اعتذار “الديبلوماسية” الإيرانية للقرضاوي

بواسطة | جمال سلطان
2008/10/15

قدمت "الديبلوماسية" الإيرانية أمس اعتذارها إلى فضيلة الشيخ يوسف القرضاوي عن البذاءات التي وجهت إليه من بعض المؤسسات والشخصيات الشيعية الإيرانية ، وتحدث الدكتور على أكبر ولاياتي مستشار مرشد الثورة وعلى أكبر محتشمي وزير الداخلية السابق بود كبير عن الشيخ القرضاوي وعن مجمل العلاقات بين أطياف الأمة ، والمبادرة الإيرانية كانت متوقعة بعد "الفضيحة" التي فجرها لهم الشيخ القرضاوي بتصريحاته وبياناته ، ولذلك جاء الوفد الإيراني عالي المستوى الذي حرص ـ لأول مرة ـ على الحضور لمؤتمر القدس ، ولكن تصريحاته في النهاية تصريحات "ديبلوماسية" مجردة ، دون أن تخرج أية مبادرة عن المؤسسات العلمية والدينية الإيرانية في السياق نفسه ، كما أن بعض الكلام الذي ذكر فيه استخفاف بالحقائق بصورة يبدو معها أن القصد هو "لملمة" الموضوع بأي شكل ، وعلى سبيل المثال تحدث السيد محتشمي عن مزار أبو لولؤة المجوسي ، ووصفه بأنه مزار لشاعر إيراني اسمه "أبو لؤلؤة" وليس هو أبو لؤلؤة قاتل عمر بن الخطاب ، وهذا كلام مهين للعقل ومستخف بالحقيقة التي يعرفها الجميع حتى الشيخ التسخيري الذي اعترف به في رسالته الشهيرة إلى الدكتور محمد سليم العوا وقال أنهم سوف يسعون في إزالته ، ولكنه لم يزل حتى الآن ، ولن يزيلوه ، على كل حال كان جواب الدكتور القرضاوي واضحا بأنه لم يغضب إلا لله وأن إغلاق الموضوع لا يكون إلا بوقف سباب الصحابة وإهانة أمهات المؤمنين والتوقف عن عمليات التسلل إلى المجتمعات السنية لأنه سبيل إلى الفتنة وتمزيق الأمة ، وفي محصلة المشهد اعتذر الإيرانيون للشيخ يوسف ، بينما أصدقاؤه وحواريوه وتلاميذه في القاهرة لم يعتذروا له حتى الآن ، ولم يروا أن هناك ما يستحق أن يعتذر عنه ، غير أن الدكتور أحمد كمال أبو المجد وصلته رسالة هذه الزاوية بوضوح ، فأعلن أمس أنه أرسل رسالة "مغلقة" إلى الشيخ يوسف يوضح فيها موقفه ورؤيته مما حدث ، وأنه بعثها شخصية بالفعل ولن ينشرها في الصحف أو أي وسيلة إعلامية ، وأعتقد أن هذا اعتذار ضمني عما فعله قبل ذلك ـ وكشفناه في تلك الزاوية ـ في رسالته التي وصفها بأنها رسالة خاصة لفضيلة الشيخ يدعوه فيها للتحاور بعيدا عن الصحافة والإعلام بينما هو ينشر رسالته "الخاصة" في الصحف ووسائل الإعلام ، المثير للدهشة وربما الضحك أن محمد الدريني الذي يقدم نفسه بوصفه رئيس المجلس الأعلى لآل البيت ، رفض هو الآخر تصريحات القرضاوي عن الاختراق الطائفي للمجتمعات السنية واعتبره غير صحيح ، وقال أنهم سيرسلون وفدا للشيخ القرضاوي لتوضيح الحقائق ، مصدر الدهشة أن الدريني نفسه شاهد على صدقية تصريحات القرضاوي ، لأن الدريني حتى سنوات قليلة خلت كان مصريا سنيا أبا عن جد ومنتميا إلى الإخوان المسلمين ، ثم اتصل ببعض الشخصيات الإيرانية والخليجية انتهت به إلى تحوله إلى المذهب الشيعي ، فمن شيعك يا دريني ، وقد دخل في صراعات وخناقات شهيرة مع متشيعين آخرين في مصر على خلفية التنازع على الأموال التي ترد من الخارج ، وكان المتشيع الآخر صالح الورداني قد أعلن في حوار مع الزميل فراج إسماعيل عن ابتعاده عن الدائرة المتشيعة في مصر بسبب ما اعتبره فسادا ماليا وصراعات الغنائم التي ترد من الخارج ، وهذه المعلومات يعرفها جيدا أطراف كثيرة من أصدقاء الشيخ القرضاوي الذين انتقدوه ، كما يعرفون معرفة مباشرة ووجها لوجه أن قادة المتشيعين المصريين الذين ينتشرون في بعض الصحف يشتمون الصحابة ويسبون أهل السنة وعلماءهم وقادتهم ، كلهم ضيوف دائمون في مقر القائم بالأعمال الإيراني في مصر

صحيفة المصريون تاريخ 13 – 10 – 2008

بحث سريع