عاصفة الحوثيين لم تهدأ في اليمن و أماكن أخرى!

بواسطة | هبة المنسي
2005/11/18
رغم أن ظاهر الأمور في اليمن يشير إلى هدوء العاصفة وإغلاق ملف صعدة وتمرد الحوثي على الحكومة في صنعاء.. إلا أن خلفيات الأحداث ما تزال حاضرة على الشارع اليمني، الذي انقسم إلى فريقين.. أحدهما يرى أن (حسين الحوثي) قائد التمرد والذي لقي مصرعه على أيدي القوات الحكومية ضحية.. والفريق الآخر يراه جانياً.
القضية اتخذت بعداً مذهبياً ودينياً، فأتباع الحوثي يرون أن الحكومة تضطهد المذهب الزيدي وآل البيت خوفاً من قوتهم، وإرضاء للولايات المتحدة، والدولة تؤكد حدوث التمرد ورغبة الحوثي وأعوانه في الانفصال.
"الوطن العربي" قابلت طرفي القضية: الرسمي ممثلاً في الحكومة حيث التقينا وزير الأوقاف محمود عباد، ورئيس لجنة الحوار مع الحوثيين القاضي حمود الهتار.
..ثم الطرف الآخر وهم قادة الحوثيين أنفسهم: الشيخ بدر الدين الحوثي الذي يرى نفسه مرجعاً دينياً وليس زعيماً، ونجله عبد الملك القائد العسكري للحركة وذلك بعد مقتل قائد التمرد حسين الحوثي "الابن".
فإلى التفاصيل:
1ـ القاضي حمود الهتار رئيس لجنة الحوار مع "الحوثيين" وعضو لجنة الوساطة:
كنت رئيساً للجنة الحوار مع الحوثي، كيف كان الحوار؟
ـ أنا كنت رئيساً للجنة الحوار الفكري والتي بدأت عملها منذ سبتمبر "أيلول" 2002، واستطاعت تحقيق نتائج طيبة على المستويين الداخلي والخارجي. وبالنسبة للمستوى الداخلي فقد تم تصحيح بعض المفاهيم الخاطئة عن الإسلام ونزع فتيل الأزمة وترسيخ الأمن والاستقرار، أما على المستوى الخارجي فقد تحسنت صورة اليمن في الخارج، فاليمن بلد الحضارة والاستقرار وباستخدامنا للوسائل السلمية استطعنا تدعيم هذه الصورة وتحقيق الأثر الطيب المرجو من الحوار، فقد بدأ الناس يشعرون أن الإسلام ليس ما يتحدث عنه أسامة بن لادن والظواهري، ومن هذا المنطلق بدأ الحوار مع المتأثرين بأفكار الحوثي فإذا كان فكر "القاعدة" يقوم على ركيزة أساسية وهي قتال غير المسلمين فإن فكر الحوثي يقوم على أساس الحق الإلهي في الحكم والعلم، حيث يرى أن الله اختص أناساً بالعلم دون أن يعلمهم أحد حتى وإن كان طفلاً، فهو مختص بالعلم، والحوار تم على أربع جولات اشترك فيها 350 شخصاً من المتأثرين بفكر الحوثي واستطعنا أن نقنع 140 منهم بالعدول عن أفكارهم.
وهل واجهتكم مشكلات في الحوار مع أتباع الحوثي؟
ـ بالتأكيد، ولكن نسبة المشكلات التي واجهناها مع أتباع الحوثي مقارنة بمن سبقهم من المنتمين لتنظيم "القاعدة" تبدو متدنية، وهذا له أسبابه، أما المشكلة الأولى التي قابلتنا فهي الجهل، فبمراجعة البيانات تبين أن قلة منهم هم المتعلمون والبقية أميون لا يحفظون السنة، وإن حفظوا شيئاً منها واعترفوا به فهو الأحاديث المتصلة بأهل البيت فقط، وبالتالي فإن جو الحوار لم يكن مناسباً.
