لايشك عاقل في وجود قبر النبي عليه الصلاةو السلام في مكانه بالمسجد النبوي

بواسطة | إدارة الموقع
2007/04/16

نعيم الحكيم – عوض المغازي – حسين أبو عايد – مكة المكرمة – القاهرة

هاجم مؤرخون وعلماء تصريحات الرئيس الليبي العقيد معمر القذافى والتي أدلى بها في مدينة أغاديس بشمال النيجر بمناسبة الاحتفال بالمولد النبوي الشريف والتي طالب فيها بإنشاء دولة فاطمية شيعية بشمال أفريقيا ،واتهامه لمن اسماهم بالوهابيين بأنهم طمسوا قبر الرسول الكريم وإنكاره لوجود قبره الشريف بالمسجد النبوي ، وأكدوا لـ المدينة على أن هذه إساءة جديدة للرسول تعتبر امتدادا للإساءة التي وجهها الغرب للرسول مؤخرا ، وطالب العلماء الرئيس القذافى بإنشاء هذه الدولة ـ الفاطمية ـ في ليبيا بدلا من شمال إفريقيا
"فقد الإحساس"
حول قول العقيد القذافى أن المسجد النبوي الموجود بالمدينة والذي زاره لا يوجد ما يؤكد أن به قبر الرسول صلى الله عليه وسلم قال د عبد الغفار هلال العميد الأسبق لكلية اللغة العربية بجامعة الأزهر أن ما أجمعت عليه الأمة الإسلامية منذ عهد الصحابة رضوان الله عليهم هو حق حيث أجمعت على أن الرسول صلى الله عليه وسلم دفن في غرفة السيدة عائشة رضي الله عنها ولم يأت ما يخالف ذلك ، وعلى مر العصور أجمع العلماء والمؤرخون والفقهاء وكتاب السيرة النبوية على أن الرسول صلى الله عليه وسلم دفن في هذا المكان،وأضاف د هلال لم يأت أحداً وقال إن قبر الرسول صلى الله عليه وسلم طمست معالمه في أي عصر من العصور أو تم تغييره أو تبديله .
وتساءل د هلال لماذا هذه البلبلة والكلام الذي يشكك في مكان قبر الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الوقت الذي رأينا فيه من يعتدي ويسيء إلى الرسول في البلاد الغربية ؟ كما تساءل هل بدأ المسلمون يشاركون الغربيين في محاولة إزاحة القدسية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ وبدأوا ينحدرون انحداراً شنيعاً إلى النيل مرة أخرى من شخص الرسول وعدم حرمة المكان الذي دفن فيه والتشكيك في وجوده ؟ فهل يليق بالمسلم أن يشكك هذا التشكيك في رسوله ؟وتابع قائلا: إذا كان المسلم يفعل هذا فلا عجب أن ينال الغرب وغير المسلمين من رسول الله صلى الله عليه وسلم !
"خدمة الحرمين الشريفين"
وأضاف د هلال نحن نعلم أن المملكة هي محط أنظار المسلمين وأن حكامها قائمون خير قيام على خدمة المسجد النبوي أحد الثلاثة مساجد التي تشد إليها الرحال ، ونعلم مدى اهتمامهم واحداً بعد الآخر على قدسية المكان الذي به قبر الرسول ، ولم نعلم أن حاكما من حكام المملكة سمح بأية تغييرات أو عدوان على قبر الرسول،وأضاف د.هلال انه في السنوات الأخيرة أولت المملكة الأماكن المقدسة اهتماما بالغاً ولم يعلم مثل هذا التهجم ونبش القبور ولا يصح البلبلة ولا يصح إلقاء الكلام بغير دليل ،كما أضاف د.هلال إذا كان الرئيس القذافي لديه دليل حقيقي على كلامه فليعرضه على علماء الأمة لأنها أمور تفتح باب البلبلة وإضعاف الإسلام والمسلمين والشك والتشويه، وأنه بذلك يعمل على فتح باب الفتنة خاصة وأن الرئيس الليبي ليس له أن يتحدث في قضايا هي من غير اختصاصه .
