إنه محمد صلى الله عليه وسلم

بواسطة | الشريفة دانيا آل غالب
2007/09/05
في زحمة المشاعر المتأججة غضباً.. والأخبار المحمّلة بكل ما يدور حول الإساءة لسيد البشر المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام.. وجدت ذاكرتي تستحضرها.. وقلبي يرددها، وغيرتي على سيد ابن آدم تكررها… إنها أبيات حسَّان بن ثابت التي يقول فيها:
هجوتَ محمداً فأجبتُ عنه وعند الله في ذاك الجزاءُ
هجوتُ مباركاً براً حنيفاً أمين الله شيمته الوفاءُ
فإن أبي ووالده وعرضي لعرض محمد منكم وقاءُ
ولا أحسب موقف أي مسلم مهما كانت درجة تقواه ببعيد عن موقف حسان ودفاعه عن النبي العظيم.
لقد تمادى الغرب الكافر في التطاول على الإسلام والمسلمين. فمنذ أحداث 11 سبتمبر ونحن نتلقى كل يوم هجمات لا تكل ولا تمل من وسائل الإعلام الغربية وغيرها تنال فيها من ديننا ومعتقداتنا ومقدساتنا.. حتى جاء آخرها تلك الجريمة التي أقدمت عليها الصحيفة الدانماركية والأخرى النرويجية بنشر صورة ساخرة تسيء إلى ما زعموا أنه يمثل شخص النبي عليه الصلاة والسلام.
وكان قد سبق هذه الوقاحة.. تطاول آخر على شخص النبي من واعظ مسيحي في السويد.. وقبله جريمة (فان جوخ) المخرج الهولندي الذي قُتل بسبب إهانته للمسلمين والإسلام في فيلم أخرجه. إلى غير ذلك من التجاوزات التي يمعن فيها الغرب الكافر تحت شعار (حرية الرأي والتعبير) !!!.
هذا التطاول الوقح، والتجاوز الخطير للخطوط الحمراء الذي استفز أكثر من مليار مسلم لا يأتي صدفة.. بل هو استمرار المخطط يهدف إلى دفع الإسلام والمسلمين بتهمة الإرهاب وترسيخ ذلك في عيون العالم الغربي وتأجيج نار الكراهية والعداء للمسلمين.
فما يحدث إنما هو خطوات لتطبيق منهج مدروس يعمل على الربط بين الإسلام والإرهاب لتبرير تلك الحرب الظالمة التي يعاني منها العراق وتقع تحت سيف التهديد بها سوريا وإيران.
وما تهادى هؤلاء إلا حينما رأوا ضعف المسلمين وهوانهم، وما أساءوا الأدب إلا لأنهم أمنوا العقوبة !!.
والتساؤلات المطروحة هي: أين حقوق الإنسان لدى ذلك الغرب المتحضر مما يحدث من إساءات بالغة ومتتالية توجّه ازدراء واضحا للمسلمين وتهزأ من ثقافتهم ومعتقداتهم؟
أين الغرب المتحضر الرافع لتلك الشعارات الكاذبة من محاولات ترويج ثقافة الكراهية تجاه المسلمين؟..
أين الفاتيكان من هذه السلوكيات الوقحة؟.. أين العقوبات التي يجب أن تنـزل بهؤلاء لخرقهم القانون الدولي الذي يمنع المساس بالمعتقدات الدينية للشعوب ؟!
أين الأمم المتحدة؟ أين هؤلاء المنادون بحوار الثقافات واحترام الآخر من تلك التعديات التي تجاوزت حدود آداب الاختلاف وحدود النقد المباح والحوار؟
لقد آن الأوان لنقف وقفة رجل واحد لنصد تلك الهجمات. لقد آن الأوان لنقول (لا) بقوة تهز كيان المعتدي. وآن الأوان ليسجل كل منا (رفضه وشجبه واستنكاره) فعلاً لا قولاً.. وما في مستطاع كل منا أن يقاطع المنتجات الدانماركية..
فلابد من فرض مقاطعة اقتصادية.. فنفعل كما تفعل أمريكا وأوروبا ونحظر دخول المنتجات والترويج لها.. كما لابد من فرض مقاطعة جوية على أي دولة يصدر منها تطاول على سيد البشر.
كما أن من المفروض أن تهب المؤسسات الدينية والهيئات التي تحمل أمانة الدعوة الإسلامية لتؤدي دوراً في الرد على وقاحة الإعلام الغربي. وان نخرج من دائرة الاستفتاءات وإبداء الرأي الفردي فالأمر أكبر من أن تقول رأيك وأقوى رأي أن الموقف بحاجة إلى رد قوي.
فتلك التجاوزات وما وراءها من مخططات تهدف إلى إعاقة مسيرة مهمة جداً وهي مسيرة انتشار الإسلام في تلك الدول، وإقبال الغرب عليه. لأنها تشوه هذا الدين وتصفه باللا إنسانية! وهو الدين الذي انتشر قبلا بسياسة (لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ).
فهل نعي حجم القضية وآثارها وأبعادها؟!.. أم نظل نتساءل ذلك السؤال الساذج الذي يردده البعض: هل ستجدي مقاطعتي في وقف هؤلاء عن تلك التجاوزات؟..
نعم ستجدي.. متى ما كان ضمير كل منا ينشد..
فإن أبي ووالده وعرضي.. لعرض محمد منكم وقاءُ
————–
المصدر : (صحيفة المدينة) الاثنين 1 محرم 1427 – الموافق – 30 يناير 2006 ـ العدد (15622).

بحث سريع