مجلس الشورى السعودي : يستنكر الاساءة للرسول عليه الصلاة والسلام

بواسطة | إدارة الموقع
2006/01/24
أبدى مجلس الشورى شجبه واستنكاره الشديدين لما نشرته بعض الصحف الدنماركية والنرويجية من إساءات وتطاول على النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم عبر رسومات ساخرة تمس مشاعر المسلمين وتحمل افتراءات مضللة وأكد بيان تلاه رئيس مجلس الشورى فضيلة الدكتور صالح بن حميد أن هذه التصرفات هي من أشد ما ينشر الكره والبغضاء والفرقة بين الطوائف والديانات وفيما يلي نص البيان:
تابع مجلس الشورى في المملكة العربية السعودية بلاد الحرمين الشريفين ومهبط الرسالة ومبعث الوحي وقبلة المسلمين بأسف بالغ ما نشر في بعض الصحف الدنماركية والنرويجية مؤخرا من إساءات وتطاول على النبي محمد صلى الله عليه وسلم عبر رسومات ساخرة تمس مشاعر المسلمين وتحمل الافتراءات المضللة وتلصق التهم الباطلة بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم المبعوث للناس كافة وهو الرحمة المهداة للعالمين.
فمحمد رسول الله صلى الله عليه وسلم قد اصطفاه ربه من بين سائر الخلق ليكون خاتم أنبيائه ورسله عليهم السلام بلغ منـزلة لم يبلغها أحد من العالمين في الطهر والزكاء.
وهو عليه الصلاة و السلام منصور على كل من أراد تنقصه أو النيل منه, أو كاده أو تربص به كما قال سبحانه (إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ).
وان المجلس ليدعو كل طالب حق إلى النظر في سيرته صلى الله عليه وسلم ليعلم ما كان عليه من كمال في شمائله وأخلاقه وسلوكه وكمال في عدله وتعامله ودعوته, وحرصه البالغ صلوات الله وسلامه عليه على إنقاذ الناس أجمعين ودعوتهم إلى الحق والهدى بالحكمة واللين والموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن, ونهيه عليه الصلاة والسلام وتحذيره من كل سلوك يفضي إلى التطرف والغلو.
وقد شهد له عقلاء البشر ومثقفوهم من أهل الملل كافة بالفضل والنبل والطهر, وسطروا بأقلامهم ما كان دليلاً على عظمة نبينا صلى الله عليه وسلم وفضله وكماله وعظم مقامه.
ويؤكد المجلس أن تلك التصرفات المشينة من قبل أشخاص لا يدركون عاقبة تصرفاتهم هي من أشد ما ينشر الكره ويسبب الفرقة والبغضاء ويزيد الحنق بين الطوائف والديانات مما يوقع الإنسانية في الشقاء والعداء والبعد عن سبيل الرحمة والهدى, وهو سلوك يفضي إلى إشعال العداوات بين الناس, في وقت أحوج ما يكون العالم فيه إلى ما يقوي أواصر التعاون بين شعوبه ومجتمعاته ويحقق لأفراده العدل والاحترام.
ويعبر المجلس عن رفضه تلك الدعاوى التي يتشبث بها أولئك باسم حرية التعبير وإبداء الرأي, مؤكداً أن نشر تلك الرسوم الساخرة برسولنا صلى الله عليه وسلم بدعوى الحرية غير مقبول البتة, وجميع دساتير العالم وقوانينه تؤكد على احترام الرسل والشرائع السماوية كلها.
إنها دعوة لعقلاء العالم وحكمائه ودعوة للمنصفين من أهل الديانات وعلماء الملل أن يلجموا المتطرفين أياً كانوا ويمنعوهم من الإساءة لنبينا صلى الله عليه وسلم, يجب إيقاف هذا الحقد والكراهية تجاه ديننا ونبينا, ونحذر من استفزاز مشاعر المسلمين والمساس بعقيدتهم.
وإن مجلس الشورى وهو يشجب ويستنكر هذه الأعمال من قبل تلك الصحف التي أثارت حفيظة المسلمين يطالب بإيقاف تلك المهازل والتطاول المشين على النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ويدعو إلى إيقاع الجزاء الرادع على من أقدم على تلك الأعمال المشينة المنافية للمبادئ والقيم, كما يدعو الصحف التي نشرت ذلك ومن شايعها وأيدها إلى الاعتذار لكل المسلمين عما وقع من تصرفات غير مسؤولة تسببت في الشحناء والبغضاء والفرقة والاختلاف ولما يخشى أن يترتب عليها من أمور لا تحمد عقباها.
ويناشد مجلس الشورى كلاً من البرلمان الدنماركي والبرلمان النرويجي إلى الوقوف ضد هذه الهجمات المسيئة للإسلام المثيرة لمشاعر المسلمين بعامة, والجاليتين المسلمتين ضد هذين البلدين خاصة, ومحاسبة المتسببين فيها, وللحفاظ على الروابط والعلاقات مع الشعوب والدول الإسلامية.
كما يناشد المجلس البرلمانات العربية والإسلامية والدولية إلى التصدي لمثل هذه التصرفات التي تزيد الهوة بين الشعوب وتؤدي إلى صراع الثقافات والحضارات.
والمسلمون على يقين بان الله عز وجل متكفل بحفظ دينه وحام لحمى رسالته, ولن يضير نبينا صلى الله عليه وسلم سخرية الساخرين واستهزاء المستهزئين فقد كفاه الله ذلك كله كما قال سبحانه (إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئينَ)


المصدر:(صحيفة عكاظ) التاريخ : 24/12/1426 هــ الموافق : 24/1/2006 م

بحث سريع