بيان من موقع آل البيت حول تصريحات الرئيس القذافي الأخيرة عن الدولة الفاطمية

بواسطة | إدارة الموقع
2007/04/21
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله و أصحابه أجمعين ، وبعد :
فلقد تابع موقع آل البيت تصريحات الرئيس القذافي الأخيرة و التي جاء فيها بعدد من البلايا و الطوام كعادته المعروف بها ، هو و أشباهه من الباطنيين و الخرافيين والنفعيين ، {سنة الله في الذين خلوا من قبل و لن تجد لسنة الله تبديلا}. و من عادة الله عز و جل و سنته المستقرة أنه إذا أراد إظهار الحق فإنه ينصب له أعداء ، فيستخرج بهم الحق و يظهره و يعلي كلمته ، و ما جرى من الرئيس القذافي هو من هذا الجنس .
و موقع آل البيت و هو يراقب ما يجري في الواقع المعاصر من محاولة لاستغلال اسم آل البيت و الزج بهم في قضايا باطلة من تشويه عقيدة المسلمين و دعوتهم للتشيع عبر تقديم الدولة العبيدية الباطنية كنموذج و خيار لأمة الاسلام ، و دعوته لتفتيت الامة الاسلامية و تفريق كلمتها ، و جعلها لقمة سائغة لمشروع الاستعمار الصليبي المعاصر و مشروع المد الشيعي الصفوي، فإننا نحذر من تبعات هذه القضايا و نبرأ إلى الله عز و جل منها ، و نوضح الحقائق التالية :
أولاً : أن نسبة الدولة العبيدية لآل البيت الشريف نسبة باطلة كاذبة ، إذ هم من عقب عبيدالله القداح . و النسبة الصحيحة لدولتهم أن يقال " العبيدية " لا " الفاطمية " ، كما ذكر ذلك المحققون من العلماء . قال العلامة ابن خلكان في وفيات الأعيان (3 / 118) : " والجمهور على عدم صحة نسبهم وأنهم كذبة أدعياء لا حظ لهم في النسبة المحمدية أصلا " . وقال الذهبي في العبر في خبر من غبر ج 2 / ص 199 : المهدي عبيد الله والد الخلفاء الباطنية العبيدية الفاطمية افترى أنه من ولد جعفر الصادق " . أهـ. و قال الذهبي في سير أعلام النبلاء :" قال أبو منصور الثعالبي في " اليتيمة " : سمعت الشيخ أبا الطيب يحكي : أن الأموي صاحب الأندلس كتب إليه نزار صاحب مصر كتاباً سبه فيه وهجاه ، فكتب إليه الأموي أما بعد فإنك عرفتنا فهجوتنا ولو عرفناك لأجبناك فاشتد هذا على العزيز وأفحمه عن الجواب ، يشير أنك دعي لا نعرف قبيلتك " أهـ. و لهذا قال الذهبي في أحد ملوكهم :" ولا أستحل أن أقول العلوي الفاطمي لما وقر في نفسي من أنه دعي" أهـ. من سير أعلام النبلاء .
و قد نقل أهل الأخبار والتاريخ أنه في ربيع الآخر من عام 402 هـ كتب جماعة من العلماء والقضاة والأشراف والعدول والصالحين المحدثين و شهدوا جميعاً أن الحاكم بمصر وهو منصور الذي يرجع نسبه إلى سعيد مؤسس الدولة العبيدية لا نسب لهم في ولد علي بن أبي طالب ، وأن الذي ادعوه إليه باطل وزور وأنهم لا يعلمون أحداً من أهل بيوتات علي بن أبي طالب رضي الله عنه توقف عن إطلاق القول في أن هؤلاء العبيديين خوارج كذبة ، وأن هذا الحاكم بمصر هو وسلفه كفار فساق فجار ملحدون زنادقة معطلون ، للإسلام جاحدون ، ولمذهب المجوسية والثنوية معتقدون ، قد عطلوا الحدود وأباحوا الفروج وأحلوا الخمر وسفكوا الدماء وسَبّوا الأنبياء ولعنوا السلف وادعوا الربوبية ، وكتب سنة اثنتين وأربعمائة " . قال ابن كثير الدمشقي في " البداية والنهاية (11/346 ) بعد أن نقل هذا الكلام :" وقد كتب خطه في المحضر خلق كثير " .انتهى . و ليس هذا محل بسط أمرهم .
