حكم تقبيل أيدي الشرفاء و غيرهم

بواسطة | محمد رشيد رضا
2005/12/14

ما يقول المنار المنير في تقبيل اليد ؟ فإني أرى سادات اليمن وحضرموت المنتسبين إلى النبي صلى الله عليه وسلم ينكرون على مَن لم يقبل أيديهم , ويزعمون أنهم مستحقون لتقبيل اليد ، فهل لهذا أصل في السنة ؟ أفيدونا .إن زعموا أن هذا حق شرعي لهم ثبت في السنة فمن ترك تقبيل أيديهم يكون مخالفًا ومرتكبًا محرمًا أو مكروهًا – فقد زادوا في شريعة الله ما ليس منها , وهذا من أعظم الكبائر .

وإن كانوا يريدون أنه قد استحسن في الآداب العادية أن تقبل أيديهم فصار ترك بعض الناس لذلك في بلاد جرت عادتها به لا يخلو من إشعار بعدم الاحترام فالأمر سهل والسنة في التحية السلام والمصافحة .
أقول هذا وأنا أعلم بما قال النووي في ذلك , والسنة الصحيحة تعرف بعمل الناس في الصدر الأول وبنقل ذلك , ولا يكتفى فيها بحديث الآحاد ؛ إذ لا يمكن أن يشرع شيء لا يعمل به أهل الصدر من الصحابة والتابعين , ولا يمكن أن يعمل المسلمون به ويبقى مجهولاً لا يعرفه إلا الآحاد من المتأخرين .
وقد قال صاحب المدخل عند ذكر تقبيل اليد بدل المصافحة ما نصه : ( وقد وقع إنكار العلماء لذلك فإن كان المقبل يده عالمًا أو صالحًا أو هما معًا فأنكره مالك في المشهور عنه وأجازه غيره .
وأما تقبيل يد غير هذين فلا يعرف أحد يقول بجوازه لا سيما إذا انضاف إلى ذلك أن يكون المقبل يده ظالمًا أو بدعيًّا أو ممن يريد تقبيل يده ويختاره فهو الداء العضال الواقع بالفاعل والمفعول به ، وبمن أعجبه ذلك منهما ؛ لما ورد في ذلك من الوعيد الشديد .
نعوذ بالله من المخالفة وترك الامتثال .
كل هذا سببه ترك السنة أو التهاون بشيء منها ) .
فأنت ترى أنه قد شدد في المسألة جدًّا ؛ لأنه عدَّها بدعة دينية , وله الحق في التشديد في ذلك إذا فعل التقبيل على أنه مطلوب شرعًا أو ترتب عليه مفسدة كإعانة المبتدعين والظالمين على بدعتهم وظلمهم .
وأما ما يفعل بمقتضى العادة – لا باسم الدين – فهو مباح إلا إذا ترتبت عليه مفسدة , ومنها أن يعتقد أنه من الدين كما يزعم سادة حضرموت !





المصدر: مجلة المنار

بحث سريع