التيجانية.. على لائحة خلافات المغرب والجزائر!

بواسطة | إدارة الموقع
2007/07/01

فاس – يبدو أن شيخ الطريقة التيجانية أحمد التيجاني (1738 – 1815) سيضاف إلى لائحة الخلافات المغربية الجزائرية..!

فقد صدر البيان الختامي لجمع المنتسبين إلى الطريقة التيجانية الصوفية يتضمن "إقرارًا برعاية الدولة العلوية (السلالة الحاكمة في المغرب) لمشايخ الطريقة التيجانية ومساعدتهم على نشر التربية الروحية وترسيخ قيم الإسلام المثلى، وبخاصة في الساحل وفي العمق الإفريقي، وهو ما اعتبره محللون في إطار الصراع الخفي بين المغرب والجزائر لبسط نفوذهما الديني في هذه المناطق.
وصدر البيان في ختام الجمع السبت 30-6-2007، بعد 3 أيام من الاجتماعات في فاس العاصمة العلمية والثقافية للمغرب التي يوجد بها أيضًا ضريح أحمد التيجاني مؤسس الطريقة المنسوبة إليه.
وكان العاهل المغربي محمد السادس قد أثار في رسالة وجهها إلى المشاركين في بداية أشغال الملتقى دور الملوك العلويين في "رعاية مشايخ الطريقة التيجانية، وترسيخ قيم الإسلام المثلى، خاصة في بلدان الساحل والعمق الإفريقي" التي ينتشر بها بشكل لافت أتباع هذه الطريقة.
وقال: "إن تاريخ الإسلام في إفريقيا، ولا سيما في بلدانها جنوبي الصحراء يؤكد أن هذا الدين لم ينتشر إلا بفضل مشايخ الطرق الصوفية والتجار المسلمين المغاربة الأتقياء، وفي مقدمتهم شيوخ الطريقة التيجانية وأتباعها".
وجاء هذا الاجتماع، وهو الأول من نوعه في المغرب منذ 23 عامًا، بعد 8 أشهر من ملتقى دولي مماثل نظمته السلطات الجزائرية في ولاية الأغواط حضره ممثلون عن الطريقة من عدة بلدان.
ومنشأ الخلاف المغربي الجزائري الذي وصلت شرارته إلى وسائل الإعلام في البلدين، يقوم على من له الحق في تبني شيخ الطريقة والزاوية التي أنشأها، حيث يقول الطرف الجزائري: إن الشيخ ولد وأسس الطريقة بمنطقة عين ماضي بالجنوب الجزائري، فيما يؤكد الجانب المغربي أن أحمد التيجاني فعل كل ذلك بفاس التي فضلها على سائر المدن واختارها لكي تشهد الميلاد الفعلي لطريقته.
وصرح وزير الشئون الدينية الجزائري "بوعبد الله غلام الله" وقت انعقاد مؤتمر التيجانيين بالجزائر في نوفمبر الماضي لجريدة "الإكسبريس" المحلية بأن "الجزائر لها كل الحق في تنظيم ملتقيات عن الشيخ التيجاني، ولا حق لأي دولة في أن تحتكره".
وردت حينها صحف مغربية على هذا التصريح بالقول بأن التيجانية "طريقة مغربية خالصة، ولا علاقة للجغرافية السياسية الحالية بما جرى في التاريخ، حينما كانت الحدود المغربية تمتد إلى مناطق واسعة ضمن خريطة الصحراء الشرقية (منطقة الحدود المغربية الجزائرية) التي كانت خاضعة وقتها لسلطة الرباط".
منافسة "إمارة المؤمنين"
وبالتزامن مع انعقاد الجمع المغربي للطريقة التيجانية في الأيام الثلاثة الماضية، أثارت الصحافة المغربية "خلافًا مغربيًّا جزائريًّا حول الطريقة التيجانية"، بل إن هناك من ذهب إلى حد اعتبار الأمر يتعلق بـ"حرب دينية بين المغرب والجزائر".
وكتبت يومية الصباح في عدد يوم الجمعة 29-6-2007 أن الجزائر "تبحث عن موقع داخل الحقل الديني المغربي ومنافسة إمارة المؤمنين (ملك المغرب) في امتداداتها الدينية داخل عدد من الزوايا في الدول المجاورة".