ثانياً : أن هذه الدولة العبيدية الباطنية لم تكن دولة خلافة ، ولم تكن دولة تقيم حدود الله في الأرض ، بل كانت تبطن الكفر المحض . و قد أجمل العلماء حالهم في جملة مشهورة قالها أبو بكر الباقلاني والغزالي وابن تيمية ، و هي أنهم :" يظهرون الرفض ويبطنون الكفر المحض " . قال الباقلاني عن القداح جد عبيد الله :" وكان باطنياً خبيثاً حريصاً على إزالة ملة الإسلام ، أعدم العلماء والفقهاء ليتمكن من إغواء الخلق وجاء أولاده على أسلوبه أباحوا الخمور والفروج وأفسدوا عقائد خلق " . انظر : تاريخ الإسلام للذهبي ( 24/ 23 ) . و قال أبو الحسن القابسي صاحب الملخص :" الذي قتله عبيد الله وبنوه بعده : أربعة آلاف رجل في دار النحر في العذاب ، ما بين عالم وعابد ، ليردهم عن الترضي عن الصحابة ، فاختاروا الموت " أهـ. و قال السيوطي في " تاريخ الخلفاء : ج 1 / ص 526 " : " ومن جملة ذلك ابتداء الدولة العبيدية ، وناهيك بهم إفساداً وكفراً وقتلاً للعلماء والصلحاء " .
و قال الشاطبي المالكي في " الاعتصام : ج 2 / ص 44 " : العبيدية الذين ملكوا مصر وإفريقية زعمت أن الأحكام الشرعية إنما هي خاصة بالعوام ، وأما الخواص منهم فقد ترقوا عن تلك المرتبة فالنساء بإطلاق حلال لهم ، كما أن جميع ما في الكون من رطب ويابس حلال لهم أيضا مستدلين على ذلك بخرافات عجائز لا يرضاها ذو عقل " أهـ.
ثالثاً : أن هذه الدولة العبيدية كان لها من الضرر والإضرار بالمسلمين ما يكفي في دفع قول كل من يرفع لواءها ويدعو بدعوتها ، فهم الذين مكنوا النصارى من سواحل بلاد الشام ، و هم الذين كبر شأن اليهود في دولتهم . و هم الذين ساهموا في القضاء على دولة الأدارسة الحسنيين بالمغرب العربي ، وهم الذين صادروا أموال الحسينيين بالمدينة النبوية .
و لقد كانت ظاهرة الاعتماد على اليهود والنصارى سمة من سمات الحكم في الدولة العبيدية ، فمن هؤلاء كان كثير من الوزراء وجباة الضرائب والزكاة، والمستشارين في شؤون السياسة والاقتصاد والعلم ، ومنهم الأطباء والثقات لدى الحكام، وإليهم تحال معظم الأعمال الجسام ‏.‏
و أحدثت هذه الظروف انفصاماً بين العبيديين و الشعب ـ إلى جانب عوامل أخرى ـ حتى لقد كان الناس يستجيرون من تسلط اليهود في البلاد فلا يجارون ، وقد ظهرت في ذلك أشعار كثيرة معروفة ، بل إن الناس قد اضطروا إلى أن يلفتوا نظر العزيز ‏(‏ الحاكم الثاني في مصر ‏)‏ إلى هذه الظاهرة التي كان يبدي تغافلاً عنها ، وقد وضعوا له صورة من الورق لرجل يطلب حاجة أثناء مرور موكبه ‏.‏‏.‏ وقد مد الرجل يدا بورقة مكتوب فيها ‏:‏ ‏"‏ بالذي أعز اليهود بمنشا، و أعز النصارى بعيسى ، وأذل المسلمين بك إلا ما قضيت ظلامتي !‏
لقد ذاقت البلاد من الجوع والبؤس والنزاع على السلطة ما أحالها إلى فوضى لم يشهد تاريخ مصر مثلها ‏.‏ وقد صور المؤرخ المقريزي هذه الحالة في قوله ‏:‏ ‏"‏ لم تجد البلاد صلاحا ولا استقام لها أمر ، وتناقضت عليها أمورها ، ولم يستقر عليها وزير تحمد طريقته ‏.‏‏.‏ ‏"‏ إلى آخر كلامه الطويل الذي قال في آخره بأنه ‏:‏ ‏"‏ تلاشت الأمور واضمحل الملك ‏"‏ و في هذه السنوات : أكل الناس بعضهم بعضاً ، وبيع الرغيف بمائة دينار ، وأكل الناس لحوم الكلاب والحمير ، ولم ينته الأمر إلا بسقوط الدولة العبيدية السقوط الحقيقي حين ترك حكامها السلطة تماماً وقبعوا في قصورهم ، وحمل أمانة الحكم الوزراء الكبار الذين كان أولهم ‏"‏ بدر الجمالي ‏"‏. ‏ومن الغريب أن العزيز العبيدي القداحي‏.: بلغ من حبه لوزيره يعقوب بن كلس اليهودي أن ترك له أمر الدعوة إلى المذهب العبيدي الباطني ، وكان هذا الأخير يجلس بنفسه يعلم الناس فقه الباطنية ، وقد ألف نفسه كتابا يتضمن الفقه على ما سمعه من المعز والعزيز الذي قال له ‏:‏ ‏"‏ وددت لو أنك تباع فأبتاعك بملكي ‏" .