وماذا عن لجنة الوساطة التي كنت أحد أعضائها ومن وجهة نظرك لماذا لم يقم حسين بدر الدين الحوثي بتسليم نفسه؟
ـ لجنة الوساطة أنشئت بناءً على قرار من رئيس الجمهورية في محاولة لتهدئة الأوضاع ولكن للأسف رفض الحوثي تسليم نفسه، فقد كان يريد أن ينتهج سياسية الإمام الخميني دون مراعاة للظروف، فشخصية الخميني مرجعية ولها تاريخ أما الحوثي فشاب صغير، وهو لم يسلم نفسه بناء على حسابات خاطئة منه ومن المحيطين به، الذين أقنعوه بألا يقدم على خطوة تسليم نفسه على اعتبار أنه حتى لو مات فهو شهيد.
وما الذي أدى إلى تفجير الوضع في هذا الوقت بالذات؟
ـ أولاً لابد من إشارة وهي أن الحوثي بدأ العمل بهدوء منذ عام 1991، واستمر لأكثر من تسع سنوات، بعدها بدأت مرحلة أخرى كان أهم ما فيها هو الشعار الذي رفعه وخرج من صعدة إلى كل أنحاء اليمن وهو "الموت لأميركا واللعنة على إسرائيل.. والنصر للإسلام" وهو ما أحرج الحكومة اليمنية في ظل الظروف العالمية والتوتر الذي تعيشه المنطقة.
وماذا في هذا الشعار ليؤدي إلى تفجير الوضع.. فالعلم الأميركي مثلاً يحرق في أماكن كثيرة من العالم؟
ـ المشكلة لم تكن في الشعار فقط، ولكن في أفكاره أيضاً والتي تطورت إلى حد عدم إقامة صلاة الجمعة لمدة 5 سنوات وعندما تسأل لماذا، تأتيك الإجابة بأنه لا يوجد إمام عادل!! وكذلك رؤيته أن الحكم أو الحاكم لابد أن يكون من (البطنين) وهم (أولاد علي وفاطمة رضي الله عنهما) مما يعني تمرداً ظاهراً على الدستور، فالرئيس علي عبد الله صالح منتخب من الشعب.
وباختصار لو نظرنا للشعار أيضاً فسنجد فيه بعض التجاوزات، مثلاً الموت لأميركا كيف وبها مسلمون.. سيقولون نقصد الإدارة الأميركية، إذن لابد من التخصيص، وكذلك اللعنة على إسرائيل وإسرائيل نبي من أنبياء الله، إذاً لابد من التخصيص أيضاَ.
يبدو الكلام غير منطقي بالمرة.. المهم النية؟
ـ بالعكس هذا هو المنطق، والدعاء على الإطلاق غير جائز شرعاً.
وماذا عن بدر الدين الحوثي (الأب)؟
ـ لا أعلم عنه شيئاً، ولكنه على حد علمي موجود في إحدى المناطق الحدودية، والمحللون السياسيون يقولون إن حسين بدر الدين (الابن) لم يكن سوى رئيس الجناح العسكري، وأن والده هو الذي كان يراد له أن يكون الإمام، وهذا قد يكون مقبولاً لأنه رفض أي وساطات لإقناع ابنه بتسليم نفسه، وأرسل إليه رسالة ينصحه بعدم الاستسلام وأن الشهادة أمانة.
وماذا عن قائمة الاغتيالات؟
ـ قائمة الاغتيالات خرجت من بعض أتباع الحوثي، وبها أسماء بعض الشخصيات اليمنية المراد تصفيتهم جسدياً وأنا من ضمن هذه القائمة، وحقيقة لا أشعر بأي خوف فواجبي تجاه وطني يفوق أية رغبة في الحياة وأي قلق على النفس.
2ـ وزير الأوقاف محمود عباد:
من المعروف أن اليمن ينقسم إلى سنة وزيديين (الشيعة الزيدية) فهل صحيح أن الدولة تضطهد حالياً أتباع المذهب الزيدي؟
ـ الحرب التي تمت في صعدة لا تعني اضطهاداً للمذهب الزيدي أو أتباعه، فهي ليست حرباً بين حكومة ومذهب، وإنما بين الحكومة والتمرد دون أن يكون هناك أي ارتباطات أو أسباب فكرية ومذهبية، ومن حق أية دولة إعلان الحرب على المتمردين عليها، فالمتمرد هو خارج على الشرعية والدستور وعلى المجتمع.
