صدور ديوان الخميني

بواسطة | إدارة الموقع
2005/10/21
صدر عن المجلس الأعلى للثقافة بمصر "ديوان الإمام الخميني" لزعيم الثورة الإسلامية في إيران أية الله الخميني والذي ترجم قصائده إلى العربية محمد علاء الدين منصور أستاذ اللغات الشرقية بكلية الآداب جامعة القاهرة.
وأوضح مترجم القصائد في مقدمة الديوان أن شعر الخميني كان مجرد أداة لإجلاء أفكاره الصوفية والعرفانية والتفكر في أسرار الكون التي شغلت وتشغل المفكرين من الفلاسفة والعارفين.
ولم يحدد المترجم تاريخ كتابة كل قصيدة أو أي المراحل العمرية في حياة الخميني كانت أكثر غزارة في كتابة الشعر، رغم أنه نقل عنه قوله "في مرحلة أرذل العمر التي تأخذ بتلابيبي الآن لم أعدم القدرة على نظم الشعر".
وأشار إلى أن الخميني تأثر بالشعراء المتصوفين وكان تأثير الشاعر الفارسي شمس الدين حافظ الشيرازي فيه أوضح حيث أورد تفسيرا لبعض مصطلحاتهم ومنها "الخمر" التي يراد بها -حسب قوله- غلبة الشوق "فحين يغلب الشوق والوجد والحال بسبب تجلي المحبوب الحقيقي وقت غلبة المحبة على قلب السالك يفنى السالك ويغيب عن وعيه".
وأكد أن ألفاظا مثل الكأس والقدح والحانة والخمارة تشير إلى ابتغاء المحبوب ومشاهدة الأنوار الغيبية حيث يكون التجلي الذي يبدو من الأنوار الغيبية في قلب السالك كما في قصيدتي "حسن الختام" و"عيد النيروز"، وهو ما يمكن اعتباره تماسا مع شعر عمر الخيام إذ يقول الخميني:
قد ناء الصوفي والعارف من هذه البيداء
فاحتسي الخمر من المطرب فهو هاديك إلى الصفاء
وإن أرشدتني إلى باب شيخ الحانة
فلأسلكن لا بقدمي بل برأسي وروحي الطريق إليه.
ورغم تكرار كلمات العشق والحب في عناوين القصائد فإنه تغلب أحيانا روح المربي والمرشد الذي يبث الحكم والمواعظ في صيغة تقريرية أحيانا ، وهذا كحال أئمة الحشاشين والباطنية عندما يوصون أتباعهم عبر هذه الطرق التعليمية والتلقينية .. و من ذلك قصيدة بعنوان "فتواي" ، جاء فيها :
والمسجد والصومعة والمعبد والدير والكنيسة
وحيثما تمر يذكرك بمن هو سكينة فؤادي ؟!! .
و في الديوان قصائد قصيرة أقرب إلى رباعية واحدة يبدو منها أن سخونة الأحداث وتلاحقها لم تدع للخميني وقتا للمطولات أو التعمق في المعاني مثل قصيدته "الجمهورية الإسلامية" التي يبدو أنه كتبها بعد نجاح الثورة:
جمهوريتنا الإسلامية خالدة
والعدو يئس من حياته
اليوم الذي يخلو فيه العالم من الظالم
لنا ولكافة المظلومين عيد.
أما قصيدة "جمهوريتنا" فتخلو من روح التسامح التي كانت سمة لقصائد سابقة وتبدو منها ثقة مستمدة مما يمكن اعتباره امتلاكا للحقيقة أو صحيح الدين، كما استبدلت فيها بروح المتصوف والثائر لهجة الزعيم الموجه ويرجح أنها كتبت بعد اشتعال الحرب .
ومن أشعار وقصائد الخميني :
يسكن قلبي سوى عشقك
ولم يعجن طيني الا بحبك
كتابا الاسفار والشفاء لم يرشداني على ما فيهما من البحث والجدل.
قل للشيخ الذي يدعي بطلان طريقنا:
ان باطلنا يسخر مما يسميه هو حقا
ان كان نوح نجا من الغرق بوصوله للساحل
فنحن غرقنا هو الساحل المبتغى ؟!! .
و هذا منطق ملاحدة الصوفية وزنادقتها و قد تشربه فقاءه الخميني .
و من أشعار الخميني :
اريد الداء ولا اريد الدواء
واحب اللوعة والشوق، ولا اريد سواهما
فعاشق عاشق مريض في حبك
ولا ابتغى الشفاء من هذا المرض
فبروحي اشتري جفاك
ولا احب منك ترك الجفا .
و من قصائده الذائعة :
مراد قلبي ليس في الكعبة، ولا في معبد الاصنام،
فمعشوق قلبي ليس عند المتصوف ولا عند غيره،
فكلام المتصوف والفيلسوف والشيخ،
لا يرقى لوصف جمال محبوبه،
قل للمتمسك بالعقل ان يكف عن الكلام
لان كلامه ليس صادرا عن الوله وسكرة العشق
فالوله والسكر في العشق لا يدركه الا العشاق فهو ليس اسطورة او خرافة
.
ما أصدق تعبير الشاعر سعدي عن أحوال كثيرين ، منهم الخميني ، حين قال شعراً:
الكرامة هي الشجاعة والكرم،
والمقالات غير المفيدة طبل فارغ.
اذهب وكن ليث الغابة المفترس،
ولا تترك نفسك كالثعلب عاجزا،
كن اسدا يخلف وراءه بقايا فريسة
ولا تكن ثعلبا تشبعه البقايا …
{moscomment}

بحث سريع