د. راشد الراجح: دين التسامح بعيد كل البعد عن العنف

بواسطة | محمد الهويمل
2006/03/16
ضمن فعاليات مهرجان التراث والثقافة الثامن عشر أقيم في قاعة الملك فيصل ندوة "موقف الإسلام من الإرهاب" وشارك فيها معالي الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي والدكتور مراد هوفمن والدكتور عطاء الله مهاجراني وأدارها معالي الدكتور راشد الراجح الذي أشار في المقدمة إلى أهمية هذا الموضوع لاسيما في هذه الفترة الحرجة التي ربط فيها الإعلام الغربي بين الإسلام والإرهاب، والإسلام برىء من هذا كله فهو دين الحق ودين الأنبياء جميعاً من آدم حتى محمد صلى الله عليه وسلم.
مشيراً إلى حرص الإسلام على حقوق الإنسان وحقوق المرأة وهو دين الرحمة ودين التسامح بعيد كل البعد عن العنف.
أول المحاضرين هو الدكتور عبدالله التركي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي تلخصت مباحث الموضوع في:
1- مفهوم الإرهاب.
2- الإرهاب من منظور إسلامي.
3- الإرهاب والأحداث المعاصرة.
تناول أولاً مفهوم الإرهاب وعرض فيه إلى الإرهاب في اللغة ذاكراً "كلمة إرهاب مصدر للفعل أرهب يرهب ومعناه خاف فيكون مصدره الرهبة بمعنى: الخوف" ثم عرض للإرهاب في الاصطلاح الحاضر قائلا:
"من المعروف ان الإرهاب لم يعد في عصرنا الحاضر يفهم منه لدى سماعه أو قراءته، ذلك المعنى اللغوي الذي سبق ذكره، بقدر ما أصبح يعبّر عن معنى جديد شاع في الغرب بالاسم الانجليزي (terrorism) "تيروريزم"، واصبح له اصطلاح معروف بهذا الاسم في الأوساط الإعلامية والسياسية والقانونية. كما شاعت إلى جانبه جملة من المصطلحات، مثل: التطرف، العنف، الأصولية، وغير ذلك من المصطلحات التي شاعت في الغرب.
ثم ناقش د. التركي تاريخ الإرهاب مستهلا بقصة آدم مؤكدا ان "الإرهاب يعود في بدايته إلى فجر التاريخ الإنساني" مسترسلا إلى الثورة والمرحلة الفوضوية وتمرد الفرد على أي سلطة وناقش صورة العدوان الأجنبي على الأمة فوصفه "قد كان الإرهاب اسلوباً حربياً سلكه الصليبيون في غزو بيت المقدس".
بعد ذلك تناول المحاضر تعريف الإرهاب ومما ذكره "لا يخفى ان العالم اصبح ينظر إلى الظاهرة الإرهابية ويقيمها بواقعها المعاصر بحسب ما تصبو إليه المجموعات الإرهابية عادة من أهداف".
والمحور الثاني كان عن "الإرهاب من وجهة نظر إسلامية" حيث نفى ان هذا الدين العظيم يتطلب في تعاليمه أشياء تحث على اعتماد منهج العنف في التغيير واصفا الذين يدعون هذا بأنهم يجهلون الحقيقة تماما ويتصرفون وفق الدعاية الإعلامية المضللة ثم شرح موقف الإسلام من الإرهاب من دحض هذه الدعوى.
ناقش بعدها د. التركي "نظرة القرآن الكريم للإرهاب". عارضا لجملة من الآيات الكريمة والتعليقات العلمية عليها ثم تحدث عن "نظرة السنة النبوية للإرهاب" مستعرضا كذلك احاديث تتناول هذا الشأن وعرض بعد ذلك ل "الإرهاب جريمة من أعظم الجرائم" موضحا شرها المستطير ومناقشا "بيان حد الحرابة" والآيات التي تشير إلى ذلك وعالج بعدها "جهود المملكة والمؤسسات القائمة فيها في مكافحة الإرهاب" ومما قال في هذا:
"ونحن إذا نظرنا إلى جهود المملكة العربية السعودية في هذا المجال، فإننا نجدها من أوائل الدول المحاربة للارهاب، بما تنهجه أولا من العمل بما في الكتاب والسنة، والخضوع لحكمهما في تطبيق الحد على جرائم الحرابة بصورها المعاصرة، ويشمل ذلك جرائم الارهاب بلا شك. وبحضورها الدولي ثانيا متعاونة مع المجموعة الدولية في هذا المجال، سواء من خلال المنظمات الاقليمية كمجلس التعاون الخليجي والجامعة العربية، أو من خلال المنظمات العالمية كالأمم المتحدة.
