من قصائد ” المفضليات” : المثقب العبدي

بواسطة | إدارة الموقع
2007/04/24
أفَـاطِـمَ قَـبْـلَ بَـيْنِـكِ مَـــتِّـــعِـــينِـــي    ومَـنْـعُـكِ مـا سَـأَلْـتُ كـأَنْ تَــبـــينِـــي
فَلاَ تَــعِـــدِي مَـــوَاعِـــدَ كـــاذِبـــاتٍ   تَمُـرُّ بِــهـــا رِياحُ الـــصَّـــيْفِ دُونِـــي
فَإِنِّـي لـو تُـخـالِـفُـنِـــي شِـــمـــالِـــي خِلاَفَـكِ مـا وَصَـلْـتُ بِــهـــا يَمِـــينِـــي
إِذاً لَـقَـطَـعْـتُـهـا ولَـقُــلْـــتُ بِـــينـــي كذلِـكَ أَجْـتَــوِى مَـــنْ يَجْـــتَـــوِينِـــي
لِمَنْ ظُعُنٌ تُطالِعُ مِنْ ضُبَيْبٍ فما خَرَجَتْ من الوادِي لِحِينِ
مرَرْنَ على شَرَافَ فَذَاتِ رَجْلٍ ونَـكَّـبْـنَ الـــذَّرَانِـــحَ بـــالـــيَمِـــينِ
وهُـن كَـذَاكَ حِـينَ قَـطَـعْـنَ فَـــلْـــجـــاً كأَنَّ حُـمُـولَـهُــن عـــلـــي سَـــفِـــينِ
يُشَـبَّـهْـنَ الـسَّـفِـــينَ وهُـــنَّ بُـــخْـــتٌ عُرَاضَـــاتُ الأَبـــاهِـــرِ والـــشُّـــؤُونِ
وهُـنَّ عـلــي الـــرَّجـــائِزِ وَاكِـــنَـــاتٌ قَوَاتِـلُ كـلِّ أَشْـجَـعَ مُـــسْـــتَـــكـــينِ
كَغِـــزْلاَنٍ خَـــذَلْـــنَ بِـــذَاتِ ضَــــالٍ تَنُـوشُ الـدَّانِـياتِ مـــن الـــغُـــصُـــون
ظَهَـرْنَ بِـــكِـــلَّةٍ وسَـــدَلْـــنَ أُخْـــرَى وثَـقَّـبْـنَ الـوَصَـــاوِصَ لِـــلْـــعُـــيُونِ
وهُنَّ على الظِّلاَمِ مُطلَّباتٌ طَوِيلاَتِ الذَّوائِبِ والـقُـرُونِ
أَريْنَ مَحَاسِناً وكَنَنَّ أُخْرَى مِنَ الأَجـيادِ والـبَـشَـــرِ الـــمَـــصُـــونِ
ومـنْ ذَهَــبٍ يَلُـــوحُ عـــلـــى تَـــرِيبٍ كلَـوْنِ الـعـاجِ لــيْسَ بِـــذِي غُـــضُـــونِ
إِذَا مـا فُــتْـــنَـــهُ يَوْمـــاً بِـــرَهْـــنٍ يَعِـزُّ عـلـــيهَِ لـــم يَرْجـــعْ بِـــحِـــينِ
بِتَـلْـهِـيةٍ أَرِيشُ بِــهـــا سِـــهـــامِـــي تَبُـذُّ الـمُـرْشِـقـاتِ مــنَ الـــقَـــطِـــينِ
عَلَـوْنَ رُبَـاوَةً وهَـــبَـــطْـــن غَـــيْبـــاً فَلَـــمْ يَرْجِـــعْـــنَ قـــائِلَةً لِـــحِـــينِ
فَقُـلْـتُ لِـبَـعْـضِـهِـنَّ، وشُــدَّ رَحْـــلِـــي لِهَـاجِـرةٍ نَـصَـبْـتُ لَـهَـا جَـــبـــينِـــي
لَعَـلَّـكِ إِنْ صَـرَمْـتِ الـحَـبْـــلَ مِـــنِّـــي كَذَاكِ أَكُـونُ مُـصْـحِـبَـتِـــي قَـــرُونِـــي
فَسَـلِّ الـهــمَّ عَـــنْـــكَ بِـــذَاتِ لَـــوْثٍ عُذَافِــرَةٍ كَـــمِـــطْـــرَقَةِ الـــقُـــيُونِ
بِصـــادِقَةِ الـــوَجِـــيفِ كـــأَنَّ هِــــرًّا يُبـــارِيهَـــا ويأْخُـــذُ بـــالـــوَضِـــينِ
كَسَـاهَـا تـامِـكــاً قَـــرِداً عـــلـــيهـــا سَوَادِيُّ الـرَّضِــيحِ مـــعَ الـــلَّـــجـــينِ
إِذَا قَـلِـقَـتْ أَشُـدُّ لَــهـــا سِـــنَـــافـــاً أَمَـامَ الـزَّوْرِ مـنْ قَـــلَـــقِ الـــوَضِـــينِ
كأَنَّ مَـوَاقِـعَ الـثَّـفِـنَـــاتِ مِـــنـــهـــا مُعَـــرَّسُ بـــاكِـــرَاتِ الـــوِرْدِ جُـــونُ
يَجُـذُّ تَـنَـفُّـسُ الـصُّـعَــدَاءِ مِـــنْـــهـــا قُوَى الـنِّـسْـعِ الـمُـحَـرَّمِ ذِي الــمُـــتُـــونِ
تَصُـكُّ الـحَـاِلـبَـيْنِ بِـمُـــشْـــفَـــتِـــرُّ لَهُ صَـــوْتٌ أَبَـــحُّ مـــنَ الـــرَّنِــــينِ
كأَنَّ نَـفِــيَّ مـــا تَـــنْـــفِـــي يَدَاهَـــا قِذَافُ غَـــرِيبَةٍ بِـــيَدَيْ مُــــعِـــــــينِ
تَسُـدُّ بِـدَائمِ الـــخَـــطَـــرَانِ جَـــثْـــلٍ خَوَايَةَ فَـــرْجِ مِـــقْـــلاَتٍ دَهِـــــــينِ
وتَـسْـمَـعُ لـلــذُّبـــابِ إِذَا تَـــغَـــنَّـــى كَتَـغْـرِيدِ الـحَـمَـام عـلـــى الـــوُكُـــونِ
فالْـقَـيْتُ الـزِّمـامَ لـهـــا فـــنـــامَـــتْ لِعَـادَتِـهـا مـنَ الـسَّــدَفِ الـــمُـــبِـــينِ
كأَنَّ مُـنـاخَـهـا مُــلْـــقَـــى لِـــجَـــامٍ عَلَـى مَـعْـزائِهـا وعَــلَـــى الـــوَجِـــينِ
كأَنَّ الكُورَ والأَنْسَاعَ مِنها          على قَرْوَاءَ مـاهِـرَةٍ دهِـينِ
يَشُقُّ الماءَ جُؤْجُؤُها ويَعْلُو غَوَارِبَ كـــلِّ ذِي حَـــدَبٍ بَـــطِــــــينِ
غَدَتْ قَـوْدَاءَ مُـنْـشَــقًّـــا نَـــسَـــاهـــا تَجَـاسَـرُ بـالـنُّـخَـــاعِ وبِـــالـــوَتِـــينِ
إِذَا مـا قُـمْـتُ أَرْحَــلُـــهـــا بِـــلَـــيْلٍ تَأَوَّهُ آهةَ الـــرَّجُـــلِ الْــــحـــــــزِينِ
تقُـــولُ إِذَا دَرَأتُ لـــهـــا وَضِـــينِــــي أَهـــذا دِينُـــهُ أَبَــــــداً ودِينِـــــــي

