تخريج حديث أنا مدينة العلم – 3

بواسطة | خليفة الكواري
2005/04/04
لا زال الحديث متصلاً عن رواية ابن عباس لهذا الخبر ، و يواصل الباحث بحثه بالكلام عن العلة الرابعة لهذه الرواية ، و هي رواية أبي الصلت عن أبي معاوية عن الأعمش به .
الرابعة: عبد السلام بن صالح الهـروي ، أبو الصلت.
أقول: وهذه علة رابعة أيضاً وهي أن في إسناد هذا الخبر عبد السلام بن صالح الهروي، وهو متروك الحديث ، ودونك أقوال العلماء فيه حتى تكون على بينة من الأمر ، وقصدي من هذا أن بعضهم تمسك بتوثيق ابن معين لـه ، ولذا فمن صحح الحديث أو حسنه اعتمد على توثيق ابن معين لـه ، مع عدم النظر إلى من طعن فيه من أكابر العلماء:
1. قال الإمـام أحمد: ( روى أحاديث مناكير ).[1]
2. وقال الجوزجاني: ( كان زائغاً عن الحـق ، مائلاً عن القصد ، سـمعت من حدثني عن بعض الأئمة أنه قال فيه: هو أكذب من روث حمار الدجال ، وكان قديماً متلوثاً في الأقذار ).[2]
3. وأمـر أبو زرعة الرازي أن يضرب على حديثه ، وقال: ( لا أحـدث عنـه ، ولا أرضاه ).[3]
4. وقال ابن أبي حاتم الرازي سألت أبي عنه فقال: ( لم يكن عندي بصدوقٍ ، وهو ضعيفٌ ) ، ولم يحدّثني عنه.[4]
5. وقال النسائي: ( ليس بثقة ).[5]
6. وقال الساجي: ( يحدث بمناكير ، هو عندهم ضعيف ).[6]
7. وقال العقيلي: ( كان رافضياً خـبيثاً )[7]، وقـال أيضاً: ( كذّاب ).[8]
8. وقال ابن حبان: ( يروي عن حماد بن زيد ، وأهل العراق العجائب في فضائل علي ، وأهل بيته ، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد ).[9]
9. واتهمه ابن عدي في: ( الكامل ).[10]
10. وقال الدارقطني: ( كان رافضياً خـبيثاً ) وقال أيضاً: ( روى حديث: الإيمان إقرار بالقول ، وهو متهم بوضعه لم يحدث به إلاّ من سرقه منه ، فهو الابتداء في هذا الحديث ).[11]
11. ونقل الحافظ ابن حجر عن الحاكم أنـه قال: ( روى مناكير ).[12]
12. وقال النقاش: ( روى مناكير ).[13]
13. وقال أبو نعيم الأصبهاني: ( يروي عن حماد بن زيد ، وأبي معاوية ، وعباد بن العوام ، وغيرهم أحاديث منكرة ).[14]
14. وقال الحافظ الخليلي: ( مـشهور روى عنه الكبار ، وليس بقويٍ عندهم ).[15]
15. وكذّبه واتهمه بالوضع محمد بن طاهر[16]، وابن الجوزي.[17]
16. ووهاه الذهبي في عـدة مواضـع من كـتبه[18]، وقال في المغني: ( متروك الحديث )[19]، وقال في سير أعلام النبلاء: ( له فضل وجلالة ، فيا ليته ثقة )[20]، وقال أيضاً: ( له عدة أحاديث منكرة )[21]، وقال في تلخيص المستدرك معقباً على قول الحـاكم حين قال: ( ثقـة مأمون ) ، قال: ( لا والله لا ثقة ولا مأمون ).[22]
17. وقال الزيلعي: ( متروك )[23]، وفي موضع آخر: ( ضعيفٌ جداً ).[24]
18. وقال ابن رجب: ( متروك ).[25]
19. وقال ابن عبد الهادي: ( متروك الحديث ).[26]
20. وقال الحافظ ابن حجر في الدراية: ( ضعيف ، يسرق الحديث )[27]، وقال في تخريج أحاديث الكشاف: ( متروك )[28]، وخالف في التـقريب فتساهل فقال: (صـدوق لـه مناكير ، وكان يتشيع ، وأفرط العقيلي فقال: كذاب )[29] !!!.