وقد اوضح صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز موقف المملكة العربية السعودية من الإرهاب في الكلمة التي ألقاها بمناسبة الذكرى الخمسين لتأسيس الأمم المتحدة، التي جاء فيها: إن بلادي تمثل قلب العالم الإسلامي باعتبارها منبع الإسلام الذي يجعل السلام في مقدمة مبادئه السامية، كما ينبذ العنف والارهاب. ومن هذا المنطلق يكرس الملك فهد كل جهوده لكي تستمر المملكة في أداء رسالتها تجاه قضايا السلام.
المحور الاخير (الارهاب والاحداث المعاصرة) صنف فيها بعض الاعمال التي توصف بأنها ارهابية الى:
1- الاعمال التي تمارس ضد المستضعفين من المسلمين من بعض الدول.
2- الاعمال التي تقوم بها بعض الجماعات ذات التوجه الديني او القومي ضد مصالح بعض الدول.
اما المحاضر الثاني فهو د. مراد هوفمن المفكر الالماني المعروف اشار في البداية ان موقف الاسلام من الارهاب طويل جداً وقد عولج كثيراً في وسائل الاعلام بعد الحادث عشر من سبتمبر ثم لخص د. هوفمان ملاحظاته الى:
1- اجرائية عارضاً الى السياسة الغربية المزدوجة التي يوجهنا بها واستشهد د. هوفمان بالآيات الكريمة التي تشير الى التسامح وبيانات التعددية وعرض د. هوفمان الى الطريقة الانتقائية التي تقرأ بها بعض الآيات كما ناقش الحرب وظروفها ومجراها وما هو مشروع فيها موضحاً الايات التي تعالج قيود الحرب ثم استخلص المحاضر بعض المفاهيم الرفيعة في هذه الايات كما الح على وجوب قراءة الايات في سياقها.
2- تاريخية تحدث فيه عن ان الاسلام كغيره قد وجد فيه بعض المتشددين منذ البداية مثل الخوارج الذين قتلوا علي وبدأوا بممارسات سيئة سميت في الغرب (المقاطعة) وكذلك سيد قطب ثم تحدث عن فرقة الحشاشين وانتهاء الى تنظيم القاعدة الذين وقعوا في الخطأ فقد طالبوا بقتل الامريكيين في كل مكان.
3- دينية: ذكر فيه ان القرآن دون السنة ذكر ان القتل غير مسموح به. كما ذكر المحاضر القرآن استبعد عدم التسامح واستعرض بعض الآيات وكذلك الانتحار المحرم فالمسلم لا يتخذ قراراً بقتل نفسه وفي الجهاد قد نتعرض للخطر ولكن لانقوم بهجوم انتحاري وانتهى الى انه لابد من وضع خط احمر بين الاسلام والارهاب مشيراً الى ان اختفاء الارهاب يكون بعد حصول المسلمين على حقوقهم.
المحاضر الثالث هو سيد عطاء الله مهاجراني الذي بدأ ورقته بقوله تعالى: (من قتل نفساِ بغير نفس او فساد في الارض فكأنما قتل الناس جميعاً ومن أحياها فكأنما احيا الناس جميعاً) وعرض بعدها لمفهوم الارهاب الملخص في استخدام القوة في غير موضعها كما عرف الارهاب العصري بالاعتداء على الفرد او الجماعة دون مبرر وتناول المحاضر تبيان كيف ان الدين الاسلامي وسنة السلف الصالح من المسلمين انما اعتمد قاعدة الدعوة المفتوحة للحوار واستعرض جملة من الايات عرج اخيراً الى ما حدث ويحدث منذ الحادي عشر من سبتمبر انما هو في الواقع انعكاساً لمعادلة غير متكافئة للصراع السياسي والايديولوجي والقلة فيها هي انعدام العدالة في العلاقات والروابط الانسانية.


المصدر : جريدة الرياض الاربعاء 13 ذو القعدة 1423العدد 12626 السنة 38

بحث سريع