إصلاحية وليست وهابية
وردا على اتهام الرئيس الليبي لما أسماهم الوهابيين بالمملكة أنهم طمسوا قبر الرسول والصحابة تحت ذريعة حماية الدين الإسلامي من الشعوذة ، قال الداعية الإسلامي الشيخ يوسف البدرى أن الهجوم على الوهابية دعوة أطلقها بعض غير الفاهمين لهوية الإصلاح الديني في شبه جزيرة العرب وأرادوا أن ينالوا ويكيدوا بهذه الحركة الإصلاحية ،وإن الشيخ محمد بن عبد الوهاب ـ رحمه الله ـ كان رجلاً مصلحاً جاء على رأس قرن جدد الله به الدين واتخذ قوة من البيت السعودي وتكفل له السير قدما في هذا الإصلاح حتى أنه تم القضاء على كل القبور المبنى عليها قبب لأن ذلك منهي عنه شرعا ، لكنه لم يمس قبر الرسول صلى الله عليه وسلم ، وإنما منع التمسح به وتقبيله لأن ذلك من فعل الوثنية وهذا كل ما في الأمر
ادعاء باطل
وأضاف الشيخ البدرى لا يشكك عاقل في أن النبي صلى الله عليه وسلم غير مسجى في قبره الشريف منذ لحق بالرفيق الأعلى وبعد أن صلى عليه المسلمون إلى اليوم موجود فى هذا المكان ، وأن كل ادعاء غير ذلك باطل فمن قال غير هذا فعليه بالدليل
وقال الشيخ البدرى أما الرئيس الليبي فهو رجل له شطحات منها الكتاب الأخضر وإنشاء النهر العظيم ويتحدث عن أن السنة ليست مهمة وله أفكار سيئة والكل يعرفها,وتابع الشيخ البدرى قائلا :لا يهمنا ما يقول فهو له رب يحاسبه ونحن لنا نصاعة في الدين و اشراقة الإسلام نمشى في أنوارها حتى نلقى ربنا سبحانه وتعالى.
البلبلة والشكوك
يرى د. محمد على محجوب وزير الأوقاف السابق أن الرئيس القذافي عودنا دائما بالمفاجآت والقضايا التي تثير البلبلة والشكوك والخروج علينا بقضايا هامشية بدءاً من الكتاب الأخضر وامتداداً بزعامته للأمة الإسلامية والعربية وأنه خليفة الرئيس جمال عبد الناصر وأنة حامى حمى العروبة والإسلام, مشيراً أنه لم يكن غريباً أن يخرج علينا بتصريحاته التي صرح بها من قبل في مدينة "أغاديس" بشمال النيجر احتفالاً بالمولد النبوي الشريف وهى تصريحات لا تقدم و لا تؤخر بل تثير البلبلة بين المسلمين في مرحلة حرجه يمر بها العالم العربي والإسلامي بمتغيرات دولية وإقليمية تعد من أخطر المراحل التي مر بها عبر تاريخه الطويل، إضافة إلى تشتيت فكرهم حول القضايا الرئيسية والمصيرية إلى قضايا هامشية ليس منها استفادة سوى الإلهاء.
وقال د. محجوب أن هذه المرحلة تحتاج إلى حكماء عقلاء يحافظون على هذه الأمة ودينها من الانحراف والانسياق في قضايا ليس لها أساس من الصحة, ويكفى ما أصاب العرب والمسلمين في هذه المرحلة من انقسامات وحروب داخلية وخارجية هدفها وضع الفرقة والخلافات وبث العداء بين أبناء الأمة العربية والإسلامية الواحدة ,لذلك كان يكفى العقيد القذافي ما يراه على أرض الواقع فيما تمر به الأمة من آلام وجروح تنزف يومياً في بقاع الأرض وتدنيس الصهاينة للمسجد الأقصى وما يحدث من احتلال للعراق وقتل لأبنائه وشيوخه ونساءه وأطفاله ويكفيه أيضا الانتهاكات التي تحدث يومياً على شاشات التلفاز حتى يصمت ولا يثير البلبلة في أمور بعيدة عن الرؤية الواقعية في حل القضايا المتأزمة التي تعيشها الأمة في هذا التوقيت التي هي غاية في الصعوبة, مشيراً أن تفجير تلك القضايا يسهم بشكل قاطع في شق الصفوف وإثارة البلبلة والفتن في نفوس العرب، وكان الأولى به أن يتحدث في الأمور السياسية, أما فيما يتعلق بأمور الدين وقضاياه فكان يجب عليه أن يتركه لأهل الذكر وهم العلماء ورجال الدين .