هكذا قال ـ رحمه الله ـ ، وهذا عجيب منه ، كيـف يتـهمه بالـسرقة ، ويقول عـنه: ( متروك ) ، ثم يقول: ( صدوق له ، مناكير….).
وقد قال الشيخ عبد الرحمن المعلمي ـ رحمه الله ـ: ( وأتعجب من الحافظ ابن حجر: يذكر في ترجمة علي بن موسى من التهـذيب تلك البلايـا وأنـه تـفرد بـها عنه أبو الصلت ، ثم يقول في ترجمة علي من التقريب: صدوق والخلل ممن روى عنه ، والذي روى عنه هو أبو الصلت ، ومع ذلك يقول في ترجمة أبي الصلت من التقريب: صدوق له مناكير ، وكان يتشيع ، وأفرط العقيلي فقال: كذّاب ).[30]
21. وقال البوصيري: ( متفق على ضعفـه ، واتهمه بعضهم ).[31]
أقـول: هذا ما وقفت عليه من أقوال العلماء فيه ، وخلاصـة أمره كما ترى أنه متروك.
وأما ما نُقل عن أبي داود أنه قال: ( كان ضابطاً ، ورأيت ابن معين عنده )[32]، فإنما ذلك في عبد السلام بن مطهر[33]، وليس هو الهروي.
وقد وهم الشيخ الغماري في جعله عبد السلام بن صالح الهروي.[34]
وكل من حسّن من أمر عبد السلام الهروي ، أو وثقه ، فلتوثيق ابن معين له ، لكن كان ابن مـعين في بداية أمره لا يعرفـه ، وينكر حديثه جداً ، ثم عرفه بعد ذلك ، ووثقه بمتابع الفيدي له ـ كما سيأتي ـ، لكن كانت معرفته لأبي الصلت قاصرة ، كما ستعلم.
روى الخطيب البغدادي في: ( تاريخه ) ، عن عبد الخالق بن منصـور قال: وسألت يحيى بن معين عن أبي الصلت ؟ فقال: ( ما أعرفـه ) ، قلت له: إنه يروي حديث الأعمش ، عن مجاهد ، عن ابن عباس: ( أنا مدينة العلم ، وعلي بابها ) .
فقال: ( ما هذا الحديث بشيء ).[35]
وروى أيضاً ، مـن طـريق: يحيى بن أحمد بن زياد قال: وسألته ـ يعني: يحيى بن معين ـ، عن حديث أبي معاوية الذي رواه عبد السلام الهـروي عنه ، عن الأعمش ، حديث ابن عباس ، فأنكره جداً.[36]
ويحيى بن أحمد بن زياد تَرْجَم له الحافظ الذهبي في: ( تاريخ الإسلام ) ، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً.[37]
ثم جاءت رواية ابن الجنيد تبين أنه عرفه ، لكن ما زال ينكر هذه الأحاديث التي يرويها.
قال ابن الجُنَيْـد: سألت يحيى بن مـعين عن أبي الصلت الهروي ؟ فقال: ( قد سـمع وما أعرفه بالكذب ) ، قلت: فحـديث الأعمش ، عن مجاهد ، عن ابن عباس ؟ قال: ( ما سـمعت به قط، وما بلغني إلاّ عنه ).[38]
وقال: سـمعت يحيى وذكر أبا الصلت الهروي فقال: ( لم يكن أبو الصلت عندنا من أهل الكذب ، وهذه الأحاديث التي يرويها ما نعرفها ).[39]
ثم لما وجد ابن معين من يتابعه في رواية هذا الحديث ، وهو الفيدي، وثقه.