إذا كان هذا صحيحاً فلماذا إذاً توقفت البعثات العلمية من اليمن إلى إيران..؟ ولماذا اعتقل يحيى الديلمي (إمام وخطيب مسجد قبة المهدي) بتهمة التخابر مع طهران؟
ـ ليس لدي علم بموضوع البعثات.. ومسألة الذهاب للدراسة تكون بمبادرات فردية من أصحابها، ومن لديه الرغبة في الذهاب فليذهب.
وأما سبب اعتقال يحيى الديلمي فمعروف للجميع علاقته بالسفارة الإيرانية وهذا مثبت بالأوراق الرسمية، كذلك علاقته مع حسين بدر الدين الحوثي وانضمامه لحركة "الشباب المؤمن" واعتصامه هو وبعض مجموعته داخل المسجد ثم خروجهم بعد علمهم أن الاعتصام داخل المساجد ممنوع، وزيارته لإيران لطلب العون والمساعدة والتدريب لإخوانهم في اليمن الذين يرون في الثورة الإيرانية الحل السلمي، وفي العودة لمذهب أهل البيت وحقهم في الخلافة السبيل الوحيد للنهوض بالدولة الإسلامية.
في الفترة الأخيرة علت في اليمن نبرة زيدي وسني.. كيف يتم القضاء على هذه النبرة؟
ـ أول شيء يجب إدراكه أن ما يزيد من هذه النعرات أو حتى ينشئها هو التطرف، فوفقاً للبعد التاريخي لن نجد في تاريخ اليمن مثل هذه الأصوات المغرضة التي تحاول أن تنال من وحدة اليمن فليس هناك مسجد مخصص للسنة وآخر للشيعة، كما أن الزيديين يمكن أن يصلوا خلف إمام سني.. وهذا القدر من السماحة هو أساس في نسيج الشعب اليمني، أما المشكلة فتكمن في الصراع.. والصراع لا وطن له، ويولد في نسيج الفتنة والتمرد وهو الذي نحاول الحد منه ومن قدرته على التأثير.
كنتم ضمن لجنة الوساطة والحوار مع الحوثي فماذا تم من خلال اللجنة؟
ـ لجنة الوساطة كانت بمثابة الوسيط، كما كانت جسراً للتواصل ما بين المتمردين والدولة، فقد كنا نريد منحهم فرصة أخيرة للعودة إلى رشدهم، ونمتلك رغبة أساسية في إقناعهم أو إقناع حسين بدر الدين الحوثي بالتحديد ليسلم نفسه، وأعتقد أن لجنة الوساطة كانت أسمى وأرفع تجسيد للديمقراطية، فالحوثي متمرد والدولة تشكل لجنة لمحاولة إنقاذه، فأنا إذا قتلت الرأي أو صادرته تكون له ردود أفعال سياسية سيئة.
وقد ذهبت مع مجموعة من العلماء والقضاة برسالة طلبنا فيها أن يسلم نفسه على أن نضمن له أمنه وأمن من معه من الناس، ولكنه فوّت هذه الفرصة واشترط ألا يسلم نفسه، وفي الوقت الذي كنا ندير فيه عملية الوساطة كان أتباع الحوثي يقتلون الجنود الحكوميين.
البعض يردد أن لجنة الوساطة لم تكن سوى فخ لاصطياد الحوثي وأن الحكومة هي التي بدأت بالقتال.. فما مدى صحة هذا الكلام؟
ـ هذا الكلام غير صحيح بالمرة، فالدولة لم تكن بحاجة إلى هذه التمثيلية، كنا نريد فعلاَ حقن الدماء ولكنهم رفضوا التسليم، وهذا ليس اعترافاً مني بأن الحكومة هي التي بدأت إطلاق النار.. بل هم من بدأوا، ثم إذا كانوا بهذه البراءة وأنهم فعلاً ضحية فكيف استطاعوا مقاومة الجيش ردحاً من الزمن؟ ولماذا جمعوا المتاريس الحربية، ولماذا أنشأوا الأنفاق..؟ ألا يعطي كل هذا انطباعاً معيناً، فهذا المسلك يؤكد أن الرجل كان لديه استعداد ولديه لوثات فكرية.