عجيب وغريب
أما فضيلة الشيخ الدكتور عوض القرني الداعية الإسلامي المعروف فقال: المتتبع لتاريخ الرئيس الليبي معمر القذافي يجد أنه يأتي دائماً بكل عجيب وغريب وأنه يفعل كما فعل الأعرابي عندما بال في ماء زمزم ليشتهر وحتى يبقى في الأضواء مهما كانت نسبة بقائه في الأضواء، وأضاف: و نحن نعرف منذ وقت مبكر أنه سبق وأتى بالنظرية الثالثة والكتاب الأخضر وشكك في أمور الدين وبطبيعة القرآن ومازال في مسيرته على هذا المنوال، ومضى الدكتور القرني قائلا: وقد ابتلي الشعب الليبي بهذه المعضلة وهي مزاجية القذافي التي تتقلب بين الأمر ونقيضه وكان لهذه الطروحات والتي كان آخرها الدعوى لإقامة الدولة الفاطمية دور في تفريق الأمة وتشتيتها بما يقوم به من التقاط كل فكر شاذ ومحاولة ارسائه من جديد في المجتمع واختتم القرني حديثه: ونتمنى من الحكام العرب اذا كانوا غيورين على العرب ان يتعاطفوا مع الشعب الليبي ويقفوا معه وألا تكون مواقفهم مبنية على شخصية الرئيس الليبي عندما يختلفون معه في الفكر والرأي.
المصدر : جريدة المدينة لأحد 27 ربيع الأول 1428 – الموافق – 15 ابريل 2007 – ( العدد 16062
{moscomment}

هاجم مؤرخون وعلماء تصريحات الرئيس الليبي العقيد معمر القذافى والتي أدلى بها في مدينة أغاديس بشمال النيجر بمناسبة الاحتفال بالمولد النبوي الشريف والتي طالب فيها بإنشاء دولة فاطمية شيعية بشمال أفريقيا ،واتهامه لمن اسماهم بالوهابيين بأنهم طمسوا قبر الرسول الكريم وإنكاره لوجود قبره الشريف بالمسجد النبوي ، وأكدوا لـ المدينة على أن هذه إساءة جديدة للرسول تعتبر امتدادا للإساءة التي وجهها الغرب للرسول مؤخرا ، وطالب العلماء الرئيس القذافى بإنشاء هذه الدولة ـ الفاطمية ـ في ليبيا بدلا من شمال إفريقيا
"فقد الإحساس"
حول قول العقيد القذافى أن المسجد النبوي الموجود بالمدينة والذي زاره لا يوجد ما يؤكد أن به قبر الرسول صلى الله عليه وسلم قال د عبد الغفار هلال العميد الأسبق لكلية اللغة العربية بجامعة الأزهر أن ما أجمعت عليه الأمة الإسلامية منذ عهد الصحابة رضوان الله عليهم هو حق حيث أجمعت على أن الرسول صلى الله عليه وسلم دفن في غرفة السيدة عائشة رضي الله عنها ولم يأت ما يخالف ذلك ، وعلى مر العصور أجمع العلماء والمؤرخون والفقهاء وكتاب السيرة النبوية على أن الرسول صلى الله عليه وسلم دفن في هذا المكان،وأضاف د هلال لم يأت أحداً وقال إن قبر الرسول صلى الله عليه وسلم طمست معالمه في أي عصر من العصور أو تم تغييره أو تبديله .
وتساءل د هلال لماذا هذه البلبلة والكلام الذي يشكك في مكان قبر الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الوقت الذي رأينا فيه من يعتدي ويسيء إلى الرسول في البلاد الغربية ؟ كما تساءل هل بدأ المسلمون يشاركون الغربيين في محاولة إزاحة القدسية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ وبدأوا ينحدرون انحداراً شنيعاً إلى النيل مرة أخرى من شخص الرسول وعدم حرمة المكان الذي دفن فيه والتشكيك في وجوده ؟ فهل يليق بالمسلم أن يشكك هذا التشكيك في رسوله ؟وتابع قائلا: إذا كان المسلم يفعل هذا فلا عجب أن ينال الغرب وغير المسلمين من رسول الله صلى الله عليه وسلم !
