي :" و في هذه السنة – يعني 809 – قدم المدينة زائراً من الشرق في جمع كثير ، فخاف منه أهل المدينة . و تزوج ببعض أقارب أميرها جماز بن هبة " [32].
أقول : المصاهرة بين الحسنيين والحسينيين قديمة ، فمن ذلك أن الشريف جماز الحسيني تزوج بحزيمة بنت أبي نمي ، ثم تتابع الأمر بعد زواج الشريف حسن بن عجلان فيهم ، فقد تزوج منهم الشريف بركات بن حسن ، و استمر ذلك فيما بعد في الأعقاب من كلا الطرفين .
8- أم الحسين بنت القاضي سراج الدين بن عبداللطيف بن محمد بن سالم الزبيدي . المكية .
قال الفاسي :" كانت زوجاً للشريف حسن بن عجلان ، و تزوجها بعد طلاقه لها محمد بن جابر الحراشي ، ثم طلقها ، فتزوجها عيسى بن موسى بن علي بن قريش الهاشمي المكي . و ماتت عنده في سنة 810 أو قريباً منها بمكة ، و دفنت بالمعلاة و هي في عشر الثلاثين ظناً " [33].
9- أخت صاحب حلي موسى بن محمد بن أحمد بن عيسى الحرامي .
قبل 11 ربيع الآخر من سنة 822 ، همَّ الشريف حسن بالزواج من أخت صاحب حلي محمد بن موسى بن أحمد بن عيسى الحرامي ، ورغب في أن تزف إليه ، فأجابه إلى تزويجها بشرط " حضوره إليهم " ، فأعرض عن الحضور إليهم [34].
ثم في آخر صفر سنة 823 ، " توجه لصوب حلي ، فبلغها و تلقاه صاحبها محمد ابن موسى إلى الأحسبة ، و بنى في حلي بأخت محمد ابن موسى المذكور ، و توجه بها معه إلى مكة ، فبلغها في خامس رجب "[35] .
10- مُلاح مستولدة الشريف حسن بن عجلان .
قال الحافظ السخاوي رحمه الله تعالى :" ملاح مستولدة السيد حسن بن عجلان أم ولديه إبراهيم و إدريس " [36]. و زاد ابن فهد في " الدر الكمين " :" و شاذنة " [37] .
و كانت قد توجهت مع الشريف حسن بن عجلان لما ذهب إلى مصر سنة 828 ، وكانت في ركابه ، و معها ولدها إدريس بن حسن بن عجلان ، وكان ابنها الشريف إبراهيم في الحجاز .
توفيت ليلة الأربعاء 15/ 6/ 842 بمكة و صلي عليها في الصبح ، و دفنت بالمعلاة [38]. رحمها الله تعالى .



[1] غاية المرام ( 2/325-331)
[2] العقد الثمين ( 6/213) .
[3] العقد الثمين (8/298) .
[4] هو عمر بن محمد بن مسعود بن إبراهيم النشاوري اليمني المعروف بالعرابي ، نزيل مكة ، للناس فيه اعتقاد ، و كثر الازدحام على نعشه ، مات سنة 827 و دفن بكرة يوم الخميس بالمعلاة بعد الصلاة عليه خلف مقام إبراهيم . انظر : العقد الثمين 6/360-361 . و بقي له بمكة فقراء ينتسبون إلى طريقته ، كان يقال لهم " فقراء العرابي " . ( بلوغ القرى / ) .
[5] العقد الثمين ( 8/ 298-299 ) ، والضوء اللامع (12/90) . .
[6] في المسألة أقوال . و راجع ما قام به الشريف ضياء من تحقيق اسم " وادي فاطمة " انظر : ذيل حسن القرى ( مخطوط) .
[7] الضوء اللامع( 12/130) . .
[8] العقد الثمين ( 6/431 ) .
[9] الضوء اللامع (12/98) .
[10] انظر : الضوء اللامع (12/98 ) و العقد الثمين 8/304 . .
[11] و في بعض المصادر ( أم المسعود ) ( الضوء اللامع 12/154 ) .
[12] الضوء اللامع 12/154 .
[13] مات بأحد الجمادين سنة 865 . انظر : الدر الكمين (1/717 ) .
[14] إتحاف الورى (4/98 ) ، و الدر الكمين ( 2/1223 ) .
[15] الضوء اللامع (12/98) .
[16] الضوء اللامع (12/98 ) .
[17] انظر : العقد الثمين ( 6/214 ) .
[18] العقد الثمين 6/214 .
[19] العقد الثمين (6/214) .
[20] إتحاف الورى (4/309 ) .
[21] الدر الكمين ( 1/ ) .
[22] إتحاف الورى (4/181) .
[23] العقد الثمين (8/ 220 ) .
[24] العقد الثمين ( / ) .
[25] الضوء اللامع 12/155
[26] العقد الثمين 8/355 .
[27] العقد الثمين (3/111) .
[29] الضوء اللامع (12/155 ) .
[30] العقد الثمين 3/110 .
[31] العقد الثمين 8/313 و الضوء اللامع 12/119 . .
[32] العقد الثمين (4/103 ) .
[33] العقد الثمين 8/334 و الضوء اللامع 12/140 .
[34] العقد الثمين ( 4/134 ) .
[35] العقد الثمين (4/138 ) .
[36] الضوء اللامع ( 12 / 127) . و جاء في " الضوء " ( شاذنة بنت حسن بن عجلان ، أمها فلاح ) 12/67 ، و هذا تصحيف ، صوابه " ملاح " كما في " الدر الكمين " و غيره .
[37] 3/1554 برقم 1653 .
[38] الدر الكمين (3/1554 ) .

بحث سريع