آل ددّه بكربلاء أسرة تدعي النسبة للحسين رضي الله عنه ، و يذكرون أنهم رضوية ينتسبون من جهة علي الرضا بن موسى الكاظم ( انظر : عشائر كربلاء لآل طعمة 1/102) .
و يعرف البعض نسبهم بأنه يرجعُ إلى : " أبي المحسن إبراهيم العسكري بن موسى أبي شجة بن إبراهيم المرتضى بن موسى الكاظم " .
و لا صلة لهذا العمود بالرضوية ، كما هو معلوم .
و أصل انتساب هذه الأسرة يرجعُ إلى رئاسة أحد أجدادهم تكية طائفة البكتاشية بالعراق ، و هو أحمد بن موسى بن صادق بن جعفر الدده ، الذي عينه السّلطان العثماني رئيسَاً أعلى للطريقة البكتاشية ، و يقرأ ختمه المؤرخ في سنة 1247هـ « السيّد أحمد دده تكية باشي » ، و يعني متولي تكية البكتاشية بكربلاء .
و ساقوا لجدهم الدده المذكور هذا النسب : أحمد بن موسى بن صادق بن جعفر دده بن يعقوب الدده بن عبدالمؤمن الدده بن عيسى بن محمد بكتاشي ( المولود سنة 645هـ والمتوفى سنة 738هـ ) بن إبراهيم بن موسى بن إسحاق بن محمد بن إبراهيم بن المهدي بن محمد بن أبي عبدالله الحسين بن إبراهيم العسكري بن موسى الثّاني أبو شجة بن إبراهيم المرتضى بن الإمام موسى الكاظم .
و جدهم عبدالمؤمن دده المذكور هو أول من استوطن منهم كربلاء .
و نسب البكتاشية باطلٌ لا يثبت في عقب موسى الكاظم ، فإنه لم ينص أحدٌ من ثقات النسابين على ( محمد بن أبي عبدالله الحسين بن إبراهيم العسكري ) ، و أيضاً فبيتُ أبي المحسن إبراهيم العسكري بيتُ وجاهة ونقابة بشيراز و غيرها لقرون عدة ، و لا يخفى أمرهم ، و هم قد ذكروا في ترجمة " بكتاش " أنه من خراسان .
و قد ذكر بعضهم عموداً آخراً لبكتاش ، فقالوا : " محمد بكتاش بن إبراهيم الثاني بن موسى بن إسحق بن محمد بن إبراهيم بن حسن بن السيد – كذا – بن إبراهيم بن مهدى بن محمد بن حسن بن إبراهيم بن موسى الكاظم " . انظر : رسالة البكتاشية لأحمد السري بابا ص 7 .
و هو نسبٌ مركب و مفتعل لا يثبت ، ولعله تحريف من الذي قبله .
و بهذا يظهر أن نسب آل الدده بكربلاء يرجعُ إلى طائفة البكتاشية .
و لا زال للبكتاشية وجودٌ و بقيةٌ في عدد من الأماكن ، منها : تركيا ، و ألبانيا و غيرهما ، و هم في الأصل فرقةٌ باطنية من الغلاة ، و فيهم تصوف غالٍ أول نشأتهم ، و أما الآن فقد امتزجت بمذهبهم بعض طقوس النصارى ، و الكلامُ في تاريخهم و مذهبهم يطول ، و ليس هذا محل التفصيل فيه .
و يجدر التنبيه أنه توجد أسرٌ معاصرة تتلقب بلقب البكتاش أو ما يشبهه في عدد من البلدان ، و ليس لها صلة نسب بمحمد بكتاش ، و إنما نسبة اتباع أو طريقة أو مذهب قديم لأحد الأجداد أو لغير ذلك من العلل ، و الله تعالى أعلم .
{moscomment}