"خدمة الحرمين الشريفين"
وأضاف د هلال نحن نعلم أن المملكة هي محط أنظار المسلمين وأن حكامها قائمون خير قيام على خدمة المسجد النبوي أحد الثلاثة مساجد التي تشد إليها الرحال ، ونعلم مدى اهتمامهم واحداً بعد الآخر على قدسية المكان الذي به قبر الرسول ، ولم نعلم أن حاكما من حكام المملكة سمح بأية تغييرات أو عدوان على قبر الرسول،وأضاف د.هلال انه في السنوات الأخيرة أولت المملكة الأماكن المقدسة اهتماما بالغاً ولم يعلم مثل هذا التهجم ونبش القبور ولا يصح البلبلة ولا يصح إلقاء الكلام بغير دليل ،كما أضاف د.هلال إذا كان الرئيس القذافي لديه دليل حقيقي على كلامه فليعرضه على علماء الأمة لأنها أمور تفتح باب البلبلة وإضعاف الإسلام والمسلمين والشك والتشويه، وأنه بذلك يعمل على فتح باب الفتنة خاصة وأن الرئيس الليبي ليس له أن يتحدث في قضايا هي من غير اختصاصه .
إصلاحية وليست وهابية
وردا على اتهام الرئيس الليبي لما أسماهم الوهابيين بالمملكة أنهم طمسوا قبر الرسول والصحابة تحت ذريعة حماية الدين الإسلامي من الشعوذة ، قال الداعية الإسلامي الشيخ يوسف البدرى أن الهجوم على الوهابية دعوة أطلقها بعض غير الفاهمين لهوية الإصلاح الديني في شبه جزيرة العرب وأرادوا أن ينالوا ويكيدوا بهذه الحركة الإصلاحية ،وإن الشيخ محمد بن عبد الوهاب ـ رحمه الله ـ كان رجلاً مصلحاً جاء على رأس قرن جدد الله به الدين واتخذ قوة من البيت السعودي وتكفل له السير قدما في هذا الإصلاح حتى أنه تم القضاء على كل القبور المبنى عليها قبب لأن ذلك منهي عنه شرعا ، لكنه لم يمس قبر الرسول صلى الله عليه وسلم ، وإنما منع التمسح به وتقبيله لأن ذلك من فعل الوثنية وهذا كل ما في الأمر
ادعاء باطل
وأضاف الشيخ البدرى لا يشكك عاقل في أن النبي صلى الله عليه وسلم غير مسجى في قبره الشريف منذ لحق بالرفيق الأعلى وبعد أن صلى عليه المسلمون إلى اليوم موجود فى هذا المكان ، وأن كل ادعاء غير ذلك باطل فمن قال غير هذا فعليه بالدليل
وقال الشيخ البدرى أما الرئيس الليبي فهو رجل له شطحات منها الكتاب الأخضر وإنشاء النهر العظيم ويتحدث عن أن السنة ليست مهمة وله أفكار سيئة والكل يعرفها,وتابع الشيخ البدرى قائلا :لا يهمنا ما يقول فهو له رب يحاسبه ونحن لنا نصاعة في الدين و اشراقة الإسلام نمشى في أنوارها حتى نلقى ربنا سبحانه وتعالى.
البلبلة والشكوك
يرى د. محمد على محجوب وزير الأوقاف السابق أن الرئيس القذافي عودنا دائما بالمفاجآت والقضايا التي تثير البلبلة والشكوك والخروج علينا بقضايا هامشية بدءاً من الكتاب الأخضر وامتداداً بزعامته للأمة الإسلامية والعربية وأنه خليفة الرئيس جمال عبد الناصر وأنة حامى حمى العروبة والإسلام, مشيراً أنه لم يكن غريباً أن يخرج علينا بتصريحاته التي صرح بها من قبل في مدينة "أغاديس" بشمال النيجر احتفالاً بالمولد النبوي الشريف وهى تصريحات لا تقدم و لا تؤخر بل تثير البلبلة بين المسلمين في مرحلة حرجه يمر بها العالم العربي والإسلامي بمتغيرات دولية وإقليمية تعد من أخطر المراحل التي مر بها عبر تاريخه الطويل، إضافة إلى تشتيت فكرهم حول القضايا الرئيسية والمصيرية إلى قضايا هامشية ليس منها استفادة سوى الإلهاء.