أَكُلَّ الدَّهرِ حَـلٌّ وارْتِـحـالٌ أَمَا يُبْقِي عَليَّ ومـا يَقِـينِـي
فأَبْقَى باطِلي والجِدُّ مِـنْـهـا كدُكَّانِ الدَّرَابِنةِ الـمـطِـينِ
ثَنَيْتُ زِمامَها ووضَعْتُ رَحْلِي ونُمْرُقَةً رَفدْتُ بها يَمـينِـي
فرُحْتُ بها تُعارِضُ مُسْبَطِـرًّا على صَحْصَاحِهِ وعلى المُتُونِ
إِلى عَمْرٍو ومِنْ عَمْرو أَتَتْنِـي أَخي النَّجَدَاتِ والحِلْمِ الرَّصينِ
فإِمَّا أَنْ تَكونَ أَخِـي بـحَـقٍّ فأَعْرِفَ مِنْكَ غَثِّي أَوْ سمِينِي
وإِلاَّ فاطَّرِحْنِي واتَّـخِـذْنِـي عَدُوًّا أَتَّقِـيكَ وتَـتَّـقِـينِـي
وما أَدْرِي إِذَا يَمَّـمْـتُ أَمْـراً أُريدُ الخَيْرَ أَيُّهُـمـا يَلِـينِـي
أَأَلخَيْرُ الَّـذِي أَنـا أَبْـتَـغِـيهِ أَم الشَّرُّ الَّذِي هُوَ يَبْتَغِـينِـي

بحث سريع