ربحت الصحابة ولم أخسر آل البيت

بواسطة | مشرف النافذة
2005/09/06
بطاقة الكتاب
العنوان: ربحت الصحابة ولم أخسر آل البيت.
المؤلف: أبو خليفة علي بن محمد القضيبي.
عدد الصفحات : 83 صفحة من القطع المتوسطة.





عرض الكتاب
هذا الكتاب من تأليف شيعي سابق, سطر فيه تجربة حياته في مذهب الشيعة الذين يصطنعون الخلافات بين الصحب والآل , ويؤمنون بالأكاذيب والخرافات والمحال.
وقد قسم المؤلف الكتاب على النحو الآتي:
المقدمة
شيء من الذكريات
الإمام الخوئي يظهر في القمر!!
أكثر ما أرقني في المذهب
سب الصحابة ولعنهم
زواج المتعة
تناقضات يعيشها المذهب
ولا يفلح الساحر حيث أتى !
ومن التعصب ما قتل!
تاريخ أهل البيت ينفي عقيدة الإمامة النصية
المهدي المنتظر
لقب لصاحب الزمان هزني !
قصة صدقناها لأننا لا نريد أن نفكر
لماذا غاب صاحب الزمان ؟
لماذا يهاجمون المرجع محمد حسبن فضل الله ؟!
وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحاً ثم اهتدى
صلاح الكاظمي والخوف من الموت
ذهب إلى الحج شيعياً وعاد من الحج سنياً
الخاتمة
***
في البداية تحدث القضيبي عن نشأته قائلاً:
((نشأت في بيت شيعي يتقرب إلى الله تعالى بخدمة المذهب على المستويين العلمي والشعائري.
توفى والدي وقد كنت حينها صغيراً, فتكفل برعايتي وإخوتي (خالي), وهو شيخ معمم, درس في إحدى الحوزات العلمية بمنطقة (جد حفص) في البحرين, ومن ثم أكمل دراسته بمدينة (قم) الإيرانية))[1] .
((أما والدتي فكانت حريصة كل الحرص على المشاركة في المناسبات الدينية (الحزينة منها وذات الفرح) , محتسبه في ذلك الأجر والثواب.. كونها تخدم الإمام الحسين))[2] .
((وعندما كبرت قليلاً صرت أشارك في مواكب عزاء المأتم ذاته بضرب (السلاسل) على الظهر))[3].
التصادم مع ضروريات المذهب
ورغم هذه المحبة العظيمة للمذهب وخدمته , إلا أن القضيبي كانت لهو شخصية قوية , جعلته يقف حائراً أمام بعض ضروريات المذهب.
يقول القضيبي : ((أكثر ما كان يؤرقني في المذهب ثلاثة أمور:
· سب الصحابة ولعنهم.
· المتعة.
· دعاء غير الله والتعلق بالمخلوقين دون الحي الذي لا يموت.
كانت هذه الأمور الثلاثة هي الفتيل الذي أشعل بداية التحول الحقيقي لي.. من عقيدة الإمامية التي نشأت وتربيت عليها إلى عقيدة أهل السنة والجماعة الذي تربيت على عدائهم والنظرة إليهم بعين السخط والبغض))[4].
عن موقفه من الصحابة يقول المؤلف: (( لقد كنت أبغض الصحابة – رضي الله عنهم- اعتقاداً مني أنهم ظلموا آل البيت –عليهم السلام- لكن ذلك لم يجرني إلى أن أكون شتاماً لعاناً لهم.
فالمسألة كانت عندي أخلاقية بغض النظر عن رأي في الصحابة آنذاك. كنت أظن أن مثل هذه الممارسات لا يمكن أيدعو إليها دين أصلاً, فلم أسمع أن ديناً من الأديان حض أتباعه على شتم الأموات والتلذذ بلعنهم حتى عند قضاء الحاجة –عياذاً بالله- كما يقول (عمدة المحققين محمد التوسير كاني) في كتابه لآلئ الأخبار (4/92): (( اعلم أن أشرف الأمكنة والأوقات والحالات وأنسبها للعن عليهم – عليه اللعنة- إذا كنت في المبال , فقل عند كل واحدة من التخلية والاستبراء والتطهير مراراً بفراغ من البال: اللهم العن عمر ثم أبا بكر وعمر ثم عثمان وعمر ثم معاوية وعمر… اللهم العن عائشة وحفصة وهنداً وأم الحكم, والعن من رضي بأفعالهم إلى يوم القيامة))!!!
