تخريج حديث أنا مدينة العلم – 1

بواسطة | خليفة الكواري
2004/12/09

الحـمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آلـه وصحبه ومن والاه … ،
أَمَّـا بـعد ، فهذا تـخريج حـديث: ( أَنا مَـدينةُ العلمِ ، وعلي بَابـها ) ، وهـو حديثٌ قد تنازع العلماءُ فيه ، فهم ما بين مصحح ، ومُضَعف له ، و من هو حاكم عليه بالوضع .
    فأمّا مَن صَـحَحَه:
فأبو عبد الله الحاكم في: ( مـستدركه ).[1]
    وأَمّا من حَسَنه:
1. فالحـافظ العلائي في كتابـه: ( النقد الصحيح لما اعترض عليه من أَحاديث المصابيح ).[2]
2. والحافظ ابن حجر في فُتْيا له.
قال السيوطي: سئل شيخ الإسلام أبو الفضل بن حجر عن هذا الحديث في فتيا ، فقال: ( هذا الحديث أخرجه الحاكم في المستدرك ، وقال إنه صحيح ، وخالفه أبو الفرج ابن الجوزي فذكره في الموضوعات ، وقال: إنه كذب ، والصواب خلاف قولهما معاً ، وإن الحديث من قسم الحسن لا يرتقي إلى الصحة ، ولا ينحط إلى الكذب ، وبيان ذلك يستدعي طولاً ، ولكن هذا هو المعتمد في ذلك ). [3]
3. والسخاوي في: ( المقاصد الحسنة ).[4]
4. والشوكاني في: ( الفوائد المجموعة ).[5]
   وأَمّا مَن ضَعفه أو حكم عليه بالوضع:
1. فالإمام البخاري ، فإنَّه أنكره[6]، وقال: ( ليس له وجه صحيح ).[7]
2. وقال الترمـذي: ( حديثٌ غريبٌ مـنكرٌ ).[8]
3. وقال ابن حبان: ( هذا شيء لا أصل لـه من حديث ابن عباس ، ولا مجاهد ، ولا الأعمش ، ولا أبو معاوية حدّث به ، وكل من حدّث بهذا المتن ، فإنما سرقه من أبي الصلت هذا ، وإن أقلب إسناده )[9]، وقال أيضاً: ( وهذا خبر لا أصل له عن النبي عليه الصلاة والسلام ).[10] 4. وقال العقيلي: ( ولا يصح في هذا المتن حديث ).[11]
5. وقال الدارقطني: ( الحديث مضطرب غير ثابت ).[12]
6. وحكم عليه بالوضع كل من: ابن الجوزي[13]، والذهـبي[14]، وشيـخ الإسـلام ابن تيمية[15]، والعلامة عبد الرحمن المعلمي[16]، والشيخ محمد ناصر الدين الألباني.[17]
ولـمّا حصل لهذا الحديث مثل هذا الاختلاف ، أحببت أن أبحث فيه بحثاً مطولاً مـتتبعاً فيه طرقه ، سائلاً المولى ـ سبحانه وتعالى ـ التوفيق والسداد ، كما أسأله ـ عز وجل ـ الإخلاص والصدق في العمل .
   وقد ألف الناس في هذا الحـديث مؤلفات ، فمن هذه المؤلفات:
1. جزء فيه طرق حديث: أنا مدينة العلم وعلي بابها. لجلال الدين عبد الرحمن السيوطي ( ت: 911 ).[18]
2. جواب إلى عبد الرحمن بن محمد بن نهشل الخيمي حول حديث: ( أنا مدينة العلم وعلي بابها ). لقطب الدين لطف الله بن محمد بن غياث بن الشجاع الظفيري ( ت: 1035 ).[19]
3. بحث في حديث: أنا مدينة العلم وعلي بابها. لإبراهيم بن عبد القادر الكوكباني ( ت: 1223 ).[20]
4. جواب على معنى حديث: أنا مدينة العلم ، وعلي بابها. للإمام محمد بن علي الشوكاني ( ت: 1250 ). قام بتحقيقه: محمد صبحي حسن حلاق.
5. فتح الملك العلي بصـحة حديث: باب مدينة العلم علي. لأحمد بن محمد بن الصديق الغماري ( ت: 1380 ) ، وهو مطبوع.
6. حديث: أنا مدينة العلم وعلي بابها. طرقه ؛ مرتبته ؛ الأقوال فيه ؛ الترجيح. لحسن بن فرحان المالكي.[21]
7. إتمام النعمة بتصحيح حديث: علي باب دار الحكمة. لحسن الحسيني آل المجدد الشيرازي الشيعي.
نشره في مجلة: ( تراثنا ) العدد: ( 52 ) ، ولـه في هذا الجزء أخطاء وأوهام ، وقلة علم في قواعد الجرح والتعديل ، وهو أقرب ما يكون حاطب ليل ، وقد بينت بعض ما عنده وتركت الكثير ، لأن ذلك يستدعي أن أقوم بشرح قاعدة قاعدة ، ولا طاقة لي في ذلك ، والله المستعان.
يتبع …
_______________________________
[1] ( 3 / 126 ).
[2] ( ص: 55 ).
[3] اللآلئ المصنوعة ، للسيوطي: ( 1 / 334 ) ، وفي: ( أجوبته على أحاديث المصابيح ) ، المطبوع في آخر كتاب: ( مشكاة المصابيح ) ، تحقيق الشيخ الألبـاني: ( 3 / 317 ) ، قال: ( هـو ضـعيف ، ويـجوز أن يحسن ) ، وفي: ( لسان الميزان ) : ( 2 / 123 ) ، قال: ( وهذا الحديث لـه طرق كثيرة في: مستدرك الحاكم ، أقل أحوالها أن يكون للحديث أصل ، فلا ينبغي أن يطلق القول عليه بالوضـع ).
[4] ( رقم: 189 ).
[5] ( ص: 349 ).
[6] العلل الكبير ، للترمذي: ( 2 / 942 ).
[7] المقاصد الحسنة ، للسخاوي: ( رقم: 189 ).
[8] الجامع الصحيح: ( 5 / 596 ) ، العلل الكبير: ( 2 / 942 ).
[9] المجروحين: ( 2 / 94 ) ، وانظر: ( 2 / 152 ).
[10] المجروحين: ( 2 / 94 ).
[11] الضعفاء: ( 3 / 150 ).
[12] العلل: ( 3 / 248 ).
[13] الموضوعات: ( 1 / 533 ).
[14] الميزان: ( 1 / 415 ) ، و( 3 / 668 ) ، وتلخيص المستدرك: ( 3 / 126 ).
[15] منهاج السنة: ( 7 / 515 ) ، وأحاديث القصاص: ( ص: 62 ) ، ومجموع الفتاوى: ( 4 / 410 ) ، و( 18 / 123 ).
[16] أنظر حاشية الفوائد المجموعة ، للشوكاني ( ص: 349 ).
[17] ضعيف الجامع الصغير: ( رقم: 1322 ).
[18] دليل مخطوطات السيوطي: ( ص: 189 ).
[19] التعريف بما أفرد من الأحاديث بالتصنيف ، يوسف بن محمد بن إبراهيم العتيق ، المجموعة الأولى: ( ص: 32 ).
[20] التعريف بما أفرد من الأحاديث بالتصنيف ، يوسف بن محمد بن إبراهيم العتيق ، المجموعة الأولى: ( ص: 32 ).
[21] التعريف بما أفرد من الأحاديث بالتصنيف ، يوسف بن محمد بن إبراهيم العتيق ، المجموعة الأولى: ( ص: 33 ).

بحث سريع