غير أنه ما خفف من حدة التنافس غير المعلن بين البلدين على احتضان الطريقة التيجانية، حضور وفد عن أتباع الزاوية من الجزائريين اجتماع فاس، حيث شاركوا في أشغال الجمع، ونظموا لقاءات ودية مع نظرائهم من المغاربة وباقي الحاضرين.

ورأى حفيد الشيخ أحمد التيجاني بالمغرب "إدريس البوشتيبي الفائز" أن "الخلافات السياسية لا موضع لها في جمع التيجانيين بفاس"، موضحًا أن الطريقة ذاتها ترتكز على التسامح والمحبة والتعاون كأحد أبرز مبادئها.
وقال البوشتيبي في تصريح لإسلام أون لاين: "إن الإخوة الجزائريين حضروا بوفد مهم، وليس هناك أي خلاف موجود بيننا وبينهم، وما يتم ترويجه عن ذلك مجرد مزايدات".
ويقول موفد "إسلام أون لاين.نت" بالمغرب أن أتباع الطريقة في إفريقيا الذين حضروا الجمع المغربي بدوا غير مهتمين بهذه القضية.
وصرح عدد منهم لإسلام أون لاين بأنهم لا يعرفون شيئًا عن هذه الخلافات وتداعياتها وأسبابها، وكل ما يهمهم هو الاستمتاع بزيارة ضريح شيخ الطريقة، ولقاء المريدين من الدول الأخرى!.
كما نفت جهات رسمية مغربية أي تداخل بين ما هو سياسي وديني في هذا الجمع.
السياسة للقادة
من جانبه قال أحمد قسطاس مدير الشئون الإسلامية في وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية المغربية: "نحن لا نخلط أبدًا بين ما هو سياسي وديني. السياسي متروك للقادة فيما بينهم، لكن ما هو ديني للجميع".
وأضاف "نحن لا ننكر أن أحمد التيجاني مولود في الجزائر، وهذا لا أسميه صراعًا؛ فمولاي عبد القادر الجيلاني أيضًا ولد في العراق، لكنه عرف في شمال إفريقيا أكثر، وله أتباع ومحبون في هذه المناطق أكثر من العراق".
وقال: "إنه في ذلك الوقت لم يكن هناك جزائر ومغرب كان هناك مغرب إسلامي، لم تكن هناك حدود فهذه مسائل ضيقة متجاوزة.. المهم أن العالم يتجه الآن نحو التصوف لإعادة تربية أرواح المسلمين وتوجيه أفكارهم نحو الرحمة والشفقة والحب".
وولد أحمد التيجاني مؤسس الطريقة عام 1737 بقرية عين ماضي بالجزائر، ثم انتقل إلى العيش في المغرب. وأسس طريقته المتصوفة وتُوفِّي عام 1815 ودفن بفاس. ويعيش المغرب والجزائر البلدان الجاران حساسيات سياسية بالأساس؛ بسبب النزاع حول إقليم الصحراء بين المغرب وجبهة البوليساريو التي تدعمها الجزائر.
وبصرف النظر عن انعقاد الجمع المغربي لأتباع الطريقة التيجانية بعد أشهر من تنظيم الجزائر لملتقى مماثل، فإن مراقبين للشأن المغربي يرون أن السبب الرئيسي لانعقاده لأول مرة منذ نحو 23 عامًا يرجع إلى أن السنوات الأخيرة شهدت صعودًا لافتًا للحركات الإسلامية المغربية على الساحة السياسية؛ وهو ما أدى لتواري الأضواء عن الحركات الصوفية.
إلا أنه بعد هجمات 11 سبتمبر 2001 وتفجيرات مايو بالدار البيضاء عام 2003، عادت الدولة لتشجع عودة الزوايا إلى الساحة، وتأكد ذلك باختيار الوزير أحمد التوفيق المعروف باهتماماته الصوفية على رأس وزارة الأوقاف والشئون الدينية
المصدر : إسلام أون لاين
{moscomment}

بحث سريع