قال الدوري : سألت يحيى بن معين عن أبي الصلت الهروي ؟ فقال: ( ثقة ) ، فقلت: أليس قد حدّث عن أبي معاوية ، عن الأعمش: ( أنا مـدينة العلم ) ؟ فقال: ( قد حدّث بـه محمد بن جعفر الفيدي[40]، وهو ثقة مأمون ).[41] وروى الحاكم عن أحمد بن سـهل الفقيه القباني ـ إمام عصره ببخارى ـ، قال: سـمعت صالح بن محمد بن حـبيب يقول: وسـئل عن أبي الصلت الهروي، فقال: دخل يحيى بن مـعين ونحن مـعه على أبي الصلت فسلّم عليه ، فلما خرج تبعته فقلت له: ما تقول: رحمك الله في أبي الصلت ؟
قال: ( هو صدوق ) ، فقلت له: إنه يروي حديث الأعمش ، عن مـجاهد ، عن ابن عـباس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( أنا مـدينة العلم ، وعلي بابها ، فمن أراد العلم فليأتها من بـابها ) ، فقال: قد روى هذا ذاك الفيدي ، عن أبي معاوية ، عن الأعـمش ، كما رواه أبو الصلت ).[42]
وروى الخطيب البغدادي من طريق: عمر بن الحسن بن علي بن مالك قال: سـمعت أبي يقول: سألت يحيى بن مـعين عن أبي الصلت الهروي فقال: ( ثقة صدوق ، إلاّ أنه يتشيع ).[43]
وعـمر بن الحسن بن علي له ترجمة في: ( اللسان )[44] ، وضعّفـه ابن حجر في: ( الإصـابة ).[45] وأبوه الحسن بن علي بن مالك ، قال عنه ابن المنادي: ( به أدنى لين ).[46]
قال الخطيب البغدادي ـ رحمه الله ـ موجهاً لروايات ابن مـعين هذه:
( أحسب عبد الخالق سأل يحيى بن مـعين عن حال أبي الصلت قديماً ، ولم يكن يحيى إذ ذاك يعرفه ، ثم عرفه بعد ، فأجاب إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد عن حاله ، وأمّا حـديث الأعمش فـإن أبا الصـلت كان يـرويه عـن أبي معاوية عنه فأنكره أحمد بن حنبل ، ويحيى بن معين من حديث أبي معاوية ، ثم بحث عنه فوجد غير أبي الصلت قد رواه عن أبي معاوية ).[47]
ثم جاءت رواية ابن محرز توضح موقف ابن مـعين أكثر وتبينه.
قال ابن مـحرز سـألت يحيى بن مـعين عن أبي الصلت عبد السلام بن صـالح الـهروي ؟ فقال: ( ليس ممن يكذب ) ، فقيل لـه: في حديث أبي مـعاوية ، عن الأعمش ، عن مـجاهد ، عن ابن عباس: ( أنا مـدينة العلم ، وعلي بابها ) ، فقال: ( هو من حديث أبي معاوية ، أخبرني ابن نـمير قال: حدّث به أبو مـعاوية قديماً ثم كف عنه ).
وكان أبو الصلت رجلاً موسراً ، يطلب هذه الأحاديث ، ويكرم المشايخ ، وكانوا يحدثونه بها.[48]
إذاً بيّن ابن معين أن هذا الحديث هو من حديث أبي معاوية ، وأن أبا الصلت أخـذه عن أبي معاوية ، وكان أبو الصلت يطلب هذه الأحاديث ويكرم المشايخ فيحدثونه بها.
ولهذا لما سـأل القاسم بن عبد الرحمن الأنـباري ابن معين عن هذا الحديث ؟ فقال: ( هو صحيح ).[49]
وأكـد الخطيب البغدادي بأن ابن معين أراد بالصحة أي: صحة إسناده إلى أبـي معاوية ، أي: أنه ثبت إسناده إلى أبي معاوية بمتابعة الفيدي لأبي الصلت.