لكني فوجئت بأن الممارسات التي كنت أستهجنها وأنتقدها في قرارة نفسي إنما هي ثمرة من ثمار هذا الفكر التحريضي على أصحاب رسول الله.
روايتنا ساهمت بشكل واضح في استفزازنا وإثارتنا عاطفياً تجاه لعن الصحابة ومن يتعلق بهم بصلة, فابتدأت بتكفير الصحابة والقول بردتهم ثم جاءت بلعنهم والبراءة منهم, وكل هذا مدون مسطور في كتبنا القديمة والحديثة كما هو معلوم))[5] .
ثم أرود القضيبي روايات الشيعة التي تنص على كفر الصحابة ثم قال: (( وقفت ملياً أمام قول الله تعالى: {وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [التّوبة: آية: 100].
فوجدتها صريحة في النص على أن الله تعالى رضي عن المهاجرين والأنصار والسابقين, ومنهم على وجه الخصوص: ( أبو بكر وعمر وعثمان وطلحة والزبير وسعد بن أبي وقاص وعبد الله بن مسعود وسعد بن معاذ ) .. وعد ما شئت من أسما تلعنها الشيعة اليوم.
فسألت نفسي: كيف يليق بعاقل أن يقول: إن الصحابة ظلموا علياُ –رضي الله عنه- واغتصبوا الخلافة, بينما المولى –عز وجل- يخبرنا في هذه الآية أنه راض عنهم وقد أعد لهم جنات النعيم؟! ))[6].
وأما مسألة زواج المتعة فيقول القضيبي عنها : ((أما المتعة فرغم جوازها –بل استحبابها- عندنا كشيعة إلا أنه كان في نفسي شيء منها منذ البداية, قبل أن تقع عيناي على أدلة تحريمها, حيث كانت مرفوضة عندي, وكنت إذا سمعت من يناقش لتجويزها أخجل من الدخول معه في الحوار, وأسأله فقط: هل تقبله على أختك؟؟ فيجيب: بـ (لا) على استحياء, بل أحياناً كان الرد مصحوباً بالغضب))[7] .
ثم ذكر القضيبي بعض الروايات التي وردت عن أئمة آل البيت من كتب الشيعة التي تصرح بحرمة وشناعة نكاح المتعة, ومن هذه الروايات ما رواه الطوسي فكتابه الاستبصار (3/142) عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: (( حرم رسول الله لحوم الحمر الأهلية ونكاح المتعة)).
ولم يجد ( الطوسي) مخرجا لهذه الرواية سوى أن يقول: ( فالوجه في هذه الرواية أن نحملها على التقية لأنها موافقة لمذاهب العامة)!
تناقض مذهب الشيعة
أن التناقض أمارة على بطلان المذهب، وأن ذلك ليس من عند الله لقوله سبحانه: {وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا} [النساء، آية: 82.].. وتناقضات المذهب الشيعي الكثيرة لم يعد يحتملها قلب القضيبي, ومن هذه التناقضات إحياء ذكرى عاشوراء باللطم والنياحة, فقد وجد القضيبي في راويات من كتب الشيعة عن الرسول – صلى الله عليه وسلم- وأئمة آل البيت –رضي الله عنهم- تحرم اللطم والنياحة, وتصفها بأنها من عمل أهل الجاهلية.
يقول القضيبي بعد نقله لهذه الروايات: (( أمام هذه الروايات التي تحرم النياحة واللطم ولبس السواد وقفت حائراً بينها وبين واقع مر تربيت عليه ظاناً أن ما أفعله يعبر عن حبي أهل البيت, ولم أكن أعلم أن ما نفعله في الحسينيات والمآتم هو مخالفة صريحة لوصايا وأقوال أهل البيت ولأقوال جدهم المصطفى صلوات الله وسلامه عليه))[8].
الاستعانة بـ(ملالي) الدجل!
وعندما عجز أهل القضيبي وأصحابه عن إرجاعه للمذهب, أشيعت حوله إشاعات بغية إسقاطه والتضييق عليه, فتطوع رجل شيعي يُظن به عند الشيعة أنه من أهل العلم والصلاح لإعادة القضيبي إلى المذهب, فأتى هذا الرجل للقضيبي واستخدم معه أسلوب غريب لإقناعه بأن مذهب الشيعة هو الحق , وما هي إلا أيام قلائل ثم ظهر للقضيبي أن هذا الرجل ساحر يمارس الدجل والشعوذة لإرجاعه إلى التشيع.
