كتاب التحقيق في النسب الوثيق

بواسطة | محمد الصمداني
2006/12/18
من الكتب المذكورة في نسب المغاربة كتاب " التحقيق في النسب الوثيق " لأحمد العشماوي ، و هو كتاب يحتاج إلى تحقيق و جمع لنسخه و إثبات لهويته ، فإن هذا الكتاب قد اعتمد عليه بعض النسابين دون كشف منزلته و درجته في عالم التوثيق و التحقيق  .
جاء في كتاب " مؤرخو الشرفاء " للمستشرق الفرنسي ليفي بروفنسال :" كتاب التحقيق في النسب الوثيق ، و صاحبه مغمور بالمغرب الأقصى .
و كتاب التحقيق هذا ، مشكوك في صحته بالأوساط المغربية ، و قد نقله إلى اللغة الفرنسية القسيس جياكوبي ، و لم يستطع أن يستخلص من محتوى المخطوط الذي اعتمده ما قد يتيح له التعريف بالمؤلف أو بزمنه .
إلا أنه من الممكن أن يكون مكي الأصل ، و أنه كان يسمى أحمد بن محمد بن أبي القاسم بن أحمد بن عبدالرحمن بن محمد العشماوي ، و أنه قضى قسطاً من حياته بالشمال الأفريقي ، و تولى الإمامة ، و ألف كتابه في القرن الثاني عشر الهجري ، لأنه تكلم فيه عن الشرفاء التجانيين و الوزانيين . و الكتاب في حقيقة الأمر لا يتكلم إلا عن الشرفاء الذين استقروا و تناسلوا بالبلاد الجزائرية ، و عليه فهو لا يضم معلومات ذات شأن بالنسبة للمغرب الأقصى " . انتهى . ( ص 273 ) .
و قد وجه موقع آل البيت في حواره مع الشريف النسابة الأستاذ أحمد ضياء العنقاوي الحسني المنشور بتاريخ ( 06/06/2005 ) سؤالاً عن " أشراف المغرب " جاء ضمن إجابة الشريف العنقاوي فيه :
" و من هنا أهيب بالباحثين والنسابين الحيطة والحذر في النقل من بعض كتب و مخطوطات الأنساب المغربية ؛ حتى لا يقعوا في بعض المصادر الموضوعة ، ولهذا نظائر في العديد من البلدان الاسلامية .
فمثلاً : وردت في المصادر النسبية المغربية عدد من المخطوطات منسوبة للإمام السيوطي ، و هي من جملة المؤلفات النسبية المشكوك في صحتها ، بل نجزم هنا بأنها ليست للإمام السيوطي المصري .
كما نجد مخطوط " التحقيق في أهل النسب الوثيق " لأحمد العشماوي الذي كان حياً سنة ( 1142 ) ، و قد ورد هذا المخطوط بعدة أسماء ، و نسخه توجد اليوم في عدد من الأماكن ، منها ( نسخة بالخزنة العامة 1351 D ) ، و أخرى بـ( رقم 2/د ) ، و ثالثة بـ( رقم 3887 ) و قد تلاعب النساخون في كل نسخة ، فأضافوا أنساب ، و حذفوا أخرى في كل نسخة ، و في الجملة ، فإنَّ مثل هذا الكتاب من الكتب المشكوك في مصداقيتها.
وقد أثرتُ هذا في الحوار الذي أجراه معي الدكتور بن عجيبة، وغيرها من القضايا النسبية! ولا أدري هل نشر أم لا ؟ حيث أنني لم أطلع عليه.
و تبياناً لذلك ، أقول : دخلت بعض الأقوام في الشرف ، حتى نجد المؤرخ المغربي ابن زيدان في ( المنزع اللطيف) يذكر لنا مقولة:" كاد المغرب أن يكون شريفاً " ، من كثرة من ادَّعى الشرف ، و ذكر لنا المؤرخ المغربي بن زيدان في ( العز والصولة ) أيضاً : " … ، أنه لما بويع المولى اسماعيل (1082) ، وجد أمر الأشراف مختلاً ، و كادت الرعايا أن تصير كلها أشرافاً !! فلما رأى ذلك صار كل من يأتيه من الأشراف يخرجه من الرعية ، و يدفعه للودايا أو قواد رؤوسهم أو لعبيد الدار " .
و يعتبر حاكم المغرب المولى إسماعيل ، هو الذي صان الأنساب من الدخيل ، و أثبتها بقواعدها في دفتره المشهور المبني على دفتر أبي العباس المنصور ، الذي يعتبر الآن مفقوداً ، و قد بحثت عنه كثيراً ، و سألت عنه الأستاذ محمد المنوني العلامة بالمغرب حيث التقيت به بالرباط سنة (1419) ، فذكر لي :" إن ديوان أبي العباس المنصور (يسمع ولايرى) ، فقد ضاع " .
أما ديوان محمد بن عبد الرحمن ، ففيه زيادة وإضافات غير صحيحة ، وهو يحتاج إلى تحقيق . أما ديوان الأشراف لمولانا إسماعيل ، فقد وجدت ورقة بخط الزياني ، قال فيها :"هذه الورقة في الأنساب من ديوان مولانا إسماعيل " ، إلا أن الشبيهي في كتابه اعتمد على ديوان الأشراف في عهد مولانا إسماعيل هذا ، وننصح في التعامل مع مثل هذه المخطوطات المغربية الصحيحة " . انتهى كلام الشريف أحمد ضياء العنقاوي . انظر : مقال " حوار مع النسابة أحمد العنقاوي "
{moscomment}

بحث سريع