قال الخطيب البغدادي ـ موجهاً لرواية الأنباري ـ:
( أراد أنه صحيح من حديث أبي معاوية ، وليس بباطل ، إذ قد رواه غير واحد عنه ).[50]
أقـول: إذاً ، استدل ابن مـعين ـ رحمه الله ـ على توثيق عبد السلام الهروي بمتابعة محمد بن جعفر الفيدي ، والفيدي موثق عند ابن مـعين فارتفعت تهمة التفرد والكذب بهذا الحديث عـن أبي الصـلت ، ولـذا قال ابن معين: ( هو من حديث أبي معاوية ) ، وأكد على ذلك ودللّ عليه بأن ابن نمير أخبره أن أبا معاوية حدّث به قديماً ثم كف عنه ، فوثق ابن مـعين أبا الصلت الهروي بمتابعة الفيدي لـه، وبما أخبره ابن نمير ، ثم كان كل من سأله عن حال أبي الصلت الهروي قال: ( ثقة ) ، فإذا سئل عن حديث أبي معاوية قال: ( ما تريدون من هذا المسكين ؟ أليس قد حدّث به محمد بن جعفر الفيدي ، عن أبي معاوية ).
ولهذا قال الخطيب البغدادي في تصحيح ابن معين للحديث: ( أراد أنه صحيح من حديث أبي معاوية ، وليس بباطل ).
فانحصرت العلة عند ابن مـعين والخطيب البغدادي في أبي معاوية ومن فوقه ، وهذا هو الصحيح ـ إن شاء الله تعالى ـ ، ليس كمن فهم أنهما يصححان الحديث.
وقد سبق أن بينت أن علة الحديث هي: تدليس الأعمش ، ثم ذكرت علة أخرى وهي: تفرد أبي معاوية به ثم رجوعه عن التحديث به.
لكن تفرد ابن معين بتوثيق أبي الصلت الهروي مع وجود من اتهمه وضعفه من الحفاظ كأبي حاتم الرازي ، وأبي زرعة ، وغيرهما ، مما يجعلنا لا نقبل توثيقه له ، ولا سيما أن أبا الصلت الهروي كان يتصنع لابن مـعين فيما يظهر ويحسن إليه ، حتى أحسن الظن فيه.
وهذا مما جعل الحافظ الذهبي ـ رحمه الله ـ أن يقول:
( جبلت القلوب على حب من أحسن إليها ، وكان هذا [51] باراً بيحيى ، ونحن نسمع من يحيى دائماً ، ونحتج بقوله في الرجال ، ما لم يتبرهن لنا وهن رجل انفرد بتقويته ، أو قوة من وَهّـاه ).[52]
وبهذا يظهر لي ـ والله أعلم ـ أن ابن معين لم يعرف حال أبي الصلت جيداً كما عرفه الأئمة ، وإنما جاء توثيقه لـه بمتابعة الفيدي ، وهذا لا يكفي ، ومن علم حجة على من لم يعلم ، فيقدم الجرح هنا على التعديل ، ولا يلتفت إلى توثيق ابن معين له !!!.
ومـما يدل على أن أبا الصـلت كان يكذب ما ذكره العلامـة المعلمي ـ رحمه الله ـ قال: ( وأبو الصلت فيما يظهر لي كان داهية ، من جهة خدم علي الرضا بن موسى بن جعفر بن محمد علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب وتظاهر بالتشيع ، ورواية الأخبار التي تدخل في التشيع ، ومن جهة كان وجيهاً عند بني العباس ، ومن جهة تقرب إلى أهل السنة برده على الجهمية ، واستطاع أن يتجمل لابن معين حتى أحسن الظن به ووثقه ، وأحسبه كان مخلصاً لبني العباس وتظاهر بالتشيع لأهل البيت مكراً منه لكي يصدق فيما يرويه عنهم ، فروى عن علي بن موسى عن آبائه الموضوعات الفاحشة كما ترى بعضها في ترجمة علي بن موسى من التهذيب ، وغرضه من ذلك حط درجة علي بن موسى وأهل بيته عند الناس ، وأتعجب من الحافظ ابن حجر: يذكر في ترجمة علي بن موسى من التهـذيب تلك البلايـا وأنـه تـفرد بـها عنه أبو الصلت ، ثم يقول في ترجمة علي من التقريب: صدوق والخلل ممن روى عنه ، والذي روى عنه هو أبو الصلت، ومع ذلك يقول في ترجمة أبي الصلت من التقريب: صـدوق له مناكير ، وكان يتشيع ، وأفرط العقيلي فقال: كذّاب ).[53]
