قصيدة لشريف يتمنى الموت بالكوفة عند بني عمه

بواسطة | المحرر الأدبي
2005/08/15
    الشريف إبراهيم بن محمد بن محمد من عقب زيد بن علي بن الحسين من أهل الكوفة ، شريف فاضل ، عارف باللغة و النحو و الأدب ، سافر إلى الآفاق و أقام بمصر زماناً طويلاً ، و فاق على المصريين ، و رجع إلى وطنه الكوفة .
   قال السمعاني : قال الشريف أبو البركات : مرض أبي إما بدمشق أو بحلب ، فرأيته يبكي و يجزع ، فقلت له : يا سيدي ما هذا الجزع ؟ فإن الموت لابد منه !  قال : أعرف ذلك ، و لكن أشتهي أن أموت بالكوفة و أدفن بها ، حتى إذا نشرت يوم القيامة أخرج رأسي من التراب فأرى بني عمي و وجوهاً أعرفها ، قال الشريف : و بلغ ما أراد ؟!
   قال السمعاني : و أنشدني أبو البركات لوالده :
       راخ لها زمامها و الأنسعا          و رُمْ بها من العلا ما شسعا
      و ارحل بها مغترباً عن العدا       توطئك من أرض العدا متسعا
       يا رائد الظعن بأكناف الحمى     بلغ سلامي إن وصلتَ لعلعا
    و حي خدراً بأُثيلات الغضا      عهدتُ فيه قمراً مبرقعاً
     كان وقوعي في يديه ولعاً       و أول العشق يكون ولعا
    ماذا عليها لو رثت   لساهر    لولا انتظار طيفها ما هجعا 
       تمنعت  من وصله فكلما     زاد غراماً زادها تمنعا 
    أنا ابن سادات قريش و ابن من   لم يبق في قوس الفخار منزعا
     و ابن علي و الحسين و هما       أبر من حج و لبى و سعى
     نحن بنو زيد و ما زاحمنا          في المجد إلا من غدا مدسعا 
   الأكثرين  في المساعي عددا     و الأطولين في الضراب أذرعا
    من كل بسام المحيا  لم يكن      عند المعالي و العوالي ورعا
    طابت أصول مجدنا في هاشم     فطال فيها عودنا و فرعا
 
 تعليق الموقع :
   قوله :" و ابن علي و الحسين .. إلخ " في هذه الأبيات ، لا يقر عليه ، و لكن الشعراء يتيهون في بحور الشعر ، و هذا الرجل اجتمع فيه قول الشعر و الفخر ، فأخرجه عن حد الأدب ، فإن النبي صلى الله عليه و سلم و من بعده من الخلفاء الأكابر كأبي بكر و من بعده هم أبر من حج و لبى و لا ريب  ..

بحث سريع