وما أفكار الحوثي أو بمعنى آخر لوثاته الفكرية التي أدت إلى انفجار الوضع بهذا الشكل؟!
ـ أساس حركة الحوثي هو تنظيم "الشباب المؤمن" والذي استغل من خلاله الحوثي بعض العقليات المتخلفة وبعض الأميين وملأ عقولهم بأفكاره ولوثاته الفكرية، فقد كان فكره يقوم على أساس هدم مبادئ الديمقراطية فالقاعدة الإسلامية في الحكم تستند إلى أساس "وشاورهم في الأمر" وهو يريد أن يلغي كل هذا، ففكره عنصري يقوم على أساس الفكر الاصطفائي، وقد طعن بأفكاره في المذهب الزيدي ذاته وفي أئمة الزيديين وأخرج كتاب (الزيدية ضلال)، كما رأى أن السنة ضلال، واختزل التاريخ الإسلامي ورأى ضرورة الاكتفاء بالقرآن، إن لديه فكر ومنهجية فرقة "الحشاشين" في التعبئة والبرمجة وبالذات مع حديثي السن من الشباب، فعندما كنا نحاول التحاور معهم لم نكن نستطيع ويكفي أنك لا تسمعينهم وهم يتحدثون عنه إلا وقد سبق اسمه كلمة (سيدي)، وملازم حسين الحوثي وكتبه شاهدة على انحرافه الفكري، وأدعو كل مهتم بالأمر أن يقرأها بنفسه ليحكم بموضوعية على ما فيها من أفكار.
3ـ الحوثي الأب:
المصادفة وحدها التي جعلتنى أجري هذا الحوار مع الشيخ بدر الدين الحوثي الذي يتردد أنه القائد الفعلي لحركة الحوثيين بعد مصرع نجله حسين.
فقد كان شبه مستحيل الوصول إليهم، فهم يعيشون في مناطق حدودية وجبلية وعرة، هذا إلى جانب أنهم مطاردون من الحكومة اليمنية، وجاءني عرض هذه المقابلة عن طريق زائر لي بالفندق، وسألني هل تريدين إجراء حوار مع بدر الدين الحوثي وابنه عبد الملك؟!
الإجابة لا تحتاج بالطبع لأدنى تفكير، وتركني الزائر ليرتب الموعد في سرية تامة. وأخيراً وجدتني أمام الحوثي الأب.. المكان جبلي بعيد عن العاصمة صنعاء.. وتحت حراسة أمنية مشددة من أتباعه لكنها غير ظاهرة للعيان.
أولاً أريد أن أعرف ما هي حركة "الشباب المؤمن"؟
ـ حركة "الشباب المؤمن" هي حركة تدعو إلى الثبات على الإسلام وتحذر من الانحراف إلى الكفار وموالاتهم، وتدعو إلى إعلان معاداتهم كما أوجبها الله، أما قضية الشباب المؤمن اليوم فهي قضية معارضة أميركا لأنها تحاول النيل من الإسلام، وواجبنا نحن المسلمين الدفاع عن ديننا وليس واجب الشباب المؤمن فقط.
البعض يردد أنك من كان يراد له الإمامة.. فهل هذا صحيح؟
ـ هذا كذب.. فلم أكن أريد الإمامة ولا حسين كان يريدها. أنا مرجعية دين للشباب المؤمن فقط، وقد رد حسين على هذا الافتراء بأنه يريد فقط النصح لحماية الإسلام.