وقال أيضاً: ( وتبين مما هناك أن من يأبى أن يكذبه يلزمه أن يكذب علي بن موسى الرضا وحاشاه ).[54]
وأذكر هنا كلمة سديدة للحافظ الذهبي ـ رحمه الله ـ بما يناسب المقام فقد قال في مقدمة كتابه النفيس: ( معرفة الرواة المتكلم فيهم بما لا يوجب الرد ) ، عند ذكر تضعيف ابن مـعين للإمام لشافعي: ( قد آذى ابن معين نفسه بذلك ، ولم يلتفت الناس إلى كلامه في الشافعي ولا إلى كلامه في جماعة من الأثبات ، كما لم يلتفتوا إلى توثيقه لبعض الناس ، فإنا نقبل قوله دائماً في الجرح والتعديل ونقدمه على كثير من الحفاظ ما لم يخالف الجمهور في اجتهاده ، فإذا انفرد بتوثيق من ليّنه الجمهور أو بتضعيف من وثقه الجمهور وقبلوه فالحكم لعموم أقوال الأئمة ، لا لمن شذ ، فإن أبا زكريا من أحد أئمة هذا الشأن وكلامه كثير إلى الغاية في الرجال وغالبه صواب وجيد وقد ينفرد بالكلام في بعد الرحيل فيلوح خطأه في اجتهاده بما قلنا ، فإنه بشر من البشر وليس بمعصوم ، بل هو في نفسه يوثق الشيخ تارة ويلينه تارة، يختلف اجتهاده في الرجل الواحد فيجيب السائل بحسب ما اجتهد من القول في ذلك الوقت ).[55]
فانظر إلى هذا الكلام الجميل النفيس ، وتأمـله ثم قارنه بمن تمسك بتوثيق ابن معين لأبي الصلت ولم يلتفت إلى تضعيف الحفاظ لـه !!
وأمّـا ما ذكره الغماري: أن عبد الله بن أحمد بن حنبل ـ رحمه الله ـ وثقه بروايته عنه ، وذلك يدل على أنه ثقة عند أبيه أيضاً ،لأن عبد الله كان لا يروي إلاّ عمن يأمره أبوه بالرواية عنه ممن هو عنده ثقة[56]، وقد قال الحافظ ابن حجر: ( من عرف من حاله أنه لا يروي إلاّ عن ثقة ، فإنّه إذا روى عن رجل وُصِف بكونه ثقة عنده كمالك ، وشعبة والقطان ، وابن مهدي ، وطائفة ممن بعدهم ).[57]
فالجواب عن هذا ، ما يلي:
إنّ هذا مبني على الغالب ، وإلاّ فمالك ـ رحمه الله ـ روى عن عبـد الكـريم بن أبي المخارق ، وعبد الكريم هذا قال عنه الحافظ ابن حجر: ( ضعيف ).[58]
وشـعبة ـ رحمه الله ـ روى عن جابر الجعفي ، وهو ضـعيف عنـد الحافظ ابن حجر أيضاً.[59]
والإمام أحمد ـ رحـمه الله ـ روى عـن عـامر بن صـالح الزبـيري ، وهـو: ( متروك الحديث )[60]، وهكذا.
وقد قال الحافظ ابن حجر: ( قد كان عبد الله بن أحمد لا يكتب إلاّ عمّن يأذن له أبوه في الكتابة عنه ، ولهذا كان معظم شيوخه ثقات ).[61]
وهناك فرق بين: ( معظم ) و( كل ).
وقال أيضاً: ( حكم شيوخ عبد الله القبول ، إلاّ أن يثبت فيه جرح مفسر ، لأنه كان لا يكتب إلاّ عمن أذن له أبوه فيه ).[62]
ولاحظ قول الحافظ ابن حجر: ( إلاّ أن يثبت فيه جرح مفسر ).
ولا يشك أحدٌ أنّ أبا الصلت قد ثبت فيه جرح مفسر!!!!
فهذا حكم شيوخ عبد الله بن الإمام أحمد لا من أطلق القبول فيهم ،
والله أعلم .
يتبع ….


[1] بحر الدم ، لابن عبد الهادي: ( رقم: 1242 ).
