مسرحية عن ضبط “نقيب الأشراف مع مومس” تغضب علماء سوريا

بواسطة | إدارة الموقع
2009/05/03

أكد وزير الثقافة السوري الدكتور رياض نعسان آغا، في تصريح لـ"العربية.نت"، أنه تم الاكتفاء بعرض مسرحية "طقوس الإشارات والتحولات" لمرة واحدة في مدينة حلب السورية، لأنها أساءت إلى آل البيت من خلال الحديث عن نقيب الأشراف وعلاقته بمومس، نافياً صدور قرار بمنع عرض المسرحية وإنما تم وقف عرض ثان لها لأنها لم تلتزم بحذف جمل تسيء لآل البيت وشخصية المفتين، وذلك بعد احتجاجات من قبل المفتي وشخصيات دينية عديدة.

وتنطلق المسرحية، التي ألفها المسرحي الراحل سعدالله ونوس، من حادثة تاريخية كان فخري البارودي أوردها في مذكراته "تضامن أهل دمشق"، عندما يدبر مفتي دمشق خلال الحكم العثماني القبض على نقيب الأشراف متلبساً في وضع فضائحي مع احدى المومسات. لكن المفتي يتنبه الى فضيحة سجن نقيب الاشراف مع المومس، وما يلحقه ذلك من أذى لسمعة الاشراف، حيث يستمد المفتي سلطته من موقعهم واحترام الناس لهم. لذلك يستبدل المومس بزوجة نقيب الأشراف لتدارك الفضيحة، الا أن ذلك الإجراء يبدل في مصائر شخصيات العمل الاساسية.

وكانت وكالة الأنباء الفرنسية ذكرت، الخميس 2-4-2009، أن السلطات السورية في مدينة حلب أوقفت عرض المسرحية، مساء الثلاثاء، بعد اعتراضات من قبل بعض رجال الدين على ما اعتبروه "إساءة ومساساً بحق القيم والرموز الدينية". وكان من المفترض ان تقدم المسرحية عرضين في حلب إلا أن عرضها الثاني، والأخير في سوريا، تم إيقافه.

وقال وزير الثقافة السوري الدكتور رياض نعسان آغا لـ"العربية.نت" إنه "لا يوجد إيقاف لمسرحية طقوس الإشارات والتحولات، وتم عرضها في عدد من المحافظات. لكن كان هناك بعض الجمل التي ارتأت مديرية المسارح عدم ذكرها لأنها تسيء للمجتمع الاسلامي وقيمه، ويبدو أن عرض حلب لم يلتزم بهذه الملاحظة".

وأضاف: "لا يوجد عمل لا يتعرض لملاحظات نقدية، لأن العمل فيه بعض الجمل التي لا تقبلها القيم لم تحذف في عرض حلب، ما جعل المسرحية تتعرض لهذا النقد الحاد من المجتمع، وليس من الدولة، بسبب الإساءة إلى آل البيت، وهي عن نقيب الأشراف مع مومس، إضافة إلى الاستهزاء بشخصية المفتي".

وأكد الوزير السوري أن عرض المسرحية "متاح في كل المحافظات، إلا أننا طلبنا الاكتفاء بعرضه مرة واحدة في حلب وطلبنا أن يأتوا ويعرضوا في دمشق شريطة الالتزام بالملاحظات".

وقال: "في بعض الجمل تطاول على الدين أثار الناس، خاصة عندما قالوا إن زوجة نقيب الأشراف مومس، بينما لا يوجد داعٍ في النص الدرامي لأن تكون كذلك، لأن نقباء الأشراف من آل البيت ولا نقبل أن يتم شتم آل البيت على المسارح".

وشرح مفتي حلب الدكتور ابراهيم السلقيني لـ"العربية.نت" سبب الاعتراض على المسرحية لكونها "غير منسجمة مع قيمنا في العروبة والإسلام، وهي مسرحية هابطة، كما أنها تسيء لرجال الدين عندما عرضت المفتي بشخصه وعمامته".

وأوضح أن تدخل رجال الدين جاء بعد تلقي عدة شكاوى من الجمهور، وهو تدخل "لحفظ أخلاق الأمة، وليس لأسباب سياسية أو اقتصادية من قبل رجال الدين، وليست وظيفتنا المنع وإنما أن نبين مكان الخطأ والوزير رأى عدم عرضها مرة ثانية في حلب".

من جهته، اكد مدير المسارح والموسيقى في سوريا عجاج سليم, لوكالة فرانس برس، انه تم اعطاء بعض الملاحظات للمخرج بهدف "حماية العرض ورعايته"، وتتركز تلك الملاحظات، بحسب سليم، على شخصية المفتي في المسرحية، مؤكداً ان تلك الشخصية "هي شخصية مفتي مسرحي، وليس المقصود بها اي مُفتٍ آخر".

وكان مخرج المسرحية الفرنسي وسام عربش، وهو من اصل عربي، قال خلال نقاش تلا عرض المسرحية في دمشق "اصبحنا نعرف انه عندما نشتغل على نص لسعد الله ونوس ستثار بعض المشاكل"، مؤكداً انه "اذا كان ثمة مشاكل سياسية او دينية في المجتمع فيجب الا نحملها للنص او المخرج".

ولم تتمكن "العربية.نت" من الوصول للمخرج للوقوف على رأيه بهذه القضية.

وتنتمي هذه المسرحية لنتاج سعد الله ونوس (1941-1997) الاخير، وكتبها عام 1994، وقدمت في مصر ولبنان وفي اوروبا على يد عدة مخرجين غير سوريين، منهم المخرجة اللبنانية نضال الاشقر والالمانية فريدريكه فيلدبك.

المصدر : موقع العربية الخميس 6 ربيع الثاني 1430

{moscomment}

بحث سريع