وأن تصوموا خير لكم

بواسطة | مشرف النافذة
2005/09/30
 الأيام تمر مر السحاب ، وتمضي السنون سراعاً ، وجلنا في غمرة الحياة ساهون ، وقلَ من يتذكر أو يتدبر واقعنا ومصيرنا مع أننا نقرأ قول الله (تعالى) وَهُوَالَذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِّمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورا (   [الفرقان : 62] .
     والمسلم في عمره المحدود وأيامه القصيرة في الحياة قد عوضه الله (تعالى) بمواسم الخير،وأعطاه من شرف الزمان والمكان ما يستطيع به أن يعوض أي تقصير في حياته إذا وفق لاستغلالها والعمل فيها ، ومن تلك المواسم : شهر رمضان المبارك ، يقول الله (تعالى) : ] يَا أََيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [ [البقرة : 183] ، (إنه نداء رباني حبيب لعباده المؤمنين يذكرهم بحقيقتهم الأصيلة ، ثم يقرر بعد ذلك النداء : أن الصوم فريضة قديمة على المؤمنين بالله في كل دين ، وأن الغاية الأولى هي إعداد القلوب للتقوى والخشية من الله ، هكذا تبرز الغاية الكبرى من الصوم .. والتقوى هي التي توقظ القلوب لتؤدي هذه الفريضة طاعةً لله وإيثاراً لرضاه . والمخاطبون بهذا القرآن من الرعيل الأول ومن تبعهم بإحسان يعلمون مقام التقوى عند الله ووزنها في ميزانه ، فهي غاية تتطلع إليها أرواحهم ، وهذا الصوم أداة من أدواتها وطريق موصل إليها) .
وإنها لعادة حسنة ، وعرف طيب للمسلمين ، أن يتخذوا من رمضان مغلاقاً لفترة مضت ، ومفتاحاً لفترة أقبلت ، فعلى حين يختم غير المسلم سنة من   عمره ويفتتح سنة أخرى بالعربدة ، والاستغراق في الشهوات والمعاصي ، ومحاربة  الله تعالى ، وتعدي حدوده ومحارمه فإن المسلم شأنه شأن آخر : خشوع وإخبات ،  وقيام بحق الله من العبادة والشكر ، وتضرع إليه تعالى ليتقبل الطاعات ، ويتجاوز عن السيئات،ويسدد الخطا،وينير السبيل لعباده فيما يستقبلون من أيام.  
      وقد كان رمضان – ومازال – موسماً من مواسم الخير يغتنمه الأتقياء للاستزادة من صالح العمل ، ويلقي بظله الظليل على العصاة والغافلين ، فيتوبون ، ويعاهدون ربهم على الإقلاع عما هم فيه ، وقد يصدقون العهد ، وقد يفشلون ويقعون في مهاوي الغفلة والنسيان ، فالسعيد السعيد من جعل رمضان مجدداً للعزم والطاعة ،   وحافزاً للتمسك بحبل الله ، وفرصة يتزود فيها بزاد التقوى ، والشقي الخاسر من  مرَّ به رمضان كغيره من الشهور ، لم يُعِرْهُ التفاتاً ، ولم يتعرض لنفحات الله -عز وجل- فيه .
ولسائل ان يسأل كيف يكون الصوم النموذجي: مما لاشك فيه أنك أخي المسلم تحب أن يكون صومك مقبولاً ونموذجياً .  
وهناك نصائح نقولها للتذكرة ] وَذَكِّرْ فَإنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ المُؤْمِنِينَ [ [الذاريات : 55]،ولئلأ يكون حظك من صيامك التعب والنصب  
      ومن هذه النصائح ما يلي :
      1- يجب أن يكون صومك لله إيماناً واحتساباً ، وفي ذلك الغفران لذنوبك والتكفير لسيئاتك (من صام رمضان إيماناً واحتساباً غُفِرَ له ما تقدم من ذنبه) .
      2- يجب أن تصون جوارحك كلها عن المعاصي والآثام حتى يكون صومك كاملاً ولا يضيع ثوابه وجزاؤه .
      3- يجب المحافظة على الصلوات الخمس في المسجد جماعة ، وكذلك الإكثار من النوافل لما للنوافل من قيمة عظيمة في هذا الشهر المبارك .
      4- يجب الإكثار من قراءة القرآن ومدارسته وحفظه وتدبره في هذا الشهر المبارك ؛ لأن شهر القرآن هو ] شَهْرُ رَمَضَانَ الَذِي أُنزِلَ فِيهِ القُرْآنُ هُدًًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الهُدَى وَالْفُرْقَانِ [ [البقرة : 185] .
      5- يجب الإكثار من التصدق والعطاء والبذل في هذا الشهر المبارك ؛ لأن الرسول الأعظم كان أجود من الريح المرسلة في هذا الشهر المبارك .
      6- يجب المحافظة على صلاة القيام ؛ لأنها من شعائر هذا الشهر المبارك ، ولما فيها من محافظة على سنة النبي -صلى الله عليه وسلم- ، ومن اجتماع المسلمين ، ومن مدارسة القرآن الكريم .
      7- يجب البعد عن اللهو  ووسائله من أفلام هابطة ، وأغان ساقطة ، ومسلسلات تافهة ، وكل صوارف وضيعة تافهة عن هذا الشهر الكريم وما فيه من صلاة وصيام وقراءة وقيام وكل جوانب الخير المباركة .
      8- يجب الإسراع بالإفطار وعدم تأخيره التزاماً بسنة النبي -صلى الله عليه وسلم- ، وإشفاقاً على النفس من تواصل الجوع والعطش ، وأن يكون إفطارك على الرطب أو التمر أو الماء ، ثم الصلاة ، ثم استكمال الإفطار ؛ وكل ذلك من سنة النبي .
      9- يجب الالتزام بالسحور قدر الإمكان (تسحروا فإن في السحور بركة) ولأن السحور خاص بهذه الأمة المباركة ، ويجب تأخيره وعدم تقديمه ؛ لأن ذلك هو الموافق لسنة النبي . ووجبة السحور وجبة مباركة تعين الصائم على صومه .
      10- يجب المحافظة على سنة الاعتكاف إنْ كان ذلك ميسراً ؛ لأن الاعتكاف من سنن الصيام وسنن هذا الشهر المبارك ؛ وهو من السنن المهجورة المتروكة . فحافظ عليها أخي المسلم إن كان ذلك في مقدورك للمحافظة على هذه الشعيرة الغالية العظيمة .
      11- يجب البعد عن الشراهة في الإفطار والسحور ؛ لأن ذلك بعيد عن مقاصد الإسلام ، ولما يترتب على ذلك من أضرار شرعية وبدنية . ولما في ذلك من بعد عن مقاصد الصيام والإسلام .
      13- يجب التأسي في كل فعل وقول واعتقاد بالنبي -صلى الله عليه وسلم- وصحابته الميامين الكرام رضي الله عنهم حتى يكون ذلك أدعى للقبول.
فهل يكون هذا الشهر فرصة للعودة إلى الله وسلوك صراط الله المستقيم ؟ !
{moscomment}

بحث سريع