وردنا هذا التعليق من أحد طلبة العلم المعروفين لدى الموقع حول مقال الشيخ العلامة بكر أبو زيد رحمه الله تعالى ، وقد نشرناه كما هو تابعاً لأصل كلام الشيخ بكر أبو زيد من معجم المناهي اللفظية
قلتُ : ما تقدم هو من كلام الشيخ العلامة بكر أبو زيد رحمه الله حول لقب ( فاطمة الزهراء ) في كتابه النافع ( معجم المناهي اللفظية ) ، و ظاهر كلامه أنه لا يرى المنع من هذا اللقب ، و إنما قال ( و لم أقف على تاريخ لهذا اللقب لدى أهل السنة ، فالله أعلم ) .
و قد سرى بين بعض أهل العلم المنع أو كراهة استخدام هذا اللقب ، حتى عدوه من البدعة ، و قد يستدلون بكلام بكر أبو زيد رحمه الله المتقدم على المنع ، حتى أن هناك من يقول : لم يردا في كلام ابن تيمية ولا ابن القيم !
و هذا شيء غريب !
لا تعلم كيف يسري القول به عند بعض من ينتسب للسنة المحضة ، لكن المعصوم من عصمه الله !!
و قد حضرني استدلال بديع لجواز ذلك ، وهو يحتاج إلى تقرير ونقل ، فأقول :
صح في الحديث الذي أخرجه البخاري و مسلم ، و أحمد : عن أنس رضي الله عنه قال : ” كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أزهر اللون ، كأن عرقه اللؤلؤ ، إذا مشى تكفأ ، ولا مسست ديباجة ، ولا حريرة ألين من كف رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا شممت مسكة ولا عنبرة أطيب من رائحة رسول الله صلى الله عليه وسلم ” .
و الأزهر – في اللغة – : المنير المضيء و المشرق . و الرجل الزاهر هو : الحسن الأبيض من الرجال ، و قيل : هو الأبيض فيه حمرة .
ويقال امرأة زهراء أي : مشرقة الوجه .
و فاطمة عليها السلام تأخذ هذا الوصف من جهتين :
الأولى : أن فاطمة عليها السلام أشبه الناس بأبيها . قالت أمنا عائشة رضي الله عنها : اجتمع نساء النبي صلى الله عليه وسلم ، فلم يغادر منهن امرأة ، فجاءت فاطمة تمشي كأن مشيتها مشية رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال :” مرحبا بابنتي ” فأجلسها عن يمينه .. الحديث .
وكان ابنها الحسن أشبه الناس بجده رسول الله ، فعن أنس :” كان أشبههم برسول الله صلى الله عليه وسلم ، ..” .
الجهة الثانية : أنه ثبت في الصحيحين عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال :”فاطمة بضعة مني “.
والبَضْعَةُ : القطعة منه ، كما في حديث طلق في الوضوء من مس الذكر ( لا ، إنما هو بضعة منك ) .
فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم (( أزهر )) كما ثبت في الحديث المخرج في الصحيحين ، فالقطعة منه و البضعة لابد و أن تكون (( زهراء )) خاصة ، وقد ثبت في الحديث أنها (( أشبه الناس برسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم )) .
فثبت بهذا مشروعية قولنا (( فاطمة الزهراء )) ، و أنه لا حرج منه و لا فيه .
فإذا قيل : الشيعة يريدون به معاني فاسدة ، نقول : نحن لا نريدها و لا نقبلها ، و نبقى على الأصل وهو جواز التسمية والتلقيب والاطلاق لأمنا فاطمة عليها السلام .
و الله تعالى أعلم .