[2] الشجرة في أحوال الرجال: ( رقم: 384 ).
[3] الجرح والتعديل: ( 6 / 48 ).
[4] الجرح والتعديل: ( 6 / 48 ).
[5] تهذيب التهذيب: ( 6 / 286 ).
[6] تهذيب التهذيب: ( 6 / 286 ).
[7] الضعفاء: ( 3 / 70 ).
[8] تهذيب التهذيب: ( 6 / 286 ).
[9] المجروحين: ( 2 / 151 ).
[10] ( 5 / 332 ).
[11] تهذيب التهذيب: ( 6 / 286 ).
[12] تهذيب التهذيب: ( 6 / 286 ).
[13] تهذيب التهذيب: ( 6 / 286 ).
[14] الضعفاء: ( رقم: 140 ).
[15] الإرشاد: ( 3 / 873 ).
[16] تهذيب التهذيب: ( 6 / 287 ) ، وتذكرة الحفاظ في ترتيب أحاديث المجروحين: ( 137 ).
[17] الموضوعات: ( 1 / 353 ).
[18] كما في الكاشف: ( 1 / 653 ) ، والمجرد: ( رقم: 1739 ) ، والمقتنى في سرد الكنى: ( رقم: 3219 ) ، وسير أعلام النبلاء: ( 15 / 400 ).
[19] ( 2 / 394 ).
[20] ( 11 / 446 ).
[21] ( 11 / 448 ).
[22] ( 3 / 126 ).
[23] نصب الراية: ( 1 / 345 ).
[24] تخريج أحاديث الكشاف: ( 2 / 465 ).
[25] فتح الباري: ( 6 / 412 ).
[26] تنقيح التحقيق: ( 2 / 827 ).
[27] ( 1 / 133 ).
[28] ( 2 / 465 ).
[29] ( رقم: 4098 ).
[30] الفوائد المجموعة: ( ص: 293 )، في الحاشية.
[31] مصباح الزجاجة: ( 1 / 55 ).
[32] كما في: تهذيب التهذيب: ( 6 / 287 ).
[33] نـبّه عليه الدكتور / بشار عوّاد في تحقيقه لكتاب: ( تهذيب الكمال ) ، للمزي: ( 18 / 81 ).
[34] فتح الملك العلي بصحة حديث باب مدينة العلم علي: ( ص: 10 ).
[35] ( 11 / 49 ).
[36] ( 11 / 49 ).
[37] ( 22 / 321 ).
[38] سؤالات ابن الجنيد: ( رقم: 358 ).
[39] سؤالات ابن الجنيد: ( رقم: 463 ).
[40] متابعة الفيدي له ستأتي بعد قليل ، في الوجه الثاني.
[41] المـستدرك: ( 3 / 126 ـ 127 ).
[42] المـستدرك: ( 3 / 127 ).
[43] تاريخ بغداد: ( 11 / 48 ).
[44] ( 4 / 290 ـ 293 ).
[45] ( 2 / 239 ).
[46] ميزان الاعتدال: ( 1 / 509 ).
[47] تاريخ بغداد: ( 11 / 49 ).
[48] معرفة الرجال ـ رواية ابن محرز ـ: ( 1 / 79 ) ، رقم: ( 231 ).
[49] تاريخ بغداد: ( 11 / 49 ).
[50] تاريخ بغداد: ( 11 / 50 ).
[51] أي: عبد السلام الهروي .
[52] سير أعلام النبلاء: ( 11 / 447 ).
[53] الفوائد المجموعة: ( ص: 293 )، في الحاشية.
[54] الفوائد المجموعة: ( ص: 349 ـ 350)، في الحاشية.
[55] ( ص: 49 ).
[56] فتح الملك العلي بصحة حديث باب مدينة العلم علي: ( ص: 11 ).
[57] اللسان: ( 1 / 15 ).
[58] التقريب: ( رقم:4184 ).
[59] التقريب: ( رقم: 886 ).
[60] التقريب: ( رقم: 3113 ).
[61] تعجيل المنفعة: ( 2 / 161 ـ 162 ).
[62] تعجيل المنفعة: ( 2 / 173 ).

بحث سريع