وقال د. محجوب أن هذه المرحلة تحتاج إلى حكماء عقلاء يحافظون على هذه الأمة ودينها من الانحراف والانسياق في قضايا ليس لها أساس من الصحة, ويكفى ما أصاب العرب والمسلمين في هذه المرحلة من انقسامات وحروب داخلية وخارجية هدفها وضع الفرقة والخلافات وبث العداء بين أبناء الأمة العربية والإسلامية الواحدة ,لذلك كان يكفى العقيد القذافي ما يراه على أرض الواقع فيما تمر به الأمة من آلام وجروح تنزف يومياً في بقاع الأرض وتدنيس الصهاينة للمسجد الأقصى وما يحدث من احتلال للعراق وقتل لأبنائه وشيوخه ونساءه وأطفاله ويكفيه أيضا الانتهاكات التي تحدث يومياً على شاشات التلفاز حتى يصمت ولا يثير البلبلة في أمور بعيدة عن الرؤية الواقعية في حل القضايا المتأزمة التي تعيشها الأمة في هذا التوقيت التي هي غاية في الصعوبة, مشيراً أن تفجير تلك القضايا يسهم بشكل قاطع في شق الصفوف وإثارة البلبلة والفتن في نفوس العرب، وكان الأولى به أن يتحدث في الأمور السياسية, أما فيما يتعلق بأمور الدين وقضاياه فكان يجب عليه أن يتركه لأهل الذكر وهم العلماء ورجال الدين .
عجيب وغريب
أما فضيلة الشيخ الدكتور عوض القرني الداعية الإسلامي المعروف فقال: المتتبع لتاريخ الرئيس الليبي معمر القذافي يجد أنه يأتي دائماً بكل عجيب وغريب وأنه يفعل كما فعل الأعرابي عندما بال في ماء زمزم ليشتهر وحتى يبقى في الأضواء مهما كانت نسبة بقائه في الأضواء، وأضاف: و نحن نعرف منذ وقت مبكر أنه سبق وأتى بالنظرية الثالثة والكتاب الأخضر وشكك في أمور الدين وبطبيعة القرآن ومازال في مسيرته على هذا المنوال، ومضى الدكتور القرني قائلا: وقد ابتلي الشعب الليبي بهذه المعضلة وهي مزاجية القذافي التي تتقلب بين الأمر ونقيضه وكان لهذه الطروحات والتي كان آخرها الدعوى لإقامة الدولة الفاطمية دور في تفريق الأمة وتشتيتها بما يقوم به من التقاط كل فكر شاذ ومحاولة ارسائه من جديد في المجتمع واختتم القرني حديثه: ونتمنى من الحكام العرب اذا كانوا غيورين على العرب ان يتعاطفوا مع الشعب الليبي ويقفوا معه وألا تكون مواقفهم مبنية على شخصية الرئيس الليبي عندما يختلفون معه في الفكر والرأي.
المصدر : جريدة المدينة لأحد 27 ربيع الأول 1428 – الموافق – 15 ابريل 2007 – ( العدد 16062
{moscomment}

هاجم مؤرخون وعلماء تصريحات الرئيس الليبي العقيد معمر القذافى والتي أدلى بها في مدينة أغاديس بشمال النيجر بمناسبة الاحتفال بالمولد النبوي الشريف والتي طالب فيها بإنشاء دولة فاطمية شيعية بشمال أفريقيا ،واتهامه لمن اسماهم بالوهابيين بأنهم طمسوا قبر الرسول الكريم وإنكاره لوجود قبره الشريف بالمسجد النبوي ، وأكدوا لـ المدينة على أن هذه إساءة جديدة للرسول تعتبر امتدادا للإساءة التي وجهها الغرب للرسول مؤخرا ، وطالب العلماء الرئيس القذافى بإنشاء هذه الدولة ـ الفاطمية ـ في ليبيا بدلا من شمال إفريقيا
"فقد الإحساس"
حول قول العقيد القذافى أن المسجد النبوي الموجود بالمدينة والذي زاره لا يوجد ما يؤكد أن به قبر الرسول صلى الله عليه وسلم قال د عبد الغفار هلال العميد الأسبق لكلية اللغة العربية بجامعة الأزهر أن ما أجمعت عليه الأمة الإسلامية منذ عهد الصحابة رضوان الله عليهم هو حق حيث أجمعت على أن الرسول صلى الله عليه وسلم دفن في غرفة السيدة عائشة رضي الله عنها ولم يأت ما يخالف ذلك ، وعلى مر العصور أجمع العلماء والمؤرخون والفقهاء وكتاب السيرة النبوية على أن الرسول صلى الله عليه وسلم دفن في هذا المكان،وأضاف د هلال لم يأت أحداً وقال إن قبر الرسول صلى الله عليه وسلم طمست معالمه في أي عصر من العصور أو تم تغييره أو تبديله .