ولكن وجدت رسالة منك تدعو فيها ابنك حسين إلى الصمود وعدم التراجع وأن الشهادة أمانة؟
ـ ليس معنى الرسالة أنني كنت أريد الإمامة، وأثناء الأحداث كنت بعيداً في "نشور" و حسين كان هو الأصل ولم أنصحه بالتراجع لأنه المصيب من وجهة نظري، فكونه يدعو إلى حماية الإسلام والوقوف في وجه أميركا وإسرائيل فهو إذا على حق وصواب ويجب أن أقف إلى جواره.
من المسؤول من وجهة نظركم، عن انفجار الوضع في صعدة؟
ـ الرئيس علي عبدالله صالح، وكان من الواجب احترام دم المسلم لأن حسين وقف موقف الحق، ولم يخرج ولم يقاتل أحداً.. لقد بدأوا هم القتال وجاءوا إلينا.
يقال إنكم تلقيتم دعماً مادياً من إيران؟
ليس صحيحاً، وكل علاقتنا بإيران هي أنني فررت إليها وقت الحملات العسكرية على صعدة.
نعود إلى الفكرة الأساسية لتنظيمكم وهي الاصطفاء، يقال إن حسين كان يرى أنه مصطفى؟
ـ هذا كذب وافتراء أيضاً، وإذا كان السبب في ذلك كلمة سيدي التي تسبق ذكر اسمه فهي نوع من التمييز للنسب.
وهل الاصطفاء يعطي الحق في الإمامة؟
ـ نعم فالإمامة هي في البطنين "علي وفاطمة" إذا كانوا مع كتاب الله وكانوا مع صلاح الأمة وهم أقوى من غيرهم وأحق أيضاً؟
هل معنى ذلك أنه لا يجوز أن يكون الحاكم من خارج آل البيت؟
ـ هناك نوعان من الحكم.. نوع يسمى بالإمامة، والإمام لا يكون إلا من آل البيت، ونوع يسمى الاحتساب لله ويحكم بالعدل، ولا يجوز الاحتساب إلا إذا انعدم الإمام.
البعض يردد خروج حسين عن المذهب الزيدي؟
ـ غير صحيح فأفكار حسين موجودة في ملازمه وشرائطه وكتبه، أما فتوى العلماء فربما يكون خوفهم من الحكومة هو السبب وربما تم تحريف الكتب والملازم.
ألست حزيناً على وفاة حسين؟
ـ لا.. فالشهادة سعادة للمؤمن، وإن كنت لم أستلم جثمانه لا هو ولا غيره.. فقد رفض الرئيس.
ماذا عن دعوة الرئيس علي عبدالله صالح؟
ـ الرئيس طلب مني الخروج حتى لا يجتمع الناس حولي وتركت صعدة إلى صنعاء بشرط أن يتم الإفراج عن المعتقلين وتنفيذ مطالبي ومنها التوقف عن الاعتقال، ومطاردة أصحاب حسين، فعددهم يتجاوز الألف معتقل وقد نفذت ما وعدت به، ولكنهم لم ينفذوا ما عليهم.
4ـ عبد الملك بدر الدين الحوثي القائد العسكري لـ "الحوثيين":
في نفس المنزل الذي قابلت فيه الحوثي الأب، كان هذا الحوار مع نجله عبدالملك القائد العسكري للحركة، والذي يتحرك بحرية نوعاً ما نظراً لأن شكله غير معروف تماماً للجهات الأمنية.
نريد أن نسمع القصة منك، ماذا حدث في صعدة؟
ـ الذي حدث أن الحكومة اليمنية في يونيو "حزيران" 2004 دفعت قواتها لمحاصرة قرى يعيش بها حوالي 18 ألفاً من الزيديين منهم النساء والأطفال، وضرب قائد الجيش علي محسن الأحمر حصاراً كاملاً على المنطقة، وأمام سلسلة من الاعتقالات الواسعة في صفوف المواطنين بخاصة في المناطق التي يتمتع فيها الحوثي بشعبية كبيرة، قامت مظاهرات أسبوعية تهتف ضد أميركا وإسرائيل، الأمر الذي أدى إلى تفجير الوضع ووصل إلى حد النزاع المسلح، فاضطررنا لمقاومة القصف الجوي والصواريخ.
