الضغوط الأمريكية تعرقل استئناف العلاقات الدبلوماسية بين طهران والقاهرة

بواسطة | إدارة الموقع
2007/09/19
أثارت زيارة وفد إيراني برئاسة مساعد وزير الخارجية الإيراني عباس عرقجي للقاهرة ولقاءاته أول أمس مسؤولين في الخارجية المصرية الحديث مجدداً عن إقامة العلاقات بين البلدين في الفترة المقبلة.
وتوقع خبراء ومحللون أن تشهد العلاقات بين مصر وإيران تحسناً كبيراً في الفترة المقبلة، خصوصاً مع إعلان القاهرة أن البلدين سيبدآن حواراً على المستوى الوزاري، تمهيداً لاحتمالات استئناف العلاقات المقطوعة بينهما منذ ،1980 لكنهم رهنوا مقدار هذا التحسن بالموقف الأمريكي في المنطقة، وقالوا إن واشنطن تمارس ضغوطاً على القاهرة للحيلولة دون اكتمال علاقاتها الدبلوماسية مع طهران .
و قال مدير مركز يافا للدراسات والأبحاث الدكتور رفعت سيد أحمد إنه يتوقع أن هناك نيات لتحسين العلاقات قد تصل إلى إقامة علاقات دبلوماسية كاملة، لكن التحدي الذي سيحول دون ذلك هو الضغوط الأمريكية، وأضاف: ل”الخليج” أنه لا توجد مشكلة بين مصر وإيران وعلى العكس هناك فرص لاستثمارات واسعة في المجال الاقتصادي أو حتى السياسي ولم يتم الالتفات إليها، وأشار إلى إعلان إيران أن استئناف العلاقات الطبيعية يمكن أن يؤدي إلى تدفق السياحة الدينية الإيرانية على مصر، بما يؤدي إلى نتائج اقتصادية تصل إلى 5 مليارات دولار، حسب تقدير مسؤولين إيرانيين. وحول ارتباط الحديث عن استئناف العلاقات بين البلدين بالضغوط الدولية المتصاعدة ضد إيران قال رفعت سيد أحمد : إنَّ من الوارد أن يكون هناك ارتباط ، لكن طهران تسعى لتحسين علاقاتها مع دول المنطقة ، وخصوصاً مصر من دون ارتباط بالظروف الدولية، وأضاف ان السياسة الإيرانية ترى أن مصر وإيران دولتان أساسيتان في المنطقة ومن المعيب عدم وجود علاقات كاملة بينهما، وأرى أن إيران تبذل محاولات حثيثة لتحقيق ذلك، فيما تقتصر المحاولات من الجانب المصري على المحاولات الشعبية وليست الرسمية، وتقتصر على لجنة التقريب بين المذاهب والأزهر ومشروعات اقتصادية غير رسمية.
ويرى الدكتور رفعت سيد أحمد أن المسؤولين عن إدارة السياسة الخارجية المصرية يدركون أهمية وجود علاقات طبيعية مع إيران، خصوصاً مع المشكلات والملفات الساخنة في المنطقة، وفي مقدمتها الأوضاع في العراق ولبنان وفلسطين وسوريا، ويتداخل فيها الدور الإيراني بشكل واضح وجدد التأكيد على أن الحائل دون اكتمال العلاقات بين القاهرة وطهران هو الضغوط الأمريكية.
ويرى الخبير العسكري اللواء صلاح الدين سليم أن مصر والسعودية لا ترغبان في أن توجه الولايات المتحدة الأمريكية ضربة عسكرية لإيران، خصوصاً في ظل التدهور الحاصل في العراق وفلسطين، ويوضح أن استئناف العلاقات بين طهران والقاهرة ووصولها إلى العلاقات الكاملة يتوقف على التعامل الأمريكي مع ملفي الأوضاع في العراق وفلسطين بشكل خاص، وأنه في حال استمرار التدهور الحالي فمن المتوقع استئناف العلاقات الطبيعية بين البلدين، وفي حالة نجاح الولايات المتحدة في تحقيق تقدم في الملفين، وهو غير منتظر ستظل العلاقات بين طهران والقاهرة متوقفة عند مستوى بعينه ولا تتجاوزه، وهو القائم حالياً.
وكان وفد دبلوماسي إيراني قد التقى مسؤولين في الخارجية المصرية وأفادت تصريحات رسمية أن اللقاء تناول طرح كل طرف رؤيته للأوضاع الإقليمية والدولية، وتم الاتفاق على مواصلة الحوار بين الجانبين.
وكانت العلاقات بين البلدين قد توقفت في ،1980 بعد قيام الثورة الإسلامية الإيرانية بعام وقبول القاهرة لجوء شاه إيران إليها في عهد الرئيس السابق أنور السادات، وبررت القاهرة كثيراً رفضها استئناف هذه العلاقات بإطلاق السلطات الإيرانية اسم خالد الاسلامبولي قاتل السادات على شارع رئيسي في طهران، وهو ما نزعت فتيله إيران مؤخراً باستبدال اسم الاسلامبولي باسم الشهيد محمد الدرة، ومن الإعلانات الإيرانية المتكررة آخرها على لسان الرئيس محمود أحمدي نجاد عن الاستعداد لاستئناف علاقات البلدين وتتباين تصريحات المسؤولين المصريين بين الترحيب تارة والتلويح بالمخاوف من التدخل الإيراني في ملفات العراق وفلسطين تارة أخرى، ويبقى الاتفاق على لعب واشنطن دوراً كبيراً في تحديد مسار العلاقة بين الجانبين في المرحلة الماضية أو في الفترة المقبلة.
موقع صحيفة الخليج 2007, 09, 20 .

بحث سريع