وتساءل د هلال لماذا هذه البلبلة والكلام الذي يشكك في مكان قبر الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الوقت الذي رأينا فيه من يعتدي ويسيء إلى الرسول في البلاد الغربية ؟ كما تساءل هل بدأ المسلمون يشاركون الغربيين في محاولة إزاحة القدسية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ وبدأوا ينحدرون انحداراً شنيعاً إلى النيل مرة أخرى من شخص الرسول وعدم حرمة المكان الذي دفن فيه والتشكيك في وجوده ؟ فهل يليق بالمسلم أن يشكك هذا التشكيك في رسوله ؟وتابع قائلا: إذا كان المسلم يفعل هذا فلا عجب أن ينال الغرب وغير المسلمين من رسول الله صلى الله عليه وسلم !
"خدمة الحرمين الشريفين"
وأضاف د هلال نحن نعلم أن المملكة هي محط أنظار المسلمين وأن حكامها قائمون خير قيام على خدمة المسجد النبوي أحد الثلاثة مساجد التي تشد إليها الرحال ، ونعلم مدى اهتمامهم واحداً بعد الآخر على قدسية المكان الذي به قبر الرسول ، ولم نعلم أن حاكما من حكام المملكة سمح بأية تغييرات أو عدوان على قبر الرسول،وأضاف د.هلال انه في السنوات الأخيرة أولت المملكة الأماكن المقدسة اهتماما بالغاً ولم يعلم مثل هذا التهجم ونبش القبور ولا يصح البلبلة ولا يصح إلقاء الكلام بغير دليل ،كما أضاف د.هلال إذا كان الرئيس القذافي لديه دليل حقيقي على كلامه فليعرضه على علماء الأمة لأنها أمور تفتح باب البلبلة وإضعاف الإسلام والمسلمين والشك والتشويه، وأنه بذلك يعمل على فتح باب الفتنة خاصة وأن الرئيس الليبي ليس له أن يتحدث في قضايا هي من غير اختصاصه .
إصلاحية وليست وهابية
وردا على اتهام الرئيس الليبي لما أسماهم الوهابيين بالمملكة أنهم طمسوا قبر الرسول والصحابة تحت ذريعة حماية الدين الإسلامي من الشعوذة ، قال الداعية الإسلامي الشيخ يوسف البدرى أن الهجوم على الوهابية دعوة أطلقها بعض غير الفاهمين لهوية الإصلاح الديني في شبه جزيرة العرب وأرادوا أن ينالوا ويكيدوا بهذه الحركة الإصلاحية ،وإن الشيخ محمد بن عبد الوهاب ـ رحمه الله ـ كان رجلاً مصلحاً جاء على رأس قرن جدد الله به الدين واتخذ قوة من البيت السعودي وتكفل له السير قدما في هذا الإصلاح حتى أنه تم القضاء على كل القبور المبنى عليها قبب لأن ذلك منهي عنه شرعا ، لكنه لم يمس قبر الرسول صلى الله عليه وسلم ، وإنما منع التمسح به وتقبيله لأن ذلك من فعل الوثنية وهذا كل ما في الأمر
ادعاء باطل
وأضاف الشيخ البدرى لا يشكك عاقل في أن النبي صلى الله عليه وسلم غير مسجى في قبره الشريف منذ لحق بالرفيق الأعلى وبعد أن صلى عليه المسلمون إلى اليوم موجود فى هذا المكان ، وأن كل ادعاء غير ذلك باطل فمن قال غير هذا فعليه بالدليل
وقال الشيخ البدرى أما الرئيس الليبي فهو رجل له شطحات منها الكتاب الأخضر وإنشاء النهر العظيم ويتحدث عن أن السنة ليست مهمة وله أفكار سيئة والكل يعرفها,وتابع الشيخ البدرى قائلا :لا يهمنا ما يقول فهو له رب يحاسبه ونحن لنا نصاعة في الدين و اشراقة الإسلام نمشى في أنوارها حتى نلقى ربنا سبحانه وتعالى.