و ذكر المقريزي في " اتعاظ الحنفاء " ( أحداث سنة 394 في زمان الحاكم بأمر الله العبيدي ) : أنه تم القبض على ثلاثة عشر رجلا ضربوا وشهروا على الجمال وحبسوا ثلاثة أيام بسبب أنهم صلوا صلاة الضحى ؟! و في " اتعاظ الحنفاء " للمقريزي (في أحداث سنة 402) في عهد الحاكم أيضاً : " و قريء سجل بمنع الناس من السفر إلى مكة في البر والبحر، ومن حمل الأمتعة والأقوات إليها؛ فرد قوم خرجوا إلى الحج من الطريق". و فيها :" وتشدد الأمر في الإنكار على بيع الفقاع والملوخية والسمك الذي لا قشر له"؟! انتهى
فهل يريد القذافي – الذي يشبه الحاكم العبيدي في تصرفاته و تقلباته – ضياع دين الاسلام و تحكم الأعداء و إعادة الذل و المهانة لجميع المسلمين ؟ و هل أفعاله الغريبة و أطواره العجيبة امتداد لتصرفات و نهج العبيديين الباطنيين ؟ أم أن التقارب و التشابه بينهم جاء من باب تشابه القلوب والمعتقدات و وحدة الأهداف و النيات من تفتيت الأمة و تفريق كلمتها و تشتيت عزمها !!
لقد وجدنا المسلمين يتنفسون الصعداء فرحاً بزوال تلك الدولة العبيدية على يد الملك الصالح صلاح الدين الأيوبي ـ رحمه الله تعالى ـ في عام 567 هـ ، فلا يجوز بعد هذا كله أن ندعو الناس إلى الانتساب إلى تلك الدولة العبيدية الضالة ، ومثل هذه الدعوة غش وخيانة للإسلام وأهله .
لقد قام العبيديون بإهدار كرامة الانسان المسلم ، و تفننوا في تعذيب خصومهم من أهل الاسلام بما لم يسمع به من قبل ، كسلخ جلود من يترضى عن الصحابة ، كما يفعله اليوم الصفويون الحاقدون بأهل الاسلام في العراق . فهل هؤلاء يكونون خياراً و نموذجاً يقتدى به لأهل الاسلام ؟
و من يذكر أن الدولة العبيدية قامت بإنشاء الحضارة و تشييد البنيان ! يقال له : ليس أعظم إنجاز للأمة المسلمة أن تبني البنيان بل أن تحكم بالسنة و القران ، و تصون كرامة بني الانسان ، أما العبيديون فلهم في إهانة الانسان ألوان و ألوان ، والقذافي يجري على منوالهم.
رابعاً : أننا ندعو جميع المهتمين بنسب آل البيت أن يتنبهوا لضلالات القذافي ، و أن يحذروا منها ، خاصة من ذهب إليه و زاره باسم آل البيت كمن سمى نفسه – زوراً وكذباً – باسم " رابطة آل البيت ـ المجلس الأعلى للسادة الأشراف" ، و هم جهلة ، ومنهم أدعياء ، أكدوا : أنهم يتطلعون إلى "دور القذافي التاريخي في رابطة آل البيت حتى يستعيد آل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم دورهم الإنساني الحضاري وجمع شملهم وتوطيد صلة الرحم بينهم" !!
و قد عرضت القناة الفضائية الليبية لقطات من التقاء الوفد بالقذافي حيث أعربوا عن "تشرف آل البيت بذلك وهو ابنهم" !!كما أهدت الرابطة الرئيس القذافي ما زعموه من "وشاح علي بن أبي طالب رضي الله عنه" . كما قدم له الوفد هدية سدنة ومشايخ الحرم القدسي الشريف التي تمثلت في شعار بيت المقدس المكون من أوراق شجرة الزيتون المباركة بجبل الزيتون في مدينة القدس." . و أضافت الوكالة أن الأمين العام للرابطة : أهدى القذافي درع الرابطة وراية آل البيت "أمانة لديه لثقتهم به وبقيادته واعتزازاً وتقديراً لجهوده في نصرة الحق ونصرة قضية فلسطين". ؟!!حسب ما أوردت وكالة الجماهيرية للأنباء. ( نص الخبر منشور بموقع آل البيت بتاريخ 04/01/2006 تحت عنوان (حتى القذافي يستقبل وفداً من آل البيت )
فهل هذا الرئيس المتهور يستحق أن يزار أو أن يوقف له على باب ، كيف و قد سخر من أحاديث السنة و آي الكتاب ؟ و قد تبرأ من العروبة كما انسلخ من الاسلام فهل هذا يمنح نسب آل البيت ، وهو لا نسب له معروف فيهم ؟!
اللهم قد بلغنا اللهم فاشهد .
هذا ، و نسأل الله أن ينصر الاسلام والمسلمين و أن يعلي كلمته و يعز جنده و يرد ضال المسلمين إلى جادة الهدى و الصواب .

{moscomment}

بحث سريع