ظهرت أمس بوادر أزمة في العلاقات المصرية العراقية و الايرانية اثر تصريحات للرئيس المصري حسني مبارك في قناة العربية قال فيها ان العراق يعيش حرباً أهلية وان ولاء أغلب الشيعة في منطقة الخليج و العراق هو لايران .
و قد توالت ردود الفعل الشيعية على هذه التصريحات ، فقد رد رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته ابراهيم الجعفري علي هذه التصريحات في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس العراقي جلال الطالباني ورئيس مجلس النواب عدنان الباجه جي ان ما ورد علي لسان مبارك بشأن الاشارة الي ولاء الشيعة لايران مما يفهم علي انه طعن في وطنيتهم وحضارتهم وان من غير قصد .
من جانبه طالب الائتلاف العراقي في بيان مبارك بالاعتذار والتراجع عن تصريحاته.
و في مصر نقلت وكالة الشرق الاوسط عن المتحدث باسم رئاسة الجمهورية سليمان عواد قوله ان ما تضمنه حديث مبارك يعكس قلقه البالغ من استمرار تدهور الوضع الراهن وحرصه علي وحدة العراق وشعبه.
و من جانبها دخلت ايران علي خط الأزمة حيث قال المتحدث باسم الخارجية حميد رضا آصفي ان الجمهورية الاسلامية تسعي الي تأمين الاستقرار والأمن في المنطقة . وأضاف ان لايران تأثيرا كبيراً في العراق، لكننا لا نستخدم هذا التأثير مطلقاً للتدخل في الشؤون الداخلية العراقية، تأثيرنا روحي واستخدمناه دائماً لتعزيز التفاهم والتقارب بين المجموعات الدينية والاثنية .
و مصر تعاني اليوم من امتداد النفوذ و الفكر الشيعي فيها ، حيث بدأ التيار الشيعي في محاولات متعددة النفاذ إلى داخل المجتمع المصري ، و من ذلك إنشاء ما يعرف باسم " المجلس الأعلى لرعاية آل البيت " ، و اتهامهم لنقابة الأشراف بمصر بتزوير الأنساب وافتعال كثير من القضايا المؤدلجة . وكانت محكمة أمن الدول المصرية قد حكمت علي أحد مواطنيها بالسجن بعد ان ادانته بالتجسس لصالح المخابرات الايرانية.
شيعة السعودية
و في السعودية قال الشيخ حسن الصفار أحد كبار علماء الشيعة في السعودية اننا نأمل ان يكون التصريح هفوة وزلة لسان غير مقصودة من الرئيس المصري .
و اكتفى موقع العهد الثقافي الشيعي السعودي بالتذكير بتصريحات قديمة لسمو الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود في إثبات ولاء الشيعة لأوطانهم
وكان وكيل وزير الداخلية العراقي كمال حسين قد أكد للاذاعة البريطانية أمس ان العراق يعيش حالة حرب أهلية.
وتابع الجعفري ان "ما اثار استغرابنا ايضا توصيف المشاكل الامنية في العراق بانها حرب اهلية في الوقت الذي اثبت فيه شعبنا انه بعيد كل البعد عن الحرب الطائفية فضلا عن الحرب الاهلية".
ورأي الجعفري ان "احداث سامراء وما سبقها وما تلاها لم تكن الا اختبارات مهمة خرج منها ابناء الشعب العراقي علي اختلاف مذاهبهم منتصرين علي اعدائهم ومجسدين للوحدة الوطنية".
من جهته، اكد الطالباني ان "التهمة الموجهة ضد اخوتنا الشيعة هي تهمة ظالمة وليس لها أي اساس".
من جهة أخرى أكد الرئيس المصري ان ولاء اغلب الشيعة في المنطقة هو "لايران وليس لدولهم".
وقال ردا علي سؤال عن التاثير الايراني في العراق "بالقطع ايران لها ضلع في الشيعة والشيعة هم 65 بالمائة من العراقيين وهناك شيعة في كل هذه الدول وبنسب كبيرة والشيعة دائما ولاؤهم لايران. اغلبهم ولاؤهم لايران وليس لدولهم".
{moscomment}