البلبلة والشكوك
يرى د. محمد على محجوب وزير الأوقاف السابق أن الرئيس القذافي عودنا دائما بالمفاجآت والقضايا التي تثير البلبلة والشكوك والخروج علينا بقضايا هامشية بدءاً من الكتاب الأخضر وامتداداً بزعامته للأمة الإسلامية والعربية وأنه خليفة الرئيس جمال عبد الناصر وأنة حامى حمى العروبة والإسلام, مشيراً أنه لم يكن غريباً أن يخرج علينا بتصريحاته التي صرح بها من قبل في مدينة "أغاديس" بشمال النيجر احتفالاً بالمولد النبوي الشريف وهى تصريحات لا تقدم و لا تؤخر بل تثير البلبلة بين المسلمين في مرحلة حرجه يمر بها العالم العربي والإسلامي بمتغيرات دولية وإقليمية تعد من أخطر المراحل التي مر بها عبر تاريخه الطويل، إضافة إلى تشتيت فكرهم حول القضايا الرئيسية والمصيرية إلى قضايا هامشية ليس منها استفادة سوى الإلهاء.
وقال د. محجوب أن هذه المرحلة تحتاج إلى حكماء عقلاء يحافظون على هذه الأمة ودينها من الانحراف والانسياق في قضايا ليس لها أساس من الصحة, ويكفى ما أصاب العرب والمسلمين في هذه المرحلة من انقسامات وحروب داخلية وخارجية هدفها وضع الفرقة والخلافات وبث العداء بين أبناء الأمة العربية والإسلامية الواحدة ,لذلك كان يكفى العقيد القذافي ما يراه على أرض الواقع فيما تمر به الأمة من آلام وجروح تنزف يومياً في بقاع الأرض وتدنيس الصهاينة للمسجد الأقصى وما يحدث من احتلال للعراق وقتل لأبنائه وشيوخه ونساءه وأطفاله ويكفيه أيضا الانتهاكات التي تحدث يومياً على شاشات التلفاز حتى يصمت ولا يثير البلبلة في أمور بعيدة عن الرؤية الواقعية في حل القضايا المتأزمة التي تعيشها الأمة في هذا التوقيت التي هي غاية في الصعوبة, مشيراً أن تفجير تلك القضايا يسهم بشكل قاطع في شق الصفوف وإثارة البلبلة والفتن في نفوس العرب، وكان الأولى به أن يتحدث في الأمور السياسية, أما فيما يتعلق بأمور الدين وقضاياه فكان يجب عليه أن يتركه لأهل الذكر وهم العلماء ورجال الدين .
عجيب وغريب
أما فضيلة الشيخ الدكتور عوض القرني الداعية الإسلامي المعروف فقال: المتتبع لتاريخ الرئيس الليبي معمر القذافي يجد أنه يأتي دائماً بكل عجيب وغريب وأنه يفعل كما فعل الأعرابي عندما بال في ماء زمزم ليشتهر وحتى يبقى في الأضواء مهما كانت نسبة بقائه في الأضواء، وأضاف: و نحن نعرف منذ وقت مبكر أنه سبق وأتى بالنظرية الثالثة والكتاب الأخضر وشكك في أمور الدين وبطبيعة القرآن ومازال في مسيرته على هذا المنوال، ومضى الدكتور القرني قائلا: وقد ابتلي الشعب الليبي بهذه المعضلة وهي مزاجية القذافي التي تتقلب بين الأمر ونقيضه وكان لهذه الطروحات والتي كان آخرها الدعوى لإقامة الدولة الفاطمية دور في تفريق الأمة وتشتيتها بما يقوم به من التقاط كل فكر شاذ ومحاولة ارسائه من جديد في المجتمع واختتم القرني حديثه: ونتمنى من الحكام العرب اذا كانوا غيورين على العرب ان يتعاطفوا مع الشعب الليبي ويقفوا معه وألا تكون مواقفهم مبنية على شخصية الرئيس الليبي عندما يختلفون معه في الفكر والرأي.
المصدر : جريدة المدينة لأحد 27 ربيع الأول 1428 – الموافق – 15 ابريل 2007 – ( العدد 16062
{moscomment}

بحث سريع