في خطبة الجمعة لهذا الأسبوع الموافق 11/8/1428 قام فضيلة إمام و خطيب الحرم المكي فضيلة الشيخ صالح آل طالب بإلقاء خطبة بليغة و مهمة حول آل البيت النبوي و فضائلهم و مكانتهم في الأمة الاسلامية . و قد أشار فيها إلى صفاء اعتقاد أشراف الحجاز و بعدهم عن البدع و العقائد المستحدثة في مهبط الوحي .
و قد استفتح فضيلته الخطبة بقوله – بعد الحمد والثناء على الله – ( الشريف في ذاته يفيض بالشرف على من حوله ، و الكريم في معدنه يسري كرمه في المحيطين به ..! انظر إلى زجاجة العطر كيف تبقى فواحة بعد نفاد ما فيها ..)
و قال حفظه الله ( و نسله استحقوا وصف الشرف والسيادة .. كيف لا ؟! و فيهم من دمائه دم ! و من روحه .. و من نوره قبس ، و من شذاه عبق ! و من وجوده بقية .. ) و لكرمه كرمت ذريته و لشرفه صلى الله عليه وسلم شرف آل بيته .
و بعد أن أكد قيام الأمة بواجب آل البيت و تقريرهم لفضائلهم ومحبتهم في شريعة الاسلام ، قال ( و قد يكون قصر بعض المسلمين في هذا الجانب في مراحل من التاريخ ، و في وقائع دونت بمداد أسى ! كما يقصر بعض المسلمين في بعض واجباتهم ، فتكتب عليهم ذنباً من الذنوب وخطيئة من الخطايا .. إلا أن الطابع العام للأمة هو: معرفة قدرهم ، وبذل المودة لهم و محبتهم و موالاتهم ، شهدت بذلك عقائدهم المدونة و تفاسيرهم المبسوطة و شروحات السنن و كتب الفقه .. كيف لا ؟ و هم وصية نبينا محمد صلى الله عليه و سلم ، هم وصيته و هم بقيته ، إذ يقول ( أذكركم الله في أهل بيتي .. أذكركم الله في أهل بيتي .. أذكركم الله في أهل بيتي ) رواه مسلم … )
ثم أشار فضيلته في خطبته إلى أن ( آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم هم أزواجه و ذريته و قرابته الذين حرمت عليهم الصدقة ، هم أشراف الناس ..و قد قال صلى الله عليه وسلم :" فاطمة سيدة نساء أهل الجنة " " رواه البخاري . و في الصحيحين :" فاطمة بضعة مني فمن أغضبها أغضبني " و في رواية في الصحيحين أيضاً ( فاطمة بضعة مني يريبني ما رابها و يؤذيني ما آذاها " ) .
و بعد أن لخص فضيلته جملة من الدعاوى والاستغلال السياسي والعقدي لاسم آل البيت من طوائف شتى عبر التاريخ ، قال فضيلته :
( و هنا أمران يستدعيان الوقوف و يلحان في الطرح :
أولهما : أن آل البيت الثابتة أنسابهم هنا في الحجاز أو ممن انتشر منهم في البلاد أو حكم جزءاً من بلادنا الاسلامية اليوم ، هم أبعد الناس عن تلك المذاهب المستحدثة ، تشهدُ بذلك عقائدهم و مؤلفات العلماء و طلبة العلم منهم و مواقعهم على الشبكة العالمية ، و كذا مواقف الساسة منهم و الحكام فيهم .. فهل بعد هذا بصيرة لمستبصر و ذكرى لمستذكر ؟
الأمر الثاني : أنه في الوقت الذي يُنكرُ فيه المعروفون من آل البيت تلك العقائد الدخيلة ، تنشطُ في الوقت نفسه عناصر ليسوا عرباً و لا من نسل العرب ، ينشطون في الحديث باسم آل البيت و تكوين دين يزعمون أنه مستقى من آل البيت ..!
دينٌ لا يعرفه صاحب البيت ، ولم يأت به جد آل البيت .. بل و يخالف شريعة مؤسسه صلى الله عليه وسلم ..!
بل إن أولئك العجم هم الرعاة لتلك العقائد المستحدثة ، الناشرون لها منذ نشأت إلى يومنا هذا ) .
ثم تحدث فضيلته في بداية الخطبة الثانية عن الاستغراب من عدم وجود تلك المذاهب البدعية والمستحدثة في بيوت آل البيت و في مهبط الوحي .. و أشار فضيلته إلى أن الواجب على العلماء و طلبة العلم من النسل الشريف من آل البيت أن يأخذوا زمام المبادرة في المحافظة على عقيدة جدهم صلى الله عليه وسلم ، و ألا يتركوا الصوت العالي لغيرهم من المفسدين .
و قد تعرض بعد هذا المقطع فضيلته لإغماء مفاجيء ، حيث توقف لبرهة من الوقت عن الكلام ثم جلس لمدة دقيقة ، مما أثار قلق المصلين ، لكن الشيخ صالح عاد مرة أخرى لاستئناف الخطبة بشكل مختصر، ختمه بالصلاة على النبي و الدعاء .
و كان الشيخ صالح آل طالب قد شعر بإجهاد مفاجئ أثناء الخطبة ، مما اضطره للجلوس قليلاً لالتقاط الأنفاس ، ثم عاد لاستكمال الخطبة لكن بشكل مختصر.
و كان العديد من المصلين قد شعروا بالقلق على إمام الحرم المكي وتعالت أصوات بعضهم من أجل الاطمئنان على آل طالب .
و كان العديد من المصلين قد شعروا بالقلق على إمام الحرم المكي وتعالت أصوات بعضهم من أجل الاطمئنان على آل طالب .
الجدير بالذكر أن بعض نواب الشيعة في البحرين اتهموا أئمة الحرم المكي بأنهم ناصبة ، و أتت هذه الخطبة لتكشف كذب الشيعة و تخرصهم على آل البيت و على أئمة المسلمين في الحرمين الشريفين .
و أسرة موقع آل البيت في الحجاز الشريف و مهبط الوحي ، إذ تنشر مقتطفات عن هذه الخطبة العصماء ، فإنها في نفس الوقت تدعو الله أن يبارك في جهود فضيلة الشيخ صالح آل طالب إمام و خطيب الحرم المكي ، و أن يمن عليه بالأجر و العافية ، و أن يحفظه من كل مكروه ، و يجعله ذخراً للاسلام والمسلمين ، إنه سميع مجيب .