ألم يكن من الممكن التخلي عن الشعار الذي رفعتموه لتهدئة الوضع؟!
ـ هذا ما فعلناه ولكن السيف قد سبق العذل، ثم أي إحراج يمكن أن يسببه هذا الشعار للحكومة اليمنية… وهل يستحق الشعار أن تراق كل هذه الدماء من أجله، لقد أرادوا كبش فداء لترضى أميركا عنهم، وكنا نحن.
من أين جاءت الأسلحة إليكم ولماذا أقيمت الأنفاق إذا لم يكن في نيتكم الانفصال بالمنطقة؟ وكيف استطعتم الصمود أمام الجيش لمدة 3 أشهر؟
ـ الباري يسر له (قليل القليل)، فالأسلحة موجودة بشكل طبيعي لأن الشعب كله مسلح، ولم يتم الضرب سوى ببنادق عادية بدائية، فليس لدينا متاريس، أما الأنفاق فهي موجودة منذ أيام حكم الإمام، والكل يعرف أن صعدة كانت مركز الإمام، ولك أن تتخيلي كم من الوقت يستغرق حفر نفق واحد داخل الجبل؟ إنه يحتاج إلى سنوات، وبالنسبة لكيفية صمودنا فالله هو الذي أعاننا على هذا الصمود.
وماذا عن لجنة الوساطة ولماذا لم يستجب حسين لها؟
ـ لجنة الوساطة كانت فخاً نصبته الحكومة لحسين ويكفي القول إن المنزل الذي كان من المقرر أن يلتقي فيه حسين بأعضاء اللجنة قد قذف بالصواريخ وهم يعتقدون أن حسين كان بداخله وتوفى اثنان من أعوانه، وخابت آمالهم فلم يحضر حسين بنفسه وأرسلهما نيابة عنه، ثم خرجوا بعد ذلك ليعلنوا فشل لجنة الوساطة، ولتكون الحكومة اليمنية إحدى الحكومات التي تحارب الإرهاب.
البعض يردد أن والدك (بدر الدين الحوثي ) هو من كان يدعي له بالإمامة وأنك وحسين كنتما تقودان الجناح العسكري للحركة؟
ـ هذا الكلام غير صحيح، فوالدنا رجل طاعن في السن تجاوز الثمانين ومريض، ولم يتول القيادة.
ومن بدأ القتال.. أنتم أم الحكومة؟
ـ نحن لم نبدأ. لقد وقفنا وقفة المدافع فقط، ولم نبدأ بل على العكس كان حسين أخي يخاطب قوات الحكومة ويطالبهم بعدم الضرب لأن القتلى من الفريقين مسلمون.
وماذا عن ادعائه الإمامة ورفعه علما خاصاً به؟
ـ حسين لم يدع الإمامة. هذا كذب وافتراء ولم يرفع أي أعلام خاصة ولم يكن يريد الانفصال، كما لم يأخذ أي رهائن في أي مدرسة كما ادعوا.
يردد البعض أن لديكم قائمة اغتيالات تضم شخصيات عامة؟ ما مدى صحة ذلك؟
ـ هذه القائمة ليس لدي علم بها، أي ليس لها وجود على الإطلاق، وخير دليل على صحة كلامي أن أية شخصية من هذه الشخصيات لم تتعرض للاغتيال أو لأي أذى حتى الآن.
وهل لكم علاقة بإيران؟
ـ لا.. ليس لنا أية علاقة بإيران، ولم نتلق أي معونات منها.
وما علاقتكم بيحيى الديلمي (إمام وخطيب مسجد قبة المهدي) الذي اتهم بالتخابر لصالح طهران؟
ـ لم ألتق به وسمعت عن موقفه من خلال الصحف، كذلك علمت أنه قد حكم عليه بالإعدام وليس صحيحاً ما يتردد من أنه كان يمثل الجناح السياسي لحسين بدر الدين.
المصدر : الوطن العربي ـ العدد 1491 ـ 30/9/2005
بواسطة : شبكة الراصد الاسلامية
{moscomment}

بحث سريع