|
|
أختي المكية : أبعث إليك بطاقة حب …. تفوح منها عبارات الإخاء والمودة أبث إليك فيها نبضات قلب محب …. وكلمات أخت ناصحة أختي المكية : إن موضع قدمك على ثرى هذه البلدة الطيبة ، تتمناه كل مسلمة تعيش بعيداً عنها ، ومستعدة لأن تبذل الغالي والنفيس في سبيل أن تعيش في هذا البلد أياماً أو ساعات معدودة ، تزين بها صحائف أعمالها ، وتثقل بها موازين حسناتها .. فهلاّ حافظتي على موضع قدمك ، وعظّمت ثرى أرضك ، فإن النعم تدوم بالشكر ،وتزول بالكفر . أخيتي المكية : هذا لقب غالي وشرف عالي … لا يناله إلا من يستحقه ، ولا يحمله إلا من هو أهل له .. فهلاّ سألت نفسك : هل أنا استحقه ؟! وهل أنا أهل له ؟! هل أديت حقه وعرفت قدره وفضله ؟! إن من حقه عليك أن تكوني مكية فعلاً وقولاً ، ظاهراً وباطناً ، قلباً وقالباً ، فالمكية لها تبعات كبيرة ، ومسئوليات عظيمة . أخيتي يا ابنة مكة : إن بنات الإسلام ينظرن إليك نظرة إجلال وتقدير … فأنت حفيدة الصحابيات … ووارثة أرض المهاجرات … فالخير ما فعلت .. والشر ما تركت .. القلوب إليك تهفو …. والنفوس بك تسمو …. فهلاّ كنت للأمانة معظمة … وللفضيلة ناشرة …. أنت القدوة ….. فلا تسنّي إلا الحسنة … وأنت القائدة ….فلا تقودي إلا الطيب . أختي يا ابنة الإسلام : ابحثي عن إيمانك الكامن بين حناياك ، ابذلي الجهد لرفع درجاتك وزيادة حسناتك ، وليكن الإخلاص شعارك …. والإتقان دثارك … حافظي على صلواتك، فهي نور دربك ، وجلاء ذنبك ، وصدق إيمانك .. وهي زادك في طريقك … وشمعة تضيء ظلام نفسك.. تلمسي حجابك …. فهو تاج رأسك …. وعز حياتك … أنت به درة مصونة ولؤلؤة مكنونة … وبدونه حلوى مكشوفة … وسلعة رخيصة . أحفظي حيائك … فهو سر جمالك … وعنوان إيمانك …. فقد عزّ وجوده … وقلّ أهله .. وغاب ذكره … أنت به حرة عزيزة …وبدونه أمة ذليلة . حسني خلقك … وأحسني قولك … يعظم أجرك وترفع درجتك … فيرضى ربك .. ويحبك من حولك . يا ابنة مكة : يا مربية الأجيال … ومحضن الأبطال … ومعقد الآمال … أبناؤك عقد يزين جيد الأمة … وشعار فخر يضيء جبينها. .. هم ثمرة جهدك … وحصاد غرسك . ازرعي الإيمان في قلوبهم … واغرسي الولاء في نفوسهم … الولاء لربهم ودينهم وولاة أمرهم . ربيهم على حب الله ورسوله وصحبه الكرام … وأرضعيهم جميل الوفاء وحسن العهد وشكر النعم . فأنت أم لكل مخلص متفان … وأنت أخت لكل محب معطاء … وبنت لكل صادق ناصح.. أنت أهل لكل هذا .. ما أخلصت النية ونصحت الذرية وأديت المسئولية . أخيراً يا ابنة الحرم : أوصيك ونفسي بأمرين مهمين : الشكر والاستغفار ، شكر يحفظ النعمة ، واستغفار يرقع الخلل ، عسى ربنا أن يتقبل ما منّ به علينا من طاعة ، ويتجاوز عما قصرنا فيه من خلل وما أكثره ! يقول التابعي بكر المزني – رحمه الله – قلت لأخ لي : أوصني ! فقال : ما أدري ما أقول ! غير أنه ينبغي لهذا العبد ألا يفتر من الحمد والاستغفار ، فإن ابن آدم بين نعمة وذنب ، ولا تصلح النعمة إلا بالحمد والشكر ، ولا يصلح الذنب إلا بالتوبة والاستغفار . |