عُلي ابن وهاس أمير حسني سليماني ، زيدي المذهب ، هرب من أرض اليمن إلى مكة بعد خلافات و منازعات مع أقاربه هناك .
و له تمكن من اللغة و معرفة بالبلدان و الأودية و البقاع بجزيرة العرب ، و لشعره قوة و فحولة ، و هي من الطراز الأول ، و قد لازمه الزمخشري و انتسب إليه بمكة ، و أصبح من ملازميه ، و له فيه أشعار يمدحه بها ، و قد صنف من أجله الكشاف ، و قد كتبه في دار ابن عُلي ابن وهاس بمكة .
قال ياقوت في " معجم الأدباء " :" … ، و كان أصله من اليمن من مخلاف ابن سليمان ، و كان شريفاً جليلاً هماماً من أهل مكة و شرفائها و أمرائها ، و كان ذا فضل غزير . و له تصانيف مفيدة ، و قريحة في النظم و النثر مجيدة ، قرأ على الزمخشري بمكة و برَّزَ عليه ، و صرفت أعنة طلبة العلم إليه ، … " أهـ .
و قال الفاسي في " شفاء الغرام " :" و علي بن وهاس هذا من فضلاء مكة ممن أخذ عن الزمخشري ، و لأجله صنف " الكشاف " على ما قيل ، و مدحه الزمخشري في " الكشاف " " أهـ [1].
و قال الفاسي أيضاً في " العقد الثمين " :" و كان ابن وهاس إمام الزيدية بمكة ، كذا ذكر ابن المستوفي في " تاريخ إربل " في إسناد حديث رواه عن الشريف تاج العلاء أبي زيد الأشرف بن الأعز بن هاشم الحسيني عنه عن أبي طاهر المخلص ، و قال : هكذا أملى علينا هذا الحديث ، تاج العلاء ، و قد سقط بين السليماني – يعني ابن وهاس – و أبي طاهر ، لأنه لا يتصور أن يكون السليماني أدرك أبا طاهر . انتهى " [2].
و قال الزمخشري في " مقدمة الكشاف " ما نصه :" … ، فلما حططت الرحل بمكة إذا أنا بالشعبة السنية من الدوحة الحسنية ، الأمير الشريف الإمام شرف آل رسول الله أبي الحسن علي بن حمزة بن وهاس أدام الله مجده ، و هو النكتة و الشامة في بني الحسن ، مع كثرة محاسنهم و جموم مناقبهم ، أعطش الناس كبداً ، و ألهبهم حشى ، و أوفاهم رغبة ، حتى ذكر أنه كان يحدث نفسه في مدة غيبتي عن الحجاز مع تزاحم ما هو فيه من المشادة ، بقطع الفيافي و طي المهامه ، و الوفادة علينا بخوارزم ، ليتوصل إلى إصابة هذا الغرض ، … " أهـ [3].