الشريف إبراهيم بن محمد بن محمد من عقب زيد بن علي بن الحسين من أهل الكوفة ، شريف فاضل ، عارف باللغة و النحو و الأدب ، سافر إلى الآفاق و أقام بمصر زماناً طويلاً ، و فاق على المصريين ، و رجع إلى وطنه الكوفة .
قال السمعاني : قال الشريف أبو البركات : مرض أبي إما بدمشق أو بحلب ، فرأيته يبكي و يجزع ، فقلت له : يا سيدي ما هذا الجزع ؟ فإن الموت لابد منه ! قال : أعرف ذلك ، و لكن أشتهي أن أموت بالكوفة و أدفن بها ، حتى إذا نشرت يوم القيامة أخرج رأسي من التراب فأرى بني عمي و وجوهاً أعرفها ، قال الشريف : و بلغ ما أراد ؟!
قال السمعاني : و أنشدني أبو البركات لوالده :
راخ لها زمامها و الأنسعا و رُمْ بها من العلا ما شسعا
و ارحل بها مغترباً عن العدا توطئك من أرض العدا متسعا
يا رائد الظعن بأكناف الحمى بلغ سلامي إن وصلتَ لعلعا
و حي خدراً بأُثيلات الغضا عهدتُ فيه قمراً مبرقعاً
كان وقوعي في يديه ولعاً و أول العشق يكون ولعا
ماذا عليها لو رثت لساهر لولا انتظار طيفها ما هجعا
تمنعت من وصله فكلما زاد غراماً زادها تمنعا
أنا ابن سادات قريش و ابن من لم يبق في قوس الفخار منزعا
و ابن علي و الحسين و هما أبر من حج و لبى و سعى
نحن بنو زيد و ما زاحمنا في المجد إلا من غدا مدسعا
الأكثرين في المساعي عددا و الأطولين في الضراب أذرعا
من كل بسام المحيا لم يكن عند المعالي و العوالي ورعا
طابت أصول مجدنا في هاشم فطال فيها عودنا و فرعا
تعليق الموقع :
قوله :" و ابن علي و الحسين .. إلخ " في هذه الأبيات ، لا يقر عليه ، و لكن الشعراء يتيهون في بحور الشعر ، و هذا الرجل اجتمع فيه قول الشعر و الفخر ، فأخرجه عن حد الأدب ، فإن النبي صلى الله عليه و سلم و من بعده من الخلفاء الأكابر كأبي بكر و من بعده هم أبر من حج و لبى و لا ريب ..