يقول المؤلف: ((ولكن محاولاته باءت بالفشل, فقد افتضح وعلم الناس حقيقته, ومن ذلك اليوم أصبح قليل الخروج من المنزل, وأصبح معروفاً في المنطقة باسم الساحر, وكلما قابل أحداً من أهل المنطقة حاول خلق مبررات لنفسه, مدعياً بأن الذي ألجأه إلى هذا العمل هو قصد الخير.
لا أدري أين هؤلاء من الآيات والأحاديث الصريحة التي تدين السحر والسحرة وتنص على كفرهم!!
ثم أي حق هذا الذي ينتصر بالسحر والشعوذة عوضا عن الحجة والبرهان؟!))[9]
الإمامة من أكثر المسائل خلافاً بين الشيعة أنفسم !
ثم قام القضيبي – أحسن الله إليه- بعرض مسألة الإمامة تاريخياً من كتب الشيعة, وكيف أن الشيعة في هذه المسألة في قول مختلف يؤفك عنه من أفك, فلا يموت إمام يدعونه إلا اختلفوا اختلافاً كبيراً فيما بينهم, فبعضهم يقول: إن الإمامة في أخيه. وطائفة تقول: إن الإمامة في ولده . ويأتي آخرون ويقولون: إن الإمام لم يمت, ولا يموت حتى يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً !!
وبهذا العرض توصل القضيبي إلى أن مسألة الإمامة التي أقام عليها الشيعة المذهب ليست محل اتفاق بينهم.
الإمام المهدي سينتقم لآبائه الفرس!!
ثم تطرق القضيبي إلى ذكر الإمام المهدي ومدى تعلقه به منذ الصغر:
(( تعلمت كأي شيعي أن أتعلق بشخصية (صاحب الزمان) , تعلمت منذ الصغر أن إمامي له ألقاب كثيرة, فهو ( حجة الله ) وهو (القائم) وهو ( صاحب الزمان) و (أبو صالح) وهو (صاحب الأمر) و( صاحب العصر).. لكني لم أتوقع أن هذه الشخصية التي تعلقت بها منذ الصغر وعلقت بها آمالي وأفراحي قد تكون شخصية وهمية))[10] .
بيد أن هناك لقب من ألقاب الإمام أحدث للقضيبي هزة عظيمة, وهذا اللقب ذكره النوري الطبرسي في كتابه (( النجم الثاقب في أحوال الإمام الحجة الغائب)), فقد ذكر فيه أن من ألقاب الإمام المهدي ( خسرو مجوس) !!
يقول القضيبي:
(( أنها لمفاجأة كبرى!
كيف يمكن أن يوصف إمامنا بأنه (خسرو المجوس) ؟! ما دخل المجوس بصاحب الزمان ؟!
صاحب الزمان سيأتي لينتقم من أعداء آل البيت وعلى رأسهم أبو بكر وعمر .. هكذا تعلمنا, وعمر بن الخطاب هو الخليفة الذي في عهده فتحت إيران ودخلها الإسلام وأذن فيها وأقيمت الصلاة لأول مرة في التاريخ .. بدأت أربط بين هذه وتلك.
لكن أن أردت أن تنصدم معي أكثر, فاقرأ هذه الرواية من (بحار الأنوار ) للعلامة المجلسي.
روى المجلسي عن النوشجان بن البودمران قال: لما جلا الفرس عن القادسية, وبلغ يزدجرد بن شهريار ما كان من رستم وإدالة العرب عليه, وظن أن رستم قد هلك والفرس جميعاً, وجاء مبادر وأخبره بيوم القادسية وانجلائها عن خمسين ألف قتيل, خرج يزدجرد هارباً في أهل بيته ووقف بباب الإيوان , وقال: السلام عليك أيها الإيوان! هأنذا منصرف عنك, وراجع إليك أنا أو رجل من ولدي لم يدن زمانه ولا آن أوانه.
قال سليمان الديلمي: فدخلت على أبي عبد الله -عليه السلام- فسألته عن ذلك وقلت له: ما قوله: (( أو رجل من ولدي))؟ فقال: ذاك صاحبكم القائم بأمر الله عز وجل السادس من ولدي, قد ولده يزدجرد فهو ولده[11]..
