قال الزمخشري في عُلي ابن وهاس و فضله عليه :
بمكةَ آخيتُ الشريفَ و فتيةً
تـُـوَالِيْهِ من آل النبي غطارفا
يُتابعُ إنْ نُوظِرْتُ ردءاً لشاغبٍ
و ينهضُ إنْ ذُوكِرْتُ رِدْءَاً مُكاتِفاً
متى أقبلَ العلاَّمةُ انتفضوا لهُ
و حَيَّوْهُ ، حيَّا اللهُ تلك المــعارفا
و كان ابن وهاس لجنبي فارشاً
كما تفعلُ الأمُ الحــفيةُ لاحفا
و تـمَّ ليَ الكشاف ثمَّ ببلدةٍ
بها هبط التنـزيل للحق كاشفا
على باب أجياد بنى لي منزلاً
كركن شمام بالصفا متواصفا
و أنفق في إتمامه من تلادِهِ
ثقيلات وزنٍ في البلاد خفائفا
و الدار التي ألف فيها الزمخشري كشافه ، تعرف بـ" الدار السليمانية " ، فقد ورد في إحدى نسخ كتاب " الكشاف " ما نصه :" في أصل المصنف بخطه رحمه الله : و هذه النسخة هي نسخة الأصل التي نقلت من السواد … ، و هي أم الكشاف الحرمية المباركة المتمسح بها ، المحقوقة أن تسنتزل بها بركات السماء ، و يستمطر بها في السنة الشهباء ، فرغت منها يد المصنف تجاه الكعبة في جناح داره " السليمانية " التي على باب أجياد الموسومة بمدرسة العلامة ، ضحوة يوم الاثنين 23 ربيع الآخر عام 528 … " . أهـ [1].
و يبدو أن منزل الزمخشري هذا كان ملتصقاً بأصل الدار السليمانية ، و أنها كالمرفق الجديد ، و لهذا قال فيها :" جناح داره " ، و ظاهر تسميتها بالسليمانية يدل على نسبتها إلى بني سليمان ، و هم رهط و قبيل ابن وهاس ، فلعلها من أوقاف آله ، أو مما ورثه من آبائه أيام إمارتهم .
و تبادل ابن وهاس و الزمخشري أبيات المديح ، فكان الزمخشري يقول [2]:
خليليَّ من أعلى تهامة أنجدا
أخاً كان غوريَّ الهوى ثم أنجدا
أخالكما إن تسعدا ببكاكما
أخاً لكما صباً تفوزا و تسعدا
إلى أن يقول :
و لا كابن وهاس فتىً ضمَّ بُردُه
حـساماً و ضرغاماً و أخضر مزبدا
فتىً هو حاوٍ للمعاني بأسـرها
و قد جلبت منه المعالي بأوحــدا
عُلاً حسنيات سنيات أنبتــت
له بيت مجد في السناء مشـــيدا
نجيبٌ نمته من ذؤابة هاشـــم
نصاباً كفاه بالنبوة محتـــــدا