إنه يوم الانتقام !
صاحب الزمان ابن يزدجرد سينتقم لآبائه الفرس من أهل الإسلام الذين فتحوا فارس, هكذا تقول الرواية, وهكذا تفهم من لقبه ( خسر مجوس) !
الله أكبر…! أين كنت عن هذه الحقائق؟!
لكن لدي ما هو أدهى وأكثر تأثيراً..
في كتاب الغيبة لمحمد بن إبراهيم النعمان (ص: 234) عن أبي عبد الله -عليه السلام- أنه قال: (( إذا خرج القائم لم يكن بينه وبين العرب وقريش إلا السيف, ما يأخذ منها إلا السيف)).
لماذا كل هذا الحقد على العرب وعلى قريش بالذات؟!
بل تنص الروايات على أن القائم (( يبهرج[12] سبعين قبيلة من قبائل العرب)).
حاول أن تربط بين هذا وبين ما ذكرته سابقا من أن من ألقاب صاحب الزمان (خسرو مجوس) وأن يزدجر جده توعد المسلمين الذين أزاحوه وزمرته عن العرش بقدوم صاحب الزمان !!
حقائق بمثابة الصاعقة على رأس كل عاقل..!))[13].
ثم ذكر نبذة عن ( نرجس ) أم الإمام خسرو مجوس, وهي كما تذكر الأساطير الشيعية تنتسب – من جهة الأم- إلى وصي المسيح شمعون بن حمون بن الصفا !!
وذكر قصة لقائها بأبي الإمام خسرو مجوس, وعلق على القصة قائلاً:
(( هذه قصة أم صاحب الزمان .. قصة تصلح لفيلم سينمائي, لا لعقيدة مسلم جاء القرآن ليحرر عقله من الخرافات ومن مثيلات هذه القصص.. أما حمل (نرجس) بصاحب الزمان, فيكفيك أن تقرأ رواية ذكرها عباس القمي في ( منتهى الآمال) وغيره من علماء مذهبي السابق.
تقول الرواية: ((إنا معاشر الأوصياء لسنا نحمل في البطون, وإنما نحمل في الجنوب, ولا نخرج من الأرحام, وإنما نخرج من الفخذ الأيمن من أمهاتنا, لأنا نور الله الذي لا تناله الدناسات!!))
الأنبياء يولدون من الأرحام والأوصياء منزهون عن ذلك, أي إسلام هذا الذي يرتضي متل هذا الكلام؟!))[14].
ثم ذكر بعض من سيرة الإمام المهدي حسب أساطير الشيعة. ثم تحدث عن قضية اختفاء مهدي الشيعة المزعوم, والعلة المانعة لخروجه منذ أكثر من ألف سنة وهي عند الشيعة الخوف من الظالمين !!
إصلاح المصلحين.. ولكن لاحياة لمن تنادي
ثم ذكر المؤلف محاولات الإصلاح التي قام بها جمع من أئمة الشيعة المعاصرين من أمثال: آية الله البرقعي, وأحمد الكسروي, والعلامة الخوئيني, ومحمد الياسري, والدكتور موسى الموسوي, وآية الله العظمى محمد حسين فضل الله..
ولكن لم تلق هذه الإصلاحات لنبذ الغلو والجهل إلا سيلاً عارماً من التشهير ورمي أصحابها بالضلال والخيانة !
وفي خاتمة الكتاب يدعو المؤلف أهله وجيرانه إلى التفكر في حقيقة القرآن , وأن محبة آل البيت لا تتعارض مع محبة الصحابة.



[1] ربحت الصحابة ولم أخسر آل البيت ( 5 ) .
[2] المصدر السابق (6) .
[3] المصدر السابق (7) .
[4] المصدر السابق (13-14).
[5] المصدر نفسه (14-15).
[6] المصدر نفسه (17).
[7] المصدر نفسه (19).
[8] المصدر نفسه (26).
[9] المصدر نفسه (30-31).
[10] المصدر نفسه (52).
[11] بحار الأنوار (51/163-164).
[12] بهرج الدماء: أهدرها, وفي الطبعة الأخرى للبحار:يهرج, ومعنى الهرج: الفتنة والاختلاط والقتل.
[13] ربحت الصحابة ولم أخسر آل البيت (53-56).
[14] المصدر السابق (58-59).
